روان بنت ناصر الكلبانية
هل سبق أن حققت هدفًا كبيرًا، ثم وجدت نفسك غير سعيد؟ قد لا يكون الخلل في الهدف ذاته، بل في أنك تجاهلت بوصلتك الداخلية: قيمك الحاكمة.
من يعرف نفسه يعرف ما يريد. يختار أهدافًا حقيقية، وعند تحقيقها يشعر بالرضا والسعادة. أما من يجهل ذاته فلا يدرك ما يحب، فينتهي به المطاف غير راضٍ، حتى بعد تحقيق أهدافه.
الفرق بين الاثنين أن الأول اكتشف قيمه الحاكمة، بينما الثاني غفل عنها فغابت عنه ذاته.
القيم الحاكمة هي تلك التي تشكل أولوية لدى الفرد، وتؤثر في قراراته وتوجهاته. لكن قبل أن نتعمق في الحديث عنها من المهم أن نميز بين المبادئ والقيم؛ فالمبادئ ثابتة ويتفق عليها الجميع، مثل الصدق، التسامح، الأمانة، والاحترام.
أما القيم فهي متغيرة تختلف من شخص إلى آخر، مثل الإبداع، والرفاهية، والجمال، والعلم، والصحة، والعائلة، والعمل. بل إن ترتيب هذه القيم يتغير لدى الفرد نفسه عبر مراحل حياته. فمثلًا قد تكون أولوية فتاة في مرحلة الدراسة هي العلم، ثم تصبح العائلة في مقدمة أولوياتها حين تتزوج وتصبح أمًا.
لكن لماذا نولي هذا الموضوع كل هذا الاهتمام؟ لأنني شخصيًا كنت أسعى لتحقيق أهداف لا تعكس حقيقتي، ولم أشعر بالرضا عند الوصول إليها. كنت أفتقد بوصلتي الداخلية، وحين اكتشفت قيمي الحاكمة وجدت الطريق. ترتيب القيم ليس رفاهية فحسب، بل ضرورة؛ فهو يكشف لك ما تريد حقًا، ويمنحك وضوحًا في المسار بعيدًا عن العشوائية والتخبط. وهو رفاهية أيضًا؛ لأن من يشغل نفسه بفهم ذاته هو من يملك الوقت ليعيد ترتيب أولوياته بوعي.
إذا كانت العائلة أهم من العمل بالنسبة لك في هذه المرحلة فستشعر بالذنب حين تفوّت مناسبة عائلية بسبب مهمة مهنية. معرفة القيم تحمينا من الاستسلام للمشتتات؛ لأنها ترشدنا إلى ما يستحق التركيز.
من يضع الصحة في مقدمة أولوياته لن ينجرف وراء متعة مؤقتة على حساب صحته. ومن يعرف قيمه لا يقارن نفسه بالآخرين؛ لأن رحلته مختلفة، وأولوياته كذلك. تخيّل شابين في عمر ٢٨ عامًا: أحدهما يسعى لبناء ثروة، والآخر لتكوين أسرة محبة. كلاهما على حق؛ لأن قيمهما مختلفة، وهذا حق يمارسه بوضوح من يعرف نفسه.
التأمل في الذات يمنحك فرصة لاكتشاف قيمك. ومن التمارين التي ساعدتني شخصيًا هو تمرين «مصفوفة القيم»؛ حيث تختار القيم التي تهمك، ثم تفاضل بينها بطريقة دقيقة وممتعة لتتمكن من ترتيبها. يمكنك البحث عن هذا التمرين وتطبيقه بنفسك.
حين تعرف قيمك الحاكمة تصبح رحلتك أكثر وضوحًا، وتعيش الرضا مهما اختلف الطريق.
والآن ما أول ثلاث قيم حاكمة في حياتك؟
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حسام عبد المجيد: الزمالك لا يعرف الاستسلام
حرص حسام عبدالمجيد، لاعب الزمالك، على دعم النادي، في ظل الأزمات المادية التي يواجهها في الفترة الحالية.
وكتب حسام عبدالمجيد عبر حسابه الشخصي عبر إنستجرام: "سيبقى الزمالك دائما محارب قوي لا يعرف الاستسلام .. ومن لا يؤمن بهذا فعليه الرجوع للتاريخ".
ازمات الزمالك
ودخل نادي الزمالك النفق المظلم جراء عديد الشكاوي من اللاعبين المحترفين والمدربين السابقين التي تم اتخاذ قرارات قاسية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.
ودون عديد اللاعبين من نجوم الزمالك عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبارات مؤثرة للتعبير عن دعم النادي الأبيض.