بين اغتيال افتهان تعز ووفاء صنعاء.. ضجيج إعلامي مأجور واستغلال سياسي ومآرب أخرى (تقرير)
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
أشعلت جريمة اغتيال الطبيبة، وفاء المخلافي، مساء الجمعة، في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، برصاص مسلحين، سخطاً وجدلاً واسعين، بين أوساط اليمنيين، فيما أعاد للأذهان جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة في تعز افتهان المشهري التي اغتيلت في سبتمبر الماضي.
ومساء الجمعة أقدمت عصابة مسلحة على اغتيال الطبيبة وفاء صدام المخلافي في منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء، أعلنت جماعة الحوثي في وقت لاحق اليوم القاء القبض على كل المتورطين في الجريمة.
اغتيال المشهري في تعز والمخلافي في صنعاء، رغم التشابه في الجريمتين واختلافهما في التفاصيل اللتان تكشفان عن حالة من الانفلات الأمني والعنف المستشري في مناطق النفوذ المتعددة في اليمن، إلا أن تلك الجريمتين تكشفان حجم الاستغلال والاستثمار السياسي التي تستخدمها الأطراف المتصارعة لتصفية الحسابات السياسية، من بينها خلايا طارق صالح المدعوم إماراتيا، التي تشن حملة ممنهجة تستهدف السلطات المحلية والأمنية والعسكرية، منذ ما قبل اغتيال المشهري وحتى اليوم.
تلك الخلايا التابعة لطارق صالح التي ابتلعت لسانها في جريمة اغتيال الطبيبة وفاء في صنعاء، لا تزال تواصل حملاتها الممنهجة إلى اليوم ضد السلطات الأمنية والعسكرية بتعز، في قضية اغتيال المشهري قبل شهرين، الأمر الذي يكشف حجم الاستغلال السياسي والمؤامرة على تعز، وفق ناشطون.
واغتيلت المشهري في الـ18 من سبتمبر الجاري، أثناء توجهها إلى مقر عملها في مدينة تعز، في جريمة أثارت موجة غضب واحتجاجات واسعة ما تزال متواصلة حتى اليوم، وسط مطالبات بوضع حد للفوضى الأمنية وإحالة الجناة والخارجين عن القانون إلى القضاء.
وسبق اغتيال المشهري حملة إعلامية ممنهجة استهدفت أفراد الأمن والجيش الوطني المرابطين في جبهات القتال وعلى حدود التماس مع جماعة الحوثي، التي تقبع على أطراف مدينة تعز.
كما رافقت جريمة اغتيال المشهري حملات ممنهجة لا تزال حتى اليوم يديرها كتاب وصحفيون وناشطون محسوبون على العميد طارق صالح المدعوم إماراتيا، في خطوة تعيد إلى أذهان اليمنيين أحداث عمران وصنعاء وتبرير جائحة الحوثيين وأسقاطهم للدولة آواخر عام 2014م.
وتعليقا على جريمة اغتيال الطبيبة وفاء المخلافي بصنعاء ذكّرت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، العميد طارق صالح، بمحاولة استغلاله دم افتهان المشهري.
وقالت كرمان إن "خيمة طارق صالح أمام مقر محافظة تعز، فقط تلعق خيبتها في محاولة بائسة لاستغلال جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة السابقة افتهان المشهري".
وأضافت "الحقيقة أن قتلة الشهيدة افتهان تم إما تحييدهم أو القبض عليهم بسرعة مثيرة للإعجاب، تستحق معها أجهزة الأمن في تعز تعظيم سلام".
وتابعت "الحقيقة الثانية أن خيمة طارق عفاش أمام مقر المحافظة فقط تلعق خيبتها في محاولة بائسة لاستغلال الجريمة سياسياً لصالح مموليها.
وأردفت "الحقيقة الثالثة أن تعز هي الوحيدة التي تشهد فضاء واسع جدا من الحريات والحقوق السياسية بطريقة متفردة عن بقية المحافظات، تستحق معها تعظيم سلام مجددا".
من جانبه قال الكاتب الصحافي عبدالسلام قائد، "اغتيال افتهان المشهري في تعز دافعه الرئيسي الفلوس، واغتيال وفاء المخلافي في صنعاء دافعه الرئيسي الفلوس، لكن شلة "الجماعة الفتية" ما تتدندل حقهم الذيول إلا عندما تتعلق أي قضية بتعز، أما إذا كانت تتعلق بالجماعة الفتية، فلسان حالهم: ضرب الحبيب زبيب". في إشارة إلى خلايا طارق صالح.
من جهته قال الناشط حمزة الرعيني "بين إفتهان تعز ووفاء صنعاء، لم يكن الفارق في الجريمة، بل في الضجيج الذي تلاها، في الصوت الذي علا هنا وخفت هناك، في الكلمة التي خُلقت لتكون إنسانية، فإذا بها تُستعمل خنجرًا في خاصرة المدن".
وأضاف "إفتهان، فتاةٌ حلمت أن تكون نافذة ضوءٍ في زمن العتمة، فكانت ضوءًا انطفأ قسرًا على يد الجبن، وحين سقطت، لم يكتفِ القتلة برصاصهم، بل جاءت جيوش من الكلمات تجهز على ملامحها، وتطعن في وجه المدينة التي أنجبتها".
وتابع الرعيني "كانوا يتحدثون عن الرجولة التي “انتُزعت من تعز”، وعن المدينة التي فقدت شرفها، كأنهم ينتقمون من الحياء ذاته، لا من الجريمة، حتى خرج بعضهم ساخرًا: “أرسلوا عشرة رجال ليقبضوا على القاتل”، وكأن الدم في تعز يُقاس بعدد الرجال لا بقدسية الإنسان".
وأردف "ثم جاءت وفاء صنعاء، تسقط كما سقطت إفتهان، على يد انعدام الضمير ذاته، في مدينةٍ تُخنق فيها الحقيقة قبل أن تُقال، لكن الصمت هنا كان أبلغ من الكلام؛ لم نرَ منشورات الغضب، ولا وجوه النواح، ولا دروس الأخلاق، قيل: “حادث أمني”، “خطأ فردي” — وانتهت القصة".
وزاد "كأن الدم في صنعاء مقدّس بالصمت، وفي تعز مدان بالصوت". متسائلا: أيّ وطنٍ هذا الذي يُجزّئ الحزن ويقيس العدالة بموضع الجريمة؟ أيّ إعلامٍ هذا الذي يتجمّل بالنفاق، ويُخفي الحقيقة تحت عباءة السياسة؟
وقال الرعيني: أيّ ضميرٍ ذاك الذي يصمت حين يُذبح الإنسان، ثم يصرخ حين تكون الضحية من مدينةٍ أخرى؟
وأكد أن دماء إفتهان ووفاء ليستا خبرين عابرين، بل شاهدتين على وطنٍ يذبح الكلمة قبل أن يدفن الجسد، على عدالةٍ تائهةٍ بين الألسنة، وعلى أخلاقٍ تُستبدل بالشعارات كلما تغيّر عنوان المدينة.
وقال "كلاهما رحلتا، لكن الوجع باقٍ، والعار كذلك، وسيبقى اسماهما يطرقان جدار الضمير كل فجر، يسألان: هل ما زال في هذا الوطن من يسمع صوت النساء حين يُقتلن؟
بدوره قال الصحفي فهد سلطان، إن الصمت إزاء جرمية اغتيال "وفاء" في صنعاء يؤكد أن هناك شغل مركز ومهدف وضمن أجندة خارجية هو هذا الحماس في كل قضية متعلقة بتعز فقط والصمت خارجها. الوطن فقط هناك وخارجها لا يعني شيء".
في حين تساءل الصحفي فائد دحان، عن صمت حمود خالد الصوفي محافظ تعز السابق، الذي يعد أحد أتباع طارق صالح وتموله الإمارات، تجاه جريمة اغتيال الطبيبة وفاء بصنعاء، بينما كتب عدة مقالات عن المشهري في إطار الكيد السياسي.
وقال دحان "يا حمود الصوفي أين مرثية وفاء المخلافي، عيب هذا الصمت قسماً، قلها يا حمود (...)".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن صنعاء تعز طارق صالح مؤامرة افتهان المشهری اغتیال المشهری المشهری فی طارق صالح فی صنعاء الذی ی فی تعز
إقرأ أيضاً:
صنعاء.. القاء القبض على المتورطين في جريمة مقـتل الطبيبة وفاء الباشا
ألقت شرطة العاصمة التابعة لجماعة الحوثي القبض على جميع المتهمين في جريمة مقتل المواطنة وفاء صدام حامد الباشا (35 عاماً)، التي وقعت مساء الجمعة، بجوار مبنى وزارة الإعلام في أمانة العاصمة.
وذكرت شرطة العاصمة أن المجني عليها كانت تتواجد داخل سيارتها نوع (كيا سول)، حين أقدم المدعو محمد جبران سويد القيسي (20 عاماً) والمدعو عصام محمد يحيى العقيدة على كسر نافذة السيارة والاعتداء عليها ما أدى إلى تجمّع عدد من سكان الحي.
وأضافت أن المتهم الثاني أجبر المجني عليها على الجلوس في المقعد الخلفي للسيارة، وتولى قيادة السيارة محاولاً الفرار من المكان، وخلال ذلك قام المدعو عبدالرحمن ماجد محمد السويدي – وهو أحد سكان الحي – بإطلاق النار على السيارة، ما أسفر عن إصابة المجني عليها بطلقٍ ناري أدى إلى وفاتها على الفور.
وأشارت شرطة العاصمة إلى أن المتهم عصام العقيدة أوقف السيارة بعد اكتشاف مقتل المجني عليها، ولاذ بالفرار، فيما باشرت الأجهزة الأمنية تحرياتها فور تلقي البلاغ، وانتقلت إلى موقع الجريمة، واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة، وتمكّنت من ضبط جميع المتورطين في الواقعة.
وأكدت شرطة العاصمة أن التحقيقات ما تزال جارية لاستكمال الإجراءات وإحالة القضية إلى الجهات المختصة.