بانر من واشنطن (الجزيرة)

ويبدو قرار ترامب وقف الحرب التي قالت الأمم المتحدة إنها تحولت لإبادة جماعية من جانب إسرائيل، مدفوعا برغبته التي لا يستطيع إخفاءها في الحصول على جائزة نوبل للسلام.

ففي الوقت الذي يواصل فيه ترامب الحديث عن رغبته في تحقيق السلام وحماية أرواح المدنيين، قال وزير خارجيته ماركو روبيو، قال عبر منصة إكس إن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل سيظل راسخا.

ووفقا لحلقة 2025/9/9 من برنامج "من واشنطن"، فإن الأميركيين قد يختلفون أو يتفقون على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكنهم يتفقون على فقدان إسرائيل كثيرا من التعاطف التاريخي الذي كانت تحظى به داخل الولايات المتحدة بسبب عمليات القتل والتجويع الممنهج التي مارستها ضد المدنيين شيوخا ونساء وأطفالا.

فقد أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن استطلاع رأي حديث أجرته بالتعاون مع جامعة سيينا، أظهر أن تعاطف الأميركيين مع الفلسطينيين فاق تعاطفهم مع الإسرائيليين للمرة الأولى منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي.

دور مواقع التواصل

وحتى لو اختلف الأميركيون على دقة هذه النتائج، فإن مشاهد هروب المدنيين من الآليات الإسرائيلية وبحث الناس عن أحبائهم بين الركام والأنقاض أغرقت مواقع التواصل على مدار عامين، كما تقول الصحيفة.

كما أكدت الصحيفة أن صور الأطفال الهزيلين الذين كانوا يبحثون عن الطعام وسط الأنقاض والدماء، وجدت رواجا كبيرا على مواقع التواصل وبشكل لا يمكن إنكاره.

ولم تتوقف إسرائيل ومعها إدارة ترامب عن محاولة السيطرة على منصات التواصل التي أثرت بشكل كبير على تغير الصورة النمطية لإسرائيل في الغرب، ومن ذلك شراء منصة "تيك توك".

وقد تحدث نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- عن ضرورة الحديث مع إيلون ماسك الذي وصفه بصديق تل أبيب، عن الأمور التي يجري نشرها عبر منصة "إكس" المملوكة له.

إعلان

الناشطة الأميركية من أصل سوري حزامي برمدا، قالت خلال مشاركتها في حلقة "من واشنطن"، إن المسألة لا تتعلق بعدم معرفة الأميركيين بما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين وإنما بطريقة وصولها لهم عبر منظمات وكنائس محددة.

لذلك، كان من المهم -وفق برمدا- إعادة تصحيح هذه المفاهيم وتقديم الصورة الحقيقية لما يجري للأميركيين، وهذا ما دفعها لتنظيم حملة شملت توزيع آلاف المنشورات في الشوارع للتعريف بالمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل التي تستخدمها في تدمير المباني وقصف المدنيين.

ونظمت برمدا أيضا حزمة فعاليات للتعريف بهذه الأمور داخل المجتمع الأميركي وقد ساعد هذا في إيصال الصورة لملايين الأميركيين عبر منصات التواصل، حسب قولها.

في المقابل، استخدمت إسرائيل وداعموها هذه المنصات نفسها لترويج رواية كاذبة، لكن الجهود الشجاعة التي بذلها نشطاء وشباب وطلاب في الرد عليها وإيصال الصورة الحقيقية للجماهير وكشف حقيقة البروباغاندا التي يستخدمها نتنياهو كسلاح، كما تقول برمدا.

محركات ترامب

ولم يخل الأمر من سعي مستمر للتأثير على الموقف الرسمي الأميركي خلال هذه الحرب، ومن ذلك العلاقة القديمة بين ترامب ونتنياهو، والتي تعود إلى الفترة التي كانا يعيشان فيها في نيويورك، كما قال ضابط الاستخبارات الأميركي السابق بول ديفيز.

بيد أن ديفيز يعتقد أن الدافع الأساسي لوقف الحرب عند ترامب يكمن في رغبته الفعلية في وقف القتل وسعيه لإحلال سلام كامل في منطقة الشرق الأوسط كما فعل في العديد من النزاعات العالمية.

ولم ينف ديفيز رغبة ترامب في الفوز بجائزة نوبل ككثيرين، لكنه يقول إنه (ترامب) يعرف أنه لن يحصل عليها لأن هذه اللجنة لا تمنح الجائزة لرئيس محافظ يعلي ما يسمونه الصوت القومي.

ورد الناشط والصحفي المصري الأميركي شريف منصور، على هذا الكلام بقوله إن ترامب كان يمكنه الحصول على جائزة نوبل للسلام لو قام بما يقوم به دعاة السلام، وإن المسألة لا تتعلق بكونه جمهوريا من عدمه.

فقد كان بإمكان ترامب وقف تزويد تل أبيب بالسلاح، وخلق مسارات سياسية على الأرض ضمن تحالف دولي، لإجراء الحوار مع الشركاء في فلسطين وإسرائيل وليس مع الحكومات فقط، كما يحدث في أي عملية سلام.

والسبب في عدم قيام ترامب بهذه الأمور التي يراها منصور أساسية لصناعة السلام، أنه يبحث عن مجد شخصي ومكاسب اقتصادية من خلال السعي لفرض استسلام غير مشروط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ومن الممكن أن يحصل ترامب على الجائزة العام المقبل إذا أثبت الوضع على الأرض أن خطته الحالية كانت بداية لخلق ظروف إنسانية سلمية على أرض الواقع، برأي منصور، الذي يرى أن بعث الحياة السياسية والانتخابات المستقلة في غزة ستكون واحدة من بين الصور التي ستعكس الوصول إلى سلام حقيقي.

أما الناشط الحقوقي ومراسل شبكة "أراب أميركان فورواد"، راش درويش، فيرى أن الحديث عن ترامب ونوبل "أمر مأساوي"، لأن الأولى بهذه الجوائز هم عمال الإغاثة الذين يخدمون الناس في لحظات الموت وتحت القذائف، ومثلهم الصحفيون الذين يقتلون وهم ينقلون الحقيقة.

إعلان

وإذا كان ترامب راغبا في الحصول على التكريم العالمي فإن عليه وقف الحرب ونزع سلاح إسرائيل حتى يتوقف عن استخدام أسلحة الدمار الشامل لقتل الأمهات والأطفال الفلسطينيين، وفق درويش، الذي يعتبر هذه المقاربة أمرا كارثيا، لأن "وقف المحرقة الجارية هو الأمر الأولى بالحديث".

وفيما يتعلق بمعركة الرأي العام الأميركي، فإن إسرائيل قد خسرتها بفارق كبير -برأي درويش- بعدما أنفقت مليارات الدولارات خلال السنوات الـ75 الماضية لخلق ما سماه الوهم بشأن هذه الحقيقة ثم لم تعد قادرة على مواصلة ذلك، بعدما أصبح لدى كل شخص هاتفه يمكنه رؤية ما يجري من خلاله.

وحتى شراء تيك توك، وإن كان مشكلة لأنه سيعيق وصول الصوت الفلسطيني ما لم يمنعه، إلا أن هذا المسلك قد ينتهي بإغلاق هذه المنصات في نهاية الأمر، لأن الحقائق باتت معروفة، برأي درويش.

Published On 9/10/20259/10/2025|آخر تحديث: 20:37 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:37 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

ترامب يوجّه رسالة إلى إسرائيل بشأن العلاقة مع سورية

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رضاه الكبير إزاء “النتائج المحققة في سورية”، مشيدًا بما وصفه بـ“العمل الجاد والعزيمة” التي أدت – بحسب تعبيره – إلى تحسن الأوضاع على الأرض.

وقال ترامب إن من “المهم أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سورية”، مؤكدًا ضرورة عدم حدوث ما من شأنه أن يعرقل تطور سوريا نحو ما اعتبره “دولة مزدهرة ومستقرة”.

وفي سياق متصل، أشاد ترامب بعمل رئيس سورية أحمد الشرع، معتبرًا أنه “يبذل جهودًا كبيرة لضمان تحقيق نتائج إيجابية، وأن تسير سوريا وإسرائيل نحو علاقة طويلة ومزدهرة”.

وأضاف أنّ أحد العوامل التي “ساعدت سورية كثيرًا" هو قراره “إنهاء عقوبات شديدة وقاسية"، قائلاً: "أعتقد أنّ هذا قوبل بتقدير حقيقي من سورية وقيادتها وشعبها".

وختم ترامب بالقول إنّ هذا يشكّل "فرصة تاريخية"، معتبرًا أنّها تُضاف إلى "النجاح الذي تم تحقيقه بالفعل من أجل السلام في الشرق الأوسط".

وفي التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وصل الشرع إلى واشنطن في زيارة تاريخية هي الأولى لرئيس سوري منذ الاستقلال في أربعينيات القرن الماضي.

وعقد الشرع في اليوم التالي اجتماعا مغلقا مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في محادثات غير مسبوقة، بعد أيام من قيام واشنطن بشطب اسم الشرع من قائمة الإرهاب.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية توغلات إسرائيلية متواصلة في ريف القنيطرة جنوبي سوريا بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر يصل لبنان اعتراف بريطاني بتدريب جنود في إسرائيل أثناء حرب غزة الأكثر قراءة الداخلية تنشر آلية إصدار جوازات السفر لطلبة الثانوية العامة في غزة بنك إسرائيل يقرر خفض الفائدة إلى 4.25% انفجار مخلفات إسرائيلية يودي بحياة طفلين غرب غزة غزة والمستقبل الوطني… كيف ينقذ الفلسطينيون مصيرهم المهدد؟ عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • رسائل تهديد بشعار "ماغا" تصل لزعيم الأقلية بالشيوخ الأميركي
  • ترامب يحذر إسرائيل من أي خطوات تزعج سوريا
  • ترامب يحذّر إسرائيل من “التدخل” في سوريا / تدوينة
  • ترامب يوجّه رسالة إلى إسرائيل بشأن العلاقة مع سورية
  • ترامب يدعو إسرائيل للحفاظ على حوار إيجابي مع دمشق
  • ترامب: من المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي مع سوريا
  • بعد دعم ترامب.. بشارة بحبح يكشف كواليس السياسة الأميركية والإفراج عن الأسير الأميركي
  • رامافوزا يندد بـالتضليل الأميركي بحق جنوب أفريقيا
  • طالبو اللجوء بين رغبات ترامب بالترحيل وقرارات القضاء الأميركي
  • دول العالم الثالث التي حظر ترامب استقبال المهاجرين منها: