وعد بلفور.. خطيئة بريطانيا التي شرعنت انتزاع الحق الفلسطيني
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
◄ بريطانيا قدمت الدعم الكامل لليهود لتأسيس وطن لهم على أرض فلسطين
◄ لندن حشدت اليهود المشتتين في كل دول العالم خلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين
◄ كيان الاحتلال قام على أنقاض دولة فلسطين ونفى مئات الآلاف من الفلسطينيين
◄ تحقق مراد الحركة الصهيونية بإعلان "دولة إسرائيل" في عام 1948
◄ الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين لا يلغي مسؤوليتها عن الوعد
◄ "حشد": "وعد بلفور" هو أساس النكبة المستمرة.
. والإبادة في غزة امتداد لجريمة بريطانيا
◄ الفلسطينيون يؤكدون مواصلة النضال المشروع لتحرير أراضيهم وعودة اللاجئين
◄ فصائل المقاومة: "وعد بلفور" بوابة الإجرام والإبادة الصهيونية
◄ التأكيد على التمسك بكافة أشكال المقاومة لإنهاء الاحتلال
الرؤية- غرفة الأخبار
قبل 108 أعوام، كانت الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها بريطانيا ممثلة في "وعد بلفور" والذي مهّد الطريق للحركة الصهيونية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وطرد الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم وتكوين عصابات من المستوطنين لمهاجمة أصحاب الأرض.
ففي الثاني من نوفمبر من عام 1917، بعث وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثر جيمس بلفور، رسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، عُرفت فيما بعد باسم "وعد بلفور".
وجاء في نص الرسالة، إن "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل عظيم جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية". وتزامن الوعد مع احتلال بريطانيا لكامل أراضي فلسطين التاريخية خلال الحرب العالمية الأولى.
وبعد مرور عام، أعلنت كل من إيطاليا وفرنسا موافقتها عليه، لتتبعها موافقة أمريكية رسمية عام 1919، ثم لحقت اليابان بالركب في ذات العام. وخلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين (1917- 1948)، عملت لندن على استجلاب اليهود من كافة دول العالم، وتنظيمهم وتقديم الدعم لهم لتأسيس دولة إسرائيل.
وكان هذا الوعد "المشؤوم" بمثابة جريمة وخطيئة ارتكبتها بريطانيا بحق الفلسطينيين، لأنها مكنت الحركة الصهيونية من الاستيلاء على فلسطيني والتوسع في السيطرة على معظم الأراضي، حتى باتت إسرائيل مصدر زعزعة الاستقرار بالمنطقة، وتهدد السلام والأمن الدوليين.
ومنذ ذلك الوقت، بدأت الممارسات الإجرامية للعصابات الصهيونية بتهجير الفلسطينيين حتى تحقق مرادهم بإعلان دولة إسرائيل في عام 1948 على أنقاض دولة فلسطين، ليجد مئات الآلاف من الفلسطينيين أنفسهم لاجئين في المنافي والمخيمات.
وبعد عقودٍ من سياسات التهجير والمجازر ومصادرة الأراضي، تحقق مضمون الوعد بقيام الكيان الصهيوني عام 1948 على أنقاض دولة فلسطين، و500 قرية وبلدة فلسطينية دمّرت بالكامل، وشرد مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أصبحوا لاجئين في المنافي والمخيمات، حتى يومنا هذا.
وقالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، إن مرور 108 أعوام على وعد بلفور المشؤوم يمثل استمرارًا للظلم التاريخي بحق الفلسطينيين، وتجلياته الأكثر فظاعة اليوم في الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وأضافت "حشد"- في بيانٍ لها بمناسبة الذكرى الـ 108 لوعد بلفور- أن الوعد شكل الأساس للنكبة المستمرة وفتح الطريق أمام قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على أنقاض الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني، متسبّبًا في تهجير الملايين وارتكاب أبشع جرائم ضد الإنسانية.
وأوضحت الهيئة، أن ما يجري في غزة منذ أكثر من عامين هو امتداد مباشر لجريمة وعد بلفور، نتيجة الحصانة السياسية والقانونية للاحتلال الإسرائيلي وانحياز بعض القوى الغربية للمشروع الصهيوني، رغم الأدلة الواضحة على ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب.
وأكدت أن الاعتراف البريطاني الأخير بدولة فلسطين لا يُلغي مسؤوليتها التاريخية والقانونية عن الوعد، داعية إلى اعتذار رسمي وتعويض شامل للشعب الفلسطيني ووقف الدعم العسكري والسياسي للاحتلال فورًا.
ودعت الهيئة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تفعيل قرارات الشرعية الدولية، وتقديم حماية عاجلة للمدنيين في غزة، وتسريع التحقيقات في جرائم الحرب والإبادة الجماعية أمام المحكمة الجنائية الدولية، وإنهاء الإفلات من العقاب.
بدورها، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، الأحد، أن وعد بلفور المشؤوم كان بمثابة "بوابة الظلم والإجرام والإرهاب والإبادة الصهيونية" بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وشددت الفصائل في بيان مشترك على أن وعد بلفور سيظل "جرحا مفتوحا وجريمة لا يمكن أن تُغتفر أو تسقط بالتقادم"، وأن محاولات التطبيع وشرعنة وجود الكيان الصهيوني لن تنجح، لأن اغتصابه للأرض هو "جريمة تاريخية كبرى".
وأكد البيان ثوابت الشعب الفلسطيني وضرورات المرحلة الراهنة واستمراره في صموده وثباته، مؤكدة أنه سيتم "التصدي لكل المؤامرات والمخططات الصهيوأمريكية" التي تهدف إلى اقتلاعه من أرضه، ولن يتنازل عن "ذرة تراب واحدة".
وأكدت الفصائل أن الوحدة الوطنية هي "الطريق الأمثل لتحرير فلسطين"، ويجب تحقيقها على أساس الشراكة الوطنية والهدف المشترك والمقاومة المشتركة. وشددت على أن الشعب سيبقى متمسكا بالمقاومة وبكل أشكالها وفي مقدمتها المقاومة المسلحة "حتى دحر العدو والعدوان الصهيوني".
وانتقد البيان بشدة القوى الدولية التي أسهمت بوعد بلفور وتشارك حاليا في دعم إسرائيل، ووصفتها بـ"قوى الظلم والطغيان" التي "تشارك بحماية الكيان الصهيوني وقادته من الملاحقة والمحاسبة، وتمده بالسلاح والصواريخ التي يقتل بها المدنيين".
واتهمت الفصائل هذه القوى بـ"التجرد من الإنسانية" و"التواطؤ الغربي الأمريكي وبشراكة تامة في حرب الإبادة والمحرقة الصهيونية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
“الهيئة 302”: وعد بلفور أسس لنكبة فلسطين وقضية اللاجئين
#سواليف
قالت ” #الهيئة_302 للدفاع عن #حقوق_اللاجئين_الفلسطينيين” (غير حكومية مقرها بيروت)، إن مرور 108 سنوات على #وعد_بلفور يشكّل مناسبة لتجديد المطالبة بإعادة الحقوق إلى أصحابها الأصليين، ومحاسبة الجهات التي تسببت بمعاناة #الشعب_الفلسطيني منذ أكثر من قرن.
واعتبرت الهيئة، في بيان صحفي اليوم السبت أن إعلان بلفور في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917، مثّل محطة فاصلة في تاريخ #القضية_الفلسطينية، بل وفي تاريخ الإنسانية جمعاء، مشيرة إلى أن الوعد صدر بشكل غير قانوني عن مسؤول يمثل #دولة_الاحتلال البريطاني، ولا يملك الحق في منح أرض لا يملكها لغرباء جاؤوا من مختلف دول العالم.
وأضاف البيان أن هذا الوعد لم يكن ليصدر لولا وجود #تواطؤ_دولي ممنهج، قادته قوى الضغط الصهيوني في الغرب، قبل حتى إقرار الانتداب البريطاني على فلسطين في مؤتمر سان ريمو عام 1920، حيث تم لاحقًا إلحاق وعد بلفور رسميًا بالانتداب وفق المادة الثالثة من المعاهدة.
مقالات ذات صلةوأشار البيان إلى أن تاريخ 11 أيلول/سبتمبر 1922 شهد خطوة أخرى في تكريس هذا التواطؤ، حين وقّعت 56 دولة غربية وعربية وإسلامية على إنشاء عصبة الأمم، التي ضمّت “وعد بلفور” إلى تشريعاتها، رغم أن أهداف العصبة كانت إحلال الأمن والسلام، وهو ما يتناقض مع منح أرض الفلسطينيين للمستوطنين القادمين من الخارج.
وتطرّق البيان إلى المفارقة التاريخية المتمثلة في استمرار الانتداب البريطاني على فلسطين خلال إعداد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بين عامي 1945 و1948، حيث كانت بريطانيا تسهّل هجرة اليهود، وتغض الطرف عن المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين، وتُجري التحضيرات لتسليم الأرض لتلك العصابات التي تحولت لاحقًا إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت الهيئة أن “وعد بلفور” شكّل إهانة سياسية وإنسانية وأخلاقية، ليس فقط للشعب الفلسطيني، بل لكل القيم والمبادئ التي تأسست عليها البشرية، إذ وضع الأسس لنكبة فلسطين، وارتكاب المجازر والتطهير العرقي، ونشوء قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتأسيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثتهم وتشغيلهم (الأونروا) في كانون الأول/ديسمبر 1949.
وختم البيان بالدعوة إلى “صحوة ضمير عالمية” تعيد الحقوق إلى أصحابها، وتقدّم التعويض المعنوي والمادي للفلسطينيين، وتُحاسب الجهات التي تسببت بمعاناتهم المستمرة منذ أكثر من مئة عام.
يشار إلى أن “عد بلفور” هو تصريح رسمي صدر عن وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917، أعلن فيه دعم حكومة بلاده لإنشاء “وطن قومي لليهود في فلسطين”، رغم أن فلسطين كانت آنذاك تحت الحكم العثماني ولم تكن لبريطانيا أي سيادة قانونية عليها.
شكّل هذا الوعد الأساس السياسي والقانوني الذي مهّد لاحتلال فلسطين وتهجير شعبها، ويُعد من أبرز الوثائق الاستعمارية التي ساهمت في نكبة الفلسطينيين وتأسيس قضية اللاجئين.