هل كان رهانًا فاشلاً؟ استثمار ميتا بـ 14 مليار دولار في Scale AI يهتز بعد شهرين
تاريخ النشر: 31st, August 2025 GMT
بدأت علامات التوتر بالظهور في الشراكة الضخمة بين "ميتا" وشركة "Scale AI"، وذلك بعد شهرين فقط من استثمار "ميتا" مبلغًا هائلاً قدره 14.3 مليار دولار في شركة تصنيف البيانات.
تشير تقارير حديثة إلى أن العلاقة بين الشركتين بدأت تتصدع، وسط تقارير عن استقالات مبكرة لمسؤولين تنفيذيين، وشكوك حول جودة بيانات "Scale AI"، وفوضى متزايدة داخل مختبرات الذكاء الاصطناعي الفائق الجديدة في "ميتا" (MSL).
أولى علامات المشاكل كانت رحيل روبن ماير، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين الذين انتقلوا من "Scale AI" للمساعدة في إدارة مختبرات "ميتا" الجديدة، وذلك بعد شهرين فقط من انضمامه.
والأخطر من ذلك، هو أن مختبر "ميتا" الأساسي للذكاء الاصطناعي (TBD Labs) بدأ بالعمل مع موردين آخرين لتصنيف البيانات، وهما "Mercor" و "Surge"، اللذان يعتبران أكبر منافسين لشركة "Scale AI".
وبحسب عدة مصادر مطلعة، فإن باحثي "ميتا" يرون أن بيانات "Scale AI" "منخفضة الجودة" ويفضلون العمل مع المنافسين.
ويعود ذلك جزئيًا إلى أن "Scale AI" بنت أعمالها في البداية على نموذج التعهيد الجماعي منخفض التكلفة، بينما ركز منافسوها منذ البداية على توظيف خبراء متخصصين بأجور عالية (مثل الأطباء والمحامين) لإنتاج بيانات عالية الجودة.
من جانبها، نفت "ميتا" وجود مشاكل في جودة بيانات "Scale AI"، بينما رفض المنافسون التعليق.
لا تقتصر المشاكل على الشراكة الخارجية، بل تمتد إلى الداخل. حيث وصف موظفون حاليون وسابقون الوضع في وحدة الذكاء الاصطناعي في "ميتا" بأنه أصبح "فوضويًا بشكل متزايد" منذ وصول الرئيس التنفيذي لـ "Scale AI"، ألكساندر وانغ، وموجة من الباحثين الجدد.
ويُعزى هذا الاضطراب إلى الإحباط الذي شعر به الرئيس التنفيذي لـ "ميتا"، مارك زوكربيرج، بعد الإطلاق "الباهت" لنموذج Llama 4 في أبريل الماضي. وفي محاولة لتدارك الموقف واللحاق بركب OpenAI وجوجل، أطلق زوكربيرج حملة توظيف شرسة وعقد صفقات متسرعة، مما أدى إلى حالة من الفوضى.
وقد نتج عن هذا الوضع موجة من الاستقالات، ليس فقط من موظفي "ميتا" القدامى، بل حتى من بعض المواهب الجديدة التي تم استقطابها من OpenAI. ومن بين أحدث المغادرين الباحث البارز في الذكاء الاصطناعي، ريشاب أغاروال، الذي غادر هذا الأسبوع.
مستقبل غامضيبدو أن أكبر استثمار لـ "ميتا" في مجال الذكاء الاصطناعي حتى الآن قد بدأ بداية متعثرة. ويكمن السؤال الأهم الآن: هل ستتمكن "ميتا" من تحقيق الاستقرار في عملياتها والاحتفاظ بالمواهب التي تحتاجها بشدة للنجاح في المستقبل؟
في غضون ذلك، بدأ مختبر MSL بالفعل العمل على الجيل التالي من نماذج الذكاء الاصطناعي، ويهدف إلى إطلاقه بحلول نهاية هذا العام، مما يضيف ضغطًا إضافيًا على ضرورة تحقيق الاستقرار بسرعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ميتا الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية
طوّر باحثون نظامًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي والروبوتات، لتحويل الكلام إلى أشياء واقعية مثل الأثاث.
باستخدام نظام تحويل الكلام إلى واقع، يُمكن لذراع روبوتية مُثبتة على طاولة استقبال طلبات صوتية من شخص، مثل "أريد كرسيًا بسيطًا"، ثم بناء هذه الأشياء من مكونات معيارية.
حتى الآن، استخدم الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هذا النظام لإنشاء كراسي، ورفوف، وطاولة صغيرة، وحتى قطع ديكورية مثل تمثال كلب.
يقول ألكسندر هتيت كياو، طالب دراسات عليا في المعهد وزميل أكاديمية مورنينغسايد للتصميم "نربط معالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي". ويضيف "هذه مجالات بحثية تتطور بسرعة لم يسبق أن جُمعت بطريقة تتيح صنع أشياء مادية بمجرد توجيه صوتي بسيط".
بدأت الفكرة عندما التحق كياو، طالب دراسات عليا في أقسام الهندسة المعمارية والهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب، بدورة بعنوان "كيفية صنع أي شيء تقريبًا".
في تلك الدورة، بنى كياو نظام تحويل الكلام إلى واقع. واصل العمل على المشروع في مركز تابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع طالبي دراسات عليا.
يبدأ نظام تحويل الكلام إلى واقع بميزة التعرف على الكلام التي تُعالج طلب المستخدم باستخدام نموذج لغوي كبير، يليه الذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد الذي يُنشئ تمثيلًا شبكيًا رقميًا للجسم، وخوارزمية تُحلل هذه الشبكة ثلاثية الأبعاد إلى مكونات تجميع.
بعد ذلك، تُعدّل المعالجة الهندسية التجميع المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويتبع ذلك إنشاء تسلسل تجميع مُجدٍ وتخطيط مسار آلي للذراع الروبوتية لتجميع الأجسام المادية بناءً على توجيهات المستخدم.
من خلال الاستفادة من اللغة الطبيعية، يُسهّل النظام عملية التصميم والتصنيع للأشخاص الذين لا يمتلكون خبرة في النمذجة ثلاثية الأبعاد أو برمجة الروبوتات. وعلى عكس الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي قد تستغرق ساعات أو أيامًا، يُبنى هذا النظام في دقائق.
أخبار ذات صلةيقول كياو "يُمثّل هذا المشروع واجهة بين البشر والذكاء الاصطناعي والروبوتات للتعاون في إنتاج أشياء من حولنا. تخيل أنك تقول: أريد كرسيًا. وفي غضون خمس دقائق، يظهر أمامك كرسي حقيقي".
يخطط الفريق فورًا لتحسين قدرة الأثاث على تحمل الوزن من خلال تغيير طريقة ربط المكعبات من المغناطيس إلى وصلات أكثر متانة.
تقول ميانا سميث، التي شاركت في المشروع "طورنا أيضًا خطوط أنابيب لتحويل هياكل فوكسل إلى تسلسلات تجميع عملية للروبوتات المتنقلة الصغيرة الموزعة، مما قد يساعد في تطبيق هذا العمل على هياكل بأي حجم".
الغرض من استخدام المكونات المعيارية هو تقليل الهدر الناتج عن صنع الأشياء المادية عن طريق تفكيكها ثم إعادة تجميعها إلى شيء مختلف، على سبيل المثال تحويل أريكة إلى سرير عندما لا تعود بحاجة إليها.
بما أن كياو يتمتع أيضًا بخبرة في استخدام تقنية التعرف على الإيماءات والواقع المعزز للتفاعل مع الروبوتات في عملية التصنيع، فإنه يعمل حاليًا على دمج كل من التحكم الصوتي والإيمائي في نظام تحويل الكلام إلى واقع.
يقول كياو "أريد أن أزيد من فرص الناس في صنع الأشياء المادية بطريقة سريعة وميسرة ومستدامة. أعمل نحو مستقبل يكون فيه جوهر المادة تحت سيطرتك تمامًا، حيث يمكن توليد الواقع عند الطلب".
قدّم الفريق بحثه بعنوان "تحويل الكلام إلى واقع: إنتاج عند الطلب باستخدام اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي المنفصل" في ندوة جمعية آلات الحوسبة حول التصنيع الحاسوبي التي عُقدت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في نوفمبر الماضي.
مصطفى أوفى (أبوظبي)