تخوف إسرائيلي من عودة النماذج القديمة من الحروب الأهلية بين اليهود
تاريخ النشر: 25th, August 2025 GMT
مع زيادة حدّة الاستقطابات بين الإسرائيليين حول الخلافات السياسية، لا تتردّد العديد من أصواتهم من التحذير من تسبّب هذه الخلافات الداخلية والكراهية والتنافس إلى "تدمير الهيكل الثالث"، وتمزّق الدولة.
وذكر نحمان شاي، عميد كلية الاتحاد العبري بمعهد الدراسات اليهودية، ووزير الشتات، والمتحدث باسم الجيش الأسبق، أن "من ينظر لإسرائيل اليوم في عام 2025 سيجد أمامه النسخة المتقدمة والمحدثة من "الحروب اليهودية لأن مئات آلاف الإسرائيليين لا ينامون ليلهم، وقسما كبيرا منهم لا يغمض عينيه، بسبب قلقهم الشديد على أبنائهم وبناتهم، وأحفادهم وحفيداتهم، وعلى أفراد عائلاتهم المهددين بالموت على بُعد ساعة بالسيارة من منازلهم".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "الخوف يحيط بالإسرائيليين من كل جانب: في غزة، ولبنان، وسوريا، ومن يدري ماذا ينتظرنا بعد من جبهات مفتوحة تُكلف الدولة أثمانا بشرية ونفسية كل يوم وليلة، في حين أن الوحيدين الذين لا يبدو أن نومهم يفارقهم هم أعضاء الحكومة وكثير من أعضاء الكنيست، ممن وصلت بهم شهوة السلطة الجامحة الى مستويات غير مسبوقة".
وأوضح أن "الخلافات الاسرائيلية وصلت الى أن يتبادل وزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان آيال زامير، الصفعات الثنائية، بسبب صراعاتهما على السلطة، حتى داخل المؤسسة العسكرية، بما فيها الجيش، خاصةً خلال حرب طويلة الأمد، لا حدود لها، لكن من الواضح أن من يقود هذه المؤسسة يشعرون بالسلطة، وقد يرتبكون أحيانا، ويستخدمونها دون داعٍ، مُضحِّين بذلك في مصلحتهما المشتركة المتعلقة بأمن الدولة".
اظهار ألبوم ليست
وأشار إلى أن "المتوقع في خلافات الرجلين أن يتم رصد بؤر التوتر، بغرض تخفيفها، وتهدئتها، بغرض الوصول إلى اتفاق وتفاهم، لإزالة العقبات، وضمان سير العمل، دون انقطاع، رغم وجود نقاط خلاف معروفة، لكن مجرد اجتماعهما كفيل بإبرام بتسويات وتفاهمات بينهما، أما إذا استمرت الخلافات، فليس هناك حاجة لإجراء نقاشات في وسائل الإعلام، أو في أوساط الجمهور، أو في الرأي العام، لأن الضرر حينها لا يُوصف".
وأكد أن "مئات آلاف الإسرائيليين يستيقظون صباحا خائفين عندما يسمعون قادتهم يتجادلون، ويعلمون من الأخبار أن وزير الحرب يوبخ رئيس الأركان، فيردّ عليه، ولذلك فإنهم محقون في قلقهم، وهم في حيرة من أمرهم، لأنهم يرون قادتهم السياسيين والعسكريين يعملون جاهدين على تدمير النظام السياسي، وزعزعة التوازن بين مختلف فروع الحكومة، وهو أمرٌ مثير للغضب".
وأوضح أن "خلافات القادة الاسرائيليين تطرح علامات استفهام حول مدى شعورهم بأنهم يحملون حقًا ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، لأن الواضح أنهم حنثوا بالقسم الذي أدّوه يوم توليهم السلطة، ولم تعد مصلحة الدولة ومواطنيها مقدمة على مصالحهم الحزبية والشخصية، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية الى اتساع رقعة هذه الانقسامات والكراهية إلى نتائج وخيمة تعيد للأذهان نسخا قديمة من الحروب الأهلية اليهودية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الحروب الأهلية سوريا غزة الاحتلال الحروب الأهلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تشكيك إسرائيلي بمسألة تحقيق إنجاز في معركة الوعي أمام الفلسطينيين
زادت حكومة الاحتلال الميزانية الخاصة بمعركة الوعي، وتسويق الدعاية الإعلامية، والترويج لرواية تل أبيب حول العالم، إلا أن التحديات الإسرائيلية في مجال التوعية لا تنبع بالضرورة من نقص الميزانية، بل من الفوضى، وضعف التنظيم، وغياب سياسة توعية.
غادي عيزرا الخبير في مجال الدعاية والتسويق، كشف أن "وزيري الخارجية والمالية أعلنا عن ميزانية قدرها 2.35 مليار شيكل لـ"حملة التوعية والترويج لإسرائيل عالميًا"، وسيُخصص مليار شيكل منها للخدمات أو المشاريع التي ستُنفذ في السنوات التالية، وتكشف هذه الخطوة مدى أهميتها على مستوى الدولة، وقد تعد إنجازا لوزير الخارجية نفسه، جدعون ساعر، الذي خصص لعامين متتاليين ميزانية كبيرة لمكتبه لأنشطة التوعية".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "أي شخص يتساءل عن توقيت إعلان هذه الخطوة، بعد أكثر من عامين من بدء الحرب، مع العلم أن معركة الدعاية والرواية مستمرة دائمًا، ورافقت الاسرائيليين منذ بداية إعلان الدولة، وسوف تستمر في مرافقتهم لعقود قادمة، وبهذا المعنى، فأن تأتي متأخرة أفضل من ألا تأتي أبدًا، لكن المسألة هنا مختلفة، وهي الوهم بأن المشاكل الاسرائيلية في الميدان تبدأ وتنتهي بالمال الفاسد".
وأوضح أن "المال مهم، لكنه لا يكفي بمفرده، لأن التحديات الإسرائيلية في عوالم الوعي لا تنبع بالضرورة من نقص الميزانية، بل ناجمة عن الفوضى، ونقص التنظيم، وحقيقة أن إسرائيل ليس لديها سياسة وعي قومية، سياسة من شأنها أن تحدد كيفية استخدام مجال الوعي لتحقيق ما يريده المستوى السياسي، وقد يكون هذا تعزيز العلاقات مع الجيل الشاب في الولايات المتحدة، أو دق إسفين بين حزب الله والحكومة اللبنانية، أو التطبيع مع دول الخليج".
وأشار أن "المؤسسات الإعلامية والجهات الدبلوماسية الإسرائيلية تتحدث بأصوات مختلفة، ولجمهور إسرائيلي مختلف، دون تنسيق أو خدمة هدف قومي بمنطق واضح، وهذه أمور لا يمكن شراؤها بكل أموال الدنيا، لأن نتيجة ذلك أنه لا يوجد حتى الآن كيان واحد في الدولة يوحد عمل جميع الوزارات والهيئات العاملة في الميدان، كيان من شأنه أن يضمن أن تتحدث وزارة الخارجية، والمتحدث باسم الجيش، ووزارة الشتات، بصوت موحد وواضح ومتسق، وفي التوقيت المناسب، وفقًا لرواية صحيحة للدولة بأكملها، وليس لواحدة منها فقط".
وأضاف أنه "من الضروري أن نفهم أن هذا ليس ترفًا، لكن في غياب هيئة ذات سلطة تملي "استخدام القوة" على جميع الهيئات الإعلامية والدعائية، فيما يتعلق بجميع الجماهير المستهدفة في الدولة، ليس ممكنًا فقط ألا يتم استخدام هذه الميزانية السخية بالكامل، بل من المرجح أيضًا أن تذهب لأماكن خاطئة، لأن الحملات الإعلامية الدعائية أداة، وليست هدفًا، وعندما لا تتضح كيفية خدمة أهداف المستوى السياسي العام، فالتوعية وسيلة، وليست غاية في حدّ ذاتها، مما يسهل الوصول لسلوكيات وتقارير متناقضة بين المنظمات العاملة".
وأكد أن "الأسوأ من ذلك، أنه في غياب رؤية قومية شاملة، حتى بناء القوة، أي المشاريع الكبرى، والبنى التحتية، وبناء القدرات في مجال التوعية، سيُصمّم بطريقة تخدم بشكل أساسي جهات معينة، وليس بالضرورة النظام السياسي الإسرائيلي بأكمله، لأن التغيير في مجال التوعية يبدأ بشيء لا يتطلب دائمًا المال، لكنه يتطلب استثمارًا كبيرًا، وإدارة فعّالة، وهذا ليس أمرًا يمكن تحقيقه بوزارة الخارجية وحدها، بكوادرها فقط".