ناقش قسم مقارنة الأديان بكلية الدراسات والبحوث الأسيوية بجامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية رسالة ماجستير بعنوان"الجانب الروحي في الأديان الوضعية "الطاوية أنموذجا"والمقدمة من الباحث محمد أحمد على أحمد عراقى مدير إدارة القرين التعليمية.

وتكونت لجنة الإشراف والمناقشة والحكم على الرسالة من الدكتور ثروت مهنا استاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالزقازيق مشرفاً ورئيساً، الدكتور عبد الغني الغريب طه أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق مناقشاً، الدكتورأحمد على ليلة أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالزقازيق مشرفاً، الدكتور سارى زين الدين رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق مناقشاً.

ويدور موضوع الرسالة حول الطاوية باعتبارها مذهباً وضعياً غير سماوي، ولا تنتسب إلى نبي أو رسول، وإنما تنتسب إلى مؤسسها الفيلسوف الصيني (لاوتسو) فهو الأب الروحي لذلك المذهب الوضعي القائم في بلاد الصين إلى الآن، وأنَّ الكتاب المقدس عند الطاوية ليس كتاباً سماوياً، وإنما هو مجموعة من الحكم والعبارات المأثورة عن (لاوتسو) المتعلقة بالإله والإنسان والحياة، والكثير من الأصول الفكرية عند (الطاوية) تقوم على فلسفات صينية قديمة، بالإضافة إلى تأثرها بالبوذية) و (الكونفوشيوسية)، ولهذا فهي خليط من المعتقدات والأفكار المختلطة، ويقوم جوهر الطاوية على العودة إلى الحياة الطبيعية، والوقوف موقفاً سلبياً من الحضارة والمدنية، و يعتبر (الطاو) هو المبدأ العام والمفهوم المحوري الذي تقوم عليه (الطاوية)، بل إنه عامل مشترك في كثير من العقائد الصينية.

وتظهر أهمية هذه الدراسة فى كونها تبحث إبراز العقيدة (الطاوية) كعقيدة يؤمن بها اليوم الملايين من معتنقي الديانات الوضعية، والعمل على إظهار فلسفتها، وإظهار العلاقة بينها وبين العاملين بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود، وإظهار العلاقة بينها وبين الزهد والاعتزال، ومعرفة الأسس التي قامت عليها (الطاوية)، وبيان مدى خطورتها ومدى خروجها عن المنهج الإلهي المعصوم، وبيان مدى الفرق الشاسع بينها وبين العقيدة الإسلامية، وقد اعتمدت هذه الدراسة على مجموعة من المناهج البحثية، تشمل المنهج التاريخي، والمنهج التحليلي، والمنهج النقدي، بالإضافة إلى المنهج المقارن.

تناولت الدراسة الطاوية باعتبارها الطريق الوسط بين الكونفوشيوسية والبوذية، وهي من الديانات الصينية العظيمة التي تُمجد تاريخ الصين الموغل في القدم وحضاراتها العريقة، أو بالأحرى هي مجموعة من المبادئ المستنبطة من الـفلسفات والديانات الصينية القديمة، التي ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد من قبل الفيلسوف (لاو تسو)، الذي رأى أن الخير يكمن في الزهد والإعتزال والغفران والتسامح مع الناس وعدم مقابلة السيئة بالسيئة بل بمقابلة السيئة بالحسنة، ويعد هذا الطريق الأسلم والأكمل في الوجود للبشرية بحسب رأي المؤسس(لاو تسو)، ويرى بعض المؤرخين أن الطاوية ليست ديناً ويفضلون تسميتها تعليماً أو فلسفة، ولكنها في الحقيقة، تعتبر مزيجا من الفلسفات والتعاليم والتصورات العريقة للكون والحياة والإنسان.

وقد توصل الباحث فى دراسته لضرورة عقد المقارنات بين الدين الإسلامي والأديان الوضعية، وبيان ما امتاز به الإسلام عن تلك الديانات الوضعية، وضرورة الاعتماد قدر الإمكان على الكتب التي تركها أصحاب تلك الديانات الوضعية، لأنها أقرب طريق إلى فهم أفكارهم معتقداتهم، وضرورة التمسك بالحيادية في عرض مقارنات الأديان، دون التعصب لمذهب على حساب الآخر، وقد منحت لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة الباحث درجة الماجستير فى دراسات وبحوث الأديان بتقدير مرتبة الشرف الأولى.

حضر المناقشة الدكتور محمد سليم عضو مجلس الشيوخ وعدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعتي الأزهر والزقازيق وطلبة الدراسات العليا، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جامعة الأزهر محافظة الشرقية رسالة ماجستير جامعة الزقازيق

إقرأ أيضاً:

لماذا يعادي الهند الإسلام الذي حكمه 8 قرون؟

 

والسبب في ذلك -حسب الكاتب الصحفي محمود العدم- يعود لأمور عدة من بينها أن مسلمين حكموا الهند وليس الإسلام، فكانوا بعيدين عن الناس ولم يعملوا على نشر الدين.

فقد فتح المسلمون الهند سنة 93 هجرية، في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، على يد محمد بن القاسم الثقفي، ولم يستغرق فتحه إلا 3 سنوات، حسب ما قاله العدم خلال حلقة 2025/11/29 من بودكاست "مشارق"، وهذا رابطها.

ووفق المتحدث، فإن ثمة من يقول إن مساحة الهند الكبيرة جعلته مقسما إلى مقاطعات تحكم كل واحدة منها ديانة، وأن مناطق كثيرة لم يصلها الإسلام حتى يعرفه أصحابها.

كما كان النظام الطبقي الذي حكم الهند مئات السنين سببا رئيسيا في منع عشرات ملايين الهنود من اعتناق الإسلام، استنادا لقوة سلطة رجال الدين الهندوس المعنوية والمادية.

فالمجتمع الهندي مقسم إلى 4 طبقات، على رأسها الكهنة وسدنة المعابد ورجال الدين الهندوس (البراهما)، الذين يعتقد الناس أنهم "خلقوا من رأس الإله"، ثم الحكام والمقاتلون والجنود (الكاشتريا) والتي يعتقدون أنها "خلقت من الأعضاء العليا للإله"، ثم التجار والمزارعون (الفيشنوا) ويعتقدون أنهم "خلقوا من فخذي الإله"، و"الشودرا" وهي طبقة تضم الخدم.

وهناك طبقة اجتماعية أخرى غير مصنفة -كما يقول العدم- وهي المنبوذون (الداليت) الذي يعتقد الهندوس أن الأرواح الشريرة سكنت هؤلاء الناس، وهم بذلك لا ينتمون لصنف البشر، ويكلفون بـ"الأعمال الحقيرة".

ولم تفكر هذه الملايين في اعتناق الإسلام لأنها تربت على فكرة أنها ليست مؤهلة للاعتقاد لكونها "طبقات دنيئة لا يمكنها ارتقاء درجات سلم الإيمان"، ولا حتى بالإسلام الذي يعتقدون أنه يخضع أيضا لهذه التصنيفات.

وذكر العدم أنه استضاف بعض هؤلاء في بيته بالهند، قائلا إنهم رفضوا الجلوس على الكراسي وأصروا على الجلوس في الأرض إيمانا منهم بأنهم لا يستحقون أكثر من هذا.

استثمار المعتقد الهندوسي

واستفاد حكام الهند من عشرات ملايين الهنود المنتمين للطبقات الدنيا خصوصا في أوقات الانتخابات حيث كان بعض الساسة يقنعونهم بأنهم يقومون بمهام مقدسة وأنهم قد يرتقون يوما في السلم الاجتماعي.

ولا ينفي هذا أن الاستعمار البريطاني لعب دورا مهما في ترسيخ تجميد الإسلام بدليل أنه سيطر على 600 ألف وقف إسلامي في البلاد، لكن بعض المسلمين الذين حكموا الهند استثمروا في الهندوسية ولم يحاولوا تغييرها، بل وتعاونوا مع كبار التجار والملاك للاستفادة من الطبقات الدنيا، وفق العدم.

ووصل الحال ببعض حكام المسلمين إلى محاولة إظهار دين جديد في الهند للاستفادة ماديا وتجاريا من عشرات الملايين الذين يعتقدون أنهم خلقوا لخدمة الطبقات العليا فقط.

ورغم تعدد الديانات، لا تزال الهندوسية الديانة الأكثر تجذرا وانتشارا لكونها تعود إلى 5 آلاف عام، وهي معقدة إلى درجة أن معتنقيها لا يفهمون كل تفاصيلها، ومنها خرج آلاف الآلهة حتى أصبح "كل شيء يعبد في هذه البلاد"، حسب العدم.

وكانت هذه الطبقات الاجتماعية تنطبق على الهندوس وحدهم بحيث لا تشمل المسيحيين ولا المسلمين والسيخ، لكن دراسة أجريت عام 2005 بطلب من رئيس الوزراء آنذاك، مانمموهان سينغ، خلصت إلى أن أوضاع المسلمين أقل من المنبوذين سياسيا وتعليميا ومعيشيا.

إقصاء المسلمين

فقد رسخ جواهر لال نهرو، بدعم من البريطانيين، إقصاء المسلمين فور الاستقلال سنة 1947، وكان عددهم 100 مليون من أصل 400 مليون هندي، رغم مساندتهم له في مقاومة الاستعمار البريطاني، ورغم أن أبو العبد الله أبو الكلام، صانع القنبلة النووية الهندية، كان مسلما.

ومن بين أسباب هذه التفرقة التي وصلت إلى استثناء المسلمين من قانون المواطنة الذي بدأ العمل به عام 2020، شعور الطبقة الهندوسية التي يمثلها حزب "بهارتا جناتا" الحاكم حاليا برئاسة نايندرا مودي، بالنقاء العرقي، وبأن الهند للهنود فقط، وأن على المسلمين الرحيل إلى باكستان، التي كانت جزءا من الهند قبل الاستقلال.

ويعتقد العدم أن معاداة المسلمين ليست فكرة هندوسية وإنما هي فكرة تبنتها طبقة سياسية عسكرية يمثلها مودي حاليا، أحكمت قبضتها على صناعة القرار في الهند، وشرعت بخلق طبقة مسلمة بلا حقوق.

Published On 30/11/202530/11/2025|آخر تحديث: 10:59 (توقيت مكة)آخر تحديث: 10:59 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • الأنبا إبراهيم إسحق يشارك في لقاء البابا لاون المسكوني والحوار بين الأديان
  • الجروان: اجتماع الأديان رسالة سلام ووحدة في حضور البابا
  • بعد تداول مقاطع "البشعة".. الإفتاء توضح الحكم
  • ساحة الشهداء تحتضن البابا لاوون في لقاء مسكوني وحواري بين الأديان
  • هل الإسلام أقر بمكارم الأخلاق بين الزوجين؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كوشة العالم واللغة)
  • مفتي الجمهورية: العقيدة تعمل كمصباح للإنسان وتضبط سلوكه في السر والعلن
  • “الطاقة النيابية” توصي بإعفاء المشتركين من رسوم إعادة وصل الكهرباء لأول مرة وتثبيتها بـ3 دنانير
  • لماذا يعادي الهند الإسلام الذي حكمه 8 قرون؟
  • في الصميم