«من فكرة في التسعينيات إلى أيقونة عالمية».. المتحف المصري الكبير يكتب فصولاً جديدة من المجد
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
تتجه أنظار العالم اليوم إلى مصر دولة التاريخ ومهد الحضارات، حيث يتم افتتاح المتحف المصري الكبير الملقب بالهرم الرابع والذي جاءت فكرة إنشاءه من تسعينيات القرن الماضي، وسيتم افتتاحه اليوم 1 نوفمبر 2025، ليكون علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث.
ويشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد قليل، افتتاح المتحف المصري الكبير، بمشاركة 79 وفداً رسمياً، بينهم 39 وفداً يرأسها ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات،
ويمثل الافتتاح «حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية بما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة وبالدور الثقافي والإنساني المتفرد الذي تضطلع به مصر».
ويشارك في حفل الافتتاح ملوك وملكات وأولياء عهد وأمراء وأعضاء من الأسر الحاكمة من بلجيكا وإسبانيا والدنمارك والأردن والبحرين وسلطنة عمان والإمارات والسعودية ولوكسمبورغ وموناكو واليابان وتايلاند.
كما سيشارك رؤساء كل من جيبوتي والصومال وفلسطين والبرتغال وأرمينيا وألمانيا وكرواتيا وقبرص وألبانيا وبلغاريا، وكولومبيا، وغينيا الاستوائية، والكونغو الديمقراطية وغانا وإريتريا وفرسان مالطا، وكذا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ورئيس مجلس القيادة اليمني.
كما سيشهد الحفل مشاركة رؤساء وزراء كل من اليونان والمجر وبلجيكا وهولندا والكويت ولبنان ولوكسمبورغ وأوغندا، وسيضم أيضاً حضوراً وزارياً وبرلمانياً رفيع المستوى من أوزباكستان وأذربيجان والجزائر وقطر والمغرب وتونس
وستأتي فوداً مماثلة من سويسرا والسويد وفنلندا وسلوفاكيا والنمسا والمملكة المتحدة وفرنسا والفاتيكان ومالطا ورومانيا وروسيا وأيرلندا وصربيا وتركيا وإيطاليا وسنغافورة والهند وقيرغيزستان والصين وسريلانكا وباكستان.
وسيشارك أيضاً وزراء وبرلمانيون من زامبيا وأنغولا وكوت ديفوار والكاميرون وجنوب إفريقيا والغابون وتشاد وكينيا ورواندا وتوغو، إلى جانب البرازيل وكندا والولايات المتحدة.
فكرة إنشاء المتحف المصري الكبيرفي تسعينيات القرن العشرين بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير، كان الهدف هو إنشاء أكبر متحف بالعالم يضم آثار الحضارة المصرية القديمة وأخذت الفكرة في التبلور والتطور حتى أصبح المتحف واقعا في عام 2025.
وفي فبراير 2002 وبعد إجراء الدراسات الأولية، وضع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حجر أساس المشروع بالقرب من أهرامات الجيزة وتم إطلاق مسابقة معمارية دولية في نفس العام لأفضل تصميم للمتحف تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين.
أفضل التصميمات في العالمفاز المتحف المصري الكبير، بالمسابقة تصميم مقدم من مكتب استشاري صيني أيرلندي يتخذ من دبلن مقرا، كان ذلك في يونيو 2003.
اعتمد الفائز على أن تمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير، كما يبدو المتحف نفسه من منظور رأسي على شكل هرم رابع.
بعدها بدأت عمليات التمهيد وإزالة العوائق الطبيعية واستمرت نحو ثلاث سنوات حتى تدشين عمليات الإنشاء في مايو 2005 بقرض تنموي من هيئة التعاون الدولي اليابانية.
ترميم آثار المتحففي عام 2006 بدأ إنشاء مركز ترميم الآثار بهدف ترميم وصيانة القطع الأثرية المقرر عرضها داخل المتحف وإعادة تأهيلها، وفي يونيو 2010 افتتحت سوزان مبارك قرينة الرئيس السابق حسني مبارك مركز الترميم ومحطتي الطاقة الكهربائية وإطفاء الحريق بمشروع المتحف المصري الكبير بعد الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية من المشروع.
ولكن بعد توقف العمل في المتحف بعد ثورة 25 يناير 2011 أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي العمل بالمشروع في عام 2014.
وفي عام 2016 صدر قرار من مجلس الوزراء بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير قبل أن يصدر القانون رقم تسعة لعام 2020 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشؤون الآثار.
وجرى نقل تمثال الملك رمسيس الثاني في يناير 2018 إلى موقع المتحف ليكون أول قطعة أثرية تستقر داخله.
أبرز الآثار في المتحف المصري الكبيريعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف آثار لحضارة واحدة في العالم، حيث يحتوي على نحو 100 ألف قطعة أثرية تغطي قرابة 7 آلاف عام من التاريخ المصري القديم، بداية من عصور ما قبل الأسرات إلى العصرين اليوناني والروماني.
وأبرز ما يحتويه المتحف «مركب الملك خوفو»، المعروف أيضاً باسم «مركب الشمس»، الذي يعود إلى فترة حكم الملك خوفو، وتم اكتشافه في خمسينيات القرن الماضي في منطقة أهرامات الجيزة، على يد عالم الآثار المصري كمال الملاخ.
بدأت وزارة الثقافة المصرية في بناء المركب عام 1961 في نفس الموقع الذي اكتشف فيه، ووصل طول المركب إلى 43.5 متراً وعرضه إلى ستة أمتار، فيما ترتفع مقدمته عن الماء بخمسة أمتار، وفيه مقصورة لجسد الملك مساحتها تسعة أمتار.
مقبرة توت عنخ آمونومن المتوقع أن تكون مقبرة توت عنخ آمون أحد عوامل الجذب الرئيسي للمتحف حيث أن المتحف لديه المحتويات الكاملة لهذه المقبرة، التي ستعرض مكتملة لأول مرة منذ أن عثر عليها عالم المصريات، البريطاني هوارد كارتر، وتشمل هذه المعروضات قناع الملك الذهبي المذهل والعرش والعربات الحربية.
مسلة رمسيس الثانيكما أن من ضمن عوامل الجذب المسلة المعلقة التي يبلغ عمرها 3، 200 عام وطولها 16 متراً تعود إلى رمسيس الثاني، وتمثاله الضخم الذي يبلغ ارتفاعه 11 متراً، الذي تم نقله من موقع قريب من محطة السكة الحديد عام 2006، في عملية معقدة استعداداً لافتتاح المتحف الجديد.
ويصطف إلى جانبي درج ضخم تماثيل لملوك وملكات قدماء آخرين، وتوفر نافذة ضخمة في الطابق العلوي إطلالة رائعة على أهرامات الجيزة.
مساحة المتحف المصري الكبيرتبلغ مساحة المتحف المصري الكبير 500 ألف متر مربع- أي ما يعادل مساحة 70 ملعب كرة قدم تقريباً. وتغطي واجهته الخارجية نقوش هيروغليفية، وكذلك حجر المرمر الشفاف المقطّع على شكل مثلثات، مع مدخل على شكل هرم.
عدد السنوات المستغرقة لبناء المتحف المصري الكبيراستغرق بناء المتحف المصري الكبير حوالي 23 عامًا من الفكرة الأولية في التسعينات إلى افتتاحه الرسمي في عام 2025، حيث تم وضع حجر الأساس في عام 2002 وبدأت الأعمال الإنشائية بشكل رسمي في ذلك الوقت.
وشارك 150 متخصصًا في ترميم آثار المتحف المصري الكبير تم تدريبهم على أعلى مستوى داخل مصر وخارجها، ما مكّنهم من التعامل بكفاءة مع أكثر من 57 ألف قطعة أثرية دخلت إلى معامل الترميم حتى الآن.
تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبيربلغت التكلفة الإجمالية لإنشاء المتحف المصري الكبير نحو 1.2 مليار دولار، وهي قيمة موزعة على تمويلات من الحكومة المصرية وقروض ميسرة من اليابان، وبدأت تكلفة المشروع الأولية بنحو 500 مليون دولار، لكنها تضاعفت مع مرور الوقت وتطوير المشروع.
وتعد الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا» أكبر ممول للمتحف المصري الكبير، حيث قدّمت قرضين بقيمة 800 مليون دولار لدعم إنشاء المتحف المصري الكبير، وتدريب المرممين، إضافة إلى تمويل إنشاء الخط الرابع لمترو القاهرة بقيمة 733 مليون دولار، الذي سيربط قلب العاصمة بالجيزة مروراً بالأهرامات والمتحف، لتعزيز سهولة الوصول إليه.
إن هذا الحدث ليس مجرد افتتاح لمكان جديد، إنما هو منصة تواصل حضاري تجمع بين الماضي العريق والحاضر المشرق، وتؤسس لجسر من التفاعل الثقافي بين مصر وبقية دول العالم، إن المتحف المصري الكبير سيصبح نقطة جذب رئيسية للسياحة الثقافية في مصر، لا سيما أن تصميمه المعماري المذهل والمساحات الضخمة التي تمتد على نصف مليون متر مربع تجعل منه تجربة تعليمية وثقافية متكاملة، مع مراعاة أعلى معايير الحفظ والترميم للقطع الأثرية النادرة.
ويرى المراقبون أن افتتاح المتحف يعزز من صورة مصر أمام العالم، ويعكس قدرة الدولة على الجمع بين الأصالة والحداثة في مشروع واحد يروي قصة حضارة عريقة على أوسع نطاق.
اقرأ أيضاًسيصبح أكثر الوجهات زيارة بالعالم.. الصحف الفرنسية تتغنى بالمتحف المصري الكبير
تزامنًا مع إجازة افتتاح المتحف الكبير.. آخر موعد لصرف المعاشات شهر نوفمبر 2025
صحيفة قبرصية: المتحف المصري الكبير أحد أهم المشاريع الثقافية في مصر الحديثة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير المتحف المصري المتحف الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير المتحف المصري الكبير 2025 أسعار المتحف المصري الكبير 2025 أخبار افتتاح المتحف المصري الكبير أرض المتحف المصري الكبير إنشاء المتحف المصری الکبیر افتتاح المتحف فی عام
إقرأ أيضاً:
هاني زكريا: المتحف المصري الكبير أيقونة حضارية تُعيد رسم صورة مصر أمام العالم
تزامنا مع الافتتاح العالمي للمتحف المصري الكبير، غدا السبت الموافق الأول من نوفمبر 2025، أكد الدكتور هاني زكريا وكيل كلية علوم الرياضة بجامعة بنها أن هذا الافتتاح يمثل ميلادًا جديدًا للحضارة المصرية في ثوب عصري، مشيرًا إلى أنه حدث ينتظره العالم لما يحمله من رمزية ثقافية وإنسانية تؤكد مكانة مصر وريادتها عبر التاريخ.
وقال الدكتور هانى زكريا، إن المتحف المصري الكبير الواقع على أعتاب أهرامات الجيزة، يعد أحد أضخم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، حيث استغرق إنشاؤه أكثر من عشرين عامًا من العمل المتواصل ليصبح بوابة مصر الجديدة نحو العالم ومركزًا عالميًا لحفظ وعرض التراث الإنسانى.
وأضاف الدكتور هانى زكريا، يقع المتحف على مساحة تقارب 490 ألف متر مربع ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف عصور الحضارة المصرية من ما قبل الأسرات حتى العصر اليوناني الروماني ويستقبل الزوار تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يتوسط البهو الكبير ليعكس روح القوة والعظمة التي ميّزت مصر عبر العصور.
وأشار وكيل كلية علوم الرياضة، إلى أن أبرز ما يميز المتحف هو عرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة والتي تضم أكثر من 5000 قطعة أثرية تُعرض في قاعات مزودة بأحدث تقنيات الإضاءة والعرض المتحفي لتأخذ الزائر في رحلة تحاكي أجواء المقبرة الملكية .
وأضاف أن تصميم المتحف جاء ثمرة مسابقة دولية فاز بها المعماريان اليابانيان هينجان كيم وريمونت بان وتميّز المشروع بواجهته الزجاجية المطلة على الأهرامات وبمساحاته الداخلية الرحبة التي تجمع بين جمال التصميم وروعة الإضاءة الطبيعية في تجربة بصرية وثقافية فريدة.
وأوضح زكريا أن المتحف المصري الكبير يُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وسيكون ركيزة أساسية في تنشيط السياحة الثقافية حيث تتوقع وزارة السياحة أن يستقبل أكثر من خمسة ملايين زائر سنويًا خلال السنوات الأولى من افتتاحه.
واختتم تصريحه مؤكدًا أن افتتاح المتحف ليس حدثًا أثريًا فحسب بل رسالة سلام وحضارة من مصر إلى الإنسانية، تُبرز استمرارها في حماية تراثها العظيم وتقديمه للعالم بروح عصرية، ليبقى المتحف المصري الكبير جسرًا خالدًا بين الماضي العريق والمستقبل المشرق لمصرنا الحبيبة.