موجة غضب داخل أمريكا | أصوات سياسية وشعبية تحذر من هتلرية ترامب وتدعو لانتفاضة سلمية.. هل تنجح؟
تاريخ النشر: 29th, August 2025 GMT
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية حالة غير مسبوقة من الجدل والانقسام السياسي، بعد تصاعد الأصوات التي تحثّ الشعب الأمريكي على التمرد ضد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
منتقدو سياساته يرون أنه تجاوز حدود الدستور، عطّل عجلة الاقتصاد، قسّم المجتمع حول قضايا الهجرة والحقوق المدنية، بل وذهب إلى نشر الجيش في الداخل، في مشهد يصفه البعض بأنه يهدد أسس الديمقراطية الأمريكية.
وبينما فشلت محاولات عزله في الكونجرس، يواصل ترامب تنفيذ أجندته المثيرة للجدل، في وقت يتحدث فيه سياسيون وصحفيون ومثقفون عن "خطر استبدادي" يقترب من البيت الأبيض.
فشل محاولات العزل بعد التصعيد ضد إيرانأحدث جولة من محاولات الكونجرس لعزل ترامب انتهت بالفشل، بعدما أثارت الضربة العسكرية التي وجّهها ضد المنشآت النووية الإيرانية جدلًا واسعًا. معارضوه أكدوا أن العملية "غير قانونية"، إذ لم تحصل على موافقة الكونجرس وفقًا لصلاحيات إعلان الحرب، لكن النتيجة النهائية أظهرت أن الرئيس الأمريكي يزداد قوة وثباتًا داخل ولايته الثانية، رغم الانتقادات العنيفة.
أجندة "أمريكا أولًا" وتداعياتهامنذ الأشهر الأولى لتوليه السلطة، بدأ ترامب في تنفيذ أجندة "أمريكا أولًا"، عبر إصدار عشرات الأوامر التنفيذية. تركّزت قراراته على تقييد الهجرة، الحد من برامج التنوع والمساواة، والضغط على قضايا الهوية الجنسية. كما دفع نحو تعزيز الوجود العسكري على الحدود الجنوبية، وأحدث ارتباكًا في نظام التجارة العالمي.
صحيفة The Root الأمريكية وصفت الوضع بأن "الأمريكيين العاديين عاجزون عن إيقافه"، رغم محاولات المعارضة لتعبئة الشارع ضد سياساته.
عدد من السياسيين لم يترددوا في مقارنة ترامب بالديكتاتور الألماني أدولف هتلر.
بيتو أورورك، عضو الكونجرس السابق، حذّر من أن تعامل المجتمع الأمريكي مع ترامب يشبه صمت الألمان في بدايات صعود هتلر، مطالبًا الصحافة والأحزاب المعارضة بالتصدي لمحاولاته "إعادة صياغة الدستور".
آل جور، نائب الرئيس الأمريكي السابق، ذهب أبعد من ذلك، معتبرًا أن فريق ترامب يحاول بناء "نسخة نازية جديدة" داخل الولايات المتحدة.
المدعي العام السابق إريك هولدر قارن تصرفات ترامب الحالية بممارسات أوروبا في ثلاثينيات القرن الماضي، مشددًا على ضرورة أن يكون الشعب في حالة يقظة دائمة.
الإعلام والمعركة مع الأجيال الجديدةالصحفي الأمريكي رولاند مارتن اعتبر أن الصراع مع ترامب معركة أجيال، داعيًا إلى مواجهة نفوذه على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق "تيك توك". وأكد أن محاولاته لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية تصبّ لصالح الجمهوريين، ما قد يؤدي إلى "محو أصوات الأمريكيين السود".
دعوات لانتفاضة سلميةالمخرج الشهير مارشال هيرسكوفيتز دعا إلى "انتفاضة سلمية" واسعة النطاق ضد إدارة ترامب، مشيرًا إلى أن الأمر لا يتطلب سوى 12 إلى 15 مليون أمريكي ينزلون إلى الشوارع يوميًا، قبل أن يتطور المشهد إلى إضراب عام يشلّ البلاد ويفرض تغييرًا جذريًا.
رسائل وتحذيرات من داخل الكونجرسالنائب الديمقراطي جيري نادلر، ممثل نيويورك، أصدر رسالة مطولة من ست صفحات للشعب الأمريكي، دعاهم فيها إلى عدم انتظار الانتخابات المقبلة لعزل ترامب، مؤكدًا أن السبيل الوحيد هو إضعاف شعبيته وفصل الحزب الجمهوري عنه.
كما شددت النائبة ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز على أن مفتاح هزيمة ترامب بيد الشعب نفسه، قائلة إن "المجتمع هو حجر الأساس لمواجهة الاستبداد". من جانبها، رأت النائبة لويس فرانكل أن الحل يكمن في محاسبة المسؤولين الذين ينفذون أوامر الرئيس دون نقاش.
المشهد السياسي في الولايات المتحدة يبدو أكثر احتقانًا من أي وقت مضى. الأصوات المعارضة ترى في ترامب تهديدًا مباشرًا للديمقراطية، وتدعو إلى التمرد السلمي لمواجهته، فيما يواصل الرئيس الأمريكي تنفيذ أجندته بلا هوادة. وبينما يفشل الكونجرس في إزاحته من منصبه، يبقى الشارع الأمريكي مرشحًا لأن يصبح ساحة مواجهة حاسمة بين أنصار "ترامب الشعبوي" ومعارضيه الذين يرون فيه "هتلر جديدًا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب الرئيس الجيش إيران الكونجرس الرئیس الأمریکی
إقرأ أيضاً:
توتر بين الكونجرس والبنتاجون بعد الكشف عن أوامر قتل ناجين في الكاريبي
دخلت لجان الكونجرس في مواجهة نادرة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدما أعلنت لجان جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ أنها ستُعمق تدقيقها في الهجوم العسكري الذي وقع قبل عدة أسابيع بالبحر الكاريبي، عقب تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، كشف أن وزير الدفاع بيت هيجسيث أصدر أمرا شفهيا يقضي بقتل جميع أفراد طاقم سفينة يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات.
وأوضحت «واشنطن بوست» أن اللجان تطالب بتقديم محاسبة كاملة من البنتاجون بشأن ملابسات الهجوم وقرار قتل الناجين.. معتبرة أن هذه المزاعم تثير أسئلة خطيرة حول قواعد الاشتباك والرقابة المدنية على العمليات العسكرية.
وأفادت الصحيفة قبل يومين بأن بثًا مباشرًا من طائرة مُسيرة أظهر ناجيين اثنين من الطاقم الأصلي المُكون من 11 فردًا مُتشبثين بحطام قاربهم بعد الهجوم الصاروخي الأول في 2 سبتمبر، ثم أمر قائد العمليات الخاصة المُشرف على العملية بشن ضربة ثانية امتثالًا لتوجيه هيجسيث، وفقًا لشخصين مُطلعين مُباشرة على العملية، مما أسفر عن مقتل كلا الناجين، وقد تحدث هذان الشخصان، إلى جانب خمسة آخرين وردت أسماؤهم في التقرير الأصلي، شريطة عدم الكشف عن هويتهما نظرًا لحساسية الأمر.
وبعد تقرير الصحيفة، أصدر السيناتور روجر ويكر رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، والسيناتور جاك ريد كبير الديمقراطيين في اللجنة، أصدرا بيانًا أفادا فيه بأن اللجنة «على علم بالتقارير الإخبارية الأخيرة، والاستجابة الأولية لوزارة الدفاع، بشأن الهجمات اللاحقة المزعومة على سفن يشتبه في أنها محملة بالمخدرات»، وأوضحا أن اللجنة «وجهت استفسارات إلى الوزارة، وسنجري رقابة صارمة لتحديد الحقائق المتعلقة بهذه الظروف».
وتبعهما في وقت متأخر من يوم أمس السبت، رئيسا لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، النائب مايك د.روجرز «جمهوري - ألاباما» والنائب آدم سميث «ديمقراطي - واشنطن»، وفي بيان مشترك موجز قالا إنهما «يتخذان إجراءات مشتركة من الحزبين لجمع تقرير كامل عن العملية المعنية»، وأشارا إلى أن اللجنة» ملتزمة بتوفير رقابة صارمة على العمليات العسكرية لوزارة الدفاع في منطقة البحر الكاريبي».
ورأت الصحيفة أن هذه التطورات في غاية الأهمية خاصة أنه منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أبدت الأغلبية الجمهورية في الكونجرس احترامًا كبيرًا لإدارته.
وبعد نشر تقرير صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة، كتب هيجسيث على موقع X أن «هذه الضربات شديدة الفعالية مصممة لتكون ضربات قاتلة وحركية»، مضيفًا: «كل مهرب نقتله ينتمي إلى منظمة إرهابية مصنفة».
وقال: «عملياتنا الحالية في منطقة البحر الكاريبي قانونية بموجب القانون الأمريكي والدولي، وجميع الإجراءات متوافقة مع قانون النزاعات المسلحة - ومعتمدة من قبل أفضل المحامين العسكريين والمدنيين، من أعلى إلى أسفل سلسلة القيادة».
وافتتح هيجسيث منشوره بانتقاد «الأخبار الكاذبة» التي قال إنها «تنشر المزيد من التقارير الملفقة والمثيرة للجدل والمهينة لتشويه سمعة محاربينا الرائعين الذين يقاتلون لحماية الوطن».
وفي بعض الإحاطات المغلقة للمشرعين، رفض البنتاجون إحضار محامين يمكنهم المساعدة في شرح الأساس القانوني وراء الضربات، ولهذا سادت حالة من الإحباط الشديد بين بعض أعضاء الكونجرس، بمن فيهم بعض الجمهوريين، بسبب نقص التفاصيل المُقدمة إلى الكونجرس، بدءًا من المعلومات الاستخباراتية الداعمة للضربات ووصولًا إلى هويات القتلى.
وفي الشهر الماضي، نشر ويكر وريد رسالتين أرسلاهما سابقًا إلى البنتاجون يطلبان فيهما الأوامر والتسجيلات والأساس القانوني المتعلق بالضربات، وكتبا في التحذير العام النادر أن وزارة الدفاع تجاوزت المهلة القانونية لتقديم بعض المواد، وكانت تلك المعلومات ستشمل أمر هيجسيث بقتل جميع المشاركين في الضربة الأولى وفيديو الهجوم.
ومن جانبها، بررت إدارة ترامب الهجمات بحجة أن الولايات المتحدة «في نزاع مسلح غير دولي» مع تجار المخدرات، بينما قال مكتب المستشار القانوني بوزارة العدل في مذكرة سرية إن الأفراد العسكريين الأمريكيين المتورطين في أعمال قاتلة في أمريكا اللاتينية لن يتعرضوا للملاحقة القضائية في المستقبل.
لكن بعض المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين وخبراء قانون الحرب قالوا إن الحملة المميتة التي شنها البنتاجون، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصًا، غير قانونية وقد تعرض المتورطين فيها بشكل مباشر للمقاضاة.
ويقول هؤلاء المسؤولون والخبراء إن المتاجرين المزعومين لا يشكلون أي تهديد وشيك بشن هجوم على الولايات المتحدة وليسوا في "صراع مسلح" مع الولايات المتحدة.
وأصدرت مجموعة من المحامين العسكريين السابقين الذين فحصوا الأنشطة العسكرية لإدارة ترامب في أمريكا اللاتينية تقييمًا يوم السبت يوضح القوانين الدولية والمحلية ذات الصلة، وقالوا إنه بغض النظر عما إذا كانت الولايات المتحدة في صراع مسلح أو تقوم بعمليات إنفاذ قانون أو عمليات عسكرية أخرى، فإن استهداف الأشخاص العزل محظور.
وفي ظل الظروف التي ذكرتها الصحيفة، قالت المجموعة في بيان وزع على وسائل الإعلام: «لا يحظر القانون الدولي استهداف هؤلاء الناجين فحسب بل يُلزم القوة المهاجمة بحمايتهم وإنقاذهم، ومعاملتهم كأسرى حرب عند الاقتضاء»، مضيفة: «إن انتهاك هذه الالتزامات يُعد جرائم حرب أو قتلا عمدا أو كليهما، لا توجد خيارات أخرى».
وكانت قيادة العمليات الخاصة المشتركة قد ذكرت في مواد إحاطة مُقدمة إلى البيت الأبيض أن الهدف من الضربة «المزدوجة» كان إغراق القارب لتجنب أي خطر على الملاحة البحرية للسفن الأخرى، وفقًا لشخص اطلع على التقرير، وتلقى المشرعون تفسيرا مشابها في إحاطتين مغلقتين، وفقًا لمساعدين في الكونجرس.
وقال النائب سيث مولتون «ديمقراطي من ماساتشوستس» في بيان لصحيفة واشنطن بوست: «إن فكرة أن حطام قارب صغير واحد في محيط شاسع يشكل خطرًا على حركة الملاحة البحرية هي فكرة سخيفة تمامًا، وقتل الناجين أمر غير قانوني بشكل صارخ».
ونفذ الجيش الأمريكي أكثر من 20 ضربة ضد قوارب في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، بحسب مسؤولين وبيانات داخلية اطلعت عليها صحيفة واشنطن بوست.
اقرأ أيضاًاستطلاع: تراجع ثقة اليابانيين في العلاقات مع أمريكا إلى أدنى مستوى في 17 عاما
بعد قرار ترامب.. ما هي دول العالم الثالث الممنوعة من الهجرة إلى أمريكا؟
ترامب: سيتم إغلاق المجال الجوي بالكامل فوق فنزويلا ومحيطها