يفترشون الأرض من أجل التعليم
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
غزة (الاراضي الفلسطينية)"أ ف ب":عاد تلاميذ مدرسة الحساينة في النصيرات وسط غزة إلى الصفوف رغم الدمار في القطاع حيث أعلنت الأمم المتحدة إعادة فتح المؤسسات تدريجا، اليوم.
وعقب وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) هذا الأسبوع إعادة فتح المؤسسات تدريجا، بعد عامين من الحرب المدمرة .
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني الثلاثاء على إكس إن أكثر من 25 ألف تلميذ انضموا إلى "مساحات التعلم المؤقتة" التابعة للوكالة، فيما سيتابع حوالى 300 ألف تلميذ دروسا عبر الإنترنت.
وفي مدرسة الحساينة، أظهرت لقطات فتيات يتجمعن صباحا في الملعب لممارسة التمارين الرياضية وهن يهتفن "عاشت عاشت فلسطين!".
وبعدها، دخلت حوالى 50 فتاة أحد الصفوف وجلسن على الأرض بدون مكاتب أو كراس.
ورغم عدم توافر الظروف الملائمة للدراسة، أجبن على أسئلة المدرّسة، ونسخن الدرس من اللوح على دفاترهن فيما بدت السعادة على وجوههن.
وخلال الحرب، أصبحت هذه المدرسة، مثل العديد من المرافق الأخرى التابعة للأونروا، مأوى لعشرات العائلات.
وما زال نازحون موجودين في المبنى الذي تظهر على واجهته حبال لنشر الغسيل.
وفي صف آخر، يظهر عدد مماثل من الفتيات وهن يجلسن على الأرض مع دفاتر بين أحضانهن.
وقالت وردة رضوان (11 عاما) إنها تتطلع للعودة إلى روتينها الدراسي. وأضافت لوكالة "أنا الآن في الصف السادس، لكنني خسرت سنتين بسبب النازحين والحرب".
وكتبت الأونروا هذا الأسبوع على إكس "في حين تعمل الوكالة على فتح مزيد من أماكن التعلم المؤقتة في الملاجئ، يجبر بعض الأطفال على التعلم على السلالم. العديد من المدارس في حالة خراب".
وأكد المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط إدوارد بيجبيدير في نهاية أكتوبر أن المجتمع الإنساني منخرط في "سباق مع الزمن" من أجل "إعادة التعليم إلى صلب الأولويات" في غزة، وإلا فإنه يخاطر بترك "جيل ضائع".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
«الفاشر» جَحِيم على الأرض وهلاك للبشر
لقد كتبت سابقًا فى محراب هذه الجريدة وموقعها الرصين، سلسلة مقالات بعنوان السودان التقسيم والمأساة، وبفضل الله بأن ما كتبته يعد سبقًا فى تقديم رؤية واضحة، فيما تنبأت إليه من ضياع مستقبل السودان إذا لم يتم تحريرها، من ظلم فساد عصابة سفاكى الدماء مرتزقة ميليشيا الدعم السريع، بزعامة السَفّاك محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتى»، وهذا النبت الشيطانى قد غرس جذور منبته هو ومجموعته المسلحة، الرئيس السودانى المخلوع عمر البشير، الذى غامر بهما لحماية ملكه وعرشه، ضد أى ثورة شعبية أو انقلاب عسكرى يقام ضده، لإسقاطه أو يطاح به، فيكون بذلك قد جعل هذه الميليشيا المسلحة، قوة مناوئة للشعب السودانى وجيشه النظامى، ولكن هذا البشير كان غير مُكتَرِثًا لخطورتها على الشعب وعليه، فكانت سببًا رئيسًا للإطاحة به وإسقاطه، فى ثورة 19 ديسمبر من عام 2018، ويصدق فيه قول الحق تعالى: «وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ» الآية رقم (43) من سورة فاطر.
ولم يكن «حميدتى» وميليشاته خطرًا على نظام حكم البشير فحسب، بل أصبحوا يشكلون تهديدًا حقيقيًّا لأمن واستقرار السودان ودول الجوار، بعد أن اتسع نطاق جرائمهم العدوانية ليشمل عموم البلاد، وكما فعل «نتنياهو» فى فرض حصار مطوق على قطاع غزة، ليقتل أهلها مرضًا وجوعًا وعطشًا، فعل بالمثل تؤمه فى الإجرام «حميدتى» على مدينة «الفاشر»، عاصمة ولاية شمال «دارفور»، وأهم المدن الاستراتيجية فيها، عندما بدأت مليشياته فى العاشر من مايو عام 2024، بتطويق المدينة من كل الجهات، ومنعت عنها كل سُبُل الحياة، وأصبح من العسير ضمان وصول الأمدادات والمؤن إليها، حتى عانا سكانها من ويلات الجوع والعطش وفتكت بهم الأمراض والأوبئة، وسط صمت دولى رهيب على قسوة هذا الظلم والاستبداد، التى عانت منه المدينة على مدار 500 يوم من المجاعة والمرض وشح الغذاء، وأصبح علف الحيوانات بدائل طعام يتناولها البشر.
ومن تطويق «الفاشر» إلى سقوطها واقتحامها، فى 26 أكتوبر الماضى، حيث قامت هذه الميليشيا الهمجية، بأعمال انتقام غوغائية فى حق السكان المدنيين الأبرياء العزل، التى لا تقل إجرامًا ووحشية عن جرائم الإبادة الجماعية، التى مارسها جيش الاحتلال الإسرائيلى على أهالى قطاع غزة، وبتوجيه من «حميدتى» ارتكبت ميليشيا الدعم السريع، جرائم وأفعال غاية فى القسوة والفظاعة، فى حق أهالى مدينة «الفاشر» المسالمون المستسلمون المستضعفون، من جرائم قتل جماعى ممنهج، للشيوخ والشباب والنساء والأطفال، وهؤلاء المغدور بهم قد سيقوا جماعات، دون أن يقدم إليهم ما يسد الرمق أو يروى الظمأ، بل زادهم الجوع والعطش محبوسين عن الطعام والشراب عمدًا، مشرفين على الموت جوعًا وعطشًا، أو يصيبهم رصاص الغدر قتلا، وهذه الجرائم العلانية وثقتها عدسات كاميرات الأجهزة الذكية، فى مشاهد بثتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تعتبر دليل إثبات مادى بالأدلة والبراهين، على همجية جرائم العنف لجماعة الغوغاء الشيطانية، التى تجردت من كل معانى الإنسانية لهدم البنية البشرية، وحتى المرضى لم يسلموا من جرائمهم الدموية، فحدثت أفظع مجزرة لأكثر من ٤٦٠ مريضًا بالمستشفى السعودى فى «الفاشر»، إلى جانب أفعالهم الإجرامية المقززة، فى اغتصابهم للنساء والفتيات والأطفال، واستخدامهم لأجسادهم بِطَرِيقَة مبتذلة واستعبادهم جنسيًا بطريقة مهينة، لقد قامت ميليشيا الدعم السريع، بكل هذه الجرائم الوحشية، بطريقة استنكرها المجتمع الدولى وفزع منها الرأى العام العالمى، لأنها تملأ القلوب حزنًا وألمًا وأسى، وأشد الجرائم استنكارًا لتلك الفاجعة المؤلمة، التى حلت مصائبها بأهل «الفاشر»، وختامًا لمقالى هذا قوله تعالى: «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً» الآية رقم (74) من سورة البقرة.