لجريدة عمان:
2025-05-14@03:19:41 GMT

التنجيم

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

من السهل بمكان الحكم على ما لا يبدو منطقيًا، أو حقيقيًا، ولستُ أدري إن كان هذا هو التعبير المثالي عن الأمر. سأحاول تقديم بعض الأمثلة، يمكن أن نقول إن الأبراج خرافة، ولا صحة في أنها تقول شيئًا عن شخصياتنا ومستقبلنا، يمكن أن نتحدث ونتجادل كثيرًا حول مفهوم الحظ، وإذا ما كان واقعيًا. لكن هل هذا ما يهم فعلًا؟ لا أعتقد.

أظن أن الإنسان يحب فكرة أن هنالك أبعد مما ينظر إليه، مما يتجسد في المادة، سحرٌ ما يستطيع من خلاله أن يكتشف النظام، وهذه مفارقة ساخرة بالمناسبة، أن نتوخى النظام من خلال السحري والميتافيزيقي، ومع ذلك، يبدو الأمر ملحًا بالنسبة للإنسان اليوم، الذي يعيش خواء هذا العالم وعدميته، خصوصًا في ظل العبثية التي تسببها الكوارث الكبرى مثل: الحروب والمجاعات والتفاوت الطبقي.

وقعتُ مؤخرًا على حادثة أثارت اهتمامي. شابة عمانية، تطلب من أخرى قراءة خارطتها الفلكية، والتعرف من خلالها على ما سيحدث معها هذا العام. لا تقدم هذه الخدمة بدون مقابل، بل هي جزء من سوق حيوية نشطة ليس في عمان فحسب بل حول العالم. تسألُ المنجمة الشابة بدورها أيضًا، عن ساعة الميلاد، لتحديد الطالع، وبالتالي القدرة على قراءة مؤشرات هذا العام، حول الحب والعمل والمال والعلاقات الأسرية والصداقة والجمال والصحة وغيرها. لا تملك الأولى الكثير من المال، لكنها تتوق لمعرفة ما سيحدث معها. ستدفع مبالغ طائلة في سبيل تحقيق ذلك. وبعد أن تلقت قراءة الخريطة الفلكية، قالت بأنها صبغت وقصت شعرها فعلًا كما توقعت المنجمة، تقول أيضًا أن كل ما يقال حقيقي حتى مع صديقاتها اللاتي يتحدثن مع نفس المنجمة. وقبل أن تدخل هذه الشابة غرفة العمليات، تقوم بإجراء بعض الحسابات التي تتعلق برقم الغرفة التي ستنزل فيها بعد العملية، هل هو رقم متشائم وما طاقته. يبدو بسيطًا أن نحدد نوع المغالطة المنطقية هنا، أو طريقة بناء هذا الوهم، وليس هذا ما يهمني في هذه المقالة، بل الأسباب التي تدفع نحو هذا الإيمان. بالأبراج وقراءة فنجان القهوة وأوراق التاروت، أو الإيمان بجذب الطاقة وغيرها.

يعتقد البعض أن الإيمان بهذه المعتقدات مرهون بدرجة التدين، هذا ليس صحيحًا، يمكنك أن تلاحظ أن الكثير من المتدينين من بينهم الشابة التي أتحدث عنها يؤمنون بتنويعات للفكرة نفسها. مع ذلك هنالك خوف رابض من المستقبل، ومحاولة لقتل مجهوليته، التي هي أساس لطبيعته، إنها إذن محاولة هدم سابقة، ووسيلة دفاعية للوقوف في وجه الآلام القادمة على اعتبار أن عيش الألم أمر معتاد عليه. ولا يمكن رده. فأخبرني إذن عزيزي المنجم هل أنا على وشك أن أموت أو أنجح؟ أهرب من علاقتي الزوجية أم أحاول إصلاحها؟ هل سأمتلك المال؟ هل سأحصل على وظيفة أي وظيفة؟

يمكن أيضًا أن يدلنا هذا الإيمان على نوع من التسليم بفقدان السيطرة، الذي يحاول هؤلاء الشبان إعادة إحكام القبضة عليه. في عالم لا يبدو معقولًا كيف لا نتخيل كل هذه الأشياء غير المعقولة. هل العقل أصلًا هو الطريقة لمعايرة هذا العالم وحقيقته. يبدو أحيانًا كما لو أننا نلعب في عالم افتراضي مليء بالحماقة والشر والأخطاء التقنية، عالم لا يصدق، فكيف يلقي جيش الاحتلال الإسرائيلي منشورات على المخيمات الفقيرة جدًا في غزة قبل يومين: هل تريدون القيادات أم السجائر على إثر ردة فعل الغزيين على استلام السنوار دفة قيادة المكتب السياسي لحماس. مع المنشور هنالك سيجارة واحدة نوع «رويال». يلُقى المنشور والسيجارة بواسطة الطائرات المسيرة.

يعيش الشباب اليوم هزيمتهم على نحو مضاعف، ربما كان في الحروب السابقة قدر من الحجب، أما الكشف الذي يرينا الأشلاء التي تقاس بالوزن لتوضع في الأكياس البلاستيكية، لا يطاق. ومع حالة العجز على الفعل السياسي والمساهمة في وقف الإبادة أو أي نوع من الكوارث، يستسلم الإنسان لما لا أريد أن اسميه وهمًا؛ لأن تطبيع كل هذه الأفكار كوهم فحسب، والحكم عليها أخلاقيًا لا يفيدنا في الحقيقة، وهو صوت غير قادر على التأثير على من يؤمنون بهذه الأفكار، ذلك أن البقية بالنسبة لهم لا يعرفون ما يتحدثون عنه، عوضًا عن كونهم متعصبين ودوغمائيين ولا يمكنهم التفكير خارج الحقيقة التي يؤمنون بها. لكن ماذا لو قرأنا هذا على نحو مختلف؟ تُرى هل تعاني الفتاة التي تقدم هذه الاستشارات من ظروف مادية صعبة أو من البطالة؟

تقول الشابة التي لجأت للمنجمة أنها الأرخص في السوق وأنه وبمجرد استخراج الطالع بساعة الولادة تكون الأمور أقل تكلفة. أما إذا لم تكن تعرفها، فأنت تدفع ما يزيد على ٣٠٠ ريال لتحديده. وبذلك فإن المستقبل يكلف الكثير معروفًا ومجهولًا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تحت رعاية ذياب بن محمد بن زايد.. انطلاق النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة

 

تحت رعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مركز الشباب العربي، أعلن المركز اليوم عن إطلاق فعاليات النسخة السابعة من برنامج “القيادات الإعلامية العربية الشابة”، أحد أضخم البرامج التدريبية الإعلامية الشابة على مستوى المنطقة، والذي يستمر في دورته الجديدة في ترسيخ مكانته كمبادرة رائدة لصقل مهارات الشباب العربي في قطاع الإعلام وربطهم بالفرص وذلك بمشاركة 55 شابا وشابة يمثلون 18 دولة عربية.
وأكد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات تواصل، برؤية قيادتها الرشيدة، الاستثمار في الطاقات والمواهب الواعدة في مختلف المجالات، وعلى رأسها القطاع الإعلامي، مشيراً إلى أهمية دعم وتأهيل الشباب ببرامج تدريبية متخصصة تمكنهم من التميز وابتكار الحلول التي تخدم مجتمعاتهم.
وأضاف سموه أن دولة الإمارات أصبحت، بفضل بيئتها المحفزة، مركزاً إقليمياً ودولياً للإعلام ومقصداً للكفاءات المتميزة، مشيداً بدور الإعلاميين الشباب في تقديم صورة إيجابية تعكس أصالة الهوية الثقافية العربية، وتعزز رسائل التسامح والتواصل بين الشعوب.
من جانبه، قال معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي، إن النسخة الحالية اختارت “الإعلام المجتمعي” عنواناً رئيسيا لها، وذلك للتأكيد على الدور الذي يقوم به في تشكيل وعي المجتمعات والمسؤولية التي يتحملها بالتأثير على حياة الناس ، والشباب هم الركيزة الأساسية والقوة الدافعة لتطور وتنمية المجتمعات وتعزيز نسيجها وتلاحمها والارتباط بلغتها وهويتها.
وأضاف معاليه أن البرنامج قدم على مدار دوراته فرصة لربط الشباب في مرحلة هامّة من بداية مسيرتهم المهنية مع واقع سوق العمل الإعلامي واكتساب المهارات من الخبراء والاستماع إلى تجارب صناع القرار، ونفخر اليوم بوجود المئات من منتسبيه ضمن فرق عمل مختلف المؤسسات والمنصات الإعلامية العربية والدولية؛ وبات اليوم بمثابة مناسبة سنوية لربط المواهب الشابة بالفرص ضمن رؤية شاملة لمركز الشباب العربي لمواصلة تمكين وبناء قدرات الشباب المورد الأكبر والأهم في المنطقة.
وتشمل فعاليات البرنامج في نسخته الحالية مجموعة متكاملة من الدورات المتخصصة وورش العمل، وزيارات ميدانية لكبرى المؤسسات الإعلامية وعدد من المؤتمرات والفعاليات، إضافة للفرص التي يتيحها البرنامج للقاء العديد من الشخصيات الإعلامية والمجتمعية المؤثرة، وقيادات القطاع الإعلامي وصناع القرار.
وسيقدم دورات مكثفة حول مهارات الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى، والإعلام التنموي، إضافةً لمحاور تتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي وأثرها في مستقبل الإعلام.
ويركز البرنامج في نسخته الحالية على الدور المجتمعي للإعلام، وأهمية تسخير أدواته في دعم المبادرات الاجتماعية والإنسانية، ونقل القصص التي تزرع الأمل وتصنع الأثر، وتعزز الجهود الشبابية في خدمة المجتمعات.
ويحظى البرنامج بشراكات ودعم من نخبة من الشركاء الإعلاميين والأكاديميين، والذين يعملون مع المركز يداً بيد لتدريب وتأهيل 55 شاباً وشابة، وفتح الفرص أمامهم لبناء مسيرات مهنية احترافية في مختلف تخصصات الإعلام، ودعم ريادتهم في مجالاتهم ضمن فرق عمل تلك المؤسسات، فضلاً عن تأهيلهم لإطلاق مشاريعهم الإعلامية الخاصة عبر المنصات الرقمي، والتي باتت تشكّل صوتاً شبابياً واعياً، يعبر عن مجتمعاته ويرتبط بقضاياه الإنسانية والتنموية.
وتأتي النسخة السابعة من برنامج “القيادات الإعلامية العربية الشابة”، لتقدم سرديات عربية جديدة مبنية على إحياء الأمل في نفوس الشباب، والتنوع، والمساهمة الحقيقية في بناء مستقبل أكثر تماسكاً واستدامة.
وتمتد فعاليات البرنامج على مدى ثلاثة أسابيع في كل من أبوظبي، دبي، الشارقة وعجمان، ضمن بيئة إبداعية تتيح للمشاركين العديد من الفرص للتعلم والتطبيق عبر جميع الإمكانيات المتاحة والمهمة لبناء أفضل جيل من الإعلاميين الشباب.وام


مقالات مشابهة

  • «الشارقة للإعلام» تستقبل منتسبي «القيادات الإعلامية العربية الشابة»
  • «الشارقة للإعلام» تستقبل منتسبي القيادات العربية الشابة
  • تحت رعاية ذياب بن محمد بن زايد.. انطلاق النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة
  • انطلاق النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة
  • بعد ليل صاخب.. كيف يبدو الوضع في طرابلس صباح اليوم؟
  • أصوات صاعدة من قلب يمن الإيمان والحكمة
  • دينا أبو الخير: الغش في الامتحانات مرفوض شرعًا.. ودليل على انتقاص الإيمان.. فيديو
  • السديس: "مأرِز الإيمان” مركز للريادة الوسطية عالميًا في موسم الحج
  • غطرسة الاستكبار تتحطم على صخرة إرادة شعب الإيمان
  • قاض فدرالي أمريكي يفرج بكفالة عن طالبة تركية مؤيدة لفلسطين بعد احتجاز دام أكثر من 6 أسابيع