سيف زاهر: مدحت شلبي حقق نجاحات في السعودية
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
وجه الإعلامي الرياضي سيف زاهر، رسالة إلى مدحت شلبي المعلق الرياضي، قائلًا "فين أيامك يا كابتن مدحت".
وأوضح سيف زاهر، خلال حواره مع الإعلامية أسما إبراهيم، ببرنامج "حبر سري"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أنه عمل مع الكابتن مدحت شلبي لأكثر من 5 سنوات وهو من أكثر الشخصيات الذي كان يحب التعامل معه، مشددًا على أنه يسير خلال الفترة الحالية بخطواط نجاح كبيرة جدًا، ويتواجد حاليًا بالدوري السعودي ومحقق نجاحات كبيرة.
وأشار إلى أنهما عاشا معًا لحظات مميزة وسعيدة خلال العمل والتعليق والتحليل على الدورس المصري قبل انتقال الكابتن مدحت شلبي للدوري السعودي بداية الموسم، مضيفًا: "أنا كنت بحلل ماتش لريال مدريد والكابتن مدحت كان بيعلق ودي كانت المباراة الأهم ليا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سيف زاهر مدحت شلبي السعودية حبر سري توك شو مدحت شلبی
إقرأ أيضاً:
أحمد مدحت يكن.. باشا يعرف كيف تبنى الأوطان
لا أستطيع أن أكتب عن أحمد مدحت يكن باشا دون أن أتوقف طويلا أمام هذا النموذج الفريد الذي تقدمه لنا صفحات التاريخ، فكلما عدت إلى سيرته، شعرت وكأنني أقرأ قصة رجل لم يكن مجرد موظف دولة أو وزير عابر في سجل الحكومات المتعاقبة، بل رجل حمل روح مصر بين ضلوعه، فوقف يخدمها بعقله وضميره وإيمانه بأن الوطن أكبر من أي منصب وأوسع من أي حدود شخصية.
هناك رجال يولدون ليكونوا علامات في طريق الشعوب، وأحمد مدحت يكن باشا واحد من هؤلاء الذين تركوا في مسار الدولة المصرية أثرا لا يمكن المرور عليه مرورا عابرا.
ولد الرجل عام 1878، منتميا لأسرة "يكن" ذات الجذور العريقة، ولم يكن ميلاده مجرد حدث أسري، بل كان بداية لمسيرة ستشهدها مصر في لحظات دقيقة من تاريخها.
درس وتعلم واحتك بالثقافات الأخرى، لكن روحه بقت معلقة بهذه الأرض، يعرف قيمتها ويؤمن بقدرتها على النهوض مهما كانت الظروف.
ورغم أن دراسته الأكاديمية كانت في الحقوق، إلا أن بصمته امتدت إلى مجالات أبعد كثيرا من مجرد تخصص جامعي، لأنه كان واحدا من أبناء هذا الوطن الذين يتعاملون مع مصر باعتبارها رسالة وليس وظيفة.
عندما تقلد مناصبه، لم يكن الرجل يسعى إلى وجاهة سياسية، بل إلى بناء دولة حديثة، تولى منصب محافظ الإسكندرية قبل أن يصبح وزيرا للزراعة، ثم وزيرا للأوقاف، ثم وزيرا للخارجية، بالإضافة إلى دوره العظيم في تأسيس بنك مصر مع طلعت حرب.
لم يكن مجرد شريك عابر، بل كان جزءا أصيلا من ذلك المشروع الوطني الذي رفع شعار “نحن نملك اقتصادنا بأيدينا”، وهي الفكرة التي صارت حجر الأساس في مفهوم الاقتصاد الوطني المصري.
وما يلفت النظر حقا هو أن فترات وزارته، رغم قصرها في بعض الأحيان، كانت مليئة بعمل مؤسسي منضبط، رجل يرى أن بناء الدولة يبدأ من ضبط الإدارة واحترام المال العام، وأن خدمة الناس ليست شعارات ترفع، بل إجراءات تطبق وإصلاحات تنفذ.
ويكفي أن ننظر إلى جهوده في وزارة الأوقاف لنفهم طبيعة عقليته: تنظيم، ضبط، تطوير، ورؤية تقوم على أن الوقف ليس مجرد مؤسسة بيروقراطية، بل ركيزة روحية واقتصادية يجب الحفاظ عليها وتنميتها.
أنشأ لجانا جديدة، أعاد هيكلة قطاعات كاملة، وضع نظما واضحة للمدارس والمستشفيات والمصروفات، ونظم إجراءات التعيين والمحاسبة، وحافظ على أراضي الوقف واستعاد ما ضاع منها، وحرص على أن يكون المال العام مقدسا في يد كل موظف وكل إمام وكل عامل.
إن ما قام به في وزارة الأوقاف وحدها يكفي ليجعلنا نقف أمامه باحترام، رجل أدرك أن وزارة الأوقاف ليست مجرد جهة إدارية، بل هي قلب من قلوب مصر، تمتد جذورها في روح المجتمع وتؤثر في ثقافته وتربيته وإحساسه بالمسؤولية.
ولذلك لم يكتف بالإصلاح الإداري فقط، بل مد جسورا بين الدعوة الدينية والاقتصاد الوطني، فحرص على أن يشارك الدعاة في نشر الوعي الزراعي، وأن يكون للمساجد دور في التوعية وفي رفع وعي الناس تجاه المخاطر التي تهدد محصولهم ورزقهم.
ومع كل ذلك، كان للرجل حضور سياسي وطني عميق، كان عضوا في مجلس الشيوخ، وقياديا في حزب الأحرار الدستوريين، ورئيسا لمجلس إدارة بنك مصر لفترة طويلة، ومساهما في تأسيس البنك العقاري المصري.
لم يكن يعمل في الظل، لكنه أيضا لم يكن من أصحاب الظهور الزائف أو البحث عن الأضواء، كان يعمل في صمت، والناس تعرفه من أثره لا من صوته.
حين نقرأ سيرته اليوم، ندرك أننا أمام رمز لمرحلة كانت مصر فيها تبحث عن نفسها، وكان الرجال المخلصون يمدون أيديهم لإنقاذها، أحمد مدحت يكن باشا لم يكن بطلا أسطوريا، ولم يحمل سيفا ولم يقد ثورة، لكنه مارس نوعا من البطولة التي تحتاجها الدول، بطولة البناء، بطولة الإدارة، بطولة الانحياز للوطن على حساب الذات.
رحل عام 1944، لكنه ترك خلفه إرثا من العمل الوطني الصادق، إرثا يقول لنا إن مصر لم تقم على المصادفة، بل قامت على أكتاف رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
إن كتابة تاريخ أحمد مدحت يكن باشا ليست مجرد استعادة لسيرة رجل، بل تذكير بحقيقة راسخة: أن مصر دائما تنجب رجالا يرحلون بأجسادهم، لكن أعمالهم تبقى حية، تشهد على أن حب الوطن فعل وليس كلاما.