هو الكلام عليه جمرك؟

 لقد تعودنا على سماع هذا المثل كثيراً وجُمل أخرى متشابهة فى ذات المعنى مثل «كلمة لا راحت ولا جت» فإذا كانت هذه الأمثال صالحة فى بعض مجالس الأصحاب التى يكون فيها الكلام الضاحك بهدف الفكاهة أو الترفيه أو غير ذلك من الكلام غير الجاد. أما بعيد عن تلك المجالس فالكلام له تبعات، فالكلمة كما قال الشاعر صلاح جاهين (الكلمة ايد، الكلمة رجل، الكلمة باب.

. الكلمة نجمة كهربية ف الضباب.. الكلمة كوبرى صلب فوق بحر العباب.. الجن يا أحباب ما يقدر يهدمه» مما لا شك فيه أن الكلام هو الوسيلة الأهم للتواصل بين البشر، فكم من بيوت هُدمت بكلمة وكم من علاقات قُطعت من كلمة أو كلمات ولم يحسب قائلها عواقبها. من ثم فالكلام ممكن أن يصنع المستقبل وقد يهدم الحاضر والمستقبل. والكلمة السيئة لن تفيد صاحبها بقدر ما تُسىء إليه. واليوم نجد كثيرًا من الخبراء فى برامج تُعلق على الأحداث يطلقون على أنفسهم صفات ومهنًا غير حقيقية، ويفعلون ذلك بمقابل ويقول كلام فارغ، فهذا خبير قانونى وتلك خبيرة اقتصادية، والفاجعة فى ذلك الخبير الاستراتيجى، وتجنى بهم المحطات التليفزيونية المشاهدات ليصبح الكلام من ذهب، تجنى به تلك المحطات آلاف الملايين من الدولارات والريالات والدراهم، حتى ضاعت الحقيقة على لسان هؤلاء الخبراء وهم ليسوا بذلك.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد