شهد معرض دمنهور الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور خالد أبو الليل، بمكتبة مصر العامة بدمنهور، ندوة تحت عنوان "قوة التطوع في زمن التكنولوجيا"، شارك فيها محمد القصاص، المسئول التنفيذي لصوت شباب مصر، ومحمد عبد الله، رئيس كيان بداية، وأدار اللقاء الإعلامي عماد رجب.

استهل رجب اللقاء بسؤال حول الأثر الحقيقي للتطوع على الأفراد والمجتمعات، ليؤكد الدكتور محمد القصاص أن العمل التطوعي لا يقتصر نفعه على الآخرين فحسب، بل يعود بفوائد جمة على المتطوع ذاته، موضحًا أن التجربة التطوعية تتيح فرصًا لاكتساب مهارات حياتية ومهنية متعددة كالتخطيط والعمل الجماعي والقيادة، فضلاً عن تعزيز الصحة النفسية وتقليل التوتر من خلال الإحساس بالرضا وتحقيق الذات.

وأشار القصاص إلى أن التطوع شهد تطورًا كبيرًا مع دخول التكنولوجيا، حيث برز مفهوم "التطوع الرقمي" (E-Volunteering) الذي أتاح المشاركة عن بُعد عبر تقديم المهارات التخصصية، مثل التصميم والتعليم والاستشارات القانونية، إلى جانب الاستفادة من المنصات الإلكترونية التي تربط المتطوعين بالمبادرات والمشروعات المختلفة.

من جانبه، أكد محمد عبد الله أن العمل التطوعي يمثل ركيزة أساسية في بناء المجتمعات المتحضرة، معتبرًا أنه ليس مجرد جهد بلا مقابل، بل هو فلسفة حياة تقوم على العطاء والمسؤولية المشتركة، وتعبّر عن وعي المجتمع ورغبته في التنمية.

وتناول عبد الله القيمة المزدوجة للتطوع، مشيرًا إلى أنه يحقق العطاء للمجتمع والتنمية للذات في آن واحد، ويساهم في سد الفجوات الاجتماعية، ودعم المشروعات التنموية، وتعزيز قيم التكافل بين المواطنين.

واختُتمت الندوة بالتأكيد على أن دمج التكنولوجيا في العمل التطوعي أصبح ضرورة لمواكبة العصر، وتوسيع نطاق التأثير الإيجابي، وبناء جيل جديد من الشباب المؤمن بأن العطاء هو القوة الحقيقية للتغيير.

التعليم بين تحديات الحاضر ورهان المستقبل 

وشهد معرض دمنهور الثامن للكتاب، ندوة تحت عنوان "التعليم بين تحديات الحاضر ورهان المستقبل"، تحدث فيها يوسف فؤاد الديب، وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة، وأدار اللقاء الكاتب هاني قدري.

تناولت الندوة أبرز التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية، ودور الدولة في التغلب عليها، ورؤية وزارة التربية والتعليم لمستقبل التعليم في مصر.

استعرض يوسف الديب جهود الوزارة في مواجهة مشكلة كثافة الفصول، من خلال إنشاء فصول جديدة تتناسب مع الزيادة السكانية، وتطبيق نماذج مرنة في التوسع الإنشائي بالمناطق ذات الكثافة العالية.

كما أشار إلى تجربة التعليم المزدوج، التي تهدف إلى دمج الطلاب في سوق العمل مبكرًا من خلال التدريب داخل المصانع، مع حصولهم على مقابل مادي وفرص عمل مستقبلية، مؤكدًا أن هذا النوع من التعليم يمثل ركيزة مهمة في ربط الدراسة بالواقع العملي.

وأكد الديب أن المعلم هو الركيزة الأساسية في العملية التعليمية، مشيدًا بمعلمي البحيرة الذين يبدعون في مختلف المجالات، خاصة الأدبية منها، ومثمنًا مشاركتهم بكتب داخل أجنحة المعرض.

وأوضح أن الوزارة تعمل على سد العجز في أعداد المعلمين عبر حلول متعددة، منها التعيينات الجديدة، ونظام الحصة، والاستعانة بالمعلمين المحالين للمعاش ممن يمتلكون خبرات كبيرة.

وتناول وكيل الوزارة نظام البكالوريا المصرية، مؤكدًا أنه يمثل نقلة نوعية تهدف لتخفيف الضغط النفسي عن الطلاب وأولياء الأمور، ويوفر فرصًا تعليمية عادلة وأكثر مرونة.

وأوضح أن النظام الجديد يمنح الطالب أكثر من فرصة للتحسين والتطوير، بخلاف نظام الثانوية العامة التقليدي الذي كان يحدد المصير من امتحان واحد.

وردًا على تساؤلات الطلاب وأولياء الأمور، أكد أن البكالوريا المصرية تمنح شهادة محلية بمعايير دولية معترف بها، تتيح الالتحاق بالجامعات المصرية والعالمية دون تمييز، مشيرًا إلى أن الحديث عن وجود مدارس مخصصة للبكالوريا وأخرى للثانوية العامة "عارٍ تمامًا من الصحة"، فالاختيار متروك للطالب وولي الأمر دون أي إلزام من الوزارة. كما نفى أي تفرقة في قواعد التنسيق الجامعي بين النظامين.

وأوضح أن الشائعات حول النظام الجديد تقف وراءها مصالح أصحاب مراكز الدروس الخصوصية، مشيرًا إلى أن الوزارة تواجه هذه الأكاذيب بنشر الحقائق عبر منصاتها الرسمية. كما أشار إلى تطوير المناهج بالتعاون مع مؤسسات تعليمية وطنية ودولية، إلى جانب تدريب المعلمين وإصدار أدلة استرشادية للطلاب وأولياء الأمور.

واختتم يوسف الديب حديثه بالإشادة بمدرسة STEM للمتفوقين بدمنهور، الأولى من نوعها بمحافظة البحيرة، واصفًا إياها بأنها "صرح علمي متميز يفتح آفاقًا واسعة أمام الطلاب المتفوقين"، تسهم في تنمية الابتكار والبحث العلمي، وتُعد خطوة مهمة في طريق إعداد جيل قادر على المنافسة عالميًا، ضمن أهداف الدولة للتنمية المستدامة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معرض دمنهور الثامن للكتاب دمنهور قوة التطوع زمن التكنولوجيا

إقرأ أيضاً:

الهيئة العامة لمجلس الشورى تعقد اجتماعها الثامن من أعمال السنة الثانية للدورة التاسعة

عقدت الهيئة العامة لمجلس الشورى برئاسة معالي رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في مقر المجلس بالرياض، اليوم، اجتماعها الثامن ضمن أعمال السنة الثانية للدورة التاسعة، بحضور معالي نائب رئيس المجلس الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي، ومعالي مساعد رئيس المجلس الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم الأحمدي، ومعالي الأمين العام للمجلس الأستاذ محمد بن داخل المطيري، إلى جانب رؤساء لجان مجلس الشورى المتخصصة.

واستعرضت الهيئة العامة لمجلس الشورى الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها، وأقرت الهيئة إحالة 18 موضوعًا إلى جدول أعمال جلسات المجلس المقبلة، شملت العديد من التقارير من بينها التقرير السنوي لجامعة الجوف، وجامعة تبوك، وجامعة طيبة، إضافة لمشروعات أنظمة تمهيدًا لعرضها تحت قبة المجلس.

كما أقرت الهيئة العامة للمجلس خلال اجتماعها الثامن اليوم عددًا من مشروعات الاتفاقيات والمذكرات المتعلقة بالتعاون والتفاهم في المجالات الصحية والثقافية وخدمات النقل الجوي والأوقاف مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة.

مقالات مشابهة

  • «القومية للتوزيع» الشاحن الحصري لـ معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026
  • تزامنا مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة .. جامعة دمنهور تختتم فعاليات المبادرة الرئاسية «تمكين»
  • الهيئة العامة لمجلس الشورى تعقد اجتماعها الثامن من أعمال السنة الثانية للدورة التاسعة
  • وزير الاتصالات: فرص العمل الحر في التكنولوجيا قد تصل إلى 100 ألف دولار
  • طلاب التكنولوجيا بجامعة برج العرب يزورون معرض Egypt Stitch and Tex الدولي
  • ختام فعاليات المبادرة الرئاسية تمكين لدعم الطلاب ذوي الإعاقة في الجامعات المصرية للعام الدراسي 2025–2026
  • ساعة بلا كتاب قرون من التأخر.. شعار معرض القاهرة للكتاب.. ونجيب محفوظ شخصية العام
  • أوقاف البحيرة تعقد ندوة دينية بجامعة دمنهور حول خطورة التدخين الإلكتروني
  • "الأمَّة بين وحدة المقاصد وأدب الاختلاف".. ندوة بجناح حكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتاب
  • عماد النشار: معرض القاهرة للكتاب ذاكرة أمة لا تهدأ