عقود طويلة، والإعلام يتسابق مع كل سقوط كروى لإجراء حوارات مع كبار الخبراء المصريين المخضرمين فى اللعبة، لوضع روشتة علاج لأمراض الكرة المصرية، حتى تتعافى من أزماتها وتتلافى التوديع المبكر لتصفيات ونهائيات الأمم الأفريقية وكأس العالم.. «اتنبح صوت» الخبراء طوال سنوات فى توصيات حفظناها مع كل أزمة، وكنا نسبق فى عرضها الخبير نفسه ونحن نحاوره لأنها باتت قواعد محفوظة.
المهمة معقدة ليست توصيات تنفذ فقط، فأى خلل فى تفصيلة «منظومة التطوير» كأنك لم تفعل شيئًا.. تبنى أكاديميات ومراكز وبنية تحتيه وتغفل عنصرًا واحدًا كـالعنصر البشرى الكفء «الخبير المؤهل» لن تجد منتجًا مميزًا.
وإذا كان هانى رمزى نجم الكرة المصرية السابق طالب رئيس اتحاد الكرة هانى أبو ريدة بالذهاب للمغرب ليتعلم من التجربة رغم عدم الحاجة للسفر – مع اليقين بأن أى تجربة تحتاج الرؤية والمباشرة لأهمية الجزئيات والتفاصيل – بعد أن لخص رئيس الجامعة المغربية فوزى لقجع النجاح قائلًا: إنجاز فوز الشباب بكأس العالم ليس صدفة، هو ثمرة رؤية استراتيجية أطلقها العاهل المغربى محمد السادس 2008، موجهًا الجامعة الوطنية نحو خارطة طريق شاملة لتطوير البنية التحتية الرياضية بكل ماتعنيه الكلمة «إنشائيًا وبشريًا».
وفى 2009 دشنت أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وبدأ «المشتل الحقيقي» للمواهب المغربية، خرّجت أسماء تألقت فى مونديال قطر مثل أوناحى، وأجورد، وغيرهما الأكاديمية نقطة تحول فى تاريخ الكرة المغربية، تجسيد لفلسفة الاحتراف والبناء العلمى، لتخريج لاعبين، ومدربين، ومحللين، وفنيين فى تناغم داخل المركز.
الأسلوب العلمى جعل من «أسود الأطلس» قوةً كروية تأهلوا فى السنوات الأخيرة «أندية ومنتخبات» للنهائى (قاريًا وعالميًا ) 29 مرة فازت المغرب فى 25 وخسرت 4 نهائى فقط.
«الرؤية الملكية» جعلت الرياضة دافعًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأضحت الكرة عاملًا لدمج الشباب بالمجتمع وبناء المواطنة والتميز.
شعار الأكاديمية «جيل يسلم جيل».. داخل مركز محمد السادس، من الناشئين حتى المنتخب الأول.. المنظومة متكاملة، وكل لاعب يعرف مساره قبل أن يصل إلى القمة.
والعمل فى الأكاديميات والأندية ثقافة جديدة، تعتمد على التخطيط والتدرّج وليس الصدفة أو الحماس اللحظى، وهذا سر عبقرية التجربة، فنهضتها لاتقتصر على «الكورة» فهى تندفع فى كل المحاور الاقتصادية والاجتماعية، مما تفرض على المؤسسات المصرية التوجه لـ المغرب للتعلم حسب رؤية «هانى رمزي»!!
بلد ارتفعت صادراته الصناعية، فى السنوات الأخيرة أكثر من الضعف، وأكبر منتج للسيارات فى أفريقيا، العام الماضى أنتج 570 ألف سيارة، ما يعادل سيارة كل دقيقة بفضل سياسة رشيدة وخطط مدروسة.. لاتعتمد على سباق الأرقام والاحتياطى النقدى و«الشو» فقط، وإنما مردود التنمية على المجتمع، وخفض أعداد الفقراء، بينما نحن نعمل بوادِ آخر جعل رئيس دولة عربية شقيقة – يحكى واقعًا مُرًا- يتندر علينا ويصف مصر ببلد يعمل ببطء للغاية!.. وللحديث بقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تسلل الكرة المصرية
إقرأ أيضاً:
رئيس جمعية الحضارة المصرية: افتتاح المتحف المصري الكبير لحظة خالدة تعيد مجد الأجداد
أكد الدكتور أيمن الدهشان، رئيس جمعية الحضارة المصرية، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل لحظة مصرية خالدة تُعيد إلى الأذهان مجد الأجداد، وتمنح الأجيال القادمة فرصة للفخر والانتماء، قائلًا: "هنا بدأت الحضارة… وهنا تستمر."
وأضاف الدهشان أن مصر تفتتح اليوم أحد أعظم الصروح الثقافية في تاريخها الحديث، ليكون نافذة حضارية جديدة تُطل منها مصر على العالم، وتجسيدًا حيًّا لعبقرية الإنسان المصري الذي صنع التاريخ ويحافظ عليه.
وأشار إلى أن هذا الحدث يعكس الدور الريادي لمصر في قيادة الحضارة الإنسانية منذ آلاف السنين، ويؤكد نجاح الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إحياء هذا الدور عبر مشروع وطني ضخم يُعد فخرًا لكل مصري ومصرية.
وأوضح رئيس جمعية الحضارة المصرية أن حضور ملوك ورؤساء العالم في هذا الافتتاح التاريخي يُعد تتويجًا لمكانة مصر الدولية، مؤكدًا أنه أكبر حدث ثقافي وتاريخي يشهده العالم في العصر الحديث.
المتحف.. فكرة أصبحت رمزًا للعزيمة والإرادةيقع المتحف المصري الكبير في موقع استراتيجي متميز على مقربة من أهرامات الجيزة، وتبلغ مساحته نحو 500 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور المصرية القديمة، من بينها مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة في التاريخ.
وأكد الدهشان أن المتحف سيكون محركًا رئيسيًا للتنمية والسياحة في مصر، إذ من المتوقع أن يجذب ملايين الزائرين سنويًا، بما يسهم في زيادة الدخل القومي وتنشيط الاستثمار في منطقة الأهرامات والجيزة، إلى جانب خلق فرص عمل جديدة للشباب.
كما أشار إلى أن المتحف يُرسّخ مفهوم السياحة الثقافية المستدامة التي تمزج بين المعرفة والمتعة، ليصبح مقصدًا رئيسيًا لكل من يبحث عن تجربة حضارية متكاملة.
رسائل افتتاح المتحف للعالموقال الدهشان إن افتتاح المتحف يحمل رسائل قوية في أكثر من اتجاه، إذ تؤكد أن مصر قادرة على الإنجاز والعطاء، وأن أبناءها يواصلون حمل راية الحضارة من جيل إلى جيل، بالإضافة إلى رسالة إلى العالم، بأن مصر الحديثة تجمع بين الأصالة والتقدم، وتفتح أبوابها للعالم ليشاهد عظمة الماضي بتقنيات المستقبل، ورسالة إلى الشباب بأن العمل والاجتهاد يصنعان المستحيل، وأن الانتماء للوطن يكون بالفعل والإتقان لا بالشعارات.
المتحف منارة للهوية الوطنيةواختتم الدكتور أيمن الدهشان تصريحه مؤكدًا أنه، بصفته رئيس جمعية الحضارة المصرية، يرى أن المتحف المصري الكبير يجب أن يكون منارة للتوعية بالهوية الوطنية في المدارس والجامعات، ومركزًا للتبادل الثقافي العالمي، ومنصة لتعليم الأجيال الجديدة معنى الفخر بالحضارة والانتماء للوطن.
وقال:"علموا أولادكم أن الحضارة ليست ماضيًا يُروى فقط، بل طاقة متجددة تبني بها الأمم مستقبلها، وتستمد منها الشعوب ثقتها وقدرتها على النهوض."