عربي21:
2025-08-08@02:39:05 GMT

سلطة رام الله واليوم التالي في قطاع غزة

تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT

هل كانت سلطة رام الله حاضرة في إعلان نيويورك الذي أدرج فكرة نزع سلاح حماس والمقاومة، وطالب بإخراج حماس من المشهد السياسي الفلسطيني؟ بالتأكيد كانت السلطة حاضرة في شخص رئيس وزرائها محمد مصطفى، الذي لعب وفريقه دورا في صياغة إعلان نيويورك.

السؤال الأول: لماذا تنقل سلطة رام الله معركتها الداخلية مع حماس إلى المشهد الدولي، وتشترك في جعل ذلك التزاما عالميا؟

ربما رأت قيادة السلطة أنها البديل المطلوب عربيا وعالميا لملء الفراغ لإدارة غزة بعد انتهاء الحرب، وربما لتحاول الانفراد المتعسف بقيادة السلطة وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية؛ واصطناع حالة "مزورة" لتمثيل الشعب الفلسطيني؟!

ولكن هل كانت السلطة بحاجة لاستبعاد حماس ونزع سلاحها، وأن يُسلِّم الذين سمّاهم محمود عباس "أولاد الكلب"، على حدّ تعبيره، الرهائن الصهاينة؟! وأن يُضَمَّن ذلك في وثيقة دولية؟!

كان الأمر أيسر بكثير على السلطة ضمن أي توافق وطني، إذ إن حماس نفسها ليس لديها مانع من استلام سلطة رام الله لإدارة قطاع غزة ضمن توافق وطني داخلي، وهي نفسها تدعم أي ترتيبات حقيقية وشفافة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز التماسك الداخلي.

غير أن السلطة لم تَعُد تُقدِّم نفسها لترتيبات اليوم التالي لغزة فقط، وإنما لترتيباتِ ما بعد حماس، ليس فقط في غزة وإنما في الإطار الوطني الفلسطيني!!

السؤال الثاني: على ماذا شربت سلطة رام الله "حليب سباع" لتضرب بعرض الحائط كافة اتفاقات المصالحة الفلسطينية على مدى عشرين عاما، ولتسعى إلى شطب عمود رئيس من أعمدة العمل الوطني الفلسطيني (حماس)، ولتعطي غطاء للمساعي الإسرائيلية الأمريكية الغربية في نزع سلاح المقاومة؛ بل ولتتبرع بالرغبة في إنشاء دولة فلسطينية "منزوعة السلاح"؟!

ولو فرضنا جدلا أن السلطة ستتولى إدارة قطاع وستقوم بنفسها بنزع سلاح حماس والمقاومة! فهل ستضمن عدم التدخل الإسرائيلي، وعدم مواصلة الاحتلال لحملات الاغتيال والاعتقال والتدمير واستباحة الشجر والحجر والإنسان؟!! ستكون "نكتة" كبيرة إن قالت إنها تضمن ذلك؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي يمارس عدوانه باستمرار ودونما توقف طوال 31 عاما من عمر السلطة في الضفة الغربية. وبالتالي، فما جدوى أن تُسلِّم المقاومة أسلحتها، إذا كانت الخطوة التالية هي متابعة الاحتلال لذبح المقاومة ورجالها ولكن فقط بوجود "شاهد زور" أو غطاء فلسطيني "يشرعن" للاحتلال جرائمه، بينما يوفر له الاحتلال تمثيلا وهميا لشعبه؟

السؤال الثالث: على ماذا تقدِّم سلطة رام الله شهادات "حسن سلوك" لمن يركلها بقدمه؟!

الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وإدارة ترامب، لا تباليان بسلطة رام الله؛ ونتنياهو وحلفاؤه في الصهيونية الدينية يسيرون خطواتٍ واسعة في ضم الضفة الغربية وفي تفكيك السلطة نفسها، وتحويلها إلى كانتونات، وفريق ترامب الرئيسي يتحدث على المكشوف عن الضفة كجزء من الأرض التاريخية "للشعب الإسرائيلي"!!

إن تشغيل أكثر من 60 ألفا من أجهزة أمن السلطة في مطاردة المقاومة وتفكيك خلاياها في الضفة، وفي قمع المظاهرات والمسيرات المؤيدة لغزة، وفي إيجاد بيئة أفضل للاحتلال، لم يشفع للسلطة في فكّ حجز حكومة الكيان لإيرادات الضرائب الفلسطينية، ولا في تخفيف الاستيطان ولا في وقف عربدات المستوطنين، ولا في سحق مخيمات جنين ونور شمس وتهجير أهلها.. فعلامَ تراهن السلطة؟!

السؤال الرابع: إذا كان من الحكمة مواجهة المؤامرة الإسرائيلية ونزع ذرائعها في البقاء في قطاع غزة؛ فهل من الحكمة تنفيذ ذلك بتعزيز الانقسام الفلسطيني وضرب البنى المؤسسية الفلسطينية وإضعافها، وارتهان "صناعة القرار الوطني الفلسطيني المستقل" لإرادة العدو أو الخصوم؟

السؤال الخامس: هل التعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني هو معيار قيادة المنظمة وسلطة رام الله وفتح، أم الاعتماد على عكازات "شرعية" مصطنعة عربية ودولية تحارب خط المقاومة و"الإسلام السياسي"، وتتماهى مع أبرز شروط الاحتلال؟!

إن استطلاعات الرأي الفلسطينية خلال الفترة الماضية تؤكد رسوخ وقوة خط المقاومة في وجدان الشعب الفلسطيني وفي صناعة توجهاته وقراراته، وأي مرور سريع على نتائج استطلاعات المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (مركز مستقل ومقره رام الله) يؤكد ذلك.

فحتى في ذروة الهجوم على حماس وفي قمة حالة المجازر والإرهاق والإنهاك والتجويع التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة، وفي قمة التواطؤ والخذلان والحصار العربي والدولي، ما زال الشعب الفلسطيني يعطي الصدارة لحماس وخط المقاومة. فبعد 17 شهرا من الحرب الإسرائيلية الشرسة على القطاع، وحملات الاستهداف المدمر المنهجي في الضفة الغربية، فإن استطلاع شهر أيار/ مايو 2025 يشير إلى أن أغلبية عظمى تصل إلى 77 في المئة تعارض نزع حماس لأسلحتها في سبيل وقف الحرب، و80 في المئة يعتقدون أن "إسرائيل" لن تنسحب من القطاع حتى لو وافقت حماس على نزع أسلحتها، ويصل الرضا عن أداء حماس إلى 57 في المئة، بينما لا يتجاوز الرضا عن أداء سلطة رام الله 23 في المئة، والرضا عن أداء عباس 15 في المئة. وإذا ما حصلت انتخابات فإن 68 في المئة سيعطون أصواتهم لمرشح حماس (خالد مشعل)، في مقابل 25 في المئة لمحمود عباس؛ وستفوز كتلة حماس بـ43 في المئة من المقاعد في المجلس التشريعي (وهي تقريبا النسبة نفسها في 2006 عندما فازت في الانتخابات)، بينما ستحصل كتلة فتح على 28 في المئة.

هذا الاستطلاع يحدث وحماس في أصعب حالاتها، فماذا لو خرجت حماس منتصرة في الحرب، وماذا لو فرضت شروطها وحصلت على صفقة أسرى مشرفة، وفرضت على الاحتلال إنهاء الحرب وإدخال الاحتياجات والخروج من غزة؟

السؤال السادس: ماذا عن الخبرة والتجربة التاريخية على مدى عشرين عاما؟

تقول التجربة إن قيادة المنظمة (قيادة السلطة وقيادة فتح) عندما استقوت بالتنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي وبغطائه في الضفة، فإن حماس وخط المقاومة زادا قوة وحضورا شعبيا في الضفة الغربية وغزة والداخل الفلسطيني وفي الشتات الفلسطيني، وعندما استقوت بالأنظمة العربية وغطائها.. فإن حماس وخط المقاومة زادا قوة وحضورا شعبيا عربيا، وعندما استقوت باشتراطات الرباعية الدولية.. فإن حماس وخط المقاومة زادا قوة وحضورا عالميا.

* * *

وباختصار، فإن محاولة فرض هيمنة سلطوية "فتحاوية" برعاية إسرائيلية أمريكية عربية دولية، وتجاوز الإرادة الشعبية الفلسطينية مصيرها الفشل. والمدخل الصحيح لليوم التالي لقطاع غزة هو العودة للتوافق الفلسطيني وإنفاذ اتفاقات المصالحة السابقة، وعمل قيادة انتقالية، بمشاركة الجميع، تقوم بالترتيبات الحقيقية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني لمتابعة كفاحه لانتزاع حقوقه وتحرير أرضه ومقدساته.

x.com/mohsenmsaleh1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه حماس الفلسطيني غزة توافق فتح فلسطين حماس غزة فتح توافق مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی الضفة الغربیة سلطة رام الله قطاع غزة فی الضفة فی المئة إن حماس

إقرأ أيضاً:

علاء مبارك يشعل جدلا بسبب رأيه حول هجوم 7 أكتوبر

#سواليف

أشعل #علاء_مبارك، نجل الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، جدلا واسعا بعد حديثه عن #هجوم_7_أكتوبر 2023 الذي شنته #فصائل_المقاومة_الفلسطينية على إسرائيل، وأعقبه عدوان إسرائيلي مستمر.

ونشر علاء مبارك، على حسابه بمنصة “إكس” فيديو لرئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمد اشتيه، يتحدث فيه عن هجوم 7 أكتوبر، وعلق عليه بقوله: “7 أكتوبر أخطئ حسابها”.

وفي الفيديو يقول اشتيه: “أي مغامرة يجب أن تكون محسوبة الخواتم، لأنه في جميع الأحوال إذا كان حماس لديها استعداد لتحمي كادرها في الأنفاق كما قال الأخ (موسى) أبو مرزوق، فلم يكن لديها أي اعتبار للمواطن، ولم يكن لديها أية حسابات، لذلك أقول إن 7/10 هي باختصار: حسابات لم تكن صحيحة”.

مقالات ذات صلة “هندسة الفوضى والتجويع”.. مقتل 20 فلسطينيا وجرح العشرات في انقلاب شاحنة مساعدات وسط غزة 2025/08/06

" ٧ اكتوبر أخطئ حسابها ". محمد اشتية. pic.twitter.com/rz17FNM23v

— Alaa Mubarak (@AlaaMubarak_) August 5, 2025

وأثار تدوينة علاء مبارك، أراءً متباينة وعاتبه أحد المعلقين قائلا: “عيب عليك يا أستاذ علاء تؤيد كلام زي ده، أنت ابوك من أبطال حرب أكتوبر اللي حررت سيناء، اختلف مع #حماس مفيش مشكلة لكن لما يكون قتل لإخواننا في فلسطين، يبقى المفروض كلنا صف واحد قدام عدونا وبعدين نبقى نعاتب”.

ورد مبارك، قائلا: “لا شك إن كلنا صف واحد أمام الكيان المحتل، لكن علينا أن نستخدم عقولنا وألا نعيش في وهم إن 7 أكتوبر انتصار!!!”.

وعقب أحد المعلقين بقوله إن “عمر المقاومة ما كانت وهم يا أستاذنا”، ليرد علاء بمارك، بأن “المقاومة حق شرعي ضد المحتل لا خلاف في ذلك، الحديث عن 7 أكتوبر وما ترتب عليها من آثار كارثية”.

يا محترم المقاومة حق شرعى ضد المحتل لا خلاف في ذلك الحديث عن ٧اكتوبر وما ترتب عليها من اثار كارثية .
— Alaa Mubarak (@AlaaMubarak_) August 5, 2025

وفي تعليق آخر سأل أحد المدونين علاء مبارك، قائلا: “أستاذ علاء ممكن حضرتك توضحلي إيه الحسابات الصحيحة اللي إخوتنا في فلسطين المفروض يعملوها عشان ياخدوا حقوقهم، وأستأذنك تجاوب كأنك في يوم 6 أكتوبر 2023”.

واتفق آخرون، مع ما ذهب إليه علاء مبارك، وقال أحد المعلقين: “وللأسف الكثيرين كانوا يرونها بطولة ويصفقون لحماس، وكله على حساب دماء أطفال غزة”.

وقال آخر: “حماس لعبت لعبة مقامرة”، فيما رأى آخر أن رأي مبارك “صحيح” وأن “النتيجه إيه؟؟ انتهت غزة للأبد”، على حد تعبيره.

مقالات مشابهة

  • “حماس”: تصريحات نتنياهو بإحتلال غزة استكمال للإبادة والتهجير بحق الشعب الفلسطيني
  • حماس: نتنياهو يضحي بأسرى الاحتلال ويقود حرب إبادة لخدمة أجنداته
  • حماس تنتقد تصريحات نتنياهو وتتوعد جيش الاحتلال
  • لماذا انقلب نتنياهو على مسار المفاوضات وأين يتجه في غزة؟
  • مسيرة حاشدة للجامعات والمعاهد الحكومية والاهلية في الحديدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • بريطانيا حثت الدول العربية على إدانة حماس في بيان مؤتمر حل الدولتين
  • علاء مبارك يشعل جدلا بسبب رأيه حول هجوم 7 أكتوبر
  • أحمد موسى: حماس انقلبت على السلطة الشرعية في غزة عام 2007
  • حماس: أسرى العدو يعيشون ما يعيشه أهل غزة.. نتنياهو يتحمل مسؤوليتهم