صحيفة الجزيرة:
2025-12-09@14:09:56 GMT
التصنيع الذكي المتقدم.. ركيزة أساسية للتحول الصناعي في المملكة
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
يشهد القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية تحولًا إستراتيجيًا شاملًا تقوده برامج ومبادرات وطنية تستهدف بناء اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام.
ويعكس هذا التحول التزام وزارة الصناعة والثروة المعدنية بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، الرامية إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة الصناعة ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية، وذلك من خلال بناء القدرات الصناعية، وتحفيز الاستثمارات النوعية، وتبني التقنيات المتقدمة في التصنيع، وتطوير البنية التحتية الصناعية، وتمكين الكفاءات الوطنية.
ويبرز التصنيع الذكي المتقدم أحد أهم المحركات الرئيسة لهذا التحول، إذ يقوم على توظيف تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، بما يسهم في رفع كفاءة الإنتاج، وتعزيز القدرة التنافسية، وتوسيع آفاق الابتكار.
وقد دعّمت الإستراتيجية الوطنية للصناعة هذه التوجهات عبر مبادرات نوعية، من أبرزها برنامج “مصانع المستقبل” الذي يهدف إلى تحويل (4,000) مصنع من منشآت تقليدية إلى مصانع ذكية وفق معايير عالمية.
وتشير أحدث التجارب الصناعية العالمية إلى الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في تمكين المصانع من تحسين مراقبة الجودة وزيادة الإنتاجية، فيما أتاح إنترنت الأشياء تطوير أنظمة متكاملة لإدارة الطاقة والموارد ومتابعة سلاسل الإمداد لحظة بلحظة.
أما الطباعة ثلاثية الأبعاد فقد فتحت آفاقًا واسعة لتسريع تطوير المنتجات وتقليل الاعتماد على المخزون وسلاسل الإمداد الطويلة، الأمر الذي يجعل هذه التقنيات أدوات إستراتيجية لإعادة تشكيل المشهد الصناعي، وليست مجرد خيارات تكميلية.
وفي السياق المحلي، تؤكد الإحصاءات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء أن هذا التحول انعكس إيجابًا على أداء القطاع الصناعي، حيث سجل الرقم القياسي للإنتاج الصناعي ارتفاعًا بنسبة (6.5%) في يوليو 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مدفوعًا بنمو الأنشطة التحويلية التي تمثل جوهر الصناعة الوطنية من خلال تحويل المواد الخام إلى منتجات عالية القيمة.
ويُظهر هذا النمو الأثر المباشر لبرامج التطوير الصناعي في تعزيز القدرة التنافسية وتحسين كفاءة الإنتاج.
كما يعكس الحراك المتواصل لوزارة الصناعة والثروة المعدنية التزامًا عمليًا بتبني تقنيات التصنيع الذكي المتقدم وتطبيقها في القطاعين الصناعي والتعديني.
ويشهد القطاع الصناعي تحولًا رقميًا متسارعًا مدفوعًا بتطوير البنية التحتية الرقمية وتسريع تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات.
وتمثل هذه التقنيات نقلة نوعية في مختلف مراحل الصناعة والتعدين، بدءًا من تحسين تصميم وهندسة المنتجات عبر تحليل البيانات الضخمة، مرورًا بأتمتة سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية، وصولًا إلى مراقبة الجودة بدقة عالية، بما يسهم في تقليل الهدر وزيادة رضا المستهلكين.
وفي هذا الإطار، يُقام معرض التحول الصناعي في السعودية Industrial Transformation Saudi Arabia في الرياض خلال شهر ديسمبر 2025، برعاية وشراكة مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وتنظيم من شركة دويتشه ميسي الألمانية، وشركة معارض الرياض؛ امتدادًا لهذه الجهود، حيث يشكل المعرض منصة رئيسة لاستعراض أحدث تطبيقات التصنيع الذكي المتقدم، وبناء شراكات دولية تسهم في نقل وتوطين التقنيات الصناعية.
ويحتضن المعرض برنامجًا شاملًا من المؤتمرات والندوات وورش العمل، إلى جانب مسابقات الابتكار والهاكاثون، مع تركيز خاص على تمكين الكفاءات الوطنية وتأهيلها للتعامل مع التقنيات الحديثة من خلال برامج تدريبية تستهدف الطلاب والمهندسين والفنيين، بما يعزز التكامل بين القطاعين الصناعي والأكاديمي، ويُعد جيلًا جديدًا من الكفاءات القادرة على قيادة الصناعة المستقبلية.
ويمكن الاطلاع على تفاصيل المعرض وبرامجه عبر منصته الرسمية: www.saudiindustrialtransformation.com.
ويجسد هذا الحدث رؤية المملكة الطموحة في جعل الصناعة ركيزة إستراتيجية تعيد تشكيل المشهد الصناعي الوطني، وتُرسخ مكانتها قوة صناعية رائدة على مستوى العالم، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الصناعی فی
إقرأ أيضاً:
إعلان الفائزين في الدورة الثانية من جائزة مدن للتميز الصناعي 22 ديسمبر الجاري
البلاد (الرياض)
برعاية وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) بندر بن إبراهيم الخريف؛ تستعد “مدن” بالشراكة مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية إعلان أسماء الفائزين في الدورة الثانية من جائزة مدن للتميز الصناعي في المملكة خلال حفل تستضيفه مدينة الرياض في الثاني والعشرين من شهر ديسمبر الجاري. ويترقب القطاع الصناعي إعلان الفائزين بالجائزة بعد مشاركة (1163) منشأة ومستثمرًا صناعيًا في مراحل تقييم متقدمة شملت استعراض المبادرات والملفات والتعرف على بيئات العمل والزيارات الميدانية، وصولًا إلى عمليات التحكيم الدقيقة التي نفذتها لجان مختصة وفق معايير عالمية مَحْكمة.وتأتي الجائزة في عامها الثاني امتدادًا لما حققته خلال دورتها الأولى في عام 2024م من نجاح في تحفيز للابتكار وتعزيز التنافسية سعيًا نحو صناعة أثر أوسع عبر بناء بيئة صناعية متقدمة ومستدامة قائمة على الإبداع والمعرفة؛ بما يسهم في تحقيق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للصناعة ورؤية المملكة 2030.
وشهدت الدورة الثانية مشاركة واسعة من المنشآت الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، إلى جانب فئة رواد الصناعة، وتم استعراض مبادرات نوعية كان لها دورها البارز في تمكين الكفاءات الوطنية وتحسين بيئات العمل وتبني ممارسات مستدامة؛ وذلك في خطوة تعكس التزام المستثمرين بالمشاركة في تطوير القطاع الصناعي كأحد المحركات الاقتصادية التنموية.
وتسهم الجائزة في إبراز أفضل الممارسات الصناعية وتطوير جودة العمليات التشغيلية وتبني التقنيات الحديثة, إضافة إلى تعزيز كفاءة الإنتاج فضلًا عن توفير منصة لتبادل الخبرات وتوسيع نطاق التعاون بين المصانع بما يعزز حضور الصناعة السعودية وقدرتها التنافسية محليًا وإقليميًا.
يذكر أن الجائزة تضم (4) فئات رئيسة تشمل المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، إلى جانب جائزة مدن لرواد الصناعة المخصصة للأفراد المتميزين في قيادة الصناعة والمرأة في الصناعة وذلك للتنافس في (5) مجالات رئيسة هي: الاستدامة البيئية والابتكار الصناعي، والتحول الرقمي، إضافة إلى المسؤولية المجتمعية وتنمية القدرات البشرية.
ونجحت “مدن” منذ تأسيسها عام 2001م في تطوير (40) مدينة صناعية تضم مساحات مطورة تتجاوز (240) مليون متر مربع، وتحتضن أكثر من (9000) منشأة صناعية ولوجستية واستثمارية و(2,238) منتجًا جاهزًا، وتوفير أكثر من (600) ألف وظيفة حول المملكة.