جدل في تونس بعد تهديدات سيناتور أميركي للرئيس سعيّد
تاريخ النشر: 31st, August 2025 GMT
شنّ عضو مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوري جو ويلسون هجوماً لاذعاً على الرئيس التونسي قيس سعيّد، على خلفية الاحتجاجات الأخيرة التي نفذها الاتحاد العام التونسي للشغل الأسبوع الماضي.
وقالت جريدة "النهار العربي" إن ويلسون اعتبر تظاهرة الاتحاد بمثابة "تهديد مباشر للسلطة الحاكمة"، متوعّداً تونس، سلطةً وشعباً، بمصير شبيه بما حدث في سوريا.
وأثارت تغريدات السيناتور الأميركي غضباً واسعاً، فيما أصدرت شخصيات وأحزاب وجمعيات بيانات شجبت فيها تصريحاته ونددت بما اعتبرته تدخلاً سافراً في الشأن التونسي، وتعالت المطالبات بصدور رد رسمي من الدبلوماسية التونسية.
The largest protest in Tunisia in months as the UGTT union protests tyrant Kais Saied.
Tyrant Saied has failed and no matter how he spins it the facts don’t lie — the economy is a disaster, he has promoted corruption which is now endemic, and freedoms now nonexistent. Sadly… — Joe Wilson (@RepJoeWilson) August 22, 2025
ومن جانبه، أصدر الاتحاد العام التونسي للشغل بياناً رفض فيه "أي توظيف لتحركاته من أجل التدخل في الشأن الوطني"، فيما أكد "حزب التيار الشعبي" أن سيادة تونس واستقلالها "أمر مقدس"، معبّراً عن رفضه لـ"تكرار سيناريو فرض ديموقراطية الإبادة والتقسيم لحلف الناتو وعملائه".
وبدورها اتهمت النائب فاطمة المسدي ويلسون بـ"دعم مشاريع التقسيم والإرهاب السياسي في المنطقة"، وأكد النائب علي زغدود، في رسالة مفتوحة، أن تونس "ليست ساحةً للوصاية ولا بلداً يقبل أن يُملى عليه ما يفعل أو يُرسم له مستقبله من وراء البحار".
وأعتبرت الجريدة، أن هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها ويلسون الرئيس سعيّد وتونس، إذ لا يفوّت أي حدث سياسي بارز للتعليق على الوضع التونسي. فقد دعا سابقاً إلى قطع المساعدات الأميركية عن تونس بذريعة "الانقلاب على المسار الديموقراطي"، وتعهد بالعمل مع زملائه من الحزبين الجمهوري والديموقراطي على خفض التمويل المخصص لتونس، مشدداً على "ضرورة عدم تمويل دول تستغل أميركا وتعمل ضدها".
وأكدت الجريدة أن الهجوم المتكرر لويلسون يثير تساؤلات بشأن خلفياته. بعض القراءات ترى أن تغريداته مجرد مواقف شخصية، خاصة وأنه اشتهر بآراء مثيرة للجدل في ملفات دولية أخرى. أصحاب هذا الرأي يعتبرون أنه لا ينبغي تحميل تصريحاته أكثر مما تحتمل.
واعتبر "حزب التيار الشعبي" أن تصريحات ويلسون "تندرج ضمن حملة تحريض ضد تونس داخل الدوائر الاستعمارية والإسرائيلية، تساهم فيها أدوات داخلية فقدت امتيازاتها بعد 25 تموز/يوليو 2021، وتسعى لاستعادة السلطة ولو على ظهور الدبابات كما حدث في العراق وليبيا وسوريا".
ولفتت إلى أن أصواتاً أخرى تعتبر أن هجومه قد يعكس موقفاً غير معلن للإدارة الأميركية، مستندةً إلى حساسية العلاقة بين تونس وواشنطن، خصوصاً منذ لقاء سعيّد بكبير مستشاري ترامب مسعد بولس، حين خاطبه بلهجة حادة على خلفية الحرب في غزة.
وأضافت، أنه يرى مراقبون أن اللقاء الذي جمع وزير خارجية تونس محمد النفطي قبل أيام بوفد من الكونغرس، وبيان الخارجية التونسية الذي أشار إلى "أهمية تعزيز العلاقات الثنائية"، يدحضان هذا التقدير.
وتقول المحللة السياسية أحلام العبدلي، إن تغريدات ويلسون "موقف شخصي لا يمثل الموقف الرسمي الأميركي"، مؤكدة أن المؤسسات السيادية الأميركية لها متحدثون باسمها يعلنون مواقفها، لكنها لم تستبعد أن تمرَّر أحياناً رسائل سياسية عبر مسؤولين مثل ويلسون، بحسب ذات المصدر.
وترى العبدلي أن ويلسون "يعمل ضمن لوبيات ضغط دولية داعمة لتصورات الشرق الأوسط الجديد القائمة على التفتيت وإعادة رسم الحدود". وتضيف أن تصريحاته غالباً ما "تمجّد أنظمة بعينها وتهاجم أخرى، ما يعكس عمله بالمناولة في دوائر التأثير الدولي التي تخدم أهدافاً واضحة في المنطقة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التونسي سوريا سوريا امريكا تونس دمشق المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أبل وغوغل تحذران مستخدميها حول تهديدات تجسس إلكتروني حكومية
صراحة نيوز- أعلنت شركتا أبل وغوغل، المملوكة لألفابت، هذا الأسبوع عن إصدار مجموعة جديدة من الإشعارات المتعلقة بالتهديدات الإلكترونية للمستخدمين حول العالم، في إطار جهودهما المستمرة لحماية العملاء من برامج التجسس والمراقبة.
وأوضحت أبل أن التحذيرات صدرت في الثاني من ديسمبر، لكنها لم تكشف تفاصيل دقيقة عن نشاطات القرصنة المزعومة، ولا عدد المستخدمين المستهدفين، أو هوية الجهات المسؤولة عن عمليات التسلل الإلكتروني، مشيرة إلى أنها أبلغت المستخدمين في أكثر من 150 دولة.
في المقابل، أعلنت غوغل في الثالث من ديسمبر أنها حذرت المستخدمين المعروفين باستهدافهم عبر برنامج التجسس “إنتلكسا”، الذي امتد إلى عدة مئات من الحسابات في بلدان متنوعة تشمل باكستان وقازاخستان وأنجولا ومصر وأوزبكستان والسعودية وطاجيكستان. وأكدت غوغل أن “إنتلكسا”، وهي شركة مخابرات إلكترونية خاضعة لعقوبات أمريكية، تواصل التهرب من القيود وتحقق نجاحات في عملياتها.
وشكّلت موجات التحذيرات هذه محور اهتمام وسائل الإعلام، ودفع بعضها الهيئات الحكومية، ومنها الاتحاد الأوروبي، إلى فتح تحقيقات، بعد استهداف مسؤولين كبار في السابق باستخدام برامج التجسس.