أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، اليوم الجمعة، أنها أبلغت مجلس الأمن الدولي بعدم التزام إيران بالاتفاق النووي لعام 2015، بعد أن بدأت تفعيل آلية لإعادة فرض العقوبات السابقة، في حين توعدت طهران برد مناسب على هذه الخطوة.

وقالت دول الترويكا الأوروبية -في بيان- إنه تم إبلاغ مجلس الأمن بعدم التزام إيران بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) بشكل كبير، وأعلنت أنها بالتالي قررت اللجوء إلى الآلية المعروفة باسم "آلية الزناد" أو"آلية العودة السريعة للعقوبات على إيران".

وأضاف البيان أنه منذ عام 2019 توقفت إيران بشكل متزايد ومتعمد عن الوفاء بالتزاماتها تقريبا، وتابع أن عدم التزامها يشمل تراكم مخزون اليورانيوم عالي التخصيب دون مبرر مدني موثوق.

وقالت الدول الثلاث، في البيان المشترك، إن إيران هي الدولة الوحيدة التي لا تملك أسلحة نووية وتنتج اليورانيوم عالي التخصيب، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقررت دول الترويكا، أمس الخميس، تفعيل هذه الآلية خلال 30 يوما حتى 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهو التاريخ الذي ينتهي فيه العمل بقرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي يحكم خطة العمل الشاملة المشتركة وآلية الزناد.

وعلى الرغم من تفعيل آلية الزناد، فإن مفوضة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس قالت إن مهلة الـ30 يوما تمثل فرصة للبحث عن حلول دبلوماسية للأزمة المرتبطة بالاتفاق النووي.

وتتهم دول الترويكا والولايات المتحدة إيران بانتهاك اتفاق عام 2015 الرامي إلى منعها من تطوير القدرات لصنع أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.

رد مناسب

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الدول الأوروبية الثلاث قررت متابعة الضغط على الشعب الإيراني نيابة عن إسرائيل والولايات المتحدة.

إعلان

وأضاف عراقجي -في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية- إن قرار الترويكا الأوروبية الذي وصفه بغير المبرر وغير القانوني سيضعف المحادثات الحالية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووصف الوزير الإيراني اتهام أوروبا لبلاده بترك طاولة المفاوضات ورفض الحوار بالمثير للاشمئزاز، محذرا من أن قرار فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستكون له آثار سلبية على الدبلوماسية وسيجبر إيران على اتخاذ رد مناسب.

وأشار عراقجي إلى أن بلاده سبق أن نبهت إلى أن تفعيل آلية العقوبات الأممية سيحول الترويكا الأوروبية لقوة عديمة التأثير في ما يتعلق بإيران.

من جهته، قال وزير النفط الإيراني إن إعادة فرض العقوبات تهدف لفرض قيود على مبيعات النفط، لكنه أكد أن إيران لن تكون مقيدة بها.

وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن قرار الدول الثلاث بتفعيل آلية إعادة فرض قرارات مجلس الأمن المنتهية على إيران لا يستند إلى ضرورة قانونية أو حكم رشيد بل يعكس انصياعها للولايات المتحدة.

وكانت روسيا نددت بقرار الترويكا الأوروبية تفعيل آلية إعادة العقوبات على إيران، وقالت إن من شأن ذلك تقويض الجهود المبذولة لإيجاد حلول تفاوضية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

كما وصفت الصين إعادة فرض العقوبات على إيران في مجلس الأمن بالخطوة غير البناءة، ودعت إلى إعادة القضية النووية الإيرانية إلى مسارها الصحيح واستئناف المفاوضات بدل التصعيد.

في المقابل، رحبت الولايات المتحدة بالإجراء الأوروبي ضد إيران، لكن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أكد رغم ذلك أن بلاده تظل منفتحة على التواصل المباشر مع إيران من أجل حل سلمي دائم للقضية النووية الإيرانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الترویکا الأوروبیة تفعیل آلیة مجلس الأمن إعادة فرض على إیران

إقرأ أيضاً:

الشعاع الحديدي: الليزر الإسرائيلي يُغيّر قواعد الحرب وإيران الهدف الأول

وفقاً للإعلان الرسمي، فإن هذه المرة الأولى عالمياً التي يحقق فيها نظام دفاع جوي ليزري عالي الأداء حالة "جاهزية تشغيلية"، ما يمثّل علامة فارقة في تطور أنظمة الدفاع الحديثة.

أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في منتصف سبتمبر/أيلول 2025، أن نسخة بقدرة 100 كيلوواط من منظومة "الشعاع الحديدي" الليزرية، التي طورتها شركة رافائيل الدفاعية سراً، اجتازت بنجاح اختبارات "التكوين التشغيلي الكامل".

ويُعد "الشعاع الحديدي" نظاماً دفاعياً جوياً ليزرياً عالي الأداء، يُقدَّم كحلٍّ مبتكر يهدف إلى تحويل طبيعة الدفاعات الجوية بشكل جذري، مع تقليل كبير في تكاليف الاعتراض مقارنة بالمنظومات التقليدية.

وأثبت النظام، خلال سلسلة تجارب أُجريت في ميدان اختبار مخصص، قدرته على تدمير أهداف متنوعة بدقة وفي غضون ثوانٍ معدودة. وشملت الأهداف المُعترَضة صواريخ وقذائف هاون وطائرات مسيرة، حتى في ظروف بيئية صعبة مثل الضباب أو الدخان.

ووفقاً للإعلان الرسمي، فإن هذه المرة الأولى عالمياً التي يحقق فيها نظام دفاع جوي ليزري عالي الأداء حالة "جاهزية تشغيلية"، ما يمثّل علامة فارقة في تطور أنظمة الدفاع الحديثة.

درع المستقبل: الليزر يحمي الحدود

وحققت طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلية المتمثلة في "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" و"السهم 2 و3" معدلات اعتراض عالية تتراوح بين 90 و95% ضد الصواريخ الباليستية والقذائف التقليدية. لكن أدائها يتناقص بشكل ملحوظ أمام التهديدات الجوية غير المأهولة، لا سيما الطائرات بدون طيار، حيث لم تُسقط سوى نحو 50% منها في الوقت المناسب.

ومن المقرر أن تسد منظومة الليزر الجديدة، المعروفة باسم "حائط الليزر"، هذه الفجوة الاستراتيجية، إذ تُظهر فعالية خاصة ضد الأجهزة التي تطير على ارتفاعات منخفضة جداً وتميل إلى ملاصقة سطح الأرض — وهي قدرة فشلت الأنظمة السابقة في التصدي لها. ويصف خبراء عسكريون المنظومة بـ"الطبقة صفر" أو أحياناً بـ"الطبقة الرابعة"، لكن الهدف واحد: استكمال منظومة الدفاع الجوي متعددة الطبقات.

وتعد الطائرة الإيرانية "شاهد 101" العدو الأخطر لإسرائيل، بل ولأوكرانيا جزئياً، بحسب مصادر دفاعية. وتمتاز هذه الطائرة بدون طيار بهيكل مصنوع من ألياف الكربون، ما يجعل كشفها عبر الرادارات شبه مستحيل. وتنطلق عادة من لبنان، وتعتمد على محرك كهربائي يسمح لها بالتحليق بصمت مطلق على مدى يصل إلى 800 كيلومتر.

ويحتوي بطن الطائرة على قنبلة تزن نحو ثمانية كيلوغرامات، قادرة على تدمير مبانٍ كبيرة. وقد طوّر مهندسو الحرس الثوري الإيراني هذا السلاح خصيصاً لاستهداف الثكنات العسكرية والمناطق السكنية بهدف إلحاق أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية.

طائرة Militarnyi

وأدرك الجنود الإسرائيليون المنتشرون على الحدود الشمالية، وفق تقارير داخلية، أنهم لا يملكون وسيلة فعالة للرد السريع على هذا النوع من التهديدات. فاعتراض الطائرة من الأرض بالغ الصعوبة، وفي الوقت الذي تستغرقه المروحية أو الطائرة المقاتلة لتحديدها واعتراضها، تكون الطائرة قد أنهت مهمتها في كثير من الأحيان.

وقد سُجّلت سلسلة هجمات ناجحة لطائرات "شاهد 101" في مناطق إسرائيلية عدة، بما في ذلك إيلات ووادي الأردن. كما نجحت إحداها في الوصول إلى منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيسارية، ما يعكس خطورة التحدي الذي تواجهه أنظمة الدفاع الحالية — ويضع منظومات الليزر في قلب الاستجابة المستقبلية.

العين الذكية والضربة الدقيقة

يتميّز نظام "الشعاع الحديدي" بأنه منظومة دفاع جوي متكاملة، لا تعتمد على إطلاق النار بشكل أعمى. بل يعتمد على حزمة متطورة من أجهزة الاستشعار الخاصة به، مصحوبة بنظام تحكم في إطلاق النار مُترابط مع رادار مخصص، وأجهزة استشعار كهروبصرية، وكاميرات تتبع عالية الدقة، وحاسوب مركزي لإدارة عمليات الاعتراض.

ويتيح نشر “الشعاع الحديدي” لإسرائيل الحصول على طبقة دفاعية فعالة وقليلة التكلفة نسبياً، قادرة على التصدي لأكثر الأصول الهجومية تطوراً، بما في ذلك الطائر المسير الصامت والمستحيل رصده تقليدياً.

Related إسرائيل تحتفي بـ"إنجازات" الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقارير تشكّك في الروايةإذا اندلعت حرب جديدة مع إيران.. ما الجديد في حسابات تل أبيب؟وزير الدفاع الإيراني يتوعّد إسرائيل: صواريخنا المطوّرة جاهزة للاستخدام الفوري

وشركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، المطورة للنظام، تُعد واحدة من ثلاث شركات دفاع إسرائيلية كبرى إلى جانب "الصناعات الجوية الإسرائيلية" (IAI) و"إلبيت سيستمز"(Elbit). وتتخصّص رافائيل في تطوير الأسلحة الدقيقة، وعلى رأسها عائلة صواريخ “سبايك” المضادة للدبابات، التي تم بيعها إلى 39 دولة حول العالم.

ومن بين منتجاتها الدفاعية البارزة، نظام الحماية النشط "تروفي" (Trophy)، وهو النظام الوحيد من نوعه في العالم الذي خضع للاستخدام القتالي الفعلي، وتم اعتماده من قبل الجيش الأمريكي. كما اشترت فنلندا نظام "مقلاع داود" (David’s Sling)، الذي طوّرته رافائيل بالتعاون مع "رايثيون" الأمريكية.

وجُلّ معدات رافائيل متوافقة مع معايير حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويمكن دمجها بسلاسة ضمن أنظمة قتالية متنوعة، مثل القنبلة الموجهة "SPICE"، ما يعزز جاذبيتها في الأسواق الدفاعية الدولية ويؤكد مكانتها كشريك استراتيجي في صناعة الدفاع العالمية.

منظومة لا تنضب ذخيرتها

تكمن إحدى المزايا الجوهرية لمنظومة "الشعاع الحديدي" في طبيعتها غير المعتمدة على ذخيرة تقليدية قابلة للاستهلاك. فـ"شحنة" الليزر لا تتطلب سوى طاقة كهربائية عادية، على عكس الصواريخ التي تتضمن تكاليف متعددة تشمل المتفجرات، والوقود الدافع، وأنظمة التوجيه، وهياكلها المركبة، ويتراوح سعر الواحد منها بين 10 آلاف و100 ألف دولار أمريكي — أو أكثر في بعض الحالات.

سلاح ليزر مقنّع Aero Time

وبالمقارنة، فإن تكلفة كل "طلقة" ليزرية من نظام بقدرة 100 كيلوواط تساوي تكلفة الكهرباء المستهلكة، والتي لا تتجاوز بضعة سنتات في إسرائيل. وحتى عند استخدام مولّد كهربائي مستقل، تبقى التكلفة عند بضع دولارات كحد أقصى — وهو رقم ضئيل مقارنةً بعشرات الآلاف المطلوبة لكل صاروخ.

ولا يتطلب مسدس الليزر سلسلة توريد لوجستية معقدة. فلا حاجة لتخزين الذخائر، ولا لشحنها، ولا لمواجهة مخاطر "نفاد المخزون" أو الاعتماد على استيراد مكونات خارجية. وعادةً ما تفوق تكاليف الصيانة والنقل والتخزين — أي المكون اللوجستي — تكلفة الصاروخ نفسه بمرات عديدة. أما الليزر، فهو نظام مستقل وذو قدرة على التجديد الذاتي طالما توفرت الطاقة الكهربائية، ما يجعله حلاً مستداماً وفعالاً من حيث التكلفة على المدى الطويل.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • الشعاع الحديدي: الليزر الإسرائيلي يُغيّر قواعد الحرب وإيران الهدف الأول
  • معاريف: سيناريو الحرب بين إسرائيل وحزب الله وإيران ينتظر الانفجار
  • الأردن.. إحباط تهريب 1.2 مليون حبة مخدّرة داخل آلية ثقيلة إلى دولة مجاورة
  • بوتين يؤكد ضرورة توسيع العلاقات العسكرية التقنية رغم العقوبات المفروضة على روسيا
  • عشائر إيلام.. عماد الأمن الغذائي في إيران يعيشون بلا ماء ولا طرق
  • فوضى المونديال بدأت مبكرا.. "أزمة" تهدد مشاركة إيران
  • سوريا تدعو المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدد الأمن الإقليمي
  • إعدام بهذه الحالة.. خبير قانوني يكشف لـ"الوفد" العقوبات القانونية لـ"الأكيلانس" أصحاب فيديو تلوث المياه المعدنية
  • إيران ومعركة السيادة
  • تفعيل دور مجلس الأمناء والأباء بمدارس البحيرة