كيف يمكن لرؤساء التكنولوجيا تحويل تكنولوجيا المعلومات من مركز تكلفة إلى محرك للنمو؟
تاريخ النشر: 8th, October 2025 GMT
استعرضت شركة الأبحاث العالمية جارتنر، على لسان المحلل والمدير الأول براين هايس، خمس خطوات عملية تمكّن الرؤساء التنفيذيين لتكنولوجيا المعلومات (CIOs) من ترسيخ مكانة التكنولوجيا كعامل تمكين إستراتيجي للأعمال، وليس مجرد أداة تشغيلية.
يرى هايس أن المرحلة الحالية تتطلب من قادة التكنولوجيا تجاوز دور الدعم الفني والانتقال إلى موقع الشريك في اتخاذ القرار الاستراتيجي، إذ لم يعد مقبولًا أن تقتصر قيمة تكنولوجيا المعلومات على إدارة الأنظمة أو خفض التكاليف، بل يجب أن تكون مساهمتها واضحة وقابلة للقياس في تحقيق أهداف المؤسسة مثل النمو، والابتكار، والتميز التنافسي.
فهم الجمهور المستهدف
تشير جارتنر إلى أن الخطوة الأولى في بناء سردية مؤثرة لقيمة تكنولوجيا المعلومات تبدأ بتحديد الجمهور المستهدف، ويشمل ذلك الإدارة العليا مثل الرئيس التنفيذي، والرئيس التنفيذي المالي، وقادة وحدات الأعمال، وأعضاء مجالس الإدارة والمستثمرين.
فهم أولويات هؤلاء القادة – سواء كانت زيادة الأرباح أو خفض المخاطر أو رفع الكفاءة – يمكّن الرؤساء التنفيذيين للتكنولوجيا من صياغة خطاب مخصص لكل فئة، يربط المشاريع التقنية بالأهداف التي تهمهم فعليًا.
مواءمة أهداف التكنولوجيا مع أهداف الأعمال
تؤكد جارتنر أن لغة التقنية لم تعد كافية لإقناع صناع القرار، إذ أصبح المطلوب هو لغة القيمة التجارية.
على الرؤساء التنفيذيين لتكنولوجيا المعلومات أن يوضحوا كيف تسهم مبادراتهم في تحسين مؤشرات الأداء الأساسية للمؤسسة، مثل نمو الإيرادات وتحسين تجربة العملاء وتقليل النفقات.
كل استثمار تقني يجب أن يقابله أثر ملموس على واحدة من هذه النتائج، بحيث يُنظر إلى التكنولوجيا كوسيلة لتحقيق هدف تجاري، وليس غاية في ذاتها.
التركيز على الأثر الحقيقي
من بين أبرز التوصيات التي تطرحها جارتنر أن يقوم القادة بتوضيح الأثر المباشر لتكنولوجيا المعلومات على أكثر ما يهم المؤسسة.
فعلى سبيل المثال، يمكن ربط مشروع التحول الرقمي بتحسين سرعة اتخاذ القرار أو تقليل زمن الوصول إلى السوق، أو إظهار كيف ساهمت حلول تحليل البيانات في استبقاء العملاء وتقليل معدلات فقدهم.
ويُعد هذا النهج العملي أحد أكثر الأساليب فعالية لإثبات أن التكنولوجيا ليست عبئًا ماليًا بل محركًا استراتيجيًا للنمو.
بناء سردية مقنعة للقيمة
توصي جارتنر بضرورة بناء قصة قيمة واضحة توضح كيف تحقّق تكنولوجيا المعلومات نتائج ملموسة تدعم الميزة التنافسية للمؤسسة.
هذه السردية يجب أن تتجاوز الحديث عن الأنظمة أو البنية التحتية، لتسلط الضوء على كيفية استخدام التكنولوجيا في فتح أسواق جديدة، أو تقليل المخاطر التشغيلية، أو زيادة العائد على الاستثمار.
كما ينبغي أن تستند هذه السردية إلى بيانات وأرقام حقيقية تدعم الرسالة الموجهة إلى مجلس الإدارة وأصحاب العلاقة، بما يعزز الثقة في الدور القيادي للرئيس التنفيذي للتكنولوجيا داخل المؤسسة.
قياس النتائج وإثبات الأثر
تؤكد جارتنر أن القياس المنتظم للأداء يمثل العمود الفقري لأي استراتيجية ناجحة لإثبات القيمة.
وينبغي للرؤساء التنفيذيين لتكنولوجيا المعلومات تتبع مؤشرات الأداء الرئيسية مثل العائد على الاستثمار، ونسب خفض التكاليف، ورضا العملاء، وإنتاجية الموظفين.
كما يمكن عرض هذه البيانات في تقارير مقارنة قبل وبعد تنفيذ المشاريع التقنية، مدعومة بدراسات حالة واقعية تُظهر التحسن في الكفاءة أو الإيرادات.
وتشير جارتنر إلى أن هذه الخطوات الخمس تمثل خارطة طريق لتحويل دور تكنولوجيا المعلومات من مجرد دعم تشغيلي إلى قوة إستراتيجية تدعم نمو المؤسسة واستدامتها على المدى الطويل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لتکنولوجیا المعلومات تکنولوجیا المعلومات
إقرأ أيضاً:
الاستثمار تبحث إنشاء مركز إقليمي للأمن الغذائي وتوطين تكنولوجيا الحفظ الزراعي بمصر
استقبل المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، اليوم الأحد بالعاصمة الجديدة، وفدًا من شركة بلومبرج جرين Blumberg Grain، وهي شركة أمريكية رائدة في مجال الأمن الغذائي والإنشاءات وإدارة المرافق المتكاملة لتخزين الحبوب والمنتجات الزراعية والبضائع سريعة التلف.
وبحث الجانبان سبل التعاون المشترك بما يساهم في استراتيجية الأمن الغذائي في مصر، وخطط الشركة لإنشاء مركز إقليمي لعملياتها في الشرق الأوسط وأفريقيا انطلاقًا من مصر.
حضر الاجتماع حسام هيبة، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والمستشار آسر منير مستشار وزير الاستثمار للمتابعة والشئون التشريعية والقانونية، والوزير المفوض التجاري عبد العزيز الشريف رئيس التمثيل التجارى، والوزير المفوض التجاري أحمد بديوي رئيس قطاع الترويج بالهيئة العامة للاستثمار ، بينما ضم وفد الشركة كلًا من فيليب بلومبرج، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، وجيف سبيكس، نائب الرئيس التنفيذي، ومحمد غنام، المستشار القانوني للشركة، ولمياء جاد الحق، الشريك في مكتب بيكر ماكنزي القاهرة.
استعرض الخطيب، خلال اللقاء، ملامح برنامج الإصلاح الاقتصادي والتنمية الشاملة الذي نفذته الدولة المصرية منذ عام 2014، مشيرًا إلى ضخ استثمارات تجاوزت 500 مليار دولار لتطوير البنية التحتية وبناء شبكات طرق وموانئ ومدن جديدة، كركائز أساسية لخلق بيئة عمل متكاملة للاستثمار والتجارة.
وأكد الوزير أن الحكومة المصرية تعمل حاليًا على تمكين القطاع الخاص لقيادة النمو الاقتصادي، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي لمصر والربط غير المسبوق بين البحرين الأحمر والمتوسط عبر شبكات القطارات السريعة والموانئ الحديثة لتنشيط حركتي الاستثمار والتجارة.
وأوضح الوزير أن الحكومة نجحت في خفض معدلات التضخم وزيادة الاحتياطي النقدي وتحقيق فائض في صافي الأصول الأجنبية.
كما سلط الضوء على الثورة الإجرائية في منظومة التجارة، حيث نجحت الجهود الحكومية في تخفيف أعباء الاستثمار والتجارة بنسبة 65% خلال العام الماضي، مع استهداف خفضها بنسبة 90% خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى مشروع "الدلتا الجديدة" العملاق الذي يستهدف إضافة كبيرة للرقعة الزراعية المستصلحة في مصر، داعيًا الشركة الأمريكية للاستثمار في إدارة وتشغيل البنية التحتية لهذا المشروع بنظام الشراكة.
ورحب الخطيب بخطة الشركة الأمريكية لإنشاء مركز لها في مصر يستثمر في القطاع الزراعي ويعزز من الصادرات الزراعية المصرية، مؤكدًا الاهتمام الكبير للدولة المصرية بملف الأمن الزراعي وتعزيز الصادرات المصرية من المنتجات الزراعية والغذائية.
من جانبه، أعرب فيليب بلومبرج، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بلومبرج جرين، عن تقديره للتطورات الإيجابية التي تشهدها مصر على كافة الأصعدة، وخاصةً فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية وتعزيز التنافسية وتنشيط الاستثمار.
وقال بلومبرج إن شركته اختارت مصر كنقطة الارتكاز المحورية لعملياتها في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، وذلك من خلال إنشاء مركز إقليمي للشركة، يشمل الصوب الزراعية وغرف التخزين وبعض العمليات التصنيع التى تزيد من القيمة المضافة للمنتجات ، فضلًا عن تطلعها للاستثمار في محطة خاصة لسلاسل التبريد في شرق بورسعيد لدعم عمليات التصنيع والتصدير، مستفيدةً من وفرة المواهب الهندسية وتنافسية تكلفة العمالة في مصر.
وأفاد بلومبرج بأن الشركة تسعى لنقل ما توصلت إليه من تكنولوجيا متطورة في تخزين المنتجات سريعة التلف إلى مصر، مما يسمح بتخزين هذه النوعية من المحاصيل لعدة أشهر وتقليل فاقد ما بعد الحصاد.