Skate Story تنطلق في ديسمبر وتعيد تعريف فنون التزلج بأسلوب غريب وجذاب
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
في عالم الألعاب المستقلة الذي يفيض بالأفكار المجنونة والمفاهيم الغريبة، تبرز لعبة Skate Story كواحدة من أكثر التجارب المرتقبة والمثيرة للاهتمام هذا العام.
فبينما نعتاد عادة على ألعاب التزلج الممتعة والمليئة بالإثارة الواقعية، تأتي هذه اللعبة لتقلب المفهوم رأسًا على عقب، مقدمةً تجربة غامرة ومليئة بالرمزية، حيث يجسد اللاعب شيطانًا مصنوعًا من الزجاج يحاول الهروب من الجحيم عبر لوح تزلج.
أعلنت شركة Devolver Digital، المعروفة بجرأتها في دعم المشاريع الإبداعية غير التقليدية، أن اللعبة ستصدر رسميًا في 8 ديسمبر المقبل، لتكون بمثابة تتويج لرحلة تطوير طويلة بدأت منذ عام 2020.
وخلال مؤتمرها الصحفي الأخير، أكدت الشركة أن هذا التاريخ سيكون نهائيًا، بعد سلسلة من التأجيلات التي أثارت فضول اللاعبين على مدى السنوات الماضية.
اللعبة من تطوير المصمم المستقل سام إنج (Sam Eng)، الذي أراد من خلالها تقديم تجربة فنية أكثر منها مجرد لعبة تزلج تقليدية.
تدور أحداث Skate Story في عالم غامض ومظلم، يعكس الصراع الداخلي بين الحرية والعقاب، إذ يتقمص اللاعب دور شيطان زجاجي مكلف بمهمة تبدو مستحيلة: ابتلاع القمر والتحرر من سيطرة الشيطان وأتباعه.
ورغم الغموض الذي يحيط بالقصة، إلا أن أسلوب اللعب يُعد قلب التجربة. تقدم Skate Story مجموعة واسعة من الحركات الكلاسيكية لعشاق التزلج، مثل "أولي" و"كيك فليب" و"جريندز"، لكنها تُنفذ هنا بروح فنية عميقة. كل حركة خاطئة قد تؤدي إلى تحطم جسدك الزجاجي المتناثر في مشهد بصري مذهل، في حين أن كل حركة ناجحة تجعلك تقترب أكثر من الخلاص.
العرض الترويجي الأخير الذي نشرته Devolver كشف عن عالم بصري ساحر يعتمد على تدرجات الألوان الباردة والمؤثرات الضوئية الانعكاسية، ما يجعل كل لحظة في اللعبة تبدو كلوحة فنية متحركة. ويبدو أن تحطيم الشخصية الزجاجية لا يُمثل مجرد فشل في اللعبة، بل يرمز أيضًا إلى الهشاشة الإنسانية والرغبة في إعادة بناء الذات، وهو ما يميز التجارب التي تسعى Devolver دائمًا إلى تقديمها.
تاريخ اللعبة لم يكن سهلًا. فقد أُعلن عنها للمرة الأولى عام 2020، قبل أن تتعرض لسلسلة من التأجيلات المتكررة. حتى أن Devolver سخرت من نفسها في عرض ترويجي بعنوان "Delayed" خلال عام 2023، حيث أعلنت بسخرية عن تأجيل اللعبة مجددًا إلى عام 2024. إلا أن الشركة أوفت بوعدها هذه المرة، مؤكدة أن Skate Story أصبحت جاهزة للإطلاق في ديسمبر 2025 على أجهزة الكمبيوتر، وMac، وPlayStation 5، وSwitch 2.
ولزيادة الحماس، تم توفير نسخة تجريبية من اللعبة على منصة Steam يمكن للاعبين تجربتها الآن، ما أتاح لهم فرصة استكشاف عالمها الغامض وتجربة ميكانيكيات التزلج الزجاجية الفريدة. وقد حظيت النسخة التجريبية بإشادات كبيرة من اللاعبين والنقاد الذين أثنوا على التصميم الفني المبدع والموسيقى التصويرية الساحرة التي تضيف أجواء من الغموض والهدوء في آنٍ واحد.
يبدو أن Skate Story ليست مجرد لعبة تزلج أخرى، بل رحلة فلسفية عبر الجحيم، تُعيد تعريف معنى السقوط والنجاح، وتُجسّد كيف يمكن للجمال أن يولد حتى من الزجاج المكسور. وبينما يستعد اللاعبون للانطلاق في هذه المغامرة في ديسمبر المقبل، يبدو أن Devolver نجحت مجددًا في تقديم تجربة فنية تتجاوز حدود الترفيه لتلامس الفن الخالص.
بهذا الإصدار، تؤكد Devolver مرة أخرى مكانتها كأحد أكثر الناشرين جرأة في صناعة الألعاب، وتثبت أن الجنون الإبداعي قد يكون أحيانًا الطريق الأقصر نحو التميز. لعبة Skate Story تعد بأن تكون تجربة لن تُنسى، تجمع بين الحزن والجمال، وبين مهارة التزلج وسحر الرمزية، لتكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الألعاب المستقلة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
جوجل تطرح فيلم لعبة التفكير مجانًا.. وثائقي جديد يكشف كواليس ديب مايند ورحلتها مع الذكاء الاصطناعي
في خطوة تعكس اهتمام جوجل المتزايد بنشر المعرفة حول الذكاء الاصطناعي وتاريخه، أتاحت الشركة فيلمها الوثائقي الجديد لعبة التفكير للمشاهدة المجانية، سواء عبر موقعها أو من خلال منصة يوتيوب. الفيلم، الذي يصل إلى نحو 90 دقيقة، يشكل نافذة ثرية على عالم ديب مايند، الشركة التي قادت بعضًا من أهم اختراقات الذكاء الاصطناعي في العقد الأخير، والتي بات تأثيرها اليوم يمتد من الأبحاث العلمية إلى التطبيقات الواقعية التي نستخدمها يوميًا.
الفيلم، وهو أحد أعمال مهرجان تريبيكا 2024 السينمائي، لم يعد حكرًا على رواد المهرجان أو مشتركي المنصات المدفوعة. فقد قررت جوجل طرحه دون أي مقابل، في خطوة تهدف إلى توسيع جمهور المهتمين بالذكاء الاصطناعي، وإتاحة نظرة قريبة على الكواليس البشرية والتقنية داخل مختبرات ديب مايند.
هذا التوجه يعكس أيضًا رغبة الشركة في تقديم محتوى توعوي يشرح تطور الذكاء الاصطناعي بعيدًا عن الضجيج الإعلامي، ويفتح نقاشًا أعمق حول كيفية بناء هذه الأنظمة، ومن يقف وراءها، وما الذي تعنيه لمستقبل العلم والبشرية.
استغرق تصوير الفيلم خمس سنوات كاملة، وهو من إنتاج نفس فريق فيلم ألفا جو الشهير الذي وثّق الانتصار التاريخي للذكاء الاصطناعي على بطل العالم في لعبة جو. هذا الفريق يعود اليوم ليقدم عملًا أكثر إنسانية وعمقًا، حيث يتتبع سيرة مؤسس ديب مايند، ديميس هاسابيس، الذي نال لاحقًا جائزة نوبل تقديرًا لإسهاماته العلمية.
لم يكن دخول هاسابيس عالم الذكاء الاصطناعي صدفة. فقد بدأ حياته لاعب شطرنج متميزًا منذ طفولته، وهو ما شكّل له بوابة طبيعية نحو التفكير الاستراتيجي، والبحث في كيفية محاكاة العقل البشري باستخدام الخوارزميات. الفيلم يقدّم هذه الخلفية بشيء من الدراما التي تكشف أن وراء كل إنجاز تقني عقولًا تحمل قصصًا وتجارب ومخاوف وأحلامًا.
يوثق الفيلم المراحل الأولى التي بنا فيها فريق ديب مايند أنظمة ذكاء اصطناعي تتعلم بطريقة تشبه الإنسان، بدءًا من تجارب بسيطة مثل لعبة بونغ، التي تعلمها الذكاء الاصطناعي ببطء شديد في البداية، وصولًا إلى الإنجاز التاريخي الذي غيّر العالم: التنبؤ بكيفية طي البروتينات بدقة غير مسبوقة عبر نموذج AlphaFold.
هذا التطور شكّل نقطة تحول في البحث العلمي، إذ ساعد العلماء على فهم البروتينات — وهي أساس الحياة — بطريقة لم تكن ممكنة قبل ذلك. يقدم الفيلم هذا التطور غير التقني بشكل بصري مبسط، يتيح للمشاهد فهم حجم الإنجاز دون الحاجة إلى خلفية علمية متقدمة.
شهد العامان الأخيران انفجارًا في النقاش العام حول الذكاء الاصطناعي، بين الحماس الواسع لوظائفه المبتكرة، والقلق من مخاطر إساءة استخدامه أو تأثيره على الوظائف والخصوصية. وفي هذا السياق، يأتي فيلم "لعبة التفكير" ليقدّم رؤية أكثر اتزانًا، لا تحتفي بالإنجازات فقط، بل تُظهر التحديات الأخلاقية والعلمية التي يواجهها الباحثون يوميًا.
يفتح الفيلم الباب أمام الجمهور لفهم كيف تُصنع نماذج الذكاء الاصطناعي، وما الذي يحرك الأشخاص القائمين عليها، وكيف تتوازن هذه الفرق بين الطموح العلمي والمسؤولية الأخلاقية.
من خلال طرح الفيلم مجانًا، تمنح جوجل ملايين المستخدمين فرصة الدخول إلى عالم ديب مايند بعيون جديدة — عيون ترى القصة كاملة، وليس فقط النتائج النهائية التي تتصدر العناوين.
يمكن الآن مشاهدة فيلم "لعبة التفكير" بالكامل على يوتيوب، وهو خيار مثالي لمحبي التكنولوجيا والباحثين وصناع القرار، وحتى الجمهور العام الذي يريد ببساطة أن يفهم كيف وصل الذكاء الاصطناعي إلى ما هو عليه اليوم، وإلى أين يمكن أن يذهب لاحقًا.