صاحبة تصميم المتحف المصري الكبير: سعيدة بالاحتفال التراثي والحضاري
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
يشهد العالم حدثًا تاريخيًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة بعد مرور أكثر من عشرين عامًا على بدء العمل فيه، وبعد أن تجاوزت تكلفته الإجمالية مليار دولار.
تعود قصة المشروع إلى عام 2002 حين فازت شركة هندسة معمارية صغيرة في دبلن، تُدعى "هينيجان بينج"، بمسابقة تصميم دولية أطلقتها الحكومة المصرية، بمشاركة أكثر من 1500 عرض من مختلف دول العالم.
لم تصدق المهندسة روزين هينيجان خبر الفوز في البداية، فعاودت الاتصال بالمسؤول لتتأكد أن الأمر لم يكن مزحة، لتعبر اليوم لشبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية عن سعادتها بالاحتفال التراثي الحضاري للمتحف.
ولادة فكرة تحولت إلى معلم عالمي
جاء تصميم المتحف المصري الكبير ليعكس علاقة عضوية بين العمارة والطبيعة، إذ يمتد على مقربة من أهرامات الجيزة ليشكل امتدادًا بصريًا للهضبة التاريخية.
واختار المهندسون واجهة بزاويا هرمية تجمع بين الخرسانة والزجاج والحجر الجيري المحلي، لتمنح المبنى مظهرًا مهيبًا دون أن تطغى على الأهرامات المجاورة.
يبرز تصميم المتحف المصري الكبير بانسيابيته واهتمامه بالضوء الطبيعي الذي يتسلل عبر طيات السقف ليضيء القاعات المخصصة للتماثيل الحجرية دون الإضرار بها.
رحلة هندسية طويلة محفوفة بالتحديات
مر المشروع بمراحل متعاقبة من التأجيلات والتحديات السياسية والاقتصادية، وصمد أمام ثورة يناير عام 2011 ، كما تأثر بتداعيات جائحة كورونا التي عطلت افتتاحه أكثر من مرة.
ومع ذلك، استمر العمل بإصرار حتى تحقق الحلم، لتعلن الحكومة المصرية في أكتوبر 2025 عن افتتاح رسمي في حدث يوصف بأن وطني وعالمي، وأعلنت بالمناسبة عطلة رسمية في البلاد.
تحفة معمارية تروي قصة حضارة
يتسع المتحف المصري الكبير لعرض أكثر من مئة ألف قطعة أثرية نادرة، من بينها مخطوطات البردي والمنسوجات والتوابيت والفخار والمومياوات البشرية، إلى جانب المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تضم خمسة آلاف قطعة.
تمتد مساحة العرض على أكثر من 258 ألف قدم مربع، لتجعل منه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
تُنظم القاعات بحسب الفترات التاريخية، من عصر ما قبل الأسرات حتى العصر القبطي، في سرد بصري يأخذ الزائر في رحلة تمتد عبر أكثر من خمسة آلاف عام.
تمثال رمسيس الثاني يستقبل الزوار
يبدأ الزائر جولته في بهو شاهق تتوسطه ساحة مفتوحة تضم مسلة ضخمة تزن سبعة وثمانين طنًا، بينما يقف تمثال رمسيس الثاني شامخًا بارتفاع يزيد على أحد عشر مترًا، في مشهد يجسد عظمة الملوك القدماء. يقود درج ضخم يمتد عبر ستة طوابق نحو قاعات العرض، حيث تصطف التماثيل والآثار في ترتيب زمني عكسي حتى يصل الزائر إلى قمة الدرج ليطل مباشرة على أهرامات الجيزة في لوحة بانورامية فريدة.
رمز عالمي للصبر والإبداع
تعكس تجربة المتحف المصري الكبير التزامًا نادرًا بالفكر المعماري المتزن الذي يوازن بين الجمال والاحترام للتاريخ. تؤكد روزين هينيجان أن رؤية المشروع كانت منذ البداية تهدف إلى "منح الزائر إحساسًا بعظمة ما تحتويه مصر من كنوز"، مضيفة أن "المشاريع العظيمة تستحق الصبر لأنها تصنع الخلود".
واليوم، بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن، يقف المتحف المصري الكبير شاهدًا على حضارة لا تنتهي وإرادة مصرية أثبتت أن العراقة قادرة دومًا على التجدد في ثوب المستقبل.
مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير
- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.
- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002
- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.
- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.
- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.
- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.
- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).
- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.
- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.
- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحكومة المصرية جائحة كورونا الحجر الجيري المتحف المصري تصميم المتحف المصري المتحف المصری الکبیر أکثر من
إقرأ أيضاً:
إلهام شاهين: فخورة بالمتحف المصري الكبير.. ومصر تمتلك أكثر من نصف آثار العالم
أعربت الفنانة إلهام شاهين عن فخرها واعتزازها باقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكدة أنه يمثل صرحًا عالميًا يعكس عظمة مصر وتاريخها الممتد عبر العصور.
وقالت إلهام شاهين في مداخلة هاتفية لبرنامج "الحكاية من البداية" الذي تقدمه الإعلامية أميرة مجدي عبر قناة الشمس: المتحف صرح عظيم وشيء مشرف لمصر والتاريخ، إن يبقى في متحف كبير بهذا الحجم هو الأكبر مساحة بين كل متاحف العالم علشان يستوعب العدد الكبير من التحف الأثرية".
وأضافت إلهام شاهين،.أن المتحف يعبر عن مكانة مصر باعتبارها تحمل أكثر من نصف آثار العالم، مشيرة إلى أن هذا المشروع يجسد اهتمام الدولة بالحفاظ على تراثها العريق وتقديمه للعالم في أبهى صورة.