شهدت مصر السبت الماضي حدثا أسطوريا بإضافة معلم سياحي وأثري جديد لما بناه الفراعنة قبل 7000 سنة وتأتي روعة المتحف من حيث الإنشاء والتنظيم والمواكبة الحضارية انعكاسا لهذه الإرادة المصرية التي تستطيع أن تصنع المستحيل وتبهر العالم بما تنتجه العقول المصرية.
وإذا كانت مصر الفرعونية هي من انتجت العلوم والرياضة والفلك والطب بهذا الكوكب الإنساني فإن مصر الخالدة على مر التاريخ هي من حفظت البشرية من الفناء على يد نبي الله يوسف عليه السلام بمخازنها التي أمدت شعبها وكل من حولها بأسباب الحياة عندما خزنت الحبوب لمقاومة الجفاف.
ومصر هي التي تصدت لأكبر عدوان استعماري في أكتوبر 73 ونجحت في كسر طوق الهزيمة الذي أراده الاستعمار فوق رقابنا ونفوسنا وليس غريبا على إرادة المصريين اليوم أن تخرج من قلب الدماء والمؤامرات التي تحيط بها لتقدم متحفا للحضارة وللعلم وللإبهار وجسرا للتواصل مع كل شعوب العالم ومحطة تنفس نقي ضد الملوثات البشرية التي تعمل العصابات الدولية على نشرها في كل بقاع العالم.
مصر في هذا المتحف تقول إنها أرض للسلام والتواصل البشري وحب الحياة ووفقا لإجماع الخبراء فإن لهذا المتحف تأثيرا إيجابيا عظيما على السياحة والاقتصاد المصري، حيث يشكل عامل جذب عالميا فريدا بوجود كنوز مصر الفرعونية على مر التاريخ خاصة كنوز الملك الشاب توت عنخ آمون كاملة في مكان واحد، وأضاف المصريون مشهدا رائعا ومكملا لمشهد الاهرامات، حيث أعطى المتحف مع الاهرامات شكلا حضاريا فرعونيا أسطوريا يمثل أهمية قصوى لكل السائحين والباحثين عن العلوم والحضارة في العالم.
ويؤكد الخبراء أن المتحف سيشكل دفعة كبرى لتدفق السياحة على البلاد يقدرها البعض بإضافة سبعة ملايين سائح سنويا على أعداد السياحة المعتادة في البلاد.
وهو ما يعني تشغيل أعداد إضافية من الفنادق ورفع المستوى الاقتصادي وتوفير الآلاف من فرص العمل للشباب المصري.
ووفقا لخبراء السياحة في العالم فإن أمام مصر فرصة تاريخية لاستثمار زيارة المتحف وإطالة مدة إقامة السائح بالبلاد مع جلب الأثرياء والعلماء والمهتمين بالحضارة المصرية بشكل دائم وبإقامات ممتدة داخل البلاد ولتحقيق ذلك يجب أن يواكب افتتاح المتحف بنية تحتية متكاملة من نقل وطرق وفنادق متنوعة وخدمات سياحية مهنية مع إصدار تشريعات لحماية النشاط السياحي وتوفير خدمات بنكية وفقا لأحدث المنظومات العالمية للبنوك مع تدريب الفرق العاملة في المجال السياحي على كيفية التعامل الحضاري مع السائح والحرص الدائم على تقديم صورة مشرفة للبلاد.ويضيف الخبراء أيضا أن هناك أهمية قصوى لحماية الآثار داخل المتحف وخارجه من العبث أو التأثير المناخي عليها والوصول إلى معادلة تقديم خدمات متكاملة دون الإضرار بالآثار ورحلة السائح ويبقى أن افتتاح المتحف الحضاري المصري يمثل إنجازا رمزيا وعمليا فهو يعيد إنتاج صورة مصر كمنبع للحضارة الانسانية.
وعمليا يمنح مصر فرصة لجلب أكبر قدر من العوائد السياحية التي تساهم في رفع عجله الانتاج الاقتصادي ويشترط الخبراء لتحقيق ذلك اتباع سياسات تسويقية عالمية قادرة على مخاطبة السائح في كل بقاع الدنيا.
ويعد النجاح الحقيقي لهذا المتحف العظيم بمدى استمرارية تدفق الزائرين والعمل على تحسين جودة الخدمات السياحية وقدرة المؤسسات المصرية على تحويل هذا الصرح العظيم الى مركز عالمي بحثي وتعليمي مستدام يخدم اقتصادنا الوطني وصورة مصر العالمية.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
وائل فودة: افتتاح المتحف الكبير يعيد السياحة المصرية لمكانتها الطبيعية بين دول العالم
اكد الخبير السياحي وائل فودة ، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثًا تاريخيًا ينتظره العالم أجمع، وسيكون له تأثير إيجابي ضخم على حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال السنوات المقبلة.
وأوضح فودة أن المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، يأتي تتويجًا لجهود الدولة المصرية في تطوير البنية التحتية السياحية وإعادة تقديم التراث المصري بروح عصرية تجذب الزوار من مختلف الجنسيات.
وأضاف: "المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أثري، بل صرح عالمي يُجسد قوة مصر الناعمة، ويعكس صورة حضارية متكاملة أمام العالم. فموقعه المتميز بالقرب من الأهرامات، وتصميمه المبدع، ومقتنياته النادرة، تجعل منه وجهة لا مثيل لها."
وأشار وائل فودة إلى أن افتتاح المتحف سيساهم في تنشيط السياحة الثقافية مؤكدًا أن الشركات المصرية، يمكنها أن تستفيد من هذا الزخم الكبير من خلال تنويع برامجها السياحية ببرامج سياحة داخلية تشمل زيارة المعالم الفرعونية والتاريخية. مع دمجها بالسياحه الشاطئيه في برامج متكامله
وختم فودة تصريحه قائلاً:
"مصر اليوم تُعيد تقديم نفسها للعالم بثوب جديد، والمتحف المصري الكبير هو بوابة المستقبل التي ستفتح أمامنا آفاقًا أوسع لجذب السياحة وتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع الحيوي." وتتوافق مع رؤيه 2030 للوصول الي 30 مليون سائح