تشاؤم إسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومدى استفادة حماس منه
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
رغم الترحيب الإسرائيلي بصفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن القناعة المتزايدة يوما بعد يوم هي أن دولة الاحتلال تمرّ بمنعطف حرج بسبب هذا الاتفاق، لأن تراكم نفوذ "الجهات المعادية" لها في القطاع، بجانب تدخلاتها من وراء الكواليس، قضيا على فرصة إضعاف حركة حماس بشكل كبير، ما قد يحول الاتفاق إلى "حقل ألغام سياسي".
وأكد محرر الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشاع، أنه "لا يمكن لمن خططوا للاتفاق مع حماس أن يستغربوا هذه النتيجة، ومفادها أنها تُؤخّر إعادة جثامين القتلى الاسرائيليين إليها، والسبب بسيط أنه لم يُحدّد إطار زمني لإعادة جميعها، مما يطرح السؤال: كيف وُقّع اتفاق كهذا، وفيه ثغرة كبيرة كهذه، مع أن الحركة استقبلت بالفعل 2000 أسير محرر، دون وضع تسلسل هرمي يُلزم إسرائيل بربط إطلاق سراحهم بإعادة الجثث، وليس فقط الرهائن الأحياء".
وأضاف يهوشاع في مقال ترجمته "عربي21" أنه "ليس بالضرورة أن تكون خبيرًا كبيرًا في شؤون الشرق الأوسط لتفهم عدم توقّع أن تبذل حماس أقصى جهد لإعادة جثامين القتلى الإسرائيليين، لأنها خلال المفاوضات أعلنت معرفة مكان نصفهم، بينما أشارت تقديرات إسرائيلية إلى عدد أكبر، وفي اقتراحها قبل عام، حددت أماكن 18 جثة، وكان التقدير أنها ستعيد عددًا من خانة واحدة، وقد يصل إلى 15 جثة على الأقل، خلال 72 ساعة، لكن في الواقع، لم يُعاد سوى أربعة جثث، وبعد أن ضغط إسرائيل على الوسطاء، سُجِّل بعض التقدم مع ضربة أخرى".
وأوضح أن "إسرائيل صحيح أنها حققت إنجازًا كبيرًا باستعادة جميع الرهائن أحياءً دفعةً واحدة، لكن النقاط الرئيسية الأخرى، وفي مقدمتها تفكيك حماس، ونزع سلاحها، وإبعادها عن السلطة، لم تتحقق بعد، ولا يزال الجيش متمركزًا في عمق القطاع، وليس فقط في محيطه، وتسمح إسرائيل الآن لتركيا ومصر وقطر، وجميعها لديها مصلحة في نجاح الجزء الأول من الاتفاق، بمواصلة العملية، أما بالنسبة للاستمرار، خاصة نزع سلاح الحركة في غزة، فمن المشكوك أن تساعد هذه الدول في إنجازه".
وأشار إلى أن "تركيا وقطر لهما مصلحة واضحة ببقاء حماس، بعد موافقة إسرائيل على مشاركتهما في المفاوضات لإعادة جميع الرهائن أحياءً بضربة واحدة، الآن، تسعى قطر، التي موّلت الحركة لسنوات، للحفاظ على مكانتها كوسيط إقليمي رئيسي؛ وترى تركيا، بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غزة كمركز نفوذ استراتيجي وأيديولوجي، ورغم المعارضة الإسرائيلية للتدخل التركي بإعادة إعمار غزة، انطلقت فرق هيئة إدارة الكوارث والطوارئ (AFAD) من جميع أنحائها للمساعدة في التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة".
وأكد أن "النتيجة مفادها اليوم أن وراء هذه العناوين المتفائلة تختبئ ثغرات عميقة قد تُحوّل "تفكيك حماس" إلى مجرد إعلان فارغ، ويكمن القلق في أنها تلقت ضمانات غير رسمية من قطر وتركيا للحفاظ على قوتها الأساسية: السياسية والاقتصادية، بل وحتى العسكرية، تحت غطاء مدني جديد، وطالما بقيت زمام الأمور في أيدي الوسطاء، فإن إسرائيل تفقد قدرتها على تشكيل الواقع في قطاع غزة، وتُخاطر بإعادة حماس لمركز الصدارة، وإن كان تحت مسمى مختلف".
وأضاف أنه "مع مرور الوقت، تُعيد حماس ترسيخ وجودها السري، ويُشكّل الجمع بين الوجود التركي في غزة، والتدخل القطري المستمر تهديدًا مزدوجًا بإسرائيل، مفاده عودة النفوذ الإسلامي للقطاع، والتسلل السياسي للمنافسين الإقليميين لمنطقة يتحمل مسؤولية أمنية مباشرة عنها، لذلك، يقف الآن عند منعطف حرج: وإذا لم يُعِد تعريف قواعد اللعبة، ويضع خطوطًا حمراء واضحة للتدخل الخارجي، فقد يتحول الاتفاق الحالي من رافعة لإعادة إعمار القطاع، إلى لغم سياسي سينفجر لاحقًا".
وزعم أن "حماس تستغلّ الوضع للضغط على إسرائيل وتحقيق مكاسب إنسانية، لاسيما في مجالات إعادة الإعمار، ولا تُضيّع الوقت، فهي تسعى لإعادة تنظيم قواتها وبنيتها التحتية المدنية، وأمرت بتعبئة الآلاف من قواتها الأمنية للسيطرة على المناطق التي أخلاها الجيش مؤخرًا، وفي الوقت نفسه عيّنت محافظين جدد، وهكذا تُرسّخ سيطرتها، وتقضي على منافسيها، ممن تحدّوها، بل وساعدوا إسرائيل بعد أن أعطاها الرئيس ترامب ما يشبه "الضوء الأخضر" للتعامل معهم، رغم مطالبته بنزع سلاحها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي وقف إطلاق النار غزة الاحتلال حماس إسرائيل حماس غزة الاحتلال وقف إطلاق النار صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة بريطانية: إسرائيل تتجسس على قوات أميركية تراقب اتفاق غزة
غزة - ترجمة صفا
قالت صحيفة غارديان إن ضباط إسرائيليين ينفذون عمليات تجسس واسعة النطاق للقوات الأميركية المتمركزة في قاعدة جديدة تراقب وقف إطلاق النار بغزة.
وبحسب هذه التسريبات، فإن قائد القاعدة الأميركية الفريق أول باتريك فرانك استدعى نظيره الإسرائيلي إلى اجتماع أبلغه فيه بأن “التسجيل يجب أن يتوقف هنا حالا".
وجمع الاحتلال معلومات استخباراتية عن القوات الأميركية الموجودة في مركز التنسيق الأمني الذي يراقب وقف إطلاق النار بغزة.
وأعرب موظفون وزوار من دول أخرى عن مخاوفهم من قيام إسرائيل بالتسجيل داخل مركز التنسيق، وقد طُلب من بعضهم تجنب مشاركة معلومات حساسة بسبب خطر جمعها واستغلالها.
كما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على طلب فرانك وقف التسجيل، مشيرا إلى أن المحادثات داخل المركز غير مصنفة سرية.
يذكر أن مركز التنسيق أنشئ في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة وتنسيق المساعدات، ووضع خطط لمستقبل القطاع، وفق خطة ترامب المكونة من 20 نقطة
ويقع المركز في مبنى متعدد الطوابق بالمنطقة الصناعية في مدينة كريات غات التي تبعد نحو 20 كيلومترا عن حدود غزة.
ودأبت إسرائيل على تقييد أو منع شحنات الغذاء والدواء وغيرها من السلع الإنسانية إلى غزة.
وقد أدى الحصار الكامل هذا الصيف إلى دفع أجزاء من القطاع نحو المجاعة.
وبعد مرور شهرين على وقف إطلاق النار تمتلك واشنطن نفوذا كبيرا، لكن إسرائيل لا تزال تسيطر على محيط غزة وما يدخل إليها، وفقا لمسؤول أميركي.
ومن بين القوات الأميركية المنتشرة في المركز خبراء في التعامل مع الكوارث الطبيعية أو مدربون على إيجاد طرق إمداد عبر مناطق معادية.
ويقول دبلوماسيون إن المناقشات في المركز كانت أساسية في إقناع إسرائيل بتعديل قوائم الإمدادات المحظورة أو المقيدة من دخول غزة مثل أعمدة الخيام والمواد الكيميائية اللازمة لتنقية المياه.
أما مواد أخرى مثل الأقلام والورق اللازمة لإعادة تشغيل المدارس فقد تم حظر شحنها إلى غزة دون تفسير.
ويجمع المركز مخططين عسكريين من الولايات المتحدة وإسرائيل ودول حليفة أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، في حين لا يوجد أي ممثلين عن منظمات فلسطينية مدنية أو إنسانية ولا عن السلطة الفلسطينية.