سواليف:
2025-12-07@20:21:05 GMT

رغيف خبز عاطفي

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

#رغيف_خبز_عاطفي / #زيد_الطهراوي

كان ابن خلدون جريئا ؛ فقد كاشفهم بالحقيقة
و المكاشفات في وطني سلبية ، ذلك أنها تؤذي و تجرح ،
فكل همهم أن يضربوا وجه المستمع بالحقيقة ، أو التي يظنون أنها حقيقة ، و أما مكاشفة ابن خلدون فهي مقنعة أنيقة .
لقد وضح لهم أن رغيف خبزهم لا يستطيع شخص واحد إنتاجه ؛ طحين و عجين و خبز و مخبز و خباز ،
إلى غير ذلك من المفردات و الأشخاص و الأدوات ،
ليصلك رغيف الخبز مليئاً بالبروتين و الفيتامينات .

و لقد تعرفت على فكر ابن خلدون منذ طفولتي ، و فهمت أن ابن خلدون يريد أن يقول : إن الإنسان اجتماعي بطبعه فجاءني خطابه قويَّ الحجة ، و لم أكتشف في طياته الأسرار
و لكنني فهمت بعد ذلك معنى التراحم ، الذي يشرق من خلال التعاون على إنتاج رغيف خبز .

و لم يستطع القرَّاء أن يستوعبوا هذه المشاعر ، و تجاهلوها قائلين : هل هذا الكلام الذي تقوله مكتوب ؟ قلت لهم : هذه أمور لا تُكتب ، و كنت أعذرهم قليلا ؛ فالرغيف الذي كان يُخبز في أيام ابن خلدون يختلف عن الرغيف الذي يُخبز في أيامنا ، فالذي يُخبز في أيامنا هو صنع آلات لا تفهم و لا تشعر ، و أما في أيامهم فقد كانوا يسكبون الطحين مع الماء بأيديهم ، و يعجنونه بأيديهم ، و يوقدون نار التنور ( الفرن ) بأيديهم ، و يخبزون بأيديهم ، فكانت أعمالهم هذه مزيجاً رائعاً من المشاعر ، و لهذا كانوا يفهمون فهماً عاطفياً بأن من كُلِّف بالعجن أو الخبز يستحق أن يأكل مما تعبت فيه يداه ، و ناله تعب عجنه و حر خبزه ، فلو أحضروا له أفضل رغيف في العالم فلن يكون لذيذا كلذة الرغيف الذي تنتجه يداه ، و هنا ترقد حقيقة العاطفة

مقالات ذات صلة قلبي عبلدي، وقلب بلدي عالحجر… 2024/07/11

و لم يفهمني القراء في كل ما قلت ، و كانوا يتساءلون دائماً عن أسباب المجاعات ، و لماذا يطير رغيف الخبز من أفواه الناس و كأنه عصفور بريّْ

و مع ذلك كررت لهم قائلاً : رغيف الخبز يا سادتي تخبزه الآلات ، و لقد تحول الناس إلى رجال روتينيين ، يقذفون الماء و الطحين في الآلات ؛ فيخرج مخبوزاً مطحوناً بلا تراحم أو عاطفة
لو كان ابن خلدون حياً لرجوته أن يضيف معاني التراحم إلى خطابه ، و لعل كبار السنِّ يُحدثونكم عن أجدادهم ، و كيف كانوا يشعرون بالخجل إذا علموا أن شخصاً في الحيِّ نام جائعاً بلا رغيف خبز .

كانت حياة القراء صاخبة ، و الآلات تطحن و تعجن و تخبز ، و مع هذا كنت أسعى جاهداً من البدء لأكون نزيها ، و كانت الميادين واسعة لأعجن فيها رغيفي ، و كنت أشعر أنني أركض فيها وحيدا ، ذلك أن الطيور البشرية حولي كانت لا تعرف أن رغيفاً واحداً مني لا يكفي في مواجهة هذه المجاعات ، و أنه لا بد أن تجتمع عملياً و عاطفياً كل أرغفة الخبز ، لينجو العالم و ينام بلا جوع ، و يصحو بلا جوع .

لقد نجحت الطيور البشرية القاسية في كل شيء ، و صفعت الناس بأرغفة خبز لا تُسكت صراخ أمعائهم ، لأنها استغنت عن الرفيق و اكتفت بالطريق و أما أنا ففي نهاية الجولات لم أفز ، لأنني لم أقتنع بالطريق إلا مع الرفيق ، و كنت أنشد أرق الكلمات وحدي ، و أركض بنشاط و تصميم وحدي ، و أصحو كل يوم برغيف لا يُشبع الأوفياء .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ابن خلدون رغیف خبز

إقرأ أيضاً:

«يوسف… البطل الذي رحل تحت الماء»

 


قالت الدكتورة فاتن والدة السباح الراحل يوسف محمد إن ابنها طلب منها قبل وفاته التقاط أكبر عدد من الصور له مؤكدة أنه أصر على أن تحتفظ له بصور كثيرة يوم البطولة وأخبرها بأنه يريد توثيق لحظاته داخل الاستاد قبل دخوله السباق.

سلمته بيدي
وأوضحت أنها سلمت ابنها بيديها لاتحاد السباحة ليشارك في بطولة رسمية وأنها لم تكن تتخيل أن تكون تلك آخر مرة تراه فيها حيا وأن يوسف كان بطلا حقيقيا حاصل على بطولات الجمهورية وكأس مصر ومتوجا في مناطق القاهرة وبورسعيد وكان دائم التفوق في كل السباقات التي خاضها.

اتهمت بالمسؤولية
وأكدت أن وفاة ابنها وقعت نتيجة الإهمال داخل البطولة مشيرة إلى أن عشرين حكما ومنقذا ومسؤولا وقفوا حول عشرة لاعبين فقط لكنها فوجئت بعدم انتباه أي منهم لاختفاء يوسف تحت الماء لمدة عشر دقائق كاملة من دون تدخل أو مراقبة.

روت لحظات الغرق
وكشفت أن ابنها غرق داخل الحوض بينما لم ينتبه إليه أحد وأن قلبه توقف قبل وصول الإسعاف التي حضرت من دون طبيب أو تجهيزات طبية معتبرة أن هذا التقصير كان سببا مباشرا في فقدانه رغم أنه كان في صحة ممتازة قبل المشاركة.

انتقدت الإسعاف
وذكرت أن انتقال يوسف من الاستاد إلى المستشفى استغرق وقتا طويلا نتيجة زحام الطريق وأن غياب التجهيزات داخل سيارة الإسعاف ساهم في تأخر إنقاذه وأن المدرب حاول إجراء الإنعاش لكنه لم يتمكن من إعادة النبض.

استعادت تفاصيل مؤلمة
وأضافت أنها تذكرت طلبه قبل نزوله إلى السباق حين طلب منها قص أظافره لأنه لا يريد دخول المياه بهذا الشكل موضحة أنها لم تكن تعلم أن تلك اللحظة ستكون من آخر ما يجمعهما قبل رحيله.

أشادت بالتزامه
وأكدت أن يوسف كان ملتزما ومتفوقا رياضيا ودراسيا وأنه كان الأول على مدرسته وشارك في الامتحانات أونلاين عقب انتهاء سباقاته مباشرة وأنه ظل يحافظ على توازنه بين الدراسة والرياضة دون أي تقصير.

طالبت بالمحاسبة
وطالبت بمحاسبة المسؤولين داخل اتحاد السباحة بسبب ما وصفته بالإهمال الجسيم مؤكدة أن البطولة يجب أن تتوقف إلى حين إعلان نتائج تحقيق شفاف وأن دم ابنها لن يضيع دون محاسبة عادلة لكل من قصّر.

ناشدت المسؤولين
وناشدت الجهات المعنية بضرورة إعادة النظر في منظومة الأمان داخل البطولات مشيرة إلى أن شباب السباحة لا يحصلون على الرعاية الكافية وأن غياب الإنقاذ والتدخل السريع يمكن أن يتسبب في مآسٍ مماثلة.

أشارت إلى موهبته
وأوضحت أن يوسف كان على أعتاب الانضمام للمنتخب الوطني وأن الأندية جميعها كانت تشهد بموهبته الكبيرة مؤكدة أن مستقبله كان ينتظره الكثير وأن رحيله شكّل خسارة للرياضة المصرية قبل أن يكون خسارة لأسرته.

أكدت تمسكها بحقه
وجددت تمسكها بالحصول على حق ابنها قائلة إنها لن تتراجع عن اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة وأنها ستظل تطالب بحقه حتى النهاية وأن اعتباره يجب أن يعود عبر محاسبة حقيقية لا بيانات شكلية.

أنهت بكلمات موجعة
واختتمت تصريحاتها مؤكدة أنها لم تعد تعيش إلا لاسترداد حق يوسف وأن موتها أهون عليها من ترك قضيته دون إنصاف قائلة إن ابنها كان بطلا يستحق حياة أفضل ورعاية أكبر وإنها ستظل تطالب بحقه حتى آخر يوم في حياتها.

مقالات مشابهة

  • لماذا يُعد الجاودار خيارا أفضل من الخبز الأبيض؟
  • الأردن يدعم غزة بمخابز متنقلة تنتج 140 ألف رغيف خبز يوميًا
  • عمرو أديب عن بشار الأسد: الجنود بتوعه كانوا بيبوسوا إيده وده هو الديكتاتور
  • حكم دفع مال الزكاة أو الصدقة للأبناء أو أبنائهم إذا كانوا محتاجين
  • توقعات الأبراج.. حظك اليوم لمواليد برج السرطان: شعور بالدفء بعد فتور عاطفي
  • التقلبات الجوية: إنقاذ 54 شخصا كانوا عالقين داخل حافلة بتيكجدة
  • نوبار باشا.. رجل السياسة الذي صنع تاريخ مصر
  • «يوسف… البطل الذي رحل تحت الماء»
  • ليلة سقوط أربيل على الشاشات.. ما الذي حدث في أمسية الإثنين؟
  • طريقة عمل الحواوشي البيتي بنكهة شرقية لذيذة