مفاوضات شرم الشيخ ترسم ملامح المرحلة الأولى من خطة ترامب لغزة| وخبير يشرح
تاريخ النشر: 8th, October 2025 GMT
تتواصل في القاهرة جولات المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" وإسرائيل، برعاية عدد من الوسطاء الإقليميين والدوليين، في مسعى للوصول إلى اتفاق شامل يضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر.
وأكدت الحركة أن وفدها أبدى خلال اللقاءات روحًا إيجابية ومسؤولية عالية لتحقيق تقدم ملموس في المباحثات.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن المفاوضات ما زالت جارية بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرة إلى أن ملف الأسرى يمثل المحور الأبرز والأكثر حساسية على طاولة المفاوضات في هذه المرحلة.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن يقوم المقترح الحالي على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين أولا، إلا أن حركة حماس أعربت عن مخاوفها من إمكانية تراجع إسرائيل عن تنفيذ باقي بنود الاتفاق بعد إتمام عملية تبادل الأسرى.
وأشار الرقب، إلى أن تستعد حماس لتقديم قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بالإفراج عنهم، على أن يبدأ بعدها النقاش حول الأسماء التي قد ترفضها إسرائيل.
واختتم: "طالبت حركة حماس خلال الاجتماعات الأخيرة بضمانات واضحة تضمن عدم عودة الحرب في قطاع غزة في حال تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب، مشددة على ضرورة أن تكون تلك الضمانات مكتوبة ومضمونة من أطراف دولية لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل ومتوازن".
وفي السياق نفسه، أعلنت حركة "حماس" أن وفدها المشارك في مباحثات القاهرة أبدى "إيجابية ومسؤولية" من أجل تحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات وإتمام اتفاق يتعلق بقطاع غزة، مشيرة إلى أن الوسطاء يبذلون جهودا مكثفة لإزالة أي عقبات أمام تنفيذ خطوات وقف إطلاق النار.
وأضافت الحركة، وفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية، أن روحا من التفاؤل تسود بين جميع الأطراف المشاركة في اللقاءات، ما يعكس رغبة واضحة في التوصل إلى تفاهمات عملية خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت أن المباحثات تركزت حول آليات إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، إلى جانب ملف تبادل الأسرى، لافتة إلى أنه تم، اليوم الأربعاء، تبادل كشوفات الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم بين الجانبين، وفق المعايير والأعداد المتفق عليها مسبقا.
وأكدت الحركة أن اللقاءات غير المباشرة بين الأطراف والوسطاء تتواصل في القاهرة وسط متابعة حثيثة من الجهات الراعية للمفاوضات.
ومن جانبه، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، في تصريحات لوكالة فرانس برس، إن وفد الحركة أظهر خلال المفاوضات الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإنجاح الجهود الجارية.
وأضاف النونو أن الوسطاء يبذلون جهوداً كبيرة لإزالة العقبات التي قد تعرقل تطبيق خطوات وقف إطلاق النار، مؤكدا أن روحا من التفاؤل تسري بين الجميع.
وأشار إلى أن المفاوضات تركزت على تنفيذ آليات إنهاء الحرب، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وتبادل الأسرى، موضحا أنه تم تبادل كشوفات الأسماء وفق المعايير والأعداد المتفق عليها، وأن المباحثات لا تزال مستمرة في مصر.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن وسطاء عرب مشاركين في المفاوضات بين حركة "حماس" وإسرائيل بمدينة شرم الشيخ المصرية، أن الحركة طالبت إسرائيل بتسليم جثتي قائديها السابقين في غزة، الأخوين يحيى ومحمد السنوار، وهو مطلب كانت إسرائيل قد رفضته في وقت سابق.
وكان يحيى السنوار من أبرز مهندسي هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل الحرب الحالية في قطاع غزة.
مطالب إضافية لحركة حماسوأضافت الصحيفة أن حركة "حماس" طالبت بالإفراج عن عدد من القادة السياسيين والعسكريين الفلسطينيين البارزين، ومن بينهم مروان البرغوثي، الذي يقضي حكما بالسجن في إسرائيل لدوره في الانتفاضة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، تنص على إطلاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا من أصحاب الأحكام المؤبدة في السجون الإسرائيلية، ومن ضمنهم من أدينوا بقتل إسرائيليين في السابق.
وتسعى "حماس" من خلال هذه المطالب إلى تحقيق مكاسب ملموسة في ملف الأسرى، وإظهار أنها أنجزت إنجازا حقيقيا على الصعيد السياسي بعد الحرب.
والجدير بالذكر، أن علقت حركة المقاومة الفلسطينية حماس على اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.
وقالت حركة حماس، إنه بالتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين لمجزرة المسجد الأقصى الأولى، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الثامن من أكتوبر عام 1990، وفي مشهد يلخّص استمرار العدوان وتكرار الجريمة؛ أقدم اليوم وزير أمن الاحتلال المتطرّف إيتمار بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، على رأس مجموعات من المستوطنين، في خطوة استفزازية متعمدة تتزامن مع هذه الذكرى الأليمة، بما يعكس العقلية الفاشية التي تحكم حكومة الاحتلال وتتعمد المس بحرمة الأقصى ومشاعر المسلمين في العالم.
وأضافت الحركة في بيان أن هذا الاقتحام المتزامن مع ذكرى المجزرة ليس حدثا عابرا، بل رسالة عدوانية تسعى إلى تكريس واقع التقسيم الزماني والمكاني، وفرض السيطرة الاحتلالية على المسجد الأقصى، في إطار مشروع تهويدي متكامل يستهدف الوجود العربي والإسلامي في القدس.
واكدت حماس أن القدس والمسجد الأقصى خط أحمر، وأن استمرار الاعتداءات والاقتحامات لن يغير من حقيقة أن الأقصى مسجد إسلامي خالص، مضيفة " وأن شعبنا سيبقى على العهد، متمسكا بحقه ومقدساته، ومدافعا عنها بكل الوسائل المشروعة.
وختمت حماس : ندعو جماهير شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتل إلى الرباط والتواجد المكثف في باحات الأقصى حمايةً له من مخططات الاحتلال، كما ندعو الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية في وقف هذا العدوان المتواصل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حماس صفقة تبادل الأسرى تبادل الأسرى الوفد الفلسطيني إسرائيل الاحتلال خطة ترامب الخطة الأمريكية تبادل الأسرى حرکة حماس شرم الشیخ قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ارتفاع شهداء الإجرام الصهيونى فى عهد نتنياهو وبن غفير
ترتكب حكومة الاحتلال الصهيونية جرائم إبادة صامتة خلف الجدران الملطخة بدماء شهداء الحركة الفلسطينية الأسيرة ضربًا لكل الأعراف والقوانين والمواثيق الإنسانية الدولية
وفيما تتفاخر تل أبيب بعشرات السلخانات البشرية تحت الأرض كشفت إحصائيات إسرائيلية جديدة، عن تصاعد غير مسبوق فى أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال، منذ تولى المتطرف إيتمار بن غفير منصب وزير الأمن القومى فى حكومة الاحتلال.
وأكد موقع «والا» الإسرائيلى، أنّ 110 أسرى فلسطينيين استشهدوا خلال العامين ونصف العام من ولاية «ابن غفير»، وهو رقم يقارب ما يقرب من ضعف الشهداء خلال أربعة عقود كاملة بين عامَى 1967 و2007، حيث استُشهد 187 أسيرًا فقط خلال تلك الفترة.
وكانت 12 منظمة حقوقية إسرائيلية قد وثقت الأسبوع الماضى استشهاد 98 أسيرًا فلسطينيًا منذ بدء الحرب على غزة، نتيجة التعذيب، ومنع العلاج الطبى، والظروف اللاإنسانية داخل المعتقلات، مؤكدة أن سوء المعاملة بات ممارسة ممنهجة فى كل أجهزة الأمن الإسرائيلية
وكشف تقرير المنظمات أن حالات الاعتقال الإدارى ارتفعت من نحو ألف معتقل عام 2023 إلى 3,577 معتقلًا عام 2025، ما يؤكد تصاعد سياسة الاعتقال دون محاكمة.
ووفق «واللا»، فقد بلغ عدد الأسرى نحو 11 ألفًا فى أكتوبر الماضى، وما يزال ما لا يقل عن 10 آلاف أسير داخل سجون الاحتلال بعد اتفاق التبادل الأخير.
وأشار نادى الأسير الفلسطينى إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت حوالى 21 ألف فلسطينى من الضفة المحتلة والقدس منذ بداية الحرب على غزة، إلى جانب آلاف المدنيين الذين اعتُقلوا من القطاع خلال الاجتياحات البرية.
وأكد النادى أن هذه الأرقام تعكس ليس فقط الارتفاع الكبير فى أعداد المعتقلين، بل أيضًا تصاعد مستوى الجرائم المرافقة لعمليات الاعتقال، وعلى رأسها الإعدامات الميدانية خلال المداهمات العسكرية.
وكشف تقرير صادر عن هيئة الدفاع العام فى إسرائيل فى وقت سابق عن تدهور غير مسبوق فى ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب، موضحًا مجموعة من الانتهاكات التى تهدد حياتهم بشكل مباشر، أبرزها:
- حالات جوع حاد وفقدان كبير للوزن نتيجة تقليص كميات الطعام وإهمال الاحتياجات الأساسية.
- اعتماد قائمة غذاء شديدة الفقر والتقييد فرضتها مصلحة السجون بعد الحرب، ما أدى إلى تدهور صحى واسع بين الأسرى.
- ضعف جسدى عام وإغماءات متكررة بسبب الحرمان من الغذاء والعلاج، فى ظل ظروف اعتقال قاسية وغير إنسانية.
- نوم آلاف الأسرى دون أسرّة واضطرارهم إلى افتراش الأرض فى أماكن مكتظة تفتقر للحد الأدنى من شروط المعيشة.
- تفشّى واسع لمرض الجرَب داخل السجون، وصل إلى حد وصفه بأنه «وباء»، فى ظل غياب إجراءات وقائية أو طبية.
- اكتظاظ خانق إذ يحتجز نحو 90% من الأسرى فى مساحات تقل عن ثلاثة أمتار مربعة للفرد الواحد، وهو ما يخالف المعايير الدولية بشكل صارخ.
ومن المتوقع أن تصدّق لجنة الأمن القومى فى الكنيست، اليوم، على مشروع قانون فرض حكم الإعدام على أسرى فلسطينيين، وهو قانون يأتى بدفع مباشر من حزب «عوتسما يهوديت» بزعامة بن غفير، وكان أحد شروط انضمامه لائتلاف بنيامين نتنياهو.
وتضم سجون الاحتلال حاليا 115 أسيرا محكومين بالسجن المؤبد من مختلف المحافظات الفلسطينية، فى تجسيد لنهج العقوبة المفتوحة بلا أفق زمنى، يتصدرهم الأسير عبد الله غالب البرغوثى المحكوم بـ 67 مؤبدًا، يليه الأسير إبراهيم جميل حامد بـ 57 مؤبدًا. بينهم أقدم الأسرى هما محمود سالم أبو حربيش وجمعة إبراهيم آدم، المعتقلان منذ عام 1988.
وسجلت القدس المحتلة أعلى معدلات اعتقال للأطفال، إذ اعتُقل خلال عام 2023 وحده 1085 طفلًا، منهم 696 طفلا مقدسيا. ومن بين هؤلاء أطفال موقوفون، وآخرون محكومون، إضافة إلى أسيرات قاصرات، فى انتهاك فاضح لكافة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل.
وقال مركز فلسطين لدراسات الأسرى إن عدد الأسرى من قطاع غزة الذين قضوا داخل مراكز الاعتقال الإسرائيلية والذين تم الكشف عن هوياتهم ارتفع إلى 50 أسيرًا، مشيرًا إلى أن ذلك يأتى فى ظل ما وصفه بـ«حرب الإبادة الجماعية» على القطاع.