في ظل تصاعد وتيرة العدوان على قطاع غزة، برز الموقف المصري كأحد أكثر المواقف الإقليمية توازنا وثباتا، مستندا إلى رؤية استراتيجية تعلي من شأن الأمن القومي وتحترم ثوابت الأمة تجاه القضية الفلسطينية. 

ولم يقتصر الموقف المصري على الرفض السياسي لخطط التهجير، بل انعكس في تحركات ميدانية ودبلوماسية تؤكد أن فلسطين ليست مجرد قضية خارجية، بل جزء لا يتجزأ من الوجدان الوطني والمصالح العليا للدولة.

وفي هذا الصدد، يقول السياسي والنقابي، المهندس حسام محرم، عضو حزب العدل والمستشار الأسبق لوزير البيئة، إن الدولة المصرية أكدت موقفها الراسخ إزاء القضية الفلسطينية، خاصة في ما يتعلق برفضها التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، باعتبار أن ذلك يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري. 

وأضاف محرم- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن يأتي هذا الرفض ضمن رؤية استراتيجية شاملة، ترى أن غزة ليست فقط شقيقا عربيا في محنة، بل تمثل أيضا خطا دفاعيا متقدما لمصر من الجهة الشرقية.

وأشار محرم، إلى أن ترى الدولة أن انهيار الأوضاع في القطاع أو إدخاله في دوامة الفوضى، من شأنه أن يفتح المجال أمام الكيان الصهيوني لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد مصر، مستغلا الفوضى كذريعة لافتعال احتكاك يُمكن أن يؤدي إلى تفجير الوضع الإقليمي.

وتابع: "يعكس هذا الموقف المصري نضجا في الفهم لطبيعة المخططات الإسرائيلية، كما يجسد تطابقا بين موقف الدولة ووجدان الشعب المصري، الذي طالما رفض تصفية القضية الفلسطينية تحت أي مبرر أو ظرف، واعتبرها قضية مركزية لا تقبل المساومة".

وأردف: "في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، تعاملت مصر بمسؤولية عالية، حيث فتحت معابرها لإدخال المساعدات الإنسانية قدر المستطاع، مع استمرار التنسيق مع الدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي، لتعزيز جهود الإغاثة. كما كثفت مصر اتصالاتها مع الأطراف الفاعلة دوليا لوقف إطلاق النار، محذرة من التبعات الكارثية لاستمرار العدوان على المدنيين".

قافلة المساعدات الـ34 من مصر إلى غزة تضم سلال من البقوليات والدقيق والأجبانتحرك قافلة المساعدات الإنسانية الـ34 من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم

واختتم: "ويعد هذا الدور امتدادا للدور التاريخي الذي تلعبه مصر في دعم الشعب الفلسطيني، مستفيدة من ثقلها الإقليمي والدولي في الدفاع عن حقوقه المشروعة، والعمل على كبح جماح التصعيد، والدفع نحو حل عادل وشامل يحفظ كرامة الفلسطينيين ويضمن أمن المنطقة واستقرارها".

جيش الاحتلال يطالب سكان منطقة ميناء غزة وحي الرمال الجنوبي بالإخلاء الفوريقافلة المساعدات الإنسانية الـ 34 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة طباعة شارك غزة قطاع غزة القضية الفلسطينية الموقف المصري الاحتلال فلسطين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة القضية الفلسطينية الموقف المصري الاحتلال فلسطين

إقرأ أيضاً:

قافلة «زاد العزة» الـ 90 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة

شرعت قافلة شاحنات المساعدات الإنسانية الـ90 في الدخول إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، عبر البوابة الفرعية لميناء رفح البري باتجاه معبري كرم أبو سالم والعوجة، تمهيدًا لإدخالها إلى القطاع.

وصرح مصدر مسؤول بميناء رفح البري في شمال سيناء اليوم الثلاثاء بأن الشاحنات اصطفت في ساحة الانتظار ضمن قافلة «زاد العزة.. من مصر إلى غزة»، مشيرًا إلى أن الشاحنات تخضع للتفتيش من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة قبل إدخالها إلى القطاع.

يذكر أن قافلة «زاد العزة.. من مصر إلى غزة» التي أطلقها الهلال الأحمر، انطلقت في 27 يوليو حاملة آلاف الأطنان من المساعدات تنوعت بين سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، وأطنان من الوقود.

ويتواجد الهلال الأحمر كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى قطاع غزة منذ بدء الأزمة في أكتوبر 2023.. ولم يتم غلق ميناء رفح البري نهائيا خلال تلك الفترة، ويواصل تأهبه في كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لإدخال المساعدات بواسطة 35 ألف متطوع.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة، منذ يوم 2 مارس الماضي، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي، وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.

كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة، ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.. وتم استئناف إدخال المساعدات لغزة في مايو الماضي وفق آلية نفذتها سلطات الاحتلال وشركة أمنية أمريكية رغم رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمخالفتها للآلية الدولية المستقرة بهذا الشأن.

وأعلن جيش الاحتلال «هدنة مؤقتة» لمدة 10 ساعات (الأحد 27 يوليو 2025)، وعلق العمليات العسكرية بمناطق في قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، فيما واصل الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) بذل الجهود من أجل إعلان اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل إطلاق الأسرى والمحتجزين، حتى تم التوصل فجر يوم 9 أكتوبر 2025، إلى اتفاق ما بين حركة حماس وإسرائيل حول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشرم الشيخ بوساطة مصرية أمريكية قطرية وجهود تركية.

اقرأ أيضاًعاجل| قافلة «زاد العزة» الـ89 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة

قافلة «زاد العزة» الـ88 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة

الهلال الأحمر يطلق قافلة المساعدات الإنسانية «زاد العزة» 87 إلى غزة

مقالات مشابهة

  • الشهادة الأعلى عائدًا في البنك الأهلي المصري بعد تثبيت أسعار الفائدة
  • قافلة «زاد العزة» الـ 90 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة
  • عمرو أديب: مصر لم تبع القضية الفلسطينية.. وأهدافنا إنهاء المأساة الإنسانية في غزة
  • المؤتمر: لقاء الرئيس السيسي وحفتر يؤكد ثبات الموقف المصري الداعم لليبيا ورفض التدخلات الخارجية
  • محافظ الجيزة يشدد على متابعة سير العمل داخل موقف السرفيس بشكل يومي وإزالة أي معوقات أمام المواطنين
  • وكالة الأنباء الفلسطينية: 3 قتلى في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية
  • مفاجأة بشأن موقف الأهلي من التفاوض مع النعيمات وعبادة
  • رئيس الوزراء يتابع مع محافظ البحيرة الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات
  • خطيب المسجد الاقصى:القضية الفلسطينية بحاجة للأفعال وليس للشجب والاستنكار
  • كرامي بعد لقائه وزير العمل: إجراء الانتخابات في موعدها هو موقف ثابت لا تراجع عنه