صدى البلد:
2025-11-02@12:01:20 GMT

كيف تعبد الله كأنك تراه؟..على جمعة يوضح

تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك انه عندما سُئِلَ ﷺ: «ما الإحسان؟» قال: (أن تعبد الله كأنك تراه). فانظر إلى الدقة: (كأنك) أي من شأنك أن تراه، فالكاف هنا يسمونها (كاف التشبيه). إذًا هذه ليست رؤية حقيقية، إنما هي رؤية تمثيلية، يعني: كأنك ترى، فهذا يشبه الرؤية لكنه ليس برؤية؛ لأن الله ﷻ لا يُرى في الدنيا بالأبصار، إنما تُقبل عليه القلوب.

هل ذكر التصرفات السيئة لشخص من الغيبة والنميمة المحرمة؟.. أمين الفتوى يجيبعالم أزهري يرد على دعاوى وقف الإنجاب بسبب الظروف الاقتصاديةهل يحق للزوج أخذ شبكة زوجته رغمًا عنها أو دون علمها؟.. الإفتاء تجيبهل تكاليف علاج الزوجة يدخل ضمن النفقة الواجبة على الزوج؟.. الإفتاء تجيب

قلوبُ العارفينَ لها عيونٌ ** ترى ما لا يراه الناظرون

فالعيون ليست هي العيون التي لها مقلة وطرف ومآقٍ، بل العيون تكون في البصيرة، فتكون أعلى مما هي عليه في البصر، فقلوب العارفين لها عيون، أي بصيرة وتوسُّم ونظر بنور الله، فترى بذلك ما لا يراه البشر الذين اعتادوا الرؤية الحسية بعيونهم هذه؛ لأن الله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. فالإله لا يحيط به حدٌّ، ولا تنظر إليه مقلة.

وموسى كليمُ الله قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}. فهذا شيء فوق طاقة البشر، وفوق طاقة الأكوان، ولا يُرى بالعيون المجردة هذه.

 ولذلك لما أخبر عن حال المؤمنين في الآخرة قال: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}، فذكر الوجهَ ولم يذكر العين.

كيف تعبد الله كأنك تراه

ويقرأ بعض العارفين بالله الحديث: (اعبد الله كأنك تراه)، أي راقب نفسك المراقبة التامة المستمرة، لدرجة أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يراقب نفسه بالأنفاس؛ فلا يدخل نفسٌ إلا وهو يتأمل ويتدبر ويستحضر عظمة الله، ولا يؤمِّل أن يخرج، أي أنه ينتظر الموت دائمًا وبصفة مستمرة، ولا يخرج نفسٌ ويأمل أن يدخل. فهل مثل هذا الإنسان تصدر منه المعصية؟ هل مثل هذا الاستحضار يصدر معه التقصير؟ هل مثل هذه الحالة يصدر منها الظلم؟ دائمًا سيكون مع الله، مع هذه الفكرة الدائمة، يقول: (اعبد الله كأنك تراه) ويعني بها مقام المراقبة.

ثم تأتي مرحلة أخرى: (فإن لم تكن تراه فهو يراك)، وهذه مرتبة أقل من المرتبة الأولى، فإنك لا تستطيع أن تكون دائم الذكر له على تلك المرتبة العالية التي وصل إليها عمر رضي الله عنه وأولياء الله الصالحون رضي الله عن الجميع. فاعلم أنه سبحانه يراك، ويعلم سرك ونجواك، فاتقه وخَفْ.

فمعنى (اعبد الله كأنك تراه): أنك لا تنسى أبدًا، وليستمر ذلك معك طوال يومك حتى تصل إلى درجة الفناء. فإذا فنيت عن نفسك، وعرفت أن وجودك يحتاج إليه سبحانه وتعالى، وهو لا يحتاج إليك، ووجدت أن الوجود الحقيقي إنما هو وجوده سبحانه، ووجودنا إنما هو وجود عارض وحادث وفانٍ وله نهاية، فإنك تصل إلى مرحلة الرؤية، فالفضل من قبل ومن بعد لله وحده.

طباعة شارك كيف تعبد الله كأنك تراه الله مراقبة الله اعبد الله كأنك تراه عمر بن الخطاب الرسول

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الله مراقبة الله اعبد الله كأنك تراه عمر بن الخطاب الرسول

إقرأ أيضاً:

نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحري الذكر

الذكر.. قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن كتابِ الله وسنَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حثوا على الذِّكر فمن القرآن قولُه تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]، وقولُه سبحانه: {وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]، وقولُه عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]، وقولُه سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].

الذكر في الكتاب والسنة الشريفة:

ورد الحثُّ على الذِّكر في كتابِ الله وسنَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فمن القرآن قولُه تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]، وقولُه سبحانه: {وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]، وقولُه عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]، وقولُه سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].

الذكر لله سبحانه وتعالى:

وقال جمعة: نواجه بـ«سبحان الله» كلَّ عجيب؛ فالدنيا مليئةٌ بالعجائب، منها عجائبُ ناجمةٌ عن قدرةِ الله في الكون، أو في أفعالِ العباد. وهي كلمةٌ نقولُها نُنزِّهُ اللهَ بها عن كلِّ نقصٍ، ونصفُه بكلِّ كمالٍ مطلق—كلُّ هذا في كلمةٍ واحدة. قال تعالى: {فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17]. وكذلك بعدَ الانتهاءِ من أفضلِ العبادات، وهي الصلاة، فشرعَ لنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم أن نُنزِّهَ اللهَ سبحانه ونقول: «سبحانَ الله» ثلاثًا وثلاثين مرَّة؛ فـ«سبحانُ الله» أحدُ مكوِّنات «الذِّكر الجامع» الذي استنبطه أهلُ الله من أحاديثِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

ويقول رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نصيحةً عامَّة: «لا يَزالُ لسانُكَ رَطْبًا من ذِكرِ اللهِ» [رواه أحمد والترمذي وابن ماجه]. ومن الواقعِ المحسوس أن اللسانَ لا يكونُ رطبًا مع كثرةِ الذِّكر، بل يَجِفّ؛ ولكن هذا الجفافُ المحسوسُ الملحوظ—الذي هو عند الله—هو الرطوبةُ المحمودة. وهذا مثيلٌ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لَخُلوفُ فمِ الصائمِ أطيبُ عند الله تعالى من ريحِ المسك» [متفق عليه]، وقولِه صلى الله عليه وسلم: «لا يُكْلَمُ أحدٌ في سبيلِ الله—والله أعلمُ بمن يُكْلَمُ في سبيلِه—إلَّا جاء يومَ القيامةِ وجرحُه يثعبُ دمًا، اللونُ لونُ دمٍ، والريحُ ريحُ مسك» [أخرجه البخاري].

أهمية الذكر:

وكان شأنُ المسلمين في الذكرِ الاهتمامَ بما أسمَوه «الكلماتِ العشر المباركات»، وهي كلماتٌ علَّمها لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لنواجهَ بها الحياةَ كلَّها، وهي: «سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله» [وهذه الخمسةُ أسمَوها: الباقياتُ الصالحات] «أستغفرُ الله، ما شاء الله، حسبنا اللهُ ونِعمَ الوكيل، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، توكَّلتُ على الله».

 

مقالات مشابهة

  • جمعة في ذمة الله
  • ماذا قال رسول الله ﷺ عندما سُأل ما هو الإحسان؟
  • معنى كلمة الحمد لله.. علي جمعة يوضح
  • علي جمعة : الحمد لله ولا إله إلا الله كلمتان تجسدان الشكر والتوحيد
  • نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحري الذكر
  • علي جمعة يبرز فضل الحمد لله تعالى خلال خطبة الجمعة
  • هم يراهنون على وعد ترامب ونحن نراهن على وعد الربّ سبحانه
  • علي جمعة: الذكر حياة القلب.. والكلمات العشر المباركات زاد المسلم في الحياة
  • أدب الاختلاف