قال وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي أن على دول الخليج أن تنخرط في تواصل مباشر مع كلٍّ من إيران والعراق واليمن، في اشارة للحوثيين وادوات ايران في المنطقة او ما يسمى ''محور المقاومة''، حيث لا يزال النفوذ الإيراني قوياً- كما قال- من أجل تعزيز الأمن الإقليمي.

ودعا البوسعيدي إلى اتباع نهج يقوم على "الحوار الشامل" و "الانخراط البنّاء" بدلاً من سياسة "الاحتواء" تجاه إيران.

 

وتعدّ سلطنة عُمان وسيطاً محورياً بين إيران والقوى الأخرى في القضايا المتعلقة بالملف النووي ووكلاء طهران، مثل جماعة الحوثيين في اليمن.

الى ذلك قال المسؤول العماني، إن إسرائيل -وليس إيران- هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، مشجعًا دول الخليج الأخرى على الانخراط في الحوار مع طهران بدلاً من عزلها.

وأوضح البوسعيدي أن الجولات الخمس من المفاوضات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، التي تولت سلطنة عُمان الوساطة فيها، حققت تقدماً كبيراً قبل أن تُفشلها إسرائيل.

 وأضاف أن إسرائيل، قبل ثلاثة أيام فقط من موعد انعقاد الجولة السادسة في يونيو/ حزيران، "أطلقت قنابلها وصواريخها في عملٍ تخريبي غير قانوني ومميت".

وكانت المفاوضات بين واشنطن وطهران تهدف إلى التوصل إلى اتفاقٍ جديد يحد من البرنامج النووي الإيراني، إلا أن المحادثات انهارت مع اندلاع الحرب التي استمرت اثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل. كما تدخلت الولايات المتحدة ونفذت ضربات على منشآت نووية إيرانية، وفقاً للتقارير.

و قال البوسعيدي خلال مشاركته في حوار المنامة الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين:

"كان ذلك عملاً مخزياً، لكنه للأسف لم يكن مفاجئاً. لقد عرفنا منذ زمنٍ طويل أن إسرائيل، وليست إيران، هي المصدر الأساسي لغياب الأمن في المنطقة."

وكان وقف إطلاق النار الشهر الماضي قد أنهى أكثر من عامين من الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على غزة، في حين يسود وقف هش لإطلاق النار مع "حزب الله" في لبنان. كما نفذت إسرائيل هجمات على سوريا واليمن وقطر.

وأضاف البوسعيدي:"إن الجهود الإسرائيلية المتعمدة لإطالة أمد التوترات أدت، في هذه الحالة، إلى مقتل مئات المدنيين الإيرانيين. ومع ذلك، ردّت إيران بضبط نفسٍ ملحوظ، تماماً كما فعلت عندما قصفت إسرائيل قنصليتها في سوريا، وأصابت سفيرها في لبنان، واغتالت أحد كبار المفاوضين الفلسطينيين في طهران."

وتابع وزير الخارجية العُماني:"على مدى السنوات الماضية، اكتفى مجلس التعاون الخليجي، في أفضل الأحوال، بالتراجع والسماح بعزل إيران. وأرى أن هذا النهج يجب أن يتغير، وأن يتغير الآن."

وجاءت تصريحاته خلال جلسة بعنوان "تأمين الخليج: الدبلوماسية والاقتصاد والدفاع"، حيث تصدّر الصراع الخفي بين إيران وإسرائيل ومضاعفاته على منطقة تعاني أصلاً من توترات حادة جدول النقاش.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

عراقجي: إيران مستعدة للتفاوض لتبديد القلق حول برنامجها النووي

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنهم مستعدون للتفاوض لتبديد القلق حول برنامج إيران النووي الذي أكد على سلميته، كما أن طهران مستعدة "لأي سلوك عدواني من إسرائيل".

وأوضح عراقجي -في لقاء مع الجزيرة- أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق عادل لكن الولايات المتحدة وضعت شروطا تعجيزية غير مقبولة، على حد قوله.

وأكد على أنهم مستعدون لمفاوضات عادلة ومنصفة تضمن مصالح الجميع، ملمحا إلى أنه لا رغبة لطهران في المفاوضات المباشرة مع واشنطن، ويمكنها الوصول لاتفاق عبر مفاوضات غير مباشرة.

وأشار إلى أن طهران لن تتفاوض حول برنامجها الصاروخي ولا يمكن لأي عاقل القبول بتجريدها من السلاح، كما يقول.

وشدد على أن بلاده لن توقف تخصيب اليورانيوم و"ما لم يؤخذ بالحرب لا يمكن منحه بالسياسة"، حسب تصريحات الوزير الإيراني.

وكشف عراقجي أن المواد النووية لا تزال تحت أنقاض المنشآت النووية التي استهدفت ولم تنقل لمكان آخر، وقال "تلقينا خسائر كبيرة في منشآتنا النووية على مستوى المكان والأجهزة لكن التقنية لا تزال قائمة".

وأكد الوزير الإيراني أن تفعيل الأوروبيين آلية الزناد غير قانوني ولا إجماع دوليا بشأن العقوبات على طهران.

وفي 18 من الشهر الماضي، أعلنت طهران انتهاء مدة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الصادر في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2015 لدعم الاتفاق النووي، ما يجعلها غير ملزمة بالقيود الأممية المفروضة على برنامجها النووي.

وقرار 2231 مدته 10 سنوات، وتضمن إقرار مجلس الأمن للاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا)، وأتاح تقييد نشاطات طهران النووية مقابل رفع عقوبات اقتصادية صارمة كان مجلس الأمن قد فرضها عليها.

وفي 28 أغسطس/آب الماضي، أعلنت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا تفعيل "آلية الزناد" التي تعيد فرض العقوبات على إيران، والمنصوص عليها في الاتفاق النووي 2015 (المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة)، متهمةً طهران بخرق التزاماتها، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق بشكل أحادي.

إعلان

وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة ودول أوروبية إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.

مستعدة لكل الاحتمالات

من جهة ثانية، قال عراقجي إن طهران مستعدة لكل الاحتمالات وتتوقع أي سلوك عدواني من إسرائيل، التي ستتلقى هزيمة أخرى في أي حرب مقبلة.

وأضاف أن إيران اكتسبت تجربة كبيرة من حربها الأخيرة واختبرت صواريخها في معركة حقيقية، مؤكدا أن إسرائيل لم تكن لتشن حربا على إيران دون ضوء أخضر أميركي.

وبعد حرب استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 25 يونيو/حزيران الماضي التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار، في حين أكدت واشنطن تدمير قدرة إيران على صنع أسلحة نووية، بعد استهدافها منشآت نووية في البلاد.

مقالات مشابهة

  • إيران بين الانسحاب من الاتفاق النووي والدخول في حرب جديدة
  • مجلة أمريكية ترجح عدم مواصلة دول الخليج توجيه أنظمة دفاعهم الجوي نحو إيران واليمن بعد هجوم إسرائيل على قطر (ترجمة خاصة)
  • عُمان تدعو لإشراك إيران في منظومة الأمن الإقليمي الشامل
  • النمسا تُعلن استئناف رحلاتها إلى إيران
  • سلطنة عمان: إسرائيل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وليس إيران
  • سلطنة عُمان: إسرائيل هي مصدر انعدام الأمن في المنطقة وليس إيران
  • إيران: لن نوقف عمليات تخصيب اليورانيوم ومستعدون للتفاوض
  • عراقجي: إيران مستعدة للتفاوض لتبديد القلق حول برنامجها النووي
  • إيران تنفي تلقيها أي رسالة أمريكية