خبير اقتصادي يحذر: الدين العام للأردن يقترب من 48 مليار دينار ويثقل كاهل كل مواطن
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
صراحة نيوز- كشف الخبير الاقتصادي منير دية أن حصة الفرد الأردني من المديونية بلغت نحو 5500 دينار منذ ولادته، لافتا إلى أن المديونية العامة للدولة مرشحة للوصول إلى 48 مليار دينار مع نهاية العام الحالي، ما يمثل نحو 120% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال دية إن ارتفاع الدين العام يفاقم العبء المالي على الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية ستنهي العام بأعلى معدلات استدانة مقارنة بالحكومات السابقة، بعدما ارتفع الدين بنحو 4 مليارات دينار خلال عام واحد فقط.
وأوضح أن ارتفاع الدين العام يتطلب تبني سياسات اقتصادية جديدة، تقوم على ضبط النفقات العامة ومحاربة الفساد وتعزيز الاستثمار والإنتاج بدلا من الاستدانة لتغطية النفقات الجارية. وأشار دية إلى أن خدمة الدين العام باتت تشكل عبئا ثقيلا على الموازنة العامة، إذ تجاوزت 3 مليارات دينار سنويا، ما ينعكس سلبا على معيشة المواطنين من خلال ارتفاع الضرائب والأسعار في قطاعات المياه والكهرباء والتعليم والصحة.
وأكد الخبير الاقتصادي أن الحل لا يكون بالتعهدات أو الوعود، بل من خلال خطة اقتصادية واضحة تهدف إلى خفض الدين العام ونسبته إلى الناتج المحلي الإجمالي، مع ضرورة رفع معدلات النمو الاقتصادي إلى أكثر من 5% سنويا واستثمار الموارد الطبيعية المتاحة، لضمان ألا تبقى المديونية في تصاعد يرهق الدولة والمواطن معا.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الدین العام
إقرأ أيضاً:
ربط الدينار بالقمح وطباعة خمسة عشر مليار دينار لإنعاش الاقتصاد الأردني
صراحة نيوز-بقلم: المحامي حسام العجوري
إن استمرار النهج المالي القائم على الاستدانة ورفع المديونية دون إنتاج حقيقي أصبح وصفة مؤكدة لبطء النمو وربما لانهيار اقتصادي محتمل. لذلك، فإن إعادة النظر في السياسة النقدية الأردنية ضرورة وطنية، وليست خيارًا مؤجلًا.
إن فكرة ربط الدينار الأردني بالقمح أو مجموعة من السلع الإنتاجية الوطنية – كالقمح، الزيت، الفوسفات، والطاقة الشمسية – تشكل نقلة فكرية نحو تحويل العملة إلى رمز يعكس قيمة الإنتاج الحقيقي لا مجرد احتياطي الدولار. فالقمح يمثل الأمن الغذائي، والفوسفات يمثل الثروة الطبيعية، والطاقة تمثل المستقبل. حين تكون العملة مرتبطة بهذه القيم الإنتاجية، تصبح قوة الدينار انعكاسًا لقوة الأرض والعمل لا لقوة الدولار.
من هنا، يمكن للدولة أن تطبع خمسة عشر مليار دينار أردني، ولكن ليس لإغراق السوق بالسيولة الاستهلاكية، بل لتمويل مشاريع زراعية، حيوانية، دوائية وصناعية إنتاجية، ضمن نظام رقابي صارم يضمن أن كل دينار مطبوع يقابله مشروع حقيقي على الأرض، يخلق عملاً ويزيد الإنتاج والصادرات. هذا ليس تضخمًا نقديًا، بل استثمار إنتاجي يعيد الدورة الاقتصادية للحياة.
اليوم، البنوك التجارية الربوية تفتح أبوابها لتمويل شراء السيارات أو بناء المجمعات السكنية، لكنها تغلقها أمام المزارع الذي يريد حفر بئر، أو المستثمر الذي يريد إنشاء مصنع غذائي. أما صندوق الإقراض الزراعي، فهو غير قادر على تلبية احتياجات المزارعين للمشاريع الاستثمارية الضخمة، إذ لا تتجاوز القروض غالبًا عشرة آلاف دينار، وهو مبلغ لا يكفي حتى لحفر بئر واحد أو شراء نظام ري حديث.
النتيجة أن رأس المال الوطني اتجه نحو البناء لا الإنتاج، ونحو الإسمنت لا الزراعة، ونحو الاستيراد لا التصدير. هذه غفلة اقتصادية كارثية، وزاد عليها تقصير وزارة الزراعة في عدم زراعة الزيتون والأشجار الحرجية، ما أدى هذا العام إلى نقص في الزيت وارتفاع أسعار الزيتون بشكل كبير، وهو ما يهدد الأمن الغذائي والاقتصادي للمواطنين.
التجارب العالمية أمامنا واضحة:
الولايات المتحدة خلال أزمة كورونا طبعت أكثر من ثلاثة تريليونات دولار ضمن ما يعرف بـ”التيسير الكمي” (Quantitative Easing)، لتحفيز الإنتاج وحماية سوق العمل.
الاتحاد الأوروبي واليابان ساروا على النهج نفسه، ونجحا في منع الانكماش الاقتصادي.
فلماذا لا يحق للأردن، ضمن رقابة محكمة، أن يطبع خمسة عشر مليار دينار ويوجهها لمشاريع إنتاجية وطنية تعيد التوازن بين العملة والإنتاج؟
لقد آن الأوان لإنشاء بنوك حكومية متخصصة، مثل:
بنك الزراعة الحكومي لتوفير التمويل اللازم للمزارعين والمشاريع الزراعية الكبرى.
بنك الصناعة الحكومي لتمويل المصانع والمشاريع الصناعية الاستراتيجية.
بنك الدواء الحكومي لتمويل الصناعات الدوائية والأبحاث الطبية.
هذه البنوك ستستفيد من الفوائد والأرباح لصالح ميزانية الدولة بدل أن تذهب إلى البنوك الربوية والأجنبية، وهو ما يعزز الاقتصاد الوطني ويعيد الدورة النقدية إلى الإنتاج المحلي.
لقد آن الأوان لعقد اجتماع وطني واسع يضم خبراء السياسة النقدية وخبراء الاقتصاد والإنتاج، لوضع تصور جديد يعيد هيكلة الاقتصاد الأردني على أسس إنتاجية لا استهلاكية، والبدء فورًا في مشاريع استراتيجية زراعية وصناعية، إلى جانب مشروع تحلية مياه البحر الأحمر الجاري تنفيذه، واستغلال آبار خان الزبيب، وجلب محطات تنقية المياه، ودمج الطاقة المتجددة.
فالمطلوب هو مشاريع تنفذ وتنتج.
انظروا إلى مصر اليوم، التي تسعى لتصبح سلة غذاء الشرق الأوسط عبر التوسع الزراعي والصناعات الغذائية. بينما نحن نُنفذ مشروع تحلية مياه البحر الأحمر لتعزيز الأمن المائي والاقتصادي للأردن، مع الاستفادة من آبار خان الزبيب وجلب محطات تنقية المياه لضمان توفير مياه نظيفة مستدامة للزراعة والصناعة.
لقد فشلت الحكومات المتعاقبة في خفض الدين العام الذي تجاوز 46 مليار دينار، وكل حكومة تأتي ترفع الدين أكثر دون نتائج ملموسة. استمرار هذا النهج يعني أننا نسير بخطى ثابتة نحو أزمة مالية حقيقية، تهدد قيمة الدينار وتضعف قدرة الدولة على الإنفاق والخدمات.
إن النظريات الاقتصادية الحديثة، من كينز إلى المدرسة النقدية الجديدة، تؤكد أن الاستثمار في الإنتاج هو الطريق الأضمن لتعافي الاقتصاد، لا التقشف ولا رفع الضرائب. كما أن تجارب دول مثل الصين والهند وتركيا أظهرت أن النمو الحقيقي يبدأ عندما تصبح السياسة النقدية في خدمة الزراعة والصناعة، لا في خدمة البنوك الربوية أو المقاولات العقارية.
نحن بحاجة إلى سياسة نقدية وطنية مستقلة وشجاعة، تربط قيمة الدينار بقدرة الأردن على الإنتاج لا بالدولار، وتضخ سيولة إنتاجية محكمة بمقدار خمسة عشر مليار دينار، تموَّل مشاريع تخلق عملاً، وتنتج غذاءً، وتصنع دواءً، وتبني اقتصادًا قائمًا على حدالقيمة الحقيقية لا القروض.
كما نحن بحاجة إلى مشاريع استراتيجية زراعية وصناعية، وتحلية مياه البحر الأحمر، واستغلال آبار خان الزبيب، وجلب محطات تنقية المياه، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى إنشاء بنك الزراعة الحكومي، بنك الصناعة الحكومي، وبنك الدواء الحكومي، لتصبح الفوائد والأرباح لصالح الحكومة والاقتصاد الوطني بدل البنوك الربوية والأجنبية .