كارثة إنسانية متزايدة في السودان وسط تصاعد المعارك وانهيار الإغاثة
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
شهد السودان تصاعدا حادا في المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ أعلن مصدر عسكري تنفيذ قصف جوي على مقر للدعم السريع في بلدة بليل جنوب شرقي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، في حين شنت قوات الدعم هجوما على مقر الفرقة الـ22 في ولاية غرب كردفان، ودفعت بحشود كبيرة نحو المدينة للسيطرة عليها.
وفي خضم هذه التطورات أكد وزير المالية جبريل إبراهيم بعد زيارته مخيم العفاض بالولاية الشمالية عدم وجود هدنة أو تفاوض مع قوات الدعم السريع، وأنه لن يكون هناك تسامح مع الجرائم التي ارتكبتها تلك القوات، متعهدا باسترداد الفاشر ودارفور وكل المناطق التي سيطرت عليها القوات المتمردة.
وعلى الصعيد الإنساني، أكد توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الوضع الإنساني في السودان ما زال في مستوى الخطر.
وأشار فليتشر عقب لقائه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في مدينة بورتسودان إلى استعداد الأمم المتحدة للعمل في جميع مناطق البلاد.
من جهته، أكد كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التزام المنظمة بتوسيع نطاق المساعدات لتشمل المناطق الأشد صعوبة في السودان، حسب تعبيره.
وأشار سكاو خلال لقائه البرهان إلى أن المنظمة ستعمل على دعم المزارعين المحليين وإنعاش الأسواق في الخرطوم ومناطق أخرى.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان من أن نحو 25 مليون سوداني يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي، منبها إلى أن الصراع في السودان تسبب في أزمة خطيرة بمجال حقوق الإنسان وواحدة من أكبر حالات الطوارئ الإنسانية بالعالم.
وأشار المكتب إلى أن الآلاف قُتلوا وسُجلت مئات حالات العنف الجنسي وارتُكب عدد لا يُحصى من انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان، مضيفا أن نحو 12 مليون شخص نزحوا منذ أبريل/نيسان 2023، وأصبح السودان يشهد الآن أكبر أزمة نزوح في العالم.
إعلانمن ناحيتها، وصفت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الإنسانية إيفا هرنتشيروفا مدينة الفاشر بأنها تحولت إلى "مقبرة للإنسانية"، مضيفة في تصريحات للجزيرة أن 1.5 مليون سوداني نزحوا إلى تشاد.
وفي السياق ذاته، كشفت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أمس الثلاثاء عن شهادات مروعة لنساء نازحات من الفاشر تحدثن عن عمليات قتل واغتصاب ممنهج وخطف أطفال، مؤكدة أن الاغتصاب يُستخدم سلاحا في الحرب، وأن أجساد النساء باتت مسرحا للجريمة في السودان.
وقالت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا آنا موتافاتي للصحفيين في جنيف عبر الفيديو من نيروبي إن النساء تعرضن "لأهوال لا يمكن لأحد تحملها على الإطلاق"، مؤكدة أن العنف الجنسي منتشر بشكل كبير، وأن هناك "أدلة واضحة على أن الاغتصاب يُستخدم بشكل متعمد ومنهجي سلاحا في الحرب".
من جانبها، حذرت المنظمة الدولية للهجرة من قرب انهيار عمليات الإغاثة في شمال دارفور بسبب نقص التمويل والإمدادات، مشيرة إلى أن المستودعات شبه خالية وأن القوافل تواجه قيودا أمنية خطيرة، مما يهدد بوقوع "كارثة أكبر" في ظل موجة نزوح دراماتيكية تجاوزت 90 ألف شخص من الفاشر خلال أسبوعين.
وقالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب في بيان "إن فرقنا تستجيب، لكن غياب الأمن ونفاد الإمدادات يعنيان أننا لا نصل إلا إلى جزء من المحتاجين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الأمم المتحدة فی السودان إلى أن
إقرأ أيضاً:
اتهامات لـ الدعم السريع باحتجاز عائلات في غرب كردفان.. وتحذيرات من توقف الإغاثة الأممية
قالت شبكة أطباء السودان، إن "قوات الدعم السريع" تحتجز سبعة عائلات بمحيط مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان جنوبي البلاد، بتهمة انتماء ذويهم إلى الجيش.
وأضافت الشبكة أن "قوة من الدعم السريع احتجزت سبعة أسر مدنية، من بينها نساء وأطفال، في المناطق المحيطة بمدينة بابنوسة، بتهمة انتماء ذويهم إلى القوات المسلحة السودانية".
واعتبرت الخطوة "استمرارا لنهج الدعم السريع القائم على الاعتقال التعسفي والعقاب الجماعي بحق المدنيين الأبرياء" .
كما أدانت "هذا السلوك الذي يمثل انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني، وخرقا لمبادئ حماية المدنيين في أوقات النزاع"، مؤكدة أن "استهداف الأسر على أساس الاشتباه أو الانتماء يشكل جريمة حرب".
وحملت الشبكة "الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامة المحتجزين"، داعية المنظمات الحقوقية والأممية إلى التدخل الفوري لإطلاق سراحهم، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات بحق المدنيين في غرب كردفان وسائر مناطق السودان.
وفي وقت سابق، حذرت المنظمة الدولية للهجرة، من توقف العمليات الإنسانية في السودان بالكامل ما لم يتوفر تمويل عاجل ووصول آمن للمحتاجين.
وقالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب إن "انعدام الأمن الشديد والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في الفاشر أدت إلى موجة نزوح هائلة وفاقمت الأزمة الإنسانية".
وأضافت المنظمة أن فرقها "تستجيب للاحتياجات حيث يمكن القيام بذلك، لكن انعدام الأمن ونفاد الإمدادات يعني أننا لا نصل إلا إلى جزء ضئيل من المحتاجين".
كما حذرت من أنه بدون وصول آمن وتمويل عاجل، "تُواجه العمليات الإنسانية خطر التوقف التام في اللحظة التي تكون فيها المجتمعات في أمس الحاجة إلى الدعم".
وأفادت المنظمة بأنه خلال الأسبوعين الماضيين أدى القصف العنيف والهجمات البرية في الفاشر ومحيطها إلى نزوح نحو 90 ألف شخص، ولا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين داخل المدينة.
وفرّ حوالي 38 ألفا و990 شخصا من القتال في شمال كردفان جنوبي البلاد في الفترة بين 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي و9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وفقا للبيان.
وأشارت المنظمة إلى أن مستودعات المساعدات الإنسانية شبه فارغة، وقوافل المساعدات تواجه انعدام الأمن، والقيود المفروضة على الوصول لا تزال تحول دون إيصال المساعدات الكافية.
وحثت الجهات المانحة والشركاء والمجتمع الدولي على التحرك فورا لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وضمان حصول المجتمعات الضعيفة على المساعدات بأمان.
واستولت "قوات الدعم السريع" على الفاشر في 26 أكتوبر الماضي، وسط تقارير عن ارتكابها مجازر بحق مدنيين وفقا لمنظمات محلية ودولية، وتحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.