يحيي السنوار… القائد الذي ترجل وظلت روحه تقود
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
يمانيون| بقلم: عادل حويس
في مثل هذا اليوم من العام الماضي ترجل أحد أعمدة الثورة الفلسطينية وغابت ملامح قائد لم يكن يشبه سواه.
يحيى السنوار “أبو إبراهيم” لم يكن مجرد اسم في سجل قادة المقاومة بل كان روحا تسير بين الناس تحمل وجع الوطن وتنفث عزيمة لا تنكسر حتى في أحلك اللحظات.
اليوم تمر الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده وما زال صدى صوته يتردد في أزقة غزة في سجون المحتل في وجوه المقاتلين وفي دعاء الأمهات.
قضى السنوار أكثر من عقدين خلف القضبان لم يتزحزح خلالها عن موقفه لم يساوم ولم يهن. خرج من الأسر في صفقة “وفاء الأحرار” كمن يخرج من رحم الألم ليعود إلى قلب المعركة. لم يبحث عن موقع بل كان الموقع يسعى إليه. كانت نظرته ثابتة: لا حرية دون مقاومة ولا كرامة دون تضحيات.
حين اندلعت معركة “طوفان الأقصى” لم يكن مجرد قائد يتابع من بعيد بل كان في صلب الحدث مهندس القرار والمواجهة. حضر بشجاعة ووجه.. وصمد حتى لحظة استشهاده التي جاءت كما تليق بالقادة الكبار: هادئة في صوتها عنيفة في وقعها شاهدة على قصة رجل عاش من أجل وطنه ومات على عهده.
الغياب الجسدي للسنوار لم يطفئ حضوره في القلوب. لا تزال كلماته تتردد ووصاياه تحفظ وصورته ترفع في الميادين. لأنه لم يكن زعيماً عابراً بل رمزاً يجدد في الذاكرة معنى النضال ومعنى أن تكون فلسطينياً في زمن تتآكل فيه المعاني.
وفي حضرة الذكرى.. لا نرثيه بل نستحضره، نقرأه في عيون المقاومين في عزيمة الأسرى في عناد غزة في إصرار طفل يرشق حجراً وفي يد تقبض على الزناد. يحيى السنوار لم يمت، لأن الرجال من طينته لا يموتون بل يتحولون إلى نار تحت الرماد إلى فكرة تعيش وتكبر إلى عهد لا ينكث.
في ذكرى استشهاده نقول: لم تذهب بل سبقتنا. وتركت لنا ما يكفي من المعاني لنكمل الطريق.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: لم یکن
إقرأ أيضاً:
كردستان… عام بلا برلمان كامل وصراع المناصب يهيمن على الإقليم
1 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: يسجل الإقليم عامه الأول بلا حكومة كاملة الصلاحيات ولا برلمان فعّال، وسط حالة انسداد سياسي غير مسبوقة منذ تأسيس مؤسساته التشريعية والتنفيذية مطلع التسعينيات، حيث يتصدر المشهد فراغ حكومي طال أمده وتعطّلٌ شبه تام لمهام التشريع والمراقبة، بينما تتوسع دائرة القلق الشعبي من مستقبل الإقليم السياسي والاقتصادي.
ومن جانب آخر يكابد الشارع الكردي استمرار غياب حكومة موحدة، في وقت يواصل فيه الحزبان الكبيران التحكم بمفاصل القرار، إذ يمارس الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني نفوذهما على كامل البنية الإدارية والأمنية، ويعقدان لقاءات تصفها قوى معارضة بأنها شكلية لا تفضي إلى اتفاق حقيقي حول تشكيل الحكومة العاشرة.
وتتفاقم التحديات الاقتصادية مع تأخر رواتب الموظفين وتنامي مظاهر الفساد والمحسوبية داخل الإدارات، ما دفع شرائح واسعة من الشباب إلى التفكير بالهجرة أو التوجه نحو سوق عمل خارجي بحثاً عن فرص غير متاحة محلياً، بينما تتردد في المنصات الرقمية تدوينات غاضبة تتهم الطبقة السياسية بعدم إدراك حجم الضغوط اليومية التي يواجهها المواطن.
ويأتي هذا التعثر في وقت لم يشهد فيه الإقليم منذ عام 1992 أي تأخير مشابه في تشكيل حكوماته السابقة، إذ ظل الانتقال بين الدورات السياسية متماسكاً نسبياً، ما يجعل الأزمة الحالية الأكثر تعقيداً من حيث طول المدة وحجم الخلافات وتعطّل المؤسسات.
ومن جهة أخرى تعلن قوى المعارضة الإسلامية والمدنية، التي حصدت نحو ثلث مقاعد البرلمان في انتخابات أكتوبر 2024، رفضها المشاركة في الحكومة الجديدة، مؤكدة أن غياب الشفافية في توزيع المناصب واستمرار الهيمنة الحزبية يجعلان المشاركة السياسية بلا جدوى.
وتتعمق الخلافات بين الحزبين الرئيسيين حول تقاسم مواقع السلطة العليا، بما فيها رئاسة الحكومة ورئاسة الإقليم ووزارة الداخلية، إلى جانب التنافس على إدارة الوزارات السيادية والهيئات والممثليات الخارجية، فضلاً عن ملفات أكثر حساسية تتعلق بالنفط والإيرادات والمعابر والرواتب، ما يعكس صراعاً يدور حول النفوذ أكثر من كونه خلافاً على برامج الحكم.
وتتبدد تطلعات الجمهور التي رافقت انتخابات أكتوبر 2024، حين كان الأمل قائماً بأن يدفع التفويض الانتخابي نحو حكومة سريعة التشكيل تستجيب لمتطلبات الأمن والاقتصاد، بينما يجد المواطن نفسه اليوم أمام مشهد سياسي مغلق يراوح مكانه بلا حلول قريبة في الأفق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts