فى يوم الطفل العالمي: أوقفوا قتل وتهجير وتدمير حياة ومستقبل أطفال وطفلات السودان !
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
مدار أوّل:
"وما الحربُ إلّا ما علمتم وذُقتم .. وما هو عنها بالحديث المرجّم .. متى تبعثوها تبعثوها ذميمة .. وتضر إذا ضريتموها فتضرم .. فتعرككم عرك الرحى بثقالها .. وتلفح كِشافاً ثمّ تحمل فتُتئمِ .. فتنتج لكم غِلمان أشأم كُلّهُمُ .. كأحمر عادٍ ثُمّ تُرضع فتفطم" ((زهير بن أبي سلمى))
-1-
أكتب صباح اليوم الإثنين 20 نوفمبر 2023، والعالم من حولنا يحتفل بـ((اليوم العالمي للطفل)) فى يوم (20 نوفمبر) من كل عام .
-2-
وجاء اليوم الأعظم، والنصر الأكبر، فى 20 نوفمبر 1989، بإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لـ((اتفاقية حقوق الطفل)) بموجب معاهدات حقوق الإنسان، التي أقرت الحقوق المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والصحية والثقافية للـ(الأطفال)، فتمّت دعوة جميع الدول، إلى التصديق والإمتثال بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، وما زال الطريق طويلاً أمام جهود النضال العالمي، لتحقيق المزيد من الحقوق والرفاه والحماية للأطفال والطفلات، وبخاصةٍ فى عالمٍ تدمره الحروب، وتحرم أطفاله – عنوةً - من السلام، الأمن والأمان والإطمئنان، والحلم المشروع بالمستقبل السعيد!.
-3-
ثُمّ جاء البروتوكولان الإختياريان فى عام 2020، لاتفاقية حقوق الطفل، لزيادة الحماية للأطفال، من العنف أثناء النزاعات المسلحة، ومن البيع، والإستغلال فى البغاء، وفى المواد الإباحية، وقد أُقرّ فى عام 2014، بروتوكولاً إختيارياً ثالثاً، يتيح للأطفال "رفع شكاوي" بصفة مباشرة إلى ((لجنة حقوق الطفل)).
-4-
كما أنّ هناك آليات إقليمية، تمضى فى ذات المنحي الأممي لتعزيز حقوق الأطفال والطفلات، وتعني بحمايتهم/ ن، لم نتعرض لها فى هذا المقال والمقام، المكرّس للإتفاقية الأُم، والبروتوكولات الأم، المعنية بحقوق الطفل فى أزمنة النزاعات المسلحة، وربما نعود لهذه الآليات، ولذكرها بالخير، فى مناسبات أُخري، ومن أهمها ومقدمتها ((الميثاق الأفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته)) الصادر فى عام 1990، عن ((منظمة الوحدة الأفريقية)) "وقتها"، والتي أصبحت لاحقاً ((الإتحاد الأفريقي))، وقد بدأ العمل به فى 29 نوفمبر 1999.
-5-
أتت كل هذه الجهود الأممية لتعزيز ((اتفاقية حقوق الطفل))، بالبروتوكولات الإختيارية، بقصد حماية الأطفال فى أوقات الحرب وأثناء النزاعات المسلحة، ولتاكيد وضمان حماية الأطفال والطفلات من التجنيد فى الجيوش والمليشيات – البعض يسميها "الحركات" - المسلحة، ولضمان حماية الأطفال والطفلات من البيع والإستغلال، بما فى ذلك، الإستغلال الجنسي، أثناء النزاعات، مضافاً إلى تمكين الأطفال والطفلات من تقديم الشكاوي إلى ((لجنة حقوق الطفل))، كما أسلفنا من قبل، وهي الهيئة الأممية الرقابية، غير القضائية، المسؤولة عن مراقبة تنفيذ أحكام اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكوليها الإختياريين، ومهامها ملزمة للدول الأطراف فى الإتفاقية، والتي يجب أن تلتزم بإجراءاتها ((المادة 44 من اتفاقية حقوق الطفل)).
-6-
نقول هذا، ولن ننسي أن نذكّر أن السودان دولة مُصادقة على ((اتفاقية حقوق الطفل))، و((الميثاق الأفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته )) الذي بدأ العمل به فى 29 نوفمبر 1999. وكل هذا وذاك، يلقي على طرفي الحرب الكارثية فى السودان، كامل المسئولية القانونية، وكل تبعات عدم الإلتزام تجاه حماية الأطفال، وفق ((القانون الدولي لحقوق الإنسان))، فى أزمنة السلم، وكذلك، وفق ((القانون الدولي الإنساني))، فى أوقات الحروب والنزاعات المسلحة، ويعني هذا، عدم تجنيد الأطفال أو إستغلالهم، بأيّ شكلٍ من الأشكال فى الحرب.
-7-
هذا يعني ببساطة، إنّ مسؤلية زيادة حماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة، تقع على طرفي النزاع المسلح الدائر فى السودان منذ 15 أبريل 2022، دون أدني احترام لحقوق الأطفال والطفلات، وهذا يشكّل انتهاكاً بائناً وصريحاً لحقوق الأطفال والطفلات، يجعل مرتكبوا هذه الجرائم، مُسائلين وفق الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، بما فى ذلك، القانون الدولي لحقوق الإنسان، ووفق القانون الدولي الإنساني، ولن تمر هذه الجرائم المرتكبة بحق الطفولة والأطفال والطفلات فى السودان، بغير حساب، طال الزمن أم قصّر!.
-8-
نعم، أكتب صباح اليوم الإثنين 20 نوفمبر 2023، أي بعد سبعة أشهر، وخمسة أيّام، منذ أن اندلعت الحرب "المليجيشية" الطاحنة بين (قوات الدعم السريع والجيش)، والتي بلا شك حرمت – ومازالت تحرم – ملايين الأطفال من الحق فى الحياة والحق فى التعليم والحق فى الصحة، بما فى ذلك، الصحة النفسية، والحق فى العلاج، والحق فى عدم إستخدام الأطفال والطفلات فى الحرب، بل، والحق فى أن يتمتع الأطفال والطفلات بالحماية أثناء النزاع المسلح. نقول هذا وهناك عشرات التقارير الموثقة بصورة احترافية عن استغلال الاطفال فى الحرب المليجيشية الطاحنة، وهي جرائم حرب تمر دون مساءلة، ودون أن يرعوي طرفا الحرب، ودون أن يشعر قادة وجنرالات ومليشيات الحرب، بأيّ مسئولية تجاه أطفال السودان وحاضرهم/ ن، ومستقبلهم/ن الذي أصبح وأضحي وبات فى مهب الريح، بسبب هذه الحرب الخاسرة.
-9-
مازلنا نذكر كيف حذّرت – وما زالت تحذر - منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) فى تقارير دورية كثيرة منشورة، كان أوّلها بعد شهرٍ واحد من اندلاع الحرب، وثّقت فيه لمقتل 190 طفلاً، قُتلوا بسبب المعارك، فى تلك الأيام، واليوم وبعد سبعة أشهر، ونيف، نعيد السؤال ذات السؤال القديم والمتجدّد، تُري كم من الأطفال والطفلات ماتوا – ويموتون – بعد مرور أكثر من سبعة أشهر، كم عدد من حرموا، وحُرِمن من الحق فى الصحة والصحة النفسية؟!.. كم عدد من حرموا وحرمن من الحق فى الحياة أو التعليم، أو فى السكن الآمن ؟!.. كم من الطفلات بيعن فى الأسواق الجديدة، التي تحدثت عن بعضها التقاير الموثقة ؟!.. كم من الأطفال – دون الثامنة عشر – اُستخدموا وقوداً فى هذه الحرب الكارثية اللعين؟!. كم من الأطفال المفقودين، وكم من الطفلات المفقودات، وماهو مصيرهم، وأين هم/ن الآن، وفى أيّ أوضاعٍ صعبةٍ يرزحن ويرزحون ؟!..كم .. وكم .. وكم ؟!.. إنّها أسئلة مشروعة، ستظل تُلاحق جنرالات الحرب "المليجيشية"، إلى يوم الدين؟!.
-10-
فى اليوم العالمي للطفل، دعونا نختم بالسؤال المشروع فى أوجه جنرالات الحرب هل مات طفلٌ واحدٌ من أطفالكم وطفلاتكم بسبب الطلعات الجوية والقصف العشوائي للبيوت والشوارع والأسواق، أو بنيران المدافع والمسيرات التي تنفقونها فى المزيد من التقتيل والتهجير القسري، أم أنهم/ ن فى مقاركم المحصنة يلعبن ويلعبون؟!... أما يكفيكم سبعة أشهرٍ ونيف، مازال فيها شعاركم المفضّل، كلمات فارغة ووعود زائفة بإقتراب "ساعة النصر"، فى الحرب الخاسرة، التي يسميها بعضكم "حرب الكرامة"، وعن أيّ كرامةٍ تبحثون على جماجم وأشلاء أطفال وطفلات السودان، وفى المقابل يقول بعضكم عنها إنّها حرب الدفاع عن الديمقراطية والانتقال !.
-11-
تُري عن أيّ نصرٍ وانتصار تبحثون، فوق جماجم الأطفال، وأشلائهم المبعثرة فى كل جبهات معارككم الخاسرة.. ما هذا الهراء الذي به تنطقون، وأطفال وطفلات السودان يموتون، جماعات ووحدانا دون أن يرمش لكم جفن، ولا تدمع عين ؟!... فلنرفع الصوت عالياً ضد الحرب، ولنطالب بوقها اليوم قبل الغد، فأطفال السودان هم بذرة مستقبله الذي ننشد ونتطلّع لأن يكون!.
جرس أخير:
"من يعرف الحرب .. لا يدنو لمرقدها .. الريح تعصف .. والكبريت يتّقد .. الحرب نارٌ.. إذا اشتعلت مواقدها.. من يطفىء النار .. لا ينظر لها أحد.. نحن الشعوب .. ضحاياها .. فيا أسفي.. ضعنا.. وضاعت دوننا البلد..." ((نجيب محمد علي))
فيصل الباقر
faisal.elbagir@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: النزاعات المسلحة القانون الدولی لحقوق الإنسان حمایة الأطفال حقوق الأطفال حقوق الإنسان سبعة أشهر فى الحرب
إقرأ أيضاً:
تأتأة الأطفال.. صوت متقطع وثقة لا يجب أن تنكسر
حين يبدأ الطفل في تشكيل كلماته الأولى، يتوقع الأهل رحلة لغوية سلسة مليئة بالقصص والأسئلة والتعبيرات بالكلمات. لكن أحيانا، تتعثر الكلمات، ويظهر ما يُعرف بـ"التأتأة"، وهي حالة شائعة قد تثير القلق لكنها لا تستدعي الذعر.
فيما يلي نسلط الضوء على أنواع التأتأة، توقيت ظهورها، وأهم طرق التعامل معها.
ما التأتأة؟التأتأة اضطراب في طلاقة الكلام يُخلّ بانسيابية النطق ويظهر على شكل انقطاعات متكررة، حيث يكرر الطفل الأصوات أو المقاطع أو الكلمات، أو يطيلها بشكل غير طبيعي. وهي لا تتعلق بالذكاء أو القدرة على التفكير، بل ترتبط بطريقة إرسال الدماغ للإشارات إلى أعضاء النطق. وتختلف التأتأة عن التكرار العفوي للكلمات أثناء تعلم الكلام، وقد تؤثر على قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين، مع إمكانية ظهورها من دون سبب واضح.
الأنواع الثلاثة الأكثر شيوعاالتوقفات أو التعثر في الكلام: محاولة الكلام من دون خروج صوت، وغالبا ما يبدو الطفل وكأنه يدفع الصوت بقوة.
التكرار: ويشمل تكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات، مثل: "أ أ أ أ أريد هذا".
الإطالة: تمديد الصوت لفترة غير طبيعية، مثل: "أاااااا وأريد هذا".
غالبا ما تظهر التأتأة بين عمر 2 إلى 4 سنوات، وهي مرحلة النمو اللغوي السريع. وقد تبدأ فجأة أو تتطور تدريجيا. في بعض الحالات، تختفي التأتأة تماما، ثم تعود بعد أسابيع أو أشهر.
إعلان ما أسباب التأتأة؟ التأتأة النمائيةوهي أكثر أنواع التأتأة شيوعا لدى الأطفال. غالبا ما تظهر بين سن الثانية والخامسة. وقد تحدث عندما يكون تطور الطفل في مهارات النطق واللغة أبطأ من قدرته على التعبير عما يريد قوله.
التأتأة العصبيةقد تحدث بعد الإصابة بسكتة دماغية أو إصابة في الدماغ. وتحدث نتيجة وجود مشكلات في الإشارات العصبية بين الدماغ والأعصاب والعضلات المسؤولة عن الكلام.
التأتأة النفسيةوهي نوع غير شائع. قد تظهر بعد صدمة نفسية أو ترافق مشكلات في التفكير أو القدرة على التحليل المنطقي.
أعراض التأتأة لدى الأطفالتتفاوت أعراض التأتأة بين طفل وآخر، وقد تتغير بحسب الحالة النفسية أو المواقف اليومية. ومن أبرز الأعراض، بحسب كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز:
استخدام كلمات تعبئة مثل "آه" أو "يعني". التحدث ببطء شديد أو وجود توقفات كثيرة. انقطاع النفس أو الشعور بالتوتر أثناء الكلام. رمش سريع بالعين أو ارتجاف الشفاه عند التحدث. زيادة التأتأة عند التعب، الحماس، أو الضغط النفسي. الخوف من التحدث أو تجنبه تماما. هل هي متشابهة عند جميع الأطفال؟يختلف تكرار وحدة التأتأة من طفل لآخر. وقد تحدث لدى بعض الأطفال فقط عند الانفعال، التعب، أو الغضب. بينما يعاني آخرون من التأتأة في معظم كلماتهم. وقد تتغير الحالة يوما بعد يوم.
هل تستمر التأتأة في مرحلة المراهقة؟كلما تأخرت معالجة التأتأة، زادت آثارها النفسية.
في مرحلة المدرسة الابتدائية، قد يبدأ الطفل بتجنب الحديث أو المشاركة في الصف الدراسي خوفا من ردود الفعل والسخرية.
أما في مرحلة المراهقة، فقد يشعر بالخجل، أو يفقد ثقته بنفسه، أو يتجنب المواقف الاجتماعية أو العاطفية.
هل التأتأة ناتجة عن القلق؟التأتأة ليست سببها التوتر أو القلق، لكنها قد تؤدي إليهما لاحقا.
كما أنها ليست عدوى ولا مكتسبة، فلا يمكن لطفل "أن يلتقطها" من طفل آخر، ولا يمكنه دائما التحكم بها.
متى نلجأ للمساعدة؟إذا لاحظت أن طفلك يتأتئ بانتظام، أو يعاني من التأتأة لأكثر من 6 أشهر.
إعلانيخاف من التحدث أو يتجنبه، أو يتوقف عن الكلام تماما. وكذلك عندما يعاني الطفل من مشاكل دراسية مفاجئة.
لا تنتظر أن تتحسن الأمور تلقائيا. تواصل مع مختصة نطق ولغة لتقييم الحالة ووضع خطة علاج مناسبة.
تساعد برامج إعادة هيكلة النطق على التعايش مع مشكلة التأتأة، ومن أشهرها برنامج "ليدكومب" (Lidcombe Program)، والذي يُطبق في المنزل بمساعدة الأهل، ويعتمد على إعطاء الطفل ردود فعل إيجابية عند الحديث بطلاقة.
مع ضرورة العمل على:
توفر بيئة هادئة وداعمة في المنزل. تخصص وقتا للحوار اليومي مع الطفل. تحدث بصراحة عن التأتأة إذا بادر الطفل بذلك. تشجيع الطفل على الحديث عن مواضيع خفيفة وممتعة. تحدث إليه ببطء ليقلد أسلوبك. أنصت إليه باهتمام ومن دون استعجال. مدح الطفل عندما يتحدث بطلاقة وعدم انتقاده عندما يتعثر في النطق. لا تقاطعه أو تكمل عنه الجمل. تعاون مع المدرسة لتهيئة بيئة آمنة خالية من التنمر. شارك تاريخ العائلة في اضطرابات النطق مع الطبيب.فالتأتأة ليست فشلا في النطق، بل دعوة للإنصات. ومع الدعم المناسب، يمكن للطفل أن يتجاوزها ويستعيد صوته بطلاقة وثقة.