صناعة السفن واليخوت بالبحيرة.. حرفة عريقة يتوارثها الأبناء عن الأجداد (صور)
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، تلك المدينة الساحلية العريقة التي عُرفت عبر التاريخ بأنها مهد الصناعات البحرية وميناء الحرفيين المهرة، لا تزال صناعة السفن واليخوت من الحديد تحتفظ بمكانتها بين أيدي أبناء المدينة الذين توارثوا هذه المهنة جيلًا بعد جيل، محافظين على إرثٍ صنع هوية رشيد عبر قرون من الزمن.
داخل إحدى الورش الواقعة بالقرب من شاطئ النيل في مدينة رشيد، يعمل الأستاذ محمد المعداوي، الكيميائي وعضو مجلس إدارة شعبة صناعة السفن على مستوى الجمهورية، إلى جانب شقيقه الأستاذ عبد الكريم المعداوي، حيث يواصلان رحلة العائلة الطويلة في صناعة السفن واليخوت بمختلف أحجامها وأنواعها، في مشهد يعكس العراقة والإتقان والاعتزاز بالمهنة.
يقول الأستاذ محمد المعداوي في حديثه لـ«الوفد»: «صناعة السفن في رشيد ليست مجرد عمل، بل هي حياة كاملة.. مهنة ورثناها عن الآباء والأجداد، ونعمل بكل حب للحفاظ عليها رغم تغيرات العصر وتطور الوسائل الحديثة».
ويضيف المعداوى أن ورشته تُعد من أقدم الورش في المدينة، وقد ساهمت على مدى سنوات طويلة في صناعة العشرات من السفن التي أبحرت في مياه النيل والبحر المتوسط، سواء للاستخدام التجاري أو السياحي أو الصيد.
أما شقيقه عبد الكريم المعداوي، فيؤكد أن صناعة السفن من الحديد تتطلب دقة عالية ومهارة خاصة، مشيرًا إلى أن مراحل الصناعة تبدأ من تصميم الهيكل الخارجي باستخدام ألواح الصاج السميكة، مرورًا بعمليات اللحام والطلاء والعزل، وصولًا إلى تركيب المحركات وأجهزة الملاحة.
ويضيف المعداوى: «نحرص على استخدام خامات قوية تتحمل عوامل الزمن والملوحة، ونلتزم بمعايير الأمان والجودة في كل مرحلة من مراحل التصنيع».
الأستاذ محمد المعداوى البالغ من العمر خمسين عامًا، وأحد أبرز الحرفيين في رشيد، والذي ورث المهنة عن والده وأجداده.
يقول المعداوى: «رشيد فيها أنواع كتيرة من السفن بنصنعها، منها سفن الصيد، والمراكب النيلية، واليخوت السياحية، وسفن النقل الخفيف، و كل نوع له مقاسات وتصميمات خاصة بتتناسب مع طبيعة عمله».
ويشير المعداوى إلى أن أكثر ما يميز الصناعة في رشيد هو الاعتماد على الخبرة اليدوية التي لا يمكن أن تعوضها الآلات الحديثة، حيث يقوم الحرفيون بقياس الأبعاد ورسم الخطوط والانحناءات بدقة فائقة قبل البدء في تشكيل الصاج.
ورغم ما تواجهه المهنة من تحديات اقتصادية ومنافسة الصناعات الحديثة، إلا أن أبناء رشيد ما زالوا متمسكين بهذا التراث الذي يمثل لهم هوية ومصدر فخر.
تُعد رشيد اليوم من المدن القليلة في مصر التي ما زالت تحافظ على تقاليد صناعة السفن اليدوية، وتشكل ورشها الصغيرة مدارس لتعليم المهنة للشباب.
ويختتم المعداوي حديثه قائلاً: «هدفنا أن نُبقي هذه الصناعة حية، وأن يرى الجيل القادم ما صنعه أجدادنا بأيديهم.. فالسفينة التي تُبنى في رشيد ليست مجرد حديد وصاج، بل روح ومجد تاريخي يسري في وجدان كل رشيدي».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مدينة رشيد محافظة البحيرة الصناعات البحرية صناعة السفن فی رشید
إقرأ أيضاً:
وكالة أمريكية: مواجهات البحر الأحمر أظهرت هشاشة القدرات الأمريكية البحرية رغم تفوقها
الثورة نت /..
وصفت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية حجم الانهيار الذي أصاب البحرية الأمريكية خلال مشاركتها في العدوان على اليمن، بالكبير، مؤكدة أنّ القتال ضد القوات المسلحة اليمنية شكّل العامل الرئيس في سلسلة حوادث كارثية كلّفت واشنطن خسائر فادحة، وأظهرت هشاشة قدراتها البحرية رغم ما تمتلكه من ترسانة ضخمة.
وكشفت الوكالة في تحقيق جديد لها، أنّ البحر الأحمر تحوّل خلال العام الأخير إلى أطول وأقسى مواجهة بحرية تخوضها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، نتيجة العمليات اليمنية المتواصلة التي أربكت السفن الأمريكية وأرهقت طواقمها وكشفت فقدانها القدرة على التكيّف في بيئة عمليات عالية الخطورة.
وبحسب التحقيق، فإن العمليات الصاروخية اليمنية الدقيقة، إلى جانب العمليات البحرية النوعية، دفعت بحاملة الطائرات “هاري ترومان” والسفن المرافقة إلى حالة إنهاك شامل، وصولًا إلى ظهور “الخدر بين أفراد الطاقم” وفقدان بعض البحارة الإحساس بدورهم في المهمة، وهو توصيف يعكس مستوى الانهيار النفسي الذي أصاب القوة البحرية الأولى في العالم.
ومن أبرز مظاهر الارتباك الذي ضرب البحرية الأمريكية أنّ الطرادة “غيتيسبيرغ” أطلقت النار بالخطأ على مقاتلتين أمريكيتين تابعتين لـ”ترومان” بعد أن توهّم الطاقم أنّهما صواريخ يمنية، ما أدى إلى إسقاط إحدى المقاتلتين.
وأكد التحقيق أنّ هذه الحادثة لم تكن نتيجة خطأ فردي، وإنما ثمرة مباشرة لضغط العمليات اليمنية التي أفقدت السفن الأمريكية القدرة على التمييز واتخاذ القرار السليم.
وتشير الوكالة إلى أنّ التحقيقات رصدت أربعة حوادث قابلة للتجنب، غير أنّ مجمل الخسائر تجاوز 100 مليون دولار خلال ثوانٍ من ردود فعل مضطربة، ما يعكس حجم الرعب والتوتر داخل غرف العمليات في السفن الأمريكية المنتشرة في البحر الأحمر.
ونقلت “أسوشييتد برس” عن الخبير العسكري الأمريكي برادلي مارتن قوله إنّ البحرية الأمريكية “طلبت من قواتها أكثر مما تستطيع تحمله، واكتشفت الثمن لاحقًا”، في اعتراف مباشر بأنّ واشنطن دفعت قواتها إلى معركة تفوق قدراتها، في مواجهة جيش يمني أثبت امتلاكه كفاءة قتالية عالية وإرادة صلبة.
ويزيح التحقيق الستار عن ما قامت به وزارة البحرية الأمريكية حيث حجبت أسماء المسؤولين عن هذه الإخفاقات، واكتفت بإعلان إقالة قائد حاملة الطائرات “ترومان”، دون نشر أي تفاصيل حول طبيعة الأخطاء التي أدت إلى سقوط المقاتلة ووقوع باقي الحوادث، في محاولة واضحة للتخفيف من وطأة الفشل أمام الداخل الأمريكي والرأي العام الدولي.