جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-02@22:21:22 GMT

الحقيقة الغائبة في ملف التوظيف

تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT

الحقيقة الغائبة في ملف التوظيف

 

 

 

مرفت بنت عبد العزيز العريمية

 

رُبَّ ضارة نافعة؛ فالخير قد يخرج من باطن قد يبدو في ظاهره لنا شرًا، هكذا تبدو الأمور فيما يخص أزمة الوظائف التي تشغل الرأي العام منذ أعوام؛ إلّا أنَّ الوظيفة بمفهومها التقليدي فقدت رونقها بعدما كانت المبتغى والغاية، وسعت وراءها أجيال منذ انطلاقة الثورة الصناعية الأولى وحتى اليوم ونحن في القلب من الثورة الصناعية الرابعة، تاركة حِرف الأجداد وتجارة الآباء بحثًا عن استقرار مادي وحياة أفضل وكان ذلك سببًا من أسباب هجرة العمالة الوافدة من أوطانها باحثة عن فرص عيش تحفظ كرامتهم لشغل المهن التقليدية والحرف اليدوية.

فبعد عقود من الأزمات الاقتصادية وتسريح العمالة الوطنية المُتكرر، وتفاقم أزمة الباحثين عن عمل عالميًا ومع فقدان الأمان الوظيفي، يتَّجه الشباب اليوم إلى العمل الحرّ والمرن الذي يعتمد على مهارات فردية كالحرف والمهن والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، التي توفر للفرد حياة اجتماعية صحية ومرونة في ساعات العمل تتوافق مع قناعات هذا الجيل الذي لا يميل إلى الاستقرار في وظيفة ثابتة طويلًا، إنه جيل يحب السفر والتنقل والتكنولوجيا والعمل عن بعد خارج المكاتب التقليدية والأبواب المغلقة ولا يحب الروتين وساعات العمل الطويلة دون أن يحظى باستراحة طويلة، جيل نفقاته كثيرة مقارنة بالأجيال السابقة؛ لذلك لا تُعد الوظيفة الثابتة مغرية إن لم تكن مجزية ولا تحقق له استقلالية.

لذلك اعتمدت المؤسسات الكبرى عالميًا نظام العمل خارج المكتب وفي الأماكن المفتوحة وحلَّ الحاسوب وشبكة الإنترنت مكان الطاولة والمكتب.

وفي هذه المرحلة الفاصلة، وحتى لا نهدر المزيد من الموارد البشرية والمادية دون تحقيق المنفعة الاقتصادية المرجوة لبناء المجتمع يجب أن ينصب الاهتمام على تجسير الفجوة المهارية والفكرية بين الباحثين عن عمل ومتطلبات السوق من حيث المهارات العملية وبيئات عمل محفزة للإنتاج فالمهارة أولى من المؤهل العلمي الذي لم يعد كافيا لمنح الفرد لقمة عيش كريم.

نحن بحاجة إلى إنشاء مراكز تدريب على المهارات في كل المحافظات وتعمل على مدار العام وتوفر الدعم المعرفي والاستشارات في جو إبداعي ينمي المهارات، لكل الباحثين عن عمل والمُسرَّحين من أعمالهم والعازمين على العمل الحر لتزويدهم بمهارات وثقافة عمل تنعش الاقتصاد وتتلاءم مع التوجه الاقتصادي العالمي وليس المحلي فالعالم أصبح أصغر من قرية.

ويعد ملف التوظيف من الملفات الساخنة والشائكة والمثيرة للجدل وقد أخذ حيزًا واهتمامًا من قِبَل صُنَّاع القرار والمؤسسات التي بادرت بطرح حلول مختلفة لاحتواء المشكلة إلّا أن الطريق لا يزال طويلًا، وهي ليست نظرة سوداوية؛ بل واقعية.. فنحن جزءٌ من هذا العالم الكبير المُتغيّر والذي يمر بتحديات وتحولات كبرى على كافة الأصعدة، إلّا أن هناك الكثير من العوامل التي أدت إلى تفاقم المشكلة في منطقتنا ومن أهمها ديمغرافية المجتمع التي يشغل فيها الشباب النسبة الأكبر من التركيبة السكانية فالشواغر الوظيفة لا تستطيع أن تحتوي التدفق المستمر من مخرجات التعليم. وعوامل أخرى اقتصادية تتعلق بالتحولات الاقتصادية وتغيرات سوق العمل العالمي والتوجه إلى الاقتصاد الأخضر والأتمتة والذكاء الاصطناعي والتغيرات المناخية والبيئية وغيرها. وكلها تحولات تنذر بأنَّ سوق العمل لن يعود كما كان وما يحدث اليوم ما هو إلا مخاض لولادة أنظمة اقتصادية مختلفة تتطلب إحداث تغييرات جذرية في التعليم والتدريب وثقافة العمل ومفهوم الوظيفة التقليدية.

ونحن أيضًا في مرحلة نحتاج إلى استراتيجية متكاملة لفهم جيل الشباب الذي يمتلك رؤيته الخاصة للعمل والحياة وذلك لنتمكّن من تجسير الفجوة المهارية بين الأجيال في العمل والحياة فهما لا ينفصلان، لذا من الضرورة إنشاء مراكز تدريب للباحثين عن عمل والمسرَّحين بكافة مؤهلاتهم العلمية وذلك لتزويدهم بمفاهيم العمل ومهارات التواصل والتسويق الذكي.

وكي نحقق كل ذلك لا بُد من تسويق ذكي للكوادر الوطنية ومواجهة الحملات السلبية التي تمسّ مفهوم توطين الوظائف من خلال حملات رصينة تشتغل على إدارة السمعة التي سيكون لها أثر كبيرٌ ومتكاملٌ مع برامج إعداد الموارد البشرية للمهن والوظائف.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إلهام أبو الفتح تكتب: الحقيقة فاقت الخيال

وأخيرًا تحقق الحلم، وشهد العالم افتتاح أكبر متحف للحضارة المصرية في التاريخ.

كان مشهد الافتتاح حضاريًا بكل معنى الكلمة؛ مشرفًا، مهيبًا، يليق بمصر وحضارتها التي تبهر العالم وتحير العلماء.

مساء اليوم السبت، كانت أنظار العالم تتجه إلى القاهرة.

من قلب الجيزة، بجوار الأهرامات، فُتحت أبواب المتحف المصري الكبير في احتفال غير مسبوق.

حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى جواره عشرات القادة والرؤساء من مختلف القارات، من بينهم الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعاهل الإسباني فيليب السادس، وعدد من ممثلي منظمة اليونسكو، ورؤساء وزراء، ووزراء الثقافة والسياحة من دول عربية وأوروبية وأفريقية وآسيوية.

كل أجهزة الدولة كانت تعمل منذ شهور كفريق واحد لتخرج اللحظة في أبهى صورها.

معظم القنوات العالمية والعربية  كانت حاضرة وتنقل علي الهواء ، كان الافتتاح نقطة انطلاق لمرحلة جديدة، عنوانها الثقافة والتنمية.

منذ توليه المسؤولية، تابع الرئيس عبد الفتاح السيسي المشروع خطوة بخطوة، واعتبره نافذة تطل منها مصر على العالم.

وجّه بأن يكون المتحف مشروع دولة لا وزارة، وأن يكون الافتتاح حدثًا يليق بتاريخ مصر ومكانتها.

قال في أحد اجتماعاته إن الهدف ليس فقط عرض الآثار، بل إعادة وصل الحاضر بالماضي. 

أعجبتني فرحة المصريين بمشروعهم.

أعجبني التفافهم حول المتحف قبل الاحتفال ليعلنوا فرحتهم وعشقهم لوطنهم.

يكفي أن مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى لوحات فرعونية، تحمل صور أصحابها كملوك وفراعنة، ابتهاجا واحتفاءً وفرحة غامرة

وخلال الاحتفال، عبّر القادة الحاضرون عن إعجابهم بما أنجزته مصر.

قال الرئيس الألماني "إن المتحف المصري الكبير لا يمثل ماضي مصر فحسب، بل مستقبلها الثقافي في العالم".

وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  بـ"الصرح الذي يذكّر العالم بأن الحضارة لا تموت طالما هناك من يحميها"،

وأكد العاهل الإسباني فيليب السادس أن "ما فعلته مصر اليوم يثبت أن الحضارة لا تُقاس بعمرها فقط، بل بقدرتها على التجدد والعطاء".

وفي وسط هذا الافتتاح المهيب، يبقى اسم الفنان فاروق حسني حاضرًا.

فهو الذي قال يوما:

“سيكون لدينا أكبر متحف للآثار المصرية في العالم.”

تابعت عن كثب مع الوزير فاروق حسني طوال هذه السنوات مراحل إنشاء المتحف  واعلم كم يمثل هذا الحلم بالنسبة له وكيف كان هذا الحلم عظيما وكان يعمل فيه بكل الشعب والحب ومنذ ايام كنت أتحدث معه كانت سعادته تطال السماء لان حلمه تحول الي حقيقة

حلم  فنان قال ببساطة:

"تخيلت المتحف المصري الكبير.. لكن الحقيقة كانت أكبر من الخيال".

طباعة شارك الأهرامات إيمانويل ماكرون فرانك فالتر فيليب السادس الرئيس عبد الفتاح السيسي الفنان فاروق حسني المتحف المصري الكبير

مقالات مشابهة

  • من التوقع إلى الحقيقة.. كيف تنبأت ليلى عبد اللطيف بإبهار مصر للعالم؟
  • مصطفى قمر مفاجأة حفل افتتاح مهرجان "الفضاءات غير التقليدية".. غدًا
  • «كاكست» تطلق خدمة التجوال الأكاديمي لتمكين الباحثين من الاتصال الآمن بالشبكات البحثية حول العالم
  • «الموارد البشرية» وهيئة المدن الاقتصادية تطلقان خدمة أجير للمناطق الاقتصادية
  • إلهام أبو الفتح تكتب: الحقيقة فاقت الخيال
  • مسيرة الجزيرة.. الجسر الممدود إلى الحقيقة في مواجهة مشاريع الإسكات
  • هل انتشار الحشرات والنمل فى البيت يدل على الحسد؟.. اعرف الحقيقة
  • «الحِرف والصناعات التقليدية».. رحلة إلى قلب التراث الأصيل
  • تصنيف ليدن 2025.. المنيا تتألق بحثيًا وتُدرج ضمن 15 جامعة مصرية في النسخة التقليدية