‏‎في مشهد يعيد رسم خريطة الحضور العربي والمصري على الساحة الدولية، حققت مصر إنجازًا دبلوماسيًا وثقافيًا غير مسبوق، بفوز الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار السابق، بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بعد حصوله على أغلبية ساحقة بلغت 55 صوتًا من أصل 57 دولة في المجلس التنفيذي للمنظمة، في واحدة من أعلى نسب التصويت في تاريخ انتخابات اليونسكو منذ تأسيسها عام 1945.

ويمثل هذا الفوز لحظة فخر لمصر والعالم العربي، إذ يُعد العناني أول مصري وعربي وثاني إفريقي يتولى هذا المنصب الرفيع، ليؤكد من جديد أن مصر ما زالت منبعًا للحضارة والثقافة والقيادة الدولية.

تأييد عالمي غير مسبوق

أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن نتائج الانتخابات التي جرت الاثنين الماضي في مقر المنظمة بباريس، أظهرت تأييدًا واسعًا للمرشح المصري، وهو ما يعكس المكانة المرموقة التي تحظى بها مصر على الساحة الدولية، وثقة العالم في كفاءتها وقدرتها على إدارة واحدة من أهم المؤسسات الأممية المعنية بالتعليم والثقافة وحماية التراث.

ووفقًا للنتائج، فإن 55 دولة من إجمالي 57 صوتت لصالح الدكتور العناني، في سابقة لم تحدث في تاريخ المنظمة، لتمنحه تفويضًا واضحًا لقيادة اليونسكو نحو مرحلة جديدة من العمل الثقافي المشترك.

تهنئة رئاسية تحمل معاني الفخر والاعتزاز

وفي أول تعليق رسمي، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي التهنئة للدكتور خالد العناني عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، قائلاً:
"أتقدم بخالص التهنئة للدكتور خالد العناني بمناسبة فوزه الكاسح في انتخابات المجلس التنفيذي لليونسكو وحصوله على 55 من أصل 57 صوتًا، وانتخابه مديرًا عامًا للمنظمة، في إنجاز تاريخي يضاف إلى سجل مصر الدبلوماسي والثقافي وإلى إنجازات الشعوب العربية والإفريقية".

وأضاف الرئيس السيسي: "هذا الفوز المستحق يجسد مكانة مصر الحضارية، ويؤكد قدرة أبنائها على القيادة في المحافل الدولية، ويعكس ثقة العالم في الكفاءات المصرية التي تجمع بين العلم والخبرة والتفاني".

وختم السيسي منشوره قائلا: "كل التوفيق للدكتور العناني في مهمته النبيلة، ونحن على ثقة بأنه سيسهم في تعزيز الحوار الثقافي وحماية التراث الإنساني، بما يليق بحضارة مصر و الحضارات الإنسانية العريقة".

دعم عربي وإفريقي واسع

من جانبه، أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن تقديره العميق للدول العربية والإفريقية التي ساندت المرشح المصري، مؤكداً أن هذا الدعم "يعكس روح التضامن العربي والإفريقي، ويمثل احتفاءً بإسهامات مصر والعالمين العربي والإفريقي الثقافية والحضارية والفكرية على مدار آلاف السنين".

وأشار عبد العاطي إلى أن الثقة التي منحتها الدول الأعضاء لمصر تضع على عاتقها مسؤولية كبيرة في المساهمة في حماية التراث الإنساني وتعزيز قيم السلام والتسامح بين الشعوب، مؤكداً أن القاهرة ستعمل من خلال اليونسكو على توسيع مجالات التعاون الدولي في التعليم والثقافة وحماية التراث.

إشادة أكاديمية.. فخر مصري وعربي يتجدد

 عبّر الأستاذ الدكتور ممدوح المصري، عميد كلية الآداب بجامعة طنطا وأستاذ الآثار، عن فخره الكبير بفوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، مؤكدًا أن هذا الفوز يمثل لحظة تاريخية لمصر والعالم العربي بأسره.

فخر مصري وعربي يتجدد

قال الدكتور ممدوح المصري في تصريحاته إن هذا الفوز ليس مجرد إنجاز فردي، بل هو تتويج لمسيرة حضارية مصرية امتدت عبر آلاف السنين، مشيرًا إلى أن اختيار الدكتور العناني لهذا المنصب العالمي يعكس تقدير المجتمع الدولي لمكانة مصر الثقافية والعلمية.

وأوضح أن مصر، التي كانت مهد الحضارات، تثبت اليوم من جديد أنها قادرة على تصدير قادة الفكر والثقافة والإدارة إلى العالم، مؤكداً أن هذا الفوز هو رسالة واضحة بأن “العقل المصري ما زال في الصدارة”.

رحلة كفاح وتميّز

وأضاف عميد كلية الآداب أن الدكتور خالد العناني لم يصل إلى هذا المنصب من فراغ، بل هو ثمرة مشوار طويل من العمل الدؤوب في مجالات السياحة والآثار والمصريات.

وأشار إلى أن العناني قدّم نموذجاً فريداً في الإدارة الأكاديمية والمهنية، وتمكن خلال مسيرته من إعادة إحياء الدور الثقافي والتاريخي لمصر في المحافل الدولية، إلى جانب جهوده في تطوير المتاحف المصرية وإطلاق مشروعات كبرى، من أبرزها المتحف القومي للحضارة المصرية الذي أصبح منارة عالمية للتراث الإنساني.

تقدير عالمي للكفاءة المصرية

وأكد الدكتور ممدوح المصري أن فوز العناني بهذا المنصب يعكس ثقة العالم في الكفاءات المصرية، وقدرتها على قيادة مؤسسات دولية كبرى مثل اليونسكو.

وأوضح أن المجتمع الدولي يدرك جيدًا حجم ما يمكن أن تقدمه مصر في مجال حماية التراث الإنساني وتعزيز الحوار بين الثقافات، خاصة في ظل امتلاكها خبرات واسعة تمتد من الأكاديميا إلى الميدان.

حضارة تعود لتقود

وفي ختام حديثه، قال أستاذ الآثار بجامعة طنطا:
"إن فوز الدكتور خالد العناني ليس إنجازًا شخصيًا فحسب، بل هو انتصار لمصر العظيمة وحضارتها الخالدة، التي علّمت البشرية معنى الثقافة والمعرفة. وها هي اليوم تستعيد دورها الريادي عبر أحد أبنائها المخلصين الذين يجسدون روح مصر الحديثة القادرة على البناء والعطاء".

واختتم مؤكداً أن هذا التتويج يمثل بداية عهد جديد من الحضور المصري في قيادة المؤسسات الثقافية العالمية، وأن اليونسكو اليوم على موعد مع مرحلة مفعمة بالرؤية والإبداع والمسؤولية.

يختتم هذا الحدث الكبير فصلًا جديدًا من فصول الريادة المصرية، حيث يتسلم الدكتور خالد العناني راية القيادة في منظمة اليونسكو في لحظة تحتاج فيها الإنسانية إلى من يوحّدها بالثقافة والمعرفة، لا من يفرّقها بالمصالح والسياسة.

إنها لحظة فخر لكل مصري وعربي وإفريقي، ورسالة إلى العالم بأن الحضارة المصرية ما زالت قادرة على الإلهام والتأثير، وأن أبناءها ماضون في بناء مستقبل إنساني مشرق يليق بتاريخهم العريق ومكانتهم الراسخة بين الأمم.

طباعة شارك اليونسكو العالم مصر طنطا الحضارات خالد العناني

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اليونسكو العالم مصر طنطا الحضارات خالد العناني الدکتور خالد العنانی مصری وعربی هذا المنصب هذا الفوز أن هذا

إقرأ أيضاً:

إلباييس: جيل زد يصنع الحدث في شوارع بلغاريا وقد يسقط الحكومة

نشرت صحيفة إلباييس الإسبانية تقريرا للكاتب لويس باسيتس، تناول فيه حالة غليان تشهدها بلغاريا، حيث خرج عشرات الآلاف من شباب "جيل زد" في أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ عقود، معبرين عن غضبهم من الحكومة التي يصفونها بالفاسدة.

ووسط مزيج من الأعلام البلغارية وأعلام الاتحاد الأوروبي -يتابع الكاتب- صاح المشاركون: "جيل زد لن يبقى صامتا" ضد طبقة حاكمة يتهمونها بالتربح على حسابهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المغرب يعلن محاكمة مئات المحتجين بـ"شروط قانونية عادلة"list 2 of 2الحاكم العسكري لمدغشقر يؤدي اليمين رئيسا للبلادend of list

وتعد هذه أول مظاهرة يهيمن عليها من يطلق عليهم أيضا "سنتينيالز"، وهم الأشخاص الذين ولدوا بين منتصف التسعينيات وعام 2010.

معضلة الميزانية

ووفق لويس باسيتس، فقد اندلعت الاحتجاجات، يوم الاثنين، بعد أن كشفت الحكومة عن مشروع ميزانية العام المقبل، وهي الأولى في تاريخ البلاد التي تُعد باليورو، حيث ستعتمد البلاد العملة الأوروبية الموحدة ابتداء من 1 يناير/كانون الثاني القادم.

وقد نص مشروع الميزانية على زيادة في الضريبة على أرباح الأسهم، مما أثار استياء شعبيا باعتبارها إجراء لإخفاء الفساد المستشري. ووفقا لأحدث مؤشر لمدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، تحتل بلغاريا المرتبة قبل الأخيرة في الاتحاد الأوروبي.

ونقل الكاتب عن ألكسندر تانيف، وهو طالب حقوق في جامعة صوفيا وأحد قادة الاحتجاجات: "كانت الميزانية التي اقترحتها الحكومة هي السبب الرئيسي للاحتجاجات، وهي ميزانية لم تتضمن مرة أخرى أي إصلاحات داخلية، بل مجرد توزيع للأموال وفرض عبء ضريبي أكبر". ويضيف أن هذا كان مجرد الشرارة.

ويقول هذا الناشط البالغ من العمر 21 عاما، إن السبب الحقيقي هو أن الناس سئموا من أن يحكمهم فاسدون.

انتقد مسؤول بلغاري سابق في الاتحاد الأوروبي تجاهل أوروبا للتطورات في بلغاريا، وحذر من أن هذا التقاعس له تأثير كارثي

وأكد ألكسندر بيتكوف (23 عاما)، الذي ينهي درجة الماجستير في دراسات الأمن والتطرف ومكافحة الإرهاب في جامعة راكوفسكي للدفاع الوطني، أن الشباب يرغبون في العيش في بلد ديمقراطي قائم على سيادة القانون.

إعلان

ويضيف بيتكوف: "أملنا يكمن في إنشاء جيل جديد من القادة الديمقراطيين، الذين سيحدثون تغييرا تاريخيا وحقيقيا في بلادنا. ولتحقيق ذلك، يجب أن نكون صبورين، وثابتين، وأذكياء".

ونقل الكاتب عن رومينا فيليبوفا، مديرة منظمة "معهد التحليلات العالمية" المستقلة، فالاحتجاجات تمثل نضج المجتمع المدني في بلغاريا، وهي عملية تطورت، خاصة منذ الحركة المناهضة للفساد في عام 2020.

وقالت الخبيرة البلغارية لإلباييس: "على مر هذه السنوات، بدأ البلغاريون في تكوين عادات التنظيم المدني الأفقي، وفي الوقت نفسه، دخل جيل زد إلى المشهد"، مشيرة إلى ميل الشباب للتمرد على الهياكل الاجتماعية والسياسية القمعية.

وأفاد الكاتب أن المعارضة تتوقع أن يستمر الضغط في الشوارع على الحكومة التي سحبت فعلا الميزانية الأولية، وأكدت أنها لا تعتزم تقديم موعد الانتخابات التشريعية، والتي ستكون الثامنة في أكثر من ثلاث سنوات بقليل.

وبحسب لويس باسيتس، ستقدم أحزاب معارضة اقتراحا بحجب الثقة لإطاحة الحكومة الأسبوع المقبل، وهي حكومة تتكون من ثلاثة أحزاب لا تملك الأغلبية في البرلمان.

وقد انتقد مسؤول بلغاري سابق في الاتحاد الأوروبي، تجاهل أوروبا للتطورات في بلغاريا، وحذر من أن هذا التقاعس له تأثير كارثي على رأي العديد من البلغاريين في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يستخدمه الموالون لروسيا كسلاح في دعايتهم.

مقالات مشابهة

  • يحيى العناني رئيساً تنفيذياً لائتمان الشركات بالبنك الزراعي المصري
  • تعيين يحيى العناني رئيساً تنفيذياً لائتمان الشركات بالبنك الزراعي المصري
  • الدكتور خالد عبد الغفار يتابع تطورات الاتفاقيات الدولية لإنشاء مصنع اللقاحات متعدد المراحل
  • سموتريتش يقود مشروعا بنحو مليار دولار لمنع قيام دولة فلسطينية
  • السفير المصري في باريس يقدم أوراق اعتماده إلى مدير عام منظمة اليونسكو
  • السفير المصري في باريس يقدم أوراق اعتماده إلى مدير عام اليونسكو
  • إلباييس: جيل زد يصنع الحدث في شوارع بلغاريا وقد يسقط الحكومة
  • الشيخ خالد الجندي: برنامج دولة التلاوة أعظم هدية قُدِّمت للمجتمع المصري
  • فضيلة الدكتور نظير عياد يشيد بنجاح دولة التلاوة
  • أودونغ: العاصمة الملكية السابقة التي تعكس عراقة التاريخ الكمبودي