خرجت مظاهرات حاشدة، اليوم الجمعة، في العاصمة الأردنية عمّان ومدن أخرى، عبّر المشاركون فيها عن دعمهم للشعب الفلسطيني مطالبين بإغلاق السفارة الأميركية في البلاد، ومنددين بدعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل على قطاع غزة.

واحتشد المتظاهرون أمام مسجد عباد الرحمن بشارع الأميرة عليا بالعاصمة على بُعد كيلومترين من سفارة الولايات المتحدة غرب عمّان، بعدما منع رجال الأمن المتظاهرين من الاقتراب منها.

وحمل المتظاهرون أعلاما أردنية وفلسطينية، وهتفوا بشعارات من بينها "أميركا رأس الحية" و"المقاومة مش إرهاب، أميركا رأس الإرهاب"، إضافة إلى "السفارة بتعمل إيه؟، كل الطاقم سي آي إيه" و"عالمكشوف وعالمكشوف.. أميركي ما بدنا نشوف".

كما حمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها "أميركا تقتل الأطفال في غزة"، و"الإرهاب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، صنع أميركي"، إضافة إلى صور للرئيس الأميركي جو بايدن كتب أسفلها "مجرم حرب".

من جهة أخرى، انطلقت تظاهرة أخرى عقب صلاة الجمعة وسط عمّان تنديدا بهجوم إسرائيل على غزة ودعما للمقاومة، كما شارك المئات في مظاهرات مماثلة في كل من إربد (شمال المملكة) ومعان والعقبة (جنوب).

جانب من مظاهرة سابقة في عمّان دعما للمقاومة الفلسطينية (الأناضول)

ويشهد الأردن منذ نحو شهرين مظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين، طالب بعضها بإغلاق سفارة إسرائيل في عمّان وإلغاء معاهدة السلام الموقعة معها عام 1994. واستدعت عمّان مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سفيرها لدى إسرائيل، كما أبلغت تل أبيب بعدم إعادة سفيرها الذي سبق أن غادر المملكة.

وخلال اتصال تلقاه من الرئيس الأميركي أمس الخميس، دعا ملك الأردن عبد الله الثاني إلى ضرورة أن تلعب الولايات المتحدة دورا قياديا في الدفع باتجاه إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية للوصول إلى السلام على أساس حل الدولتين.

فيما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال مقابلة مع الجزيرة الأربعاء، إن على الولايات المتحدة مواجهة همجية الحكومة الإسرائيلية، إذا ما أرادت أمنا واستقرارا بالمنطقة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي بدعم واسع من الولايات المتحدة ودول غربية، حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 17 ألف شهيد، ونحو 46 ألف جريح، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ماذا تتضمن استراتيجية أميركا الجديدة للأمن القومي؟

 

أصدر البيت الأبيض استراتيجية جديدة للأمن القومي الأميركي تدعو إلى “تنمية المقاومة” داخل أوروبا، محذّرة من أن القارة الأوروبية تنزلق — بحسب الوثيقة — نحو تقويض الديمقراطية، وتعطيل جهود إحلال السلام في أوكرانيا، ومواجهة ما تصفه بـ “اندثار حضاري” بسبب ارتفاع معدلات الهجرة وتراجع نسب المواليد.

التغيير _ وكالات

وتحمّل الوثيقة المسؤولين الأوروبيين مسؤولية إفشال الجهود الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، متهمة حكوماتهم بتجاهل ما تقول إنه “أغلبية شعبية أوروبية واسعة” تريد إنهاء الحرب.

وتشير الوثيقة إلى أن “وقفًا سريعًا للأعمال القتالية” ضروري من أجل “استقرار الاقتصادات الأوروبية، ومنع أي تصعيد أو توسّع غير مقصود للنزاع، وإعادة ترسيخ الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا”، وفق ما جاء في الوثيقة التي نُشرت يوم الجمعة.

ويأتي صدور هذه الاستراتيجية في وقت يكثّف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهوده لإيجاد تسوية تنهي الحرب، في خطوة أثارت مخاوف في العواصم الأوروبية من استعداد واشنطن لدفع كييف نحو تنازلات مؤلمة تتجاوز خطوطها الحمراء.

وتبرز الوثيقة — الممتدة على 33 صفحة — التحوّل الجذري في السياسة الخارجية الأميركية في عهد ترامب، إذ تجعل من الهيمنة الأميركية على نصف الكرة الغربي الهدف الأسمى.

وتقول الوثيقة: “انتهت الأيام التي كانت الولايات المتحدة تحمل فيها على كتفيها كامل النظام العالمي”.
كما تعكس عمق الفجوة الأيديولوجية المتنامية بين واشنطن وحلفائها التقليديين، إذ تصوّر أوروبا كقارة تواجه تراجعًا اقتصاديًا يقترن بما تسميه “احتمالًا أكثر قتامة يتمثل في محو حضاري”.

وفي تحدٍ صريح للاتحاد الأوروبي، تنص الوثيقة على أن على واشنطن “تنمية مقاومة المسار الحالي لأوروبا داخل دولها”، وتشيد بالتصاعد السياسي للأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة للاتحاد الأوروبي، معتبرة صعودها “سببًا للتفاؤل”.

وتضيف الاستراتيجية: “على الدبلوماسية الأميركية أن تواصل الدفاع عن الديمقراطية الحقيقية وحرية التعبير والاحتفاء الواضح بالشخصية الوطنية والتاريخ الفردي للدول الأوروبية”.

وتتابع قائلة: “تشجع أميركا حلفاءها السياسيين في أوروبا على تعزيز هذا الإحياء الروحي، والنفوذ المتزايد للأحزاب الأوروبية الوطنية يمنحنا بالفعل الكثير من التفاؤل”.

وتتبنى الاستراتيجية سياسة “نقل الأعباء”، بهدف جعل أوروبا “تقف على قدميها” وتعمل كـ “مجموعة من الدول ذات السيادة المتحالفة”، بما في ذلك تحمّل المسؤولية الأساسية عن دفاعها العسكري.

كما تدعو إلى “إعادة ضبط الوجود العسكري الأميركي العالمي” للتركيز على “التهديدات العاجلة في نصف الكرة الغربي”، والابتعاد عن “مسارح عمليات تراجعت أهميتها النسبية للأمن القومي الأميركي خلال السنوات الماضية”.

وسيُستكمل نشر هذه الاستراتيجية العام المقبل بمراجعة شاملة لوضعية الجيش الأميركي، للتوافق مع أولويات السياسة الخارجية الجديدة.
الصين: منافس اقتصادي وليس عسكريًا

وتتعامل الوثيقة مع الصين في إطار تحدٍّ اقتصادي بالدرجة الأولى، إذ تقول إن واشنطن ستعمل على “إعادة توازن العلاقة الاقتصادية مع الصين عبر إعطاء الأولوية للمعاملة بالمثل والعدالة، لاستعادة استقلال الاقتصاد الأميركي”.

لكنها تشدد في الوقت ذاته على ضرورة الحفاظ على ردع عسكري قوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ “لمنع الحرب هناك”.

وتخلص الوثيقة إلى أن هذه المقاربة المزدوجة يمكن أن تشكل “حلقة حميدة”، بحيث يتيح الردع القوي المزيد من المجال لإجراءات اقتصادية منضبطة، بينما تؤدي هذه الإجراءات الاقتصادية بدورها إلى زيادة الموارد الداعمة للردع على المدى الطويل.

الوسوم"تنمية المقاومة" داخل أوروبا إعادة ضبط الوجود العسكري الأميركي العالمي استراتيجية جديدة الأمن القومي الأميركي الإجراءات الاقتصادية البيت الأبيض

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تطالب أوروبا بتحمل العبء الدفاعي الأكبر داخل الناتو بحلول 2027
  • تحوّل استراتيجي كبير.. الولايات المتحدة تدفع أوروبا لتحمّل مسئولية دفاع الناتو
  • معهد واشنطن: استئناف خط النفط ITP الكوردي إلى أميركا يعزز الاقتصاد العراقي
  • فورين أفيرز: العلاقة الاستثنائية بين أميركا وإسرائيل غير قابلة للاستمرار
  • سمو سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة تحضر قرعة كأس العالم برفقة الوفد السعودي
  • ماذا تتضمن استراتيجية أميركا الجديدة للأمن القومي؟
  • رويترز: واشنطن توسّع حظر السفر ليشمل ليبيا و18 دولة أخرى
  • الولايات المتحدة.. تقليص مدة تصاريح عمل المهاجرين إلى 18 شهرا
  • “فيفا” يعلن حضور قادة الولايات المتحدة وكندا والمكسيك “القرعة النهائية” لكأس العالم 2026 في واشنطن اليوم الجمعة
  • فنزويلا نموذجا.. هل تستبدل أميركا القوة بالعقوبات لإسقاط خصومها؟