صحفيون معتقلون وطلاب صرب وعمال إغاثة فلسطينيون ضمن القائمة النهائية لجائزة سخاروف
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
اختار البرلمان الأوروبي المرشحين النهائيين لنيل جائزة سخاروف لحرية الفكر، على أن يُعلن عن اسم الفائز يوم الأربعاء المقبل في ستراسبورغ. اعلان
حدد البرلمان الأوروبي، يوم الخميس، ثلاثة مرشحين نهائيين لجائزة سخاروف لحرية الفكر لعام 2025، وهي الجائزة التي تُمنح للأفراد والمنظمات الذين ناضلوا دفاعًا عن حقوق الإنسان وحرية التعبير والقيم الديمقراطية.
وضمّت القائمة المختصرة لهذا العام الصحفيين المعتقلين أندريه بوتشوبوت من بيلاروس ومزيا أماجلوبيلي من جورجيا، إضافةً إلى الصحفيين والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية في فلسطين وسائر مناطق النزاع، فضلًا عن الطلاب الصرب الذين نظموا احتجاجات واسعة ضد الحكومة في بلغراد.
وجرى اختيار المرشحين الثلاثة عبر تصويت أعضاء لجنتي الشؤون الخارجية والتنمية في البرلمان الأوروبي (AFET)، حيث منح كل عضو في البرلمان صوتًا واحدًا.
وقدّمت كل كتلة سياسية في البرلمان الأوروبي مرشحًا للجائزة، وقد رُشّح الصحفي والكاتب والمدوّن أندريه بوتشوبوت، المنتمي إلى الأقلية البولندية في بيلاروس، من قبل كتلتَي حزب الشعب الأوروبي وحزب التجمع الأوروبي.
Related البرلمان الأوروبي يمنح جائزة سخاروف للمعارض الروسي أليكسي نافالني فتاتان كرديتان تحصلان على جائزة سخاروف لعام 2016السلطات الروسية تغلق مركز سخاروف المرموق لحقوق الإنسان (محكمة)واقترح 61 نائبًا في البرلمان الأوروبي ترشيح بوتشوبوت إلى جانب الصحفي الجورجي مزيا أماجلوبيلي، الذي اعتُقل عام 2025 لمشاركته في تظاهرة مناهضة للحكومة، وحُكم عليه بالسجن لعامين بتهم وُصفت بأنها ذات دوافع سياسية.
أما الترشيح الثاني فكان من نصيب نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إلى جانب الهلال الأحمر والأونروا، وقد تقدّمت به كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين (S&D) بدعم من كتلة اليسار، التي رشحت بدورها الصحفيين في فلسطين، مخصّصة بالذكر حمزة ووائل الدحدوح، وبليستيا العقاد، وشيرين أبو عاقلة، ومنصة عين ميديا.
في المقابل، اختارت الكتلة الليبرالية "رينيو أوروبا" (Renew Europe) الطلاب الصرب الذين أطلقوا احتجاجات عمّت أنحاء البلاد عقب انهيار مظلة خرسانية بمحطة قطار في مدينة نوفي ساد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا.
شارلي كيرك خارج القائمة النهائيةلم تصل مبادرة "فخر بودابست"، التي رشحتها كتلة الخضر/اتحاد أوروبا الليبرالي، ولا الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، المرشح من كتلة "وطنيون من أجل أوروبا"، ولا الناشط الأمريكي المحافظ الراحل تشارلي كيرك، الذي طرحته كتلة "أوروبا الأمم ذات السيادة"، إلى القائمة النهائية للجائزة لعدم حصولهم على عدد كافٍ من الأصوات.
وقد أثار ترشيح كيرك جدلًا داخل البرلمان الأوروبي، إذ أدى الوقوف دقيقة صمت حدادًا على وفاته إلى نقاش سياسي حاد خلال الجلسة العامة بستراسبورغ في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وحظي ترشيح كيرك بدعم عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي، بينهم بعض النواب من كتلة حزب الشعب الأوروبي، وفق ما أفادت مصادر من الحزب لـ"يورونيوز"، غير أنه لم يتمكن من حشد تأييد واسع داخل البرلمان.
وقال ماركو تاركينيو، النائب عن حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي، في تصريح لـ"يورونيوز" عقب التصويت: "كان تشارلي كيرك شخصية شديدة الانقسام. لا شك أنه كان ضحية، لكنه أيضًا استخدم خطابًا يحرّض على الكراهية ضد بعض الأقليات".
وأضاف تاركينيو: "في المقابل، فإن الأسماء الثلاثة التي وصلت إلى القائمة النهائية تعبّر عن جوهر جائزة سخاروف، فهي تمثل ضحايا لم يستسلموا ولم يلجؤوا إلى خطاب الكراهية أو يبررونه".
في المقابل، أشاد النائب في البرلمان الأوروبي عن حزب فوكس اليميني المتطرف الإسباني، هيرمان تيرتش، بإرث تشارلي كيرك، منتقدًا في الوقت نفسه إدراج نقابة الصحفيين الفلسطينيين ضمن المرشحين النهائيين.
وقال تيرتش في تصريح لـ"يورونيوز": "غالبًا ما يكون الصحفيون الفلسطينيون أعضاء في حركة حماس".
وسيُعلَن اسم الفائز بجائزة سخاروف يوم الأربعاء المقبل في ستراسبورغ، على أن يُتخذ القرار من قبل مؤتمر رؤساء البرلمان، الذي يضم الرئيسة روبرتا ميتسولا وقادة المجموعات السياسية الثماني.
Related الغارديان: هكذا كانت ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين المحررين"محو للذاكرة الفلسطينية".. ميتا تحذف حساب الصحفي الراحل صالح الجعفراوي على "إنستغرام"أسرى فلسطينيون يصلون قطاع غزة بعد الإفراج عنهم بموجب الاتفاق بين حماس وإسرائيلوسيُقام حفل تسليم الجائزة، التي تبلغ قيمتها 50 ألف يورو، في السادس عشر من كانون الأول/ ديسمبر في ستراسبورغ.
وتحمل الجائزة اسم الفيزيائي والمعارض السياسي السوفيتي أندريه سخاروف، وتُمنح منذ عام 1988 تكريمًا للأفراد والمنظمات الذين يدافعون عن حرية الفكر وحقوق الإنسان، من منشقين وزعماء سياسيين وصحفيين ومحامين ونشطاء في المجتمع المدني. ومن بين أبرز الفائزين بها نيلسون مانديلا، المناضل ضد الفصل العنصري وأول رئيس لجنوب أفريقيا، وزعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني.
وفي العام الماضي، مُنحت الجائزة لماريا كورينا ماتشادو، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، إلى جانب زعيم المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل غزة دراسة الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل غزة دراسة الحرب في أوكرانيا طلبة طلاب حرية الصحافة البرلمان الأوروبي جائزة ساخاروف جائزة فلسطين دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل غزة دراسة الحرب في أوكرانيا أوكرانيا فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا الصحة روسيا فی البرلمان الأوروبی القائمة النهائیة
إقرأ أيضاً:
تحقيق هآرتس: شبكات وهمية على إكس تروج لروايات مضللة حول اغتيال تشارلي كيرك
أعد الصحفي عمير بن جاكوب في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية٬ تحقيقا موسعا حول موجة حسابات وهمية نشطت مؤخرا على منصة "إكس"، بعد انتشار رواية تزعم تورط الموساد الإسرائيلي في اغتيال المؤثر اليميني الأمريكي تشارلي كيرك.
وبمجرد انتشار هذه المزاعم، بدأت شركة “Cyber Harpoon”، المتخصصة في تتبع الحملات المضللة٬ والتي يمتلكها أوري ليهافي٬ الذي عمل أكثر من 25 عاما في قيادة العمليات الاستخباراتية والعسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتحقيق عاجل تبين من خلاله أن هذه الرواية مدعومة بعدد كبير من الحسابات التي يرجح أنها جزء من شبكة أوسع تروج لخطابات معادية للسامية ومؤامرات اليمين المتطرف الأمريكي.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، ومع تفعيل منصة "إكس" ميزة جديدة تظهر موقع الحساب حسب الدولة، بدأت الشركة في فحص مواقع الحسابات التي غردت عن كيرك والاحتلال الإسرائيلي، لتكتشف سريعا أن العديد منها لا يتطابق مع المواقع التي تزعمها.
ومع توسيع نطاق الفحص ليشمل حسابات كانت مراقبة بالفعل بسبب هجماتها على الممثلة الإسرائيلية غال غادوت٬ بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ظهرت أنماط جغرافية توحي بوجود عمليات تأثير خارجية.
وبحسب ما نقله بن جاكوب عن “Cyber Harpoon”، أظهر تحليل قاعدة بيانات متعلقة بكيرك أن معظم الحسابات الناشطة في هذا الملف كانت خارج الولايات المتحدة، بينما أخفت نسبة كبيرة منها موقعها الجغرافي تماما.
أما قاعدة البيانات المرتبطة بغادوت فقد كشفت أن ما يقرب من جميع الحسابات التي هاجمتها تعمل من خارج الولايات المتحدة، وأن جزءا كبيرا منها يرفض الإفصاح عن أي معلومات جغرافية، ما يعكس—وفق محللين—تشويشا متعمدا على الهوية الجغرافية لهذه الشبكات.
تزامن هذا مع جدل واسع أثارته ميزة الموقع الجديدة، التي كشفت بدورها أن مئات الحسابات التي تقدم نفسها على أنها أمريكية أو أوروبية تعمل فعليا من دول مختلفة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وتقول “هآرتس” إن وسائل إعلام مثل الغارديان وفوكس نيوز ونيويورك بوست نشرت تقارير خلال الأسبوع نفسه تؤكد نتائج مماثلة، بينما يحذر خبراء التضليل من أن هذه الميزة—رغم فائدتها—تعاني من قيود تقنية تجعلها غير كافية لتحديد الهوية الحقيقية للحسابات.
ورغم أن شركة "إكس" لم توضح آلية تحديد الموقع، فقد بدأت لاحقا بالسماح للمستخدمين بإخفاء مواقعهم تماما، وهو ما اعتبر استجابة للانتقادات الموجهة لهذه الميزة.
كما يشير المحللون إلى أن استخدام شبكات “شبكة افتراضية خاصة (VPN)” والخوادم الوكيلة وإعدادات متجر التطبيقات قد يغير الموقع الظاهري للحساب، مما يزيد صعوبة الاعتماد على هذه البيانات وحدها.
وطلبت صحيفة “هآرتس” من باحثين في التضليل داخل الاحتلال الإسرائيلي وخارجها تحليل بيانات الأسبوع الأخير، ليتبين وجود حسابات مؤيدة لإسرائيل وأخرى معادية لها بلغات مختلفة، بعضها بالعبرية، وبعضها بالفارسية ضمن حملات تستهدف الشأن الإيراني، وجميعها تعمل من مواقع “مشبوهة” لا تتطابق مع هويتها المعلنة.
ويقول أحد الباحثين للصحيفة إن حسابات ادعت أنها إسرائيلية ظهرت خلال ساعات قليلة وكأنها تعمل من لبنان وإيران والكونغو ورومانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، في مشهد يعكس عمليات تأثير متشابكة ومتعددة الأطراف.
وفي إطار تحقيق أجرته منظمة “فيك ريبورتر”بطلب من هآرتس، كشف عن عشرات الحسابات السياسية الإسرائيلية التي تتناقض مواقعها الحقيقية مع هوياتها الافتراضية.
ومن أبرز الأمثلة حساب “أبطال إسرائيل”، الذي يفترض أنه يتحدث باسم عائلات الجنود القتلى ويشجع على إضاءة الشموع، ليتضح أن موقعه الحقيقي في ألمانيا، وأن حسابه مرتبط بمتجر تطبيقات إيراني.
كما ظهر حساب “إسرائيل في دقيقة” الذي ينتحل صفة وكالة أنباء محلية كمقره في لبنان، بينما يعمل حساب “كل شافور” من إيران وينشر رسائل معادية للحكومة الإسرائيلية.
وبين التحقيق كذلك أن حسابا يدعي أنه لامرأة إسرائيلية تدعى ميريام كوساك يعمل من الكونغو وينشر محتوى تحريضيا ضد نتنياهو، وأن حساب “إنذار الهجوم” الذي يقدم نفسه كمنصة لتحذيرات صاروخية يعمل فعليا من رومانيا، بينما ظهر حساب آخر يحمل اسم “الحلم” كمقره في لبنان رغم نشاطه في نشر محتوى يتعلق بالحرب الإسرائيلية.
أما الحسابات الأكبر تأثيرا، فقد كشفت الميزة أن الناشط المعروف باسم "حاييم"، الذي يحظى بمتابعة واسعة وينشط في النقاش السياسي الإسرائيلي، يكتب من الولايات المتحدة، وأن يائير نتنياهو يغرد من ميامي، بينما تنشر الناشطة اليمينية روني ساسوفر من قبرص، وتعمل المعلقة أورلي ساغي من المملكة المتحدة.
كما نقل بن جاكوب عن شركة “إنترسبت” المتخصصة في مكافحة التضليل أنها كشفت عن حسابات إسرائيلية سياسية يفترض أنها تعمل داخل الاحتلال الإسرائيلي لكنها تنشط من دول أخرى مثل تايلاند وفرنسا والبرازيل والولايات المتحدة، وعثر على مثال آخر لحساب يدعى "عمير" يقدم نفسه كإسرائيلي بينما يعمل من الخارج.
وكانت وسائل إعلام مؤيدة لإسرائيل ووسائل أخرى ناقدة لها قد تبادلت الاتهامات على خلفية هذه النتائج، ما أظهر أن الميزة الجديدة—التي يفترض أنها أداة شفافية—أصبحت مادة جديدة لتأجيج الحروب الرقمية.
وأشار تقرير “يهودي على الإنترنت”، وهو منصة إسرائيلية مؤيدة يزعم أنها مدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلى كشف شبكتين مزيفتين مناهضتين لإسرائيل: الأولى تنتحل صفة ناشطين اسكتلنديين مؤيدين للاستقلال لكنها تعمل من إيران وتمر عبر هولندا، والثانية تتعلق بحساب رسمي تابع لجماعة الضغط “ACA” التي بدا أنها تعمل من تركيا رغم تقديم نفسها ككيان أمريكي منخرط في الأنشطة الانتخابية.
وفي متابعة لتحقيق مشترك بين صحيفة ذا ماركر و”مختبر المواطن” الكندية، فحصت هآرتس عددا من الحسابات الإسرائيلية التي اتضح أنها جزء من حملات تأثير تستهدف إيران، وتبين أن بعضها يعمل من ألمانيا ودول أخرى غير إيرانية، في مشهد يعكس استخدام الطرفين لجهود تأثير غير عضوية.
ويحذر روي سوسان، مدير الشؤون العامة في “فيك ريبورتر”، من أن الميزة الجديدة—رغم ما توفره من شفافية—قد تعرض نشطاء وصحفيين ومواطنين يعملون في بيئات قمعية للخطر.
وأشار إلى مثال الصحفي الغزي معتصم دلول الذي ظهر حسابه كمقره في بولندا والمملكة المتحدة رغم بثه مقاطع مباشرة من غزة، ما أدى إلى اتهامات خاطئة ضده.
ويرى سوسان، كما ينقل عنه بن جاكوب، أن المشكلة لا تكمن في الميزة نفسها فحسب، بل في السياق الأوسع منذ استحواذ إيلون ماسك على تويتر عام 2022، حيث ألغت المنصة آليات مكافحة التضليل، وفككت فرق الرقابة، وأوقفت التعاون مع شركة “سياج نشط” الإسرائيلية التي كانت تساعد في تتبع السلوكيات المضللة على الشبكة، وخصخصت حماية المستخدمين عبر الاعتماد على “ملاحظات المجتمع” بدلا من المنظومة المهنية السابقة.
ويخلص تقرير هآرتس إلى نتيجة مفادها أن المنصة تشهد اليوم تناقضا لافتا: فبينما تتقدم تقنيا عبر الكشف عن مواقع الحسابات، تفتقر في الوقت نفسه إلى آليات حماية حقيقية تمنع التلاعب والخداع والمحتوى الضار.
ويؤكد الباحثون الذين تحدثوا للصحيفة أن ما يحدث يثبت الحاجة الماسة إلى تنظيم ذكي وشامل لمنصة "إكس"، باعتبارها باتت لاعبا مركزيا في تشكيل الخطاب العام وصنع الرأي في البيئات السياسية المشحونة حول العالم.