الجزيرة:
2025-05-13@23:58:43 GMT

هل يكسر فلسطينيو 48 حاجز الصمت بعد مظاهرة أم الفحم؟

تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT

هل يكسر فلسطينيو 48 حاجز الصمت بعد مظاهرة أم الفحم؟

القدس المحتلة – عند مقهى البلدة في مدخل أم الفحم الذي كان شاهدا على عقود من مسيرات النضال، يتذكر الفلسطيني حلمي محطات النضال التي خاضها فلسطينيو الداخل ضد السياسات الإسرائيلية، متسائلا "هل سيخرج الفلسطينيون للشارع نصرة لغزة؟ الناس ضد الحرب لكنها تخشى سياسات الإخراس والترهيب التي تعتمدها إسرائيل".

واحتشد الآلاف من فلسطينيي الداخل قبالة مسجد الفاتح اليوم الجمعة بمدينة أم الفحم جنوبي حيفا للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، في مظاهرة قطرية تعتبر الأولى من نوعها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بتنظيم من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ضد الحرب على غزة ولبنان، رغم استمرار الخوف من تداعيات السياسات الإسرائيلية.

 

وجاءت المظاهرة ردا على استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة والضفة الغربية، وامتداد الحرب إلى لبنان، وسن القوانين الاستبدادية والعنصرية في الكنيست الإسرائيلي التي تستهدف الوجود الفلسطيني.

قيادات الأحزاب ولجنة المتابعة العربية بالداخل الفلسطيني تتقدم المظاهرة (الجزيرة) مؤشر مهم

تاريخيا، شكلت مسيرات النضال والاحتجاج التي كانت تخرج من بلدة أم الفحم محطة فارقة في العلاقة ما بين المؤسسة الإسرائيلية وفلسطينيي 48، مثل "هبة الروحة" عام 1998 التي تم على إثرها تحرير 13 ألف دونم صادرها الجيش الإسرائيلي لأغراض عسكرية، والانتفاضة الثانية التي أشعلت أم الفحم شرارتها الأولى بالداخل الفلسطيني، و"هبة الكرامة" في مايو/أيار 2021.

وبعد اندلاع معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شكلت الحرب على قطاع غزة صدمة للداخل الفلسطيني، الذي وقع في فخ التخويف والترهيب من قبل المؤسسة الإسرائيلية، التي اعتمدت سياسات كم الأفواه والملاحقة السياسية والقضائية للمجتمع، فضلا عن التهديد الحقيقي لكل من يناهض الحرب ويتضامن مع غزة.

وخلافا لما كان سائدا خلال عام الحرب، الذي قل فيه خروج مظاهرات حاشدة لفلسطينيي 48، بدت مشاهد المظاهرة القطرية، التي وثقتها الجزيرة نت وسجلت انطباعات المشاركين فيها، نقطة تحول في كسر حاجز الخوف ومواجهة التحديات، حيث رفعت الشعارات المنددة بالحرب والسياسات الإسرائيلية، وتعالت صرخات الحناجر المتضامنة مع غزة ولبنان.

إغبارية: على الشعب الفلسطيني أن يجدد المشروع الوطني ليشمل أيضا فلسطينيي 48 (الجزيرة)

ورغم مشاركة الآلاف، فإن الناشط المدني عمرو إغبارية يرى أن كل المسيرات والاحتجاجات لم ترتقِ من الناحية الاجتماعية والسياسية والتربوية إلى مستوى الحدث وما تتعرض له غزة من حرب إبادة، قائلا "فلسطينيو 48 جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ونحن أولى أن نكون في مقدمة النضال ونرفع صوتنا عاليا ضد الحرب، حيث تكمن لدينا القدرة على التأثير من الداخل".

وأشار إغبارية إلى أن "الداخل الفلسطيني يشهد حالة من الحراك المتزايد الذي لم نعهده خلال عام الحرب، حيث تتحدى الجماهير سياسات كم الأفواه وتخرج عن صمتها تضامنا مع غزة وتنديدا بالحرب"، معلقا على المظاهرة بالقول إنها تعد "مؤشرا مهما جدا يحمل في طياته رسائل لتحريك الطاقات الكامنة بالداخل لتوسيع الأنشطة التضامنية مع أهلنا في غزة".

وحذر إغبارية من مغبة أن يفقد الشعب الفلسطيني البوصلة، داعيا إلى الخروج عن الصمت ونصرة قطاع غزة، قائلا إن "الشعب الفلسطيني وفي ظل حرب الإبادة هذه، عليه أن يعمل على تجديد المشروع الوطني ليشمل أيضا فلسطينيي 48، وأن يطرح إجابات مغايرة في ظل هذه المتغيرات، فالمسألة ليس هبة شعبية وحراكا، بل تحديد ملامح مشروع التحرر الوطني، فما بعد طوفان الأقصى ليس كما كان قبله".

أبو واصل: الداخل الفلسطيني يواجه معركة وجودية بسبب ممارسات السلطات الإسرائيلية (الجزيرة) معركة وجودية

القراءات ذاتها استعرضها القيادي في حركة أبناء البلد وعضو لجنة المتابعة العربية قدري أبو واصل، الذي يقول إن "ما قبل 7 أكتوبر ليس كما بعده بالنسبة للجماهير الفلسطينية بالداخل، التي تواجه معركة وجودية بسبب الممارسات الإسرائيلية، مقابل التراجع الكبير على صعيد القرارات التي تتخذها القيادات في لجنة المتابعة والأحزاب، وبالتالي تصاعد الحراك يمكن أن يؤثر على ما يحدث".

وعزا أبو واصل قلة الحضور والمشاركة لفلسطينيي 48 في المظاهرات والمسيرات خلال عام الحرب إلى اختفاء دور الأحزاب واللجان الشعبية بين الجماهير، قائلا إن "الأخطر من ذلك هو المشروع السلطوي للحكومة الإسرائيلية لضرب المجتمع الفلسطيني بالداخل وسلخه عن شعبه وقضيته، عبر إشاعة فوضى السلاح، وتفكيكه من خلال تشجيع العنف والجريمة".

ويعتقد القيادي في حركة أبناء البلد أن الداخل الفلسطيني يواجه من خلال تصاعد جرائم القتل حربا وجودية من نوع آخر، قائلا إن "السلاح الإسرائيلي ذاته الذي يستخدم في الضفة الغربية، وكذلك في قطاع غزة يستخدم ضد فلسطينيي 48، الذين لا يوجد لديهم قدرة على مقاومة المخطط السلطوي الإسرائيلي".

ويضيف "إننا نشعر بخطر كبير أمام التشريعات العنصرية والفاشية بالكنيست، وتحول المجتمع الإسرائيلي بغالبيته العظمى إلى أقصى اليمين"، مشددا على ضرورة وحدة الجماهير لتغيير الواقع الذي يعيشه الداخل الفلسطيني من خلال أخذ دور أكبر وأوسع للجان الشعبية والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية، ووضع برنامج عمل لمواجهة التحديات التي تستهدف وجودهم في البلد.

جبارين: الداخل الفلسطيني يعيش حالة من الرعب في سياق البقاء والوجود في أرضه (الجزيرة) الكل الفلسطيني

وبقوله "نحن أمام تحديات، نكون أو لا نكون"، لخّص عضو بلدية أم الفحم عن التجمع الوطني الديمقراطي أدهم جبارين الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في الداخل في ظل حرب الإبادة في قطاع غزة، متسائلا "هل الداخل الفلسطيني محصن من التهجير والتشريد الذي ينعكس على مخطط ضم الضفة الغربية الذي تروج له الحكومة الإسرائيلية؟".

ويضيف جبارين بأن هناك تغييرات تحدث في المجتمع الإسرائيلي وأيضا على مستوى العالم. ويقول بأهمية إحداث تغييرات على مستوى الوعي للشعب الفلسطيني، الذي هو في هذه المرحلة بأمسّ الحاجة لقيادات تبلور التحولات والتغييرات وتحولها إلى برنامج عملي في سياق المشروع الوطني للكل الفلسطيني.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن الداخل الفلسطيني، ورغم كسر حاجز الصمت وتخطي حواجز الخوف والهواجس من خلال المشاركة في المسيرات وتنظيم الوقفات الاحتجاجية والأنشطة والفعاليات التضامنية مع غزة ولبنان، فإنه يعيش حالة من الترهيب، ليس فقط في سياق الإجراءات العقابية والانتقامية التي تمارسها المؤسسة الإسرائيلية بحقه، وإنما في سياق البقاء والوجود في أرضه.

شعارات في المظاهرة ضد الحرب على غزة ولبنان (الجزيرة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الداخل الفلسطینی الشعب الفلسطینی فلسطینیی 48 غزة ولبنان ضد الحرب قطاع غزة أم الفحم من خلال فی سیاق مع غزة

إقرأ أيضاً:

نائب الرئيس الفلسطيني: نحاور حماس حاليا ونأمل أن تأخذ قرارات جريئة لوقف الحرب

أكد نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ ، اليوم الأحد، بأن السلطة الفلسطينية على اتصال بحركة حماس ، وتجري.حواراً معها حالياً، مضيفاً: "على حماس التخلي عن سلاحها.. وأن تقبل بسلطة واحدة وشرعية واحدة وسلاح واحد".

وأضاف الشيخ، في حديث مع قناتي "العربية" والحدث"، أن الطريق الأفضل الآن لإقامة دولة فلسطينية هو "المقاومة السلمية لإسرائيل وليس السلاح"، مضيفاً أن "البندقية الفلسطينية مسيسة ويجب السيطرة على طلقاتها".

ورأى نائب الرئيس الفلسطيني أن "حماس جزء من الشعب ولا يمكن إلغاؤها من الحياة السياسية، لكنه قال إنه "يجب أن تغير حماس من سياساتها لتصبح جزءًا من نظامنا السياسي".

في سياق متصل، اعتبر الشيخ أن "الخلافات داخل حركة فتح ومنظمة التحرير طبيعية"، مضيفاً: "يجب أن نحافظ على منظمة التحرير ونبحث جدياً تشكيل مجلس وطني".

كما قال: "لا مشكلة لدينا بخوض الانتخابات، ولا نخشى من نتائجها"، إلا أنه رأى أن "الأوضاع الحالية غير مهيأة لإجراء الانتخابات" في الأراضي الفلسطينية. وشدد على أن الرئيس الفلسطيني المقبل سيكون منتخباً، وفق الدستور.

في سياق آخر، قال نائب الرئيس الفلسطيني إن العلاقة مع الإسرائيليين "شبه ميتة"، مضيفاً: "لا شريك في إسرائيل لتحقيق السلام". كما شدد على أنه "لا تفريط بحقوق شعبنا.. ولدينا خط أحمر لا يمكن تجاوزه.. نرفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".

ورأى الشيخ أن "موضوع ترحيل الفلسطينيين من غزة لم يعد قائماً"، واعتبر أنه "لا يوجد تصور أميركي مطروح بشأن مصير غزة ودولة فلسطين"، مضيفاً: "لن نقبل أي بديل عن حكم السلطة الفلسطينية في غزة".

كما رأى أن الولايات المتحدة "هي الوحيدة القادرة على إجبار إسرائيل على وقف الحرب" في غزة، معرباً في هذا السياق عن آمله بأن "تأخذ حماس قرارات جريئة لوقف الحرب".

وتابع الشيخ: "نفاوض ونحاور إسرائيل من باب الواقعية والمصالح.. نحن نفاوض إسرائيل للحصول على حقوقنا وإقامة دولتنا"، مضيفاً: "أولويتنا تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه".

في سياق آخر، قال نائب الرئيس الفلسطيني إن "الموقف السعودي داعم للشعب الفلسطيني وحقوقه"، مضيفاً أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "أكد دعمه لصمود الفلسطينيين حتى نيل حقوقهم.. وقال إن القضية الفلسطينية قضية كل مواطن سعودي". كما كشف أنه بحث في السعودية التحضير للمؤتمر الدولي للسلام.

المصدر : قناة العربية اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مفاوضات غزة: عرض أميركي لحماس ينتهي بمشاركتها في الحكم تفاصيل اجتماع وزير الخارجية القطري مع نائب الرئيس الفلسطيني الرئيس عباس يؤكد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة الأكثر قراءة إسرائيل تخطط للسيطرة على توزيع المساعدات في غزة مع مقاولين أمريكيين توسيع العملية العسكرية: استمرار الإبادة استشهاد المعتقل محيي الدين نجم في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي الصحة العالمية تحذر: المنظومة الطبية في قطاع غزة على حافة الهاوية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الازدواجية الإسرائيلية.. وزراء يصوتون للتوسع في غزة ويعترفون سرا بكارثيته
  • دورا مدينة التلال الكنعانية التي لا تنحني.. حكاية الأرض والمقاومة والتجذر الفلسطيني
  • طريقة عمل برجر على الفحم
  • ترامب يصف الحرب الإسرائيلية على غزة بـالوحشية ويعول على إنهائها
  • تحقيق لهآرتس: هكذا يطارد الشاباك بدو الداخل الفلسطيني
  • ما أبرز الأسلحة الإسرائيلية التي يعتمد عليها الجيش الهندي؟
  • لانا الشريف وجه الطفولة بغزة الذي شوهته الحرب الإسرائيلية
  • نائب الرئيس الفلسطيني: نحاور حماس حاليا ونأمل أن تأخذ قرارات جريئة لوقف الحرب
  • هبوط تاريخي للريال اليمني.. الدولار يكسر حاجز 2500 في عدن اليوم الأحد
  • مظاهرة في إسبانيا تنديدا بالحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة