الكشف عن الوجبة الأخيرة لتمساح مصري عاش قبل 3 آلاف سنة
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
استخدم فريق من باحثي جامعة مانشستر البريطانية أحدث تكنولوجيا في نطاق التصوير ثلاثي الأبعاد لتجميع تفاصيل حياة وموت تمساح بلغ طوله 2.2 متر، تم تحنيطه على يد المصريين القدماء قبل ألفي إلى 3 آلاف سنة.
ووجد الباحثون بقايا سمكة طازجة لا تزال ملتصقة بخطافها في معدة التمساح، ويبدو أن التمساح قد ابتلعها بالكامل، ويرجح الباحثون في الدراسة التي نشرت بدورية "ديجيتال أبليكيشنز إن أركيولوجي آند بابليك هيرتيدج" أن ابتلاع الخطاف تسبب في وفاة التمساح.
وباستخدام برامج متخصصة مع الأشعة السينية والمسح المقطعي، تمكن العلماء من استخراج الخطاف من المومياء، ثم بناء نسخة طبق الأصل من البرونز.
وفي حين أن الدراسات السابقة تطلبت فك التحنيط وتشريح الجثة، فإن التصوير الشعاعي ثلاثي الأبعاد يوفر القدرة على الرؤية من الداخل بدون الإضرار بالكائنات المحنطة.
سوبيك في عيون مصر القديمة
وامتلك التمساح أهمية كبيرة في مصر القديمة، حيث كان يُعتبر حيوانا مقدسا ويمثل المعبود المختص بالخصوبة "سوبيك".
وكانت لسوبيك طبيعة متعددة الجوانب حيث ارتبط بالسلطة الملكية والبراعة العسكرية وارتبط بوجه خاص مع الأخطار التي يمثلها النيل بفيضانه، وجعله ذلك مرتبطا بشكل وثيق بالزراعة وبالتبعية كان مرتبطا بالحياة اليومية للمصريين القدماء، وقد اعتقدوا أنه يمكنك حماية نفسك من الخطر من خلال ارتداء ملابس مصنوعة من جلد التمساح.
وقد تم بناء العديد من المعابد لسوبيك، وأشهرها معبد كوم أمبو في صعيد مصر، وهناك كانت توجد مناطق مخصصة لتربية التماسيح المقدسة، وكانت عادة تأتي من النيل في المناطق المجاورة.
وبحسب الدراسة الجديدة، فقد ابتلع التمساح كمّا كبيرا من الحجارة الصغيرة عندما كان على قيد الحياة، وهي طريقة لتكسير قطع اللحم وتنظيم عملية الهضم.
وتشير سلامة الهيكل العظمي للسمكة إلى أنه تم ابتلاعها كاملة ولم تتأثر بعد بالإنزيمات الهضمية القاسية أو بحصوات المعدة، وهذا يرجح أن التمساح قد قُتل بعد اصطياده بفترة قصيرة تصل إلى دقائق، ومن ثم معالجته لتحنيطه كقربان لسوبيك.
وكان تحنيط التماسيح في مصر القديمة ممارسة فريدة تعكس الأهمية الدينية والثقافية لهذه الكائنات، وقد تم تحنيط التماسيح ذات الأحجام المختلفة، بدءا من الصغار وحتى البالغين، وتم تجفيف الجثث بعناية ومعالجتها بمواد مثل النطرون، وهو مجفف طبيعي لإزالة الرطوبة.
وبمجرد تجفيفها، تم لف التماسيح بضمادات من الكتان، وغالبا ما تم وضع التمائم والقطع المقدسة الأخرى داخل الأغلفة، بعد ذلك وضعت التماسيح المحنطة في المقابر والمعابد، وغالبا ما تكون في مقابر مخصصة للحيوانات.
وفي عام 2023 تم اكتشاف 10 تماسيح محنطة مدفونة في مقبرة بموقع قبة الهوا الأثري في أسوان بمصر، عمرها حوالي 2500 عام، وفي عام 2015، اكتشف علماء الآثار مقبرة في الواحات الداخلة تحتوي على حوالي 50 تمساحا محنطا، تتراوح من الصغار إلى البالغين الكبار.
وتسلط هذه الاكتشافات الضوء على الحجم والتفاني الذي ينطوي عليه هذا الجانب الفريد من الممارسات الجنائزية المصرية.
ويفتح الكشف الجديد، والأدوات المستخدمة فيه، الباب لدراسة حيوانات محنطة أكثر مستقبلا بدون الحاجة إلى تدمير جسم الحيوان، وتساعد تقنيات التصوير المتقدمة يوما بعد يوم في الكشف عن تفاصيل دقيقة لم تكن معروفة سابقا عن حياة المصريين القدماء اليومية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
اندلاع حريق في منزل 5 طوابق بصنعاء القديمة
وأوضحت غرفة العمليات بمصلحة الدفاع المدني، أنه فور تلقي البلاغ عن الحادثة، تحركت فرق الإطفاء والإنقاذ من مركز شرطة اللقية إلى الموقع، وتمكنت من محاصرة النيران التي اندلعت في الطابق الخامس ومنع انتشارها إلى بقية طوابق المنزل.
وأشارت إلى أن الحريق تسبب في احتراق أخشاب كانت على سطح المنزل، بالإضافة إلى إتلاف خزان مياة كان بالقرب من مكان النيران، مبينة أن أسباب الحريق يعود إلى الإهمال.
وفي السياق، جدّدت مصلحة الدفاع المدني دعوتها للمواطنين وأصحاب المنشآت التجارية إلى الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة العامة، وتوفير وسائل الإطفاء الأولية، مؤكدة أن الوقاية تمثّل خط الدفاع الأول لحماية الأرواح والممتلكات من مخاطر الحرائق.