يقول عشّاق السيارات الكلاسيكية إن الزمن قد يُجمّل المعدن، لكنه لا يرحمه. فالصدأ والتآكل يظلان الخصمين الأخطرين على هياكل تلك التحف الميكانيكية التي تحمل في تفاصيلها عبق الماضي وسحر الصناعة القديمة.

مجلة السيارات الألمانية "أوتو تسايتونغ" أوضحت أن معالجة الصدأ في السيارات الكلاسيكية ليست مهمة بسيطة، بل رحلة ترميم دقيقة تتطلب خبرة وأدوات متخصصة.

تبدأ هذه العملية عادة بإزالة الطلاء القديم، مرورا بتنظيف الهيكل من الشوائب، وانتهاء بطلائه بطبقة واقية تُعيد إليه بريقه وتحميه من عدوّه الأبدي: الرطوبة.

إزالة الطلاء.. البداية من الصفر

عندما تكون السيارة متضرّرة بشدة، يُعد الحمام الكيميائي الخيار الأمثل لبدء العلاج.

وفيه يُغمر الهيكل بمزيج من القلويات والماء ومحفّزات إزالة الطلاء عند حرارة تبلغ نحو 80 درجة مئوية.

تعمل هذه العملية على تفكيك طبقات الطلاء القديمة كيميائيا دون المساس بالمعدن الأصلي.

تتطلب الحالات العميقة من صدأ السيارات الكلاسيكية مزيل صدأ خاصا لإيقاف التفاعل الكيميائي ومنع انتشاره (شترستوك)حمام الفوسفور.. سلاح ضد الصدأ

بعد إزالة الطلاء، تظهر عادة بقع الصدأ المخفية، وهنا يبدأ الحمام الفوسفوري، حيث تُنقع الأجزاء المعدنية في محلول من حمض الفسفور بدرجة حرارة تتراوح بين 40 و50 مئوية.

تُزيل هذه الخطوة بقايا الصدأ بلطف وتمنع تكوّن طبقات تآكل جديدة.

ويُفضَّل أحيانا استخدام مذيبات متعادلة الحموضة، وهي بديل أكثر أمانا للمعادن الحساسة مثل الألمنيوم والفولاذ، إذ تنظف السطح دون التأثير على بنيته.

الطلاء الكهربائي الكاثودي

بعد أن يُصبح المعدن عاريا ونقيا، يخضع الهيكل لمرحلة الطلاء الكهربائي الكاثودي، وهي تقنية حديثة تُغمس فيها السيارة في حمام خاص تمرّ عبره تيارات كهربائية دقيقة.

تجذب هذه التيارات جزيئات الطلاء المشحونة كهربائيا نحو السطح المعدني لتشكّل طبقة حماية متينة تغلّف السيارة من الداخل والخارج.

إعلان

بديل آخر هو استخدام الطبقة التمهيدية المقاومة للصدأ، أو الاعتماد على عمليات التجليخ بالرمل أو الصودا للوصول إلى سطح معدني نظيف خال من البقايا.

معالجة الصدأ في السيارات الكلاسيكية ليست مهمة بسيطة بل رحلة ترميم دقيقة تتطلب خبرة وأدوات متخصصة (شترستوك)التجليخ بالرمل والصودا والثلج

تُخلط أحيانا المياه مع المواد الكاشطة لتقليل الغبار وتحسين النتيجة.

ويُعتبر التجليخ بالصودا خيارا لطيفا على المعدن، لكنه لا يزيل الصدأ تماما، لذا يُستكمل عادة باستخدام حبيبات البلاستيك أو الزجاج لتنعيم السطح.

ويُحذر الخبراء من استعمال الرمل التقليدي لأنه قد يترك أثرا خشنا يُشوّه السطح.

أما أحدث الأساليب فهي التنظيف بالثلج الجاف، وهي تقنية تُستخدم للمناطق الحساسة مثل غرف المحرك أو الأجزاء السفلية.

فيها تُوجَّه حبيبات من ثاني أكسيد الكربون الصلب بدرجة حرارة تقارب -79 مئوية نحو السطح، فتتحول فور ملامستها إلى غاز، لتزيل الأوساخ والطلاء بلطف دون المساس بالمعدن أو المكوّنات الكهربائية.

لمسات دقيقة وأدوات صغيرة

الأجزاء الصغيرة التي لا يمكن وضعها في أحواض الحمام الكيميائي، مثل المولد الكهربائي أو وحدات التحكم، تُعالج باستخدام معاجين كيميائية مزيلة للطلاء تُطبّق بالفرشاة.

وبعد دقائق، يبدأ الطلاء بالتقشر ويمكن إزالة البقايا بفرشاة سلكية دوّارة.

أما الصدأ الطفيف، فيمكن التعامل معه باستخدام فرشاة فولاذية أو آلة صنفرة، بينما تتطلب الحالات العميقة مزيل صدأ خاصا لإيقاف التفاعل الكيميائي ومنع انتشاره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات السیارات الکلاسیکیة إزالة الطلاء

إقرأ أيضاً:

غيّر طبقك.. لماذا ينصح الخبراء باستبدال الشعير بالأرز؟

إذا كنت من محبّي الأرز، فقد تودّ تجربة بديل صحي يمنحك الإحساس بالشبع ويُحسّن الهضم في الوقت نفسه.

يقول مركز استشارات المستهلك في ولاية بافاريا الألمانية إن الشعير يُعدّ خيارا غذائيا أكثر فائدة من الأرز الأبيض، بفضل احتوائه على كمية أكبر بكثير من الألياف الغذائية، التي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحة الأمعاء والقلب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شاي بتلات الورد.. إكسير عطري يحارب السمنة ويساعدك على الاسترخاءlist 2 of 2دون حرمان أو حميات قاسية.. 4 أساليب لكبح شهيتك بشكل طبيعيend of list

فبينما يحتوي الأرز الأبيض على نحو 1.5 غرام من الألياف لكل 100 غرام، تصل هذه الكمية في الشعير اللؤلؤي إلى 4.6 غرامات، أي ما يقارب 3 أضعاف. أما رقائق الشعير فتتفوّق أكثر لتصل إلى 10 غرامات من الألياف لكل 100 غرام.

ما أهمية الألياف؟

الألياف الغذائية ليست مجرد عنصر ثانوي في نظامنا الغذائي، بل عنصر أساسي يمنح الجسم توازنه الداخلي ويعزز الشعور بالحيوية. ومن أبرز فوائدها:

الإحساس بالشبع لفترة أطول: الألياف تُبطئ عملية الهضم، مما يقلل الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات. تحسين عملية الهضم: فهي تنشّط حركة الأمعاء وتساعد على الوقاية من الإمساك. حماية القلب: تسهم الألياف في خفض مستويات الكوليسترول، وبالتالي تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. الوقاية من سرطان القولون: أظهرت الدراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بهذا المرض.

ويتميّز الشعير تحديدا باحتوائه على نسبة عالية من البيتا غلوكان، وهي ألياف قابلة للذوبان تساعد على خفض الكوليسترول في الدم وتنظيم سكر الدم. توجد هذه المادة أيضا في الشوفان، لكنها أكثر تركّزا في الشعير.

أنواع الشعير

بعيدا عن الصورة التقليدية، يمكن للشعير أن يصبح مكوّنا رائعا في أطباقك اليومية، سواء في الوجبات الرئيسية أو وجبات الفطور. إليك بعض الأفكار:

الشعير اللؤلؤي: وهو الشعير المقشّر والمصقول، ويمكن استخدامه تماما مثل الأرز في أطباق "الريزوتو" أو إضافته إلى الحساء لزيادة القيمة الغذائية. رقائق الشعير: خيار مثالي لإضافتها إلى موسلي الصباح أو الزبادي مع الفواكه والمكسرات. دقيق الشعير: يمكن استخدامه في إعداد الخبز والمعجنات. من الأفضل مزجه مع دقيق القمح لضمان ارتفاع العجين، لأن بروتينات الشعير لا تُكوّن الغلوتين بشكل كافٍ. إعلان

يتميّز الشعير بمذاقه الجوزي الخفيف والحلاوة الطبيعية، مما يجعله مناسبا للأطباق المالحة والحلوة على حد سواء.

ابدأ بخطوة بسيطة: استبدل الشعير بالأرز مرة واحدة أسبوعيا، سواء في طبق الريزوتو أو السلطة أو حتى في الشوربة. ستلاحظ فرقا في الشبع والهضم والطاقة العامة، وربما تكتشف أن الشعير لا يقل لذة عن الأرز، بل يتفوّق عليه في الفائدة.

مقالات مشابهة

  • متحف الإرادة المصرية
  • مع برودة الشتاء.. مخاطر خفية تتسلل إلى فراشك دون أن تشعر!
  • غيّر طبقك.. لماذا ينصح الخبراء باستبدال الشعير بالأرز؟
  • اكتشاف جزيء في سم عقرب الأمازون يحاكي تأثير العلاج الكيميائي في قتل خلايا سرطان الثدي
  • مظاهرة في محافظة قابس التونسية للمطالبة بتفكيك المجمع الكيميائي
  • تونس.. تجدد الاحتجاجات في قابس للمطالبة بتفكيك المجمع الكيميائي
  • مظاهرة في قابس جنوبي تونس تطالب مجددا بإغلاق المجمع الكيميائي
  • “الصحة العالمية”: غزة تواجة ازمة صحية متفاقمة تتطلب رصدًا دقيقًا للأمراض المنتشرة
  • روبوت صيني يدهش العالم.. سحب سيارة تزن 1.4 طن (فيديو)