مارك زوكربيرج يعلن عصرًا ثالثًا لوسائل التواصل.. محتوى الذكاء الاصطناعي يغزو فيسبوك وإنستجرام
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
في تحول استراتيجي جديد نحو عالم الذكاء الاصطناعي، كشف الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، عن ملامح ما وصفه بـ "العصر الثالث لوسائل التواصل الاجتماعي"، حيث سيبدأ المستخدمون في رؤية المزيد من المحتوى الذي يُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي عبر منصتي فيسبوك وإنستجرام.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان أرباح الشركة، حيث أكد زوكربيرج أن الموجز الجديد "Vibes" ليس سوى البداية لموجة ضخمة من الابتكارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وأوضح زوكربيرج أن وسائل التواصل الاجتماعي مرت بمرحلتين رئيسيتين حتى الآن: الأولى كانت عصر المحتوى الشخصي الذي يصنعه الأصدقاء والعائلة والحسابات المقربة، أما الثانية فكانت مرحلة صعود صناع المحتوى والمبدعين الذين اجتاحوا المنصات بمقاطع الفيديو والمنشورات الترفيهية والتعليمية.
وأضاف أن المرحلة القادمة ستختلف كليًا، إذ ستكون "عصر الذكاء الاصطناعي"، الذي سيتيح للمستخدمين استكشاف محتوى جديد كليًا، يُنشأ ويُعاد مزجه بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال زوكربيرج: "نحن على أعتاب مرحلة جديدة في الإنترنت الاجتماعي، أنظمة التوصية لدينا أصبحت أذكى وأكثر قدرة على فهم نوعية المحتوى الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي، ما يجعلها أداة أكثر قيمة لمساعدة المستخدمين على تحقيق أهدافهم، سواء في الترفيه أو التعلم أو الإبداع".
وأشار إلى أن ميتا تخطط لإضافة "طبقة جديدة بالكامل" من المحتوى إلى منصاتها، حيث سيكون للذكاء الاصطناعي دور رئيسي في ابتكار القصص والصور ومقاطع الفيديو وحتى المنشورات النصية. وسيكون الهدف من هذه الخطوة تعزيز التفاعل على المنصات من خلال محتوى متجدد يتطور باستمرار بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وخلال حديثه، سلط زوكربيرج الضوء على ميزة "Vibes" الجديدة، واصفًا إياها بأنها "نقطة انطلاق نحو المحتوى المستقبلي"، إذ تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد صور ومنشورات تعبّر عن مشاعر وأفكار المستخدمين بشكل إبداعي.
وقال إن نتائجها الأولية "مشجعة للغاية"، مشيرًا إلى أن معدلات الاستخدام والاحتفاظ بالمحتوى ترتفع أسبوعًا بعد أسبوع، في إشارة إلى الشعبية المتزايدة التي تحظى بها الميزة الجديدة.
من جانبها، أكدت سوزان لي، المديرة المالية لشركة ميتا، أن التفاعل مع Vibes كان هائلًا منذ إطلاقها، إذ أنشأ المستخدمون أكثر من 20 مليار صورة حتى الآن باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي داخل المنصة.
وأضافت أن الشركة ترى في هذا الإقبال مؤشراً قويًا على استعداد المستخدمين للتفاعل مع جيل جديد من المحتوى الرقمي الذي يمتزج فيه الإبداع البشري بالقدرات الحسابية الذكية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية ميتا الأوسع لترسيخ وجودها في عالم الذكاء الاصطناعي، إذ أطلقت الشركة في الأشهر الماضية مجموعة من المزايا المدعومة بهذه التقنية على مختلف تطبيقاتها. تشمل هذه الأدوات ميزات لتحرير الصور والفيديو عبر الذكاء الاصطناعي داخل قصص إنستجرام، وإمكانية إنشاء صور أو نصوص جديدة عبر الأوامر الكتابية، إلى جانب إدماج روبوتات محادثة ذكية في تطبيقات واتساب وماسنجر وإنستجرام.
كما أطلقت ميتا تطبيقًا مستقلاً يحمل اسم Meta AI يضم مساعدًا شخصيًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي مع خلاصة مخصصة لاكتشاف المحتوى.
ويرى مراقبون أن ميتا تسعى من خلال هذا التوجه إلى إعادة تعريف تجربة المستخدم داخل منصاتها، لتصبح أكثر تفاعلية وشمولًا، بدلًا من الاكتفاء بدور الوسيط بين المستخدمين وصناع المحتوى. فمع إدخال الذكاء الاصطناعي كمصدر جديد للمنشورات، ستتحول المنصات إلى فضاء رقمي يستطيع فيه كل شخص أن يكون منشئًا للمحتوى دون مهارات تصميم أو تصوير، فقط عبر الأوامر النصية والمحادثات مع الذكاء الاصطناعي.
وبينما يثير هذا التحول حماسة العديد من التقنيين والمستخدمين، إلا أنه يطرح أيضًا تساؤلات حول مستقبل الأصالة والتميّز في المحتوى المنشور على الإنترنت، فمع تزايد المنشورات المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، قد يصبح من الصعب التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع، وهو ما يفرض تحديات جديدة أمام ميتا في ما يتعلق بالشفافية والموثوقية.
لكن بالنسبة لزوكربيرج، يبدو أن الاتجاه واضح: المستقبل سيكون للذكاء الاصطناعي، والمرحلة القادمة ستشهد اندماجًا كاملاً بين التقنية والإبداع الإنساني داخل عالم التواصل الاجتماعي، ومع توسع ميزات مثل Vibes، قد يجد المستخدمون أنفسهم جزءًا من ثورة جديدة تُعيد تشكيل الطريقة التي نصنع ونتفاعل بها مع المحتوى على الإنترنت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تبتكر 16 وظيفة جديدة في الولايات المتحدة
ابتكرت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي 16 وظيفة جديدة لم تكن موجودة من قبل وسط الاعتماد المتزايد للشركات الأمريكية على الذكاء الاصطناعي، وإلغاء الكثير من الوظائف المكتبية.
ومن بين هذه المسميات الجديدة، «مهندس تنسيق الأنظمة، ومصمم المحادثات، ومهندس التعاون البشري مع الذكاء الاصطناعي، ومهندس معرفة»، وهي أدوار لم يسمع بها أحد حتى وقت قريب.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن شركات كبرى مثل «وولمارت»، التي تعد أكبر جهة توظيف خاصة في البلاد، إلى شركات التكنولوجيا مثل «سيلزفورس» و«وركداي»، ومكتب المحاسبة العالمي «كيه بي إم جي»، تتسابق المؤسسات الكبرى لابتكار وظائف جديدة تواكب ثورة الذكاء الاصطناعي، لافتة إلى أن بعض هذه الوظائف ظهرت حديثا، وبعضها يمثل تطورا لأدوار سابقة أعيدت صياغتها لتشمل مهام ومسؤوليات مختلفة تتناسب مع المرحلة الجديدة من التحول الرقمي.
وتأتي هذه التحولات في وقت يتزايد فيه القلق بين العاملين من خطر استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي، خاصة بعد تحذيرات بعض الرؤساء التنفيذيين من فقدان ملايين الوظائف خلال السنوات المقبلة، إلا أن خبراء سوق العمل يرون أن هذه المرحلة تمثل بداية «عصر جديد من العمل» يقوم على تعاون البشر والذكاء الاصطناعي جنبا إلى جنب.
اقرأ أيضاًلجنة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي بـ تطوير الإعلام تعقد أولى اجتماعاتها
التكنولوجيا في خدمة الآثار.. كيفية استخدام المتحف الكبير الذكاء الاصطناعي في العرض؟