هل نسيان سجدة في الصلاة يبطلها أم يكتفى بسجود السهو؟
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى مسجلة له، إنه يجب على المصلي أن يفرّق بين ترك الركن والسنة، موضحًا أنه إذا قام إلى الركعة الثالثة حتى بلغ حد القيام التام، فلا يرجع للجلوس لأن القيام ركن من أركان الصلاة، أما الجلوس للتشهد الأوسط فهو سنة، فلا يصح أن يرجع من ركن إلى سنة، أما إذا لم يكتمل قيامه وظل أقرب إلى القعود، فعليه أن يجلس للتشهد ثم يواصل صلاته.
وفي سؤال آخر حول من ظن بعد التسليم أنه نسي ركعة، قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن هذا من الوسوسة، موضحًا أن تكرار الشك بعد الصلاة يُعد وسواسًا يجب عدم الالتفات إليه، وأن الصلاة في هذه الحالة صحيحة تمامًا ولا شيء على المصلي.
أما عن من نسي ركعة ثم تذكرها أثناء التشهد الأخير، فقد أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن سجود السهو شُرِع لجبر النقص أو الخلل في الصلاة، مشيرًا إلى أن السهو أو السرحان دون ترك ركن أو سنة لا يبطل الصلاة، لكنه ينقص من أجرها، وعلى المسلم أن يكون حاضر القلب متدبرًا لما يقرأه أثناء الصلاة.
هل نسيان سجدة يتطلب سجود السهو
ومن جانبها، ذكرت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أنه إذا نسي المصلّي سجدة من إحدى الركعات، فإن الفقهاء اختلفوا في الحكم، حيث يرى المالكية والحنابلة أن عليه أن يأتي بركعة كاملة بدل الركعة التي نسي منها السجدة، وإن طال الوقت بعد ذلك بطلت صلاته ووجب عليه الإعادة.
بينما يرى الحنفية والشافعية أن الصلاة صحيحة إذا كان التذكّر قريبًا، فيسجد السجدة التي نسيها فقط، ثم يتشهد ويسلم ويسجد للسهو بعد السلام.
وأضافت اللجنة أنه إذا لم يتذكر إلا بعد الانتهاء من الصلاة والخروج من المسجد، فعليه أن يعيد الصلاة كاملة، لأن الركن لم يُؤدَّ، ولا يُجزئ عنه سجود السهو وحده، ويشمل ذلك الإمام ومن صلوا خلفه.
وبذلك يتضح أن نسيان سجدة من ركعة لا يُجبر بسجود السهو وحده، بل يُعاد أداؤها أو الركعة كاملة بحسب المذهب والوقت، أما السهو البسيط الذي لا يترتب عليه ترك ركنٍ من أركان الصلاة فيُجبر بسجود السهو فقط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سجدة في الصلاة سجود السهو دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
كيف نتعامل مع الأب الظالم؟.. أمين الإفتاء: الصبر هو الطريق الأمثل
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم الأب الظالم الذي يعامل أولاده بقسوة ويوقع بينهم، موضحًا أن الحكم على الشخص غيابيًا ليس من شأن أحد، لكن يمكن توجيه نصيحة عامة له: "اتقِ الله"، فهي تذكرة للإنسان بالرجوع إلى ربه وتحقيق الطاعة، كما قال الله تعالى: "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ" (الذاريات: 55).
كيف نتعامل مع الأب الظالم؟وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن الظلم في ذاته من أشد المعاصي، سواء كان من الأب على أبنائه، أو من أي شخص على غيره، مستشهدًا بالحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما"، كما ذكر حديث النبي ﷺ: "الظلم ظلمات يوم القيامة".
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن الأبوة لا تجيز أبدًا ظلم الأب لأولاده، وأن الزوجية لا تسوغ ظلم الزوج أو الزوجة لبعضهما البعض، مؤكدًا أن الصبر والتعامل مع الله في كل الأمور هو الطريق الأمثل، فلا يجب على الإنسان الرد بالظلم على من ظلم، حتى لا يظلم نفسه بمعصية العقوق.
هل يذهب الإنسان للمعالجين بالقرآن للسحر؟.. الإفتاء تكشف خطوات العلاج
هل الحسد يمنع الرزق ويجلب الفقر؟.. الإفتاء: بـ3 أذكار توقفه
ما حكم سفر المرأة للعمرة مع ابن زوجها؟.. الإفتاء تجيب
حكم خروج المرأة إلى المسجد متعطرة.. الإفتاء توضح أقوال الفقهاء
وشدد أمين الفتوى في دار الإفتاء على أن كل فعل صائب يُبتغى به وجه الله، يكون في ميزان حسنات الإنسان، سواء كان صبرًا على ظلم، أو إحسانًا، أو صدقة، أو الحفاظ على صلة الرحم، فكلها أعمال لله سبحانه وتعالى، لا للرد بالمثل أو طلب المكافأة من الناس.
وأكد أن الهدف من هذه التوجيهات هو أن تكون أفعالنا خالصة لله، وأن نصبر على الظلم مع الاحتكام إلى الله، مع معرفة أن كل ما نعمله لله يثمر بالبركة والرضا في حياتنا وفي الآخرة.