قال محمد حسب الرسول الباحث والسياسي السوداني، إن نجاح دور دول الجوار في الأزمة يقتضي تعاطيها مع أوضاع السودان من خلفية طبيعة الصراع والحرب الدائرة فيه، كونها حرب خارجية بأدوات محلية، تهدف إلى الهيمنة على السودان وإعادته إلى ما قبل الاستقلال الوطني، وهذا الذي أعلنته بصراحة ووضوح قوات الدعم السريع التي أعلنت أن هدفها من الحرب هو القضاء على دولة 1956.

وكان رئيس مجلس السيادة السوداني قائد القوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أكد، أنهم متمسكون بوحدة البلاد وإنهاء التمرد الذي قامت به قوات الدعم السريع، معربا عن شكره لدول جوار السودان لدعمهم في مجابهة الأزمة التي يمرون بها.

وقال حسب الرسول في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، إنه يجب على دول الجوار أن تعي أن هذه الحرب بجانب أنها حرب استعمارية غربية بأدوات محلية، فإنها حرب استيطان واحتلال، وهذا الذي ظهر جلياً قبل الحرب وبعدها من خلال عمليات تهجير منظمة لعربان الشتات الذين جيء بهم من دول غرب أفريقيا بالملايين وبدأت عملية توطينهم في دارفور بعد أن قام الدعم السريع بعمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية للسكان الأصليين في ولاية غرب دارفور وغيرها من الولايات، وقامت بتوطين المهجرين من عربان الشتات في مدن وقرى وبيوت السكان الأصليين.

وتابع: “كما قامت بتوطين أعداد من العربان على نهر النيل، وتزامن ذلك مع عمليات محو للذاكرة الوطنية من خلال حرق وتدمير المتحاف الوطنية، ودار الوثائق القومية، ومكتبة وأرشيف الإذاعة والتلفزيون، ومتحف وسجلات السلطة القضائية بما في ذلك سجلات الأراضي، وإحرق وتدمير المكتبات والمعامل ومراكز البحوث والمصانع والبنى التحتية”.

وأشار حسب الرسول إلى أن هذه الأعمال الإجرامية أكبر من قدرات التفكير المعروفة للدعم السريع تهدف إلى عملية تغيير شاملة في السودان تنتج واقعاً جديدا على المستوى الديموجرافي والسياسي سينعكس سلبا على كل دول الجوار بدون استثناء، وهنا يكمن الخطر العظيم والحال الذي يستهدف هذه الدول كما يستهدف السودان، لهذا يجب أن تبني دول الجوار مقاربتها للأوضاع في السودان من هذه الخلفية، وأن تصمم دورها انطلاقاً من هذه المعطيات الواضحة وضوح الشمس.

صحيفة الدستور

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دول الجوار

إقرأ أيضاً:

انهيار السودان تهديد للعالم

قالت صحيفة لوموند إن الحرب التي تدمر السودان منذ أكثر من عامين تتغذى على لعبة التأثير الإقليمي، مما يعني ضرورة التأثير على الجهات الخارجية الفاعلة مع تزايد احتمال التقسيم.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الهجمات المتكررة بطائرات مسيرة تضرب بورتسودان شرقي السودان منذ بداية مايو/أيار الجاري تذكّر بأن هذه الحرب شبه المنسية التي دخلت عامها الثالث ما زالت تزداد تدميرا بعد أن قتل فيها أكثر من 150 ألف شخص ونزح أكثر من 13 مليونا بسبب القتال.
وذكّرت الصحيفة بأن بورتسودان ليست فقط عاصمة للحكومة الفعلية التي انسحبت إليها عندما كانت الخرطوم مسرحا لمعارك دامية، ولكنها تشكل نقطة دخول المساعدات الحيوية إلى بلد يعاني من أزمة إنسانية دفعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى القول إن السودان محاصر في “كابوس من العنف والجوع والمرض والنزوح”.
ولذلك، فإن تدمير البنية التحتية الحيوية هناك -مثل آخر مطار مدني عامل في البلاد- بهجمات الطائرات المسيرة لن يؤدي إلا إلى تعقيد عملية إيصال المساعدات، خاصة أن استعادة القوات المسلحة السودانية بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان السيطرة على الخرطوم في نهاية مارس/آذار الماضي لم تؤد إلى تغيير في مسار الحرب كما كان متوقعا.
صنّاع الحرب بالوكالة
وعلى العكس من ذلك أظهرت قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) في هجمات بورتسودان أن قوتها النارية ظلت سليمة، واستغلت الذكرى الثانية لبدء الحرب يوم 15 أبريل/نيسان للإعلان عن تشكيل حكومتها الخاصة، مما يشير إلى تزايد احتمال تقسيم السودان مع عواقب إقليمية لا يمكن التنبؤ بها.
لكن المصيبة السودانية تغذيها -حسب الصحيفة- لعبة من التأثيرات الإقليمية كما يشير إلى ذلك تنديد الأمم المتحدة بـ”تدفق الأسلحة والمقاتلين”، وبالفعل أدت هجمات الطائرات المسيرة على بورتسودان إلى انهيار العلاقات الدبلوماسية بين السلطات الفعلية في البلاد والإمارات العربية المتحدة التي تتهم -رغم نفيها- بتزويد الجماعات شبه العسكرية بأسلحة متطورة.
وخلصت لوموند إلى أن إخراج السودان من الدوامة التي قد يضيع فيها يتطلب الضغط على هؤلاء الفاعلين الخارجيين المحرضين على الحرب والمجازر بالوكالة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة هي التي تمتلك إمكانيات لتحقيق ذلك، نظرا لعلاقاتها مع الدول المتورطة بشكل غير مباشر في الحرب بالسودان.
ولم يبق -حسب الصحيفة- إلا أن يفهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يزور شبه الجزيرة العربية اليوم الثلاثاء- أن بلاده مثل كل الدول الأخرى لها مصلحة في رؤية البنادق تصمت في السودان.

الجزيرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مسؤول حكومي سابق يكشف علاقة الإمارات بالنحاس المسروق من السودان.. برفقة حراسة مشددة من قيادات الدعم السريع
  • انهيار السودان تهديد للعالم
  • الحرب العالمية الثانية.. الصراع الدموي الذي يشكل العالم إلى اليوم
  • رمم القحاتة توابع الجنجويد ديل مؤذيين جداً
  • الصليب الأحمر لـ «الاتحاد»: 25 مليون سوداني عاجزون عن تلبية الاحتياجات الأساسية
  • إيبو كردوم.. صوت سوداني ينهض من رماد الحرب
  • قائد عسكري إسرائيلي سابق: نتنياهو يقودنا لحرب بلا نهاية
  • لانا الشريف وجه الطفولة بغزة الذي شوهته الحرب الإسرائيلية
  • يوم يقنعو من الدعم السريع حيعملو ليك فتنة جديدة
  • توثيق ذاتي لمفقودي جرائم الدعم السريع بمخيم زمزم