جاسم صاروخ أميركي مضاد للرادار متعدد المنصات والمهام
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
صاروخ أميركي جو/أرض بعيد المدى من فئة صواريخ كروز، طورته شركة "لوكهيد مارتن" أواخر تسعينيات القرن الـ20، ويتميز بإمكانية إطلاقه من منصات جوية متعددة، الأمر الذي يزيد من مستوى الأمان أثناء تنفيذ العمليات.
ويُعد صاروخ جاسم أحد أبرز عناصر القوة في الترسانة الأميركية، إذ تعتمد عليه القوات المسلحة في تنفيذ عمليات نوعية منذ أكثر من عقدين بفضل خصائصه المتقدمة في التخفي ودقته العالية جدا في إصابة الأهداف.
بدأ تطوير صاروخ جاسم "جيه إيه إس إس إم" في أواخر تسعينيات القرن الـ20 استجابة لحاجة القوات الجوية الأميركية إلى صاروخ بعيد المدى شبحي قادر على التخفي وله القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف محمية.
منحت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" حينها عقد التصميم والإنتاج لشركة "لوكهيد مارتن" بقيمة 132.87 مليون دولار، وبدأت عمليات التصنيع والإنتاج في نوفمبر/تشرين الثاني 1998، وأعلنت القوات الجوية الأميركية دخول الصاروخ للخدمة رسميا عام 2003.
طورت الشركة لاحقا نسخا محسّنة من الصاروخ مضيفة إليها مجموعة من التحديثات التقنية. ففي عام 2006، أجرت اختبارا لنسخة موسعة المدى تُعرف باسم "جاسم إي آر"، والتي دخلت الخدمة رسميا بعد تسليم أول دفعة منها إلى سلاح الجو الأميركي في مارس/آذار 2014.
تتميز هذه النسخة بخزان وقود داخلي أكبر، ومحرك توربيني أكثر كفاءة، مما يمكنها من الوصول إلى أهداف على بعد يصل إلى 1000 كيلومتر، مقارنة بمدى النسخة الأولى البالغ 370 كيلومترا فقط.
لاحقا، أنتجت الشركة نسخة أكثر تطورا تحت اسم "جاسم إكس آر"، والتي تتميز بمدى قتالي يصل إلى نحو 1800 كيلومتر، مع تحسينات في نظام الدفع والتوجيه وقدرات التخفي، وهو ما يسمح بتنفيذ ضربات دقيقة على مسافات أبعد وبمخاطر أقل.
ورغم التحسينات تحتفظ كل النسخ بالهيكل الخارجي نفسه، مما يجعلها متطابقة في الشكل.
المواصفات والمميزاتيبلغ طول صاروخ جاسم نحو 4.27 أمتار، ويتميز بجناحين يمتدان بعرض 2.4 متر، بينما يصل وزن الإطلاق إلى نحو 1021 كيلوغراما، وهو مزود برأس حربي يزن 450 كيلوغراما مخصصا لضرب الأهداف المحصنة بدقة عالية.
إعلانالنسخة الأساسية من الصاروخ والمعروفة باسم "جاسم إيه جيه إم 158 إيه"، تعتمد على محرك توربوغيت يوفر له السرعة الكافية للتحليق على ارتفاع منخفض مع المحافظة على ميزة التخفي.
أما النسخة المحسّنة "جاسم إي آر/ إيه جيه إم 158 بي" ذات المدى الممتد، فتستخدم محرك "تربوفان" الأكثر كفاءة، مما يتيح لها الطيران مسافة تصل إلى نحو 1000 كلم.
في حين أن النسخة الأحدث "جاسم إكس آر/ إيه جيه إم 158 دي"، تأتي بمحرك مطور وخزان وقود أكبر، وهو ما يمنحها قدرة على الطيران مسافات تتجاوز 1800 كيلومتر.
ويعتمد تصميم جميع النسخ على الجمع بين كفاءة استهلاك الوقود والتخفي لتجنب الرادارات وتحقيق ضربات دقيقة على أهداف بعيدة.
القدرات القتالية القدرة على الاختراق العميق:يتميّز الصاروخ بهيكل منخفض الملاحظة صُمم خصيصا لتقليل بصمته الرادارية، مما يمنحه قدرة كبيرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة بما في ذلك منظومات إس 30 بكل نسخها.
وتمكّنه هذه الخاصية من الوصول إلى أهداف إستراتيجية محصنة داخل عمق الأراضي المستهدفة دون رصد أو اعتراض، وهو ما يجعله سلاحا فعالا في ضرب مراكز القيادة والتحصينات الحيوية.
يعتمد الصاروخ على نظام توجيه مزدوج يجمع بين نظام التموضع العالمي "جي بي إس"، ونظام التوجيه بالقصور الذاتي "إي إن إس". وفي المرحلة النهائية من مسار الاستهداف، يَستخدم الصاروخ باحثا متطورا يعمل بالأشعة تحت الحمراء "آي آي آر" لتحديد الهدف بدقة متناهية.
وتضمن هذه الخاصية إصابة الأهداف الحيوية بدقة حتى في ظروف التشويش الإلكتروني. قدرة هجومية على الأهداف الثابتة والمتحركة:
زُوّدت النسخ المطورة من الصاروخ -ولا سيما "جاسم إي آر"- بميزة متقدمة تتمثل في رابط بيانات الأسلحة "دبليو دي إل" الذي يتيح للصاروخ استقبال تحديثات للمسار أثناء الطيران.
وتوفر هذه الخاصية للصاروخ القدرة على تعديل وجهته في الوقت الحقيقي، مما يمكنه من تتبع واستهداف أهداف متحركة، مثل المركبات التكتيكية المتنقلة أو السفن في عرض البحر. وتعزز هذه الإمكانية من مرونته العملياتية. رأس حربي فعال ضد التحصينات:
يحمل الصاروخ رأسا حربيا من طراز "دبليو دي يو 42/بي" يزن قرابة 450 كيلوغراما من المواد شديدة الانفجار، صمم لاختراق الهياكل الخرسانية والتحصينات القوية، مما يجعله أداة فعالة في تدمير المنشآت العسكرية الحيوية ومخابئ القيادة. مرونة في وسائل الإطلاق:
يمتاز الصاروخ بمرونة تشغيلية عالية، إذ يمكن إطلاقه من منصات جوية متعددة، تشمل المقاتلات التكتيكية مثل إف 16 وإف 15 إيه، وكذلك القاذفات الإستراتيجية من طراز"بي1بي" و"بي52 إتش". وتوسعت خيارات الإطلاق لتشمل طائرات النقل العسكري "سي 130″ و"سي 17" بعد تزويدها بحاويات خاصة للإطلاق، في إطار توجه سلاح الجو الأميركي نحو تعزيز قابلية الانتشار وتعدد وسائل الاستخدام. محطات
استُخدم الصاروخ للمرة الأولى بشكل علني في أبريل/نيسان 2018 في سوريا حين نفذت القوات الجوية الأميركية (بمشاركة بريطانيا وفرنسا) ضربة جوية ضد منشآت تابعة لنظام بشار الأسد يُشتبه بأنها مرتبطة بإنتاج الأسلحة الكيميائية.
إعلانوتفيد تقارير إعلامية أن الصاروخ استُخدم كذلك لتدمير المبنى الذي كان يتحصن فيه زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "أبو بكر البغدادي" عقب "عملية باريشا" التي استهدفته أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2019 شمال غرب سوريا.
وفي سياق العمليات الإقليمية استُخدم صاروخ جاسم ضمن "عملية "رايدر الخشن" التي أطلقتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن في الفترة بين مارس/آذار ومايو/أيار 2025، واستُخدم الصاروخ لضرب مواقع دفاع جوي، ومخازن صواريخ، وطائرات مسيرة، في إطار حملة جوية مكثفة هدفت إلى ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر وشل القدرات الهجومية الحوثية.
وفي يونيو/حزيران 2017، نشرت الولايات المتحدة أكثر من 10 صواريخ "جاسم" في كوريا الجنوبية لاستخدامها مع مقاتلات "إف 16" التابعة للقوات الجوية الأميركية هناك.
وفي سبتمبر/أيلول 2024، أعلنت الولايات المتحدة نيتها تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ في إطار الدعم العسكري الأميركي لكييف في حربها مع روسيا، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد توليه الحكم أعلن تراجعه عن هذه الخطوة، واكتفى بتقديم دعم دفاعي يشمل منظومات باتريوت وبعض الأسلحة الدفاعية الأخرى.
وحتى يوليو/تموز 2025، لم يتجاوز عدد الدول التي تمتلك هذه الصواريخ خمس دول فقط هي: الولايات المتحدة المصنعة لها، إلى جانب أستراليا وفنلندا وهولندا وبولندا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الجویة الأمیرکیة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة "مسام" ينزع (1.033) لغمًا من الأراضي اليمنية خلال أسبوع
تمكَّن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية "مسام" لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2025م، من انتزاع (1.033) لغمًا في مختلف مناطق اليمن، منها (6) ألغام مضادة للأفراد، و(62) لغمًا مضادًا للدبابات، و(960) ذخيرة غير منفجرة، و(5) عبوات ناسفة. ونزع فريق "مسام" (35) لغمًا مضادًّا للدبابات و(46) ذخيرة غير منفجرة و(5) عبوات ناسفة في مديرية ميدي بمحافظة حجة، وفي محافظة لحج نزع الفريق (5) ذخائر غير منفجرة بمديرية تبن، وذخيرة واحدة غير منفجرة بمديرية المضاربة.
وفي محافظة عدن نزع الفريق (451) ذخيرة غير منفجرة، كما نزع فريق "مسام" في محافظة مأرب (27) لغمًا مضادًّا للدبابات و(420) ذخيرة غير منفجرة بمديرية مأرب، و(13) ذخيرة غير منفجرة بمديرية رغوان.
وفي محافظة شبوة نزع ذخيرة واحدة غير منفجرة بمديرية عين، وذخيرتين غير منفجرتين بمديرية عسيلان، وفي محافظة تعز نزع (10) ذخائر غير منفجرة بمديرية المخاء، ولغمًا واحدًا مضادًّا للأفراد و(8) ذخائر غير منفجرة بمديرية ذباب، و(3) ذخائر غير منفجرة في مديرية صلوح.
وبذلك ارتفع عدد الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع "مسام" حتى الآن إلى (527.493) لغمًا، بعد أن زُرعت عشوائيًّا في مختلف الأراضي اليمنية لحصد الأرواح البريئة من الأطفال والنساء وكبار السن، وزرع الخوف في قلوب الآمنين.
وتواصل المملكة العربية السعودية عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة، جهودها في تطهير الأراضي اليمنية من الألغام، ضمن مشروع يُعزز سلامة المدنيين، ويسهم في تمكين الأشقاء اليمنيين من عيش حياة كريمة وآمنة