CNN: بريطانيا توقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أمريكا.. لماذا؟
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
كشفت مصادر لشبكة "سي إن إن" أن المملكة المتحدة أوقفت تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة بشأن السفن المشتبه في تورطها بتهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي، بسبب رفضها التواطؤ في الضربات العسكرية الأمريكية التي تعتبرها "غير قانونية".
ويمثل القرار البريطاني تحولا كبيرا في موقف أحد أقرب حلفاء واشنطن وشركائها الرئيسيين في تبادل المعلومات الاستخباراتية، ويعكس تزايد الشكوك حول قانونية الحملة العسكرية الأمريكية في أمريكا اللاتينية.
ووفقاً للمصادر، فإن المملكة المتحدة، التي تسيطر على عدة مناطق في البحر الكاريبي حيث تنتشر أصولها الاستخباراتية، ساعدت الولايات المتحدة لسنوات في تحديد مواقع السفن المشتبه في نقلها للمخدرات، لتتمكن قوات خفر السواحل الأمريكية من اعتراضها، بما يشمل توقيف السفن، والصعود على متنها، واحتجاز الطواقم، ومصادرة الشحنات.
وكانت المعلومات تُرسل عادة إلى فرقة العمل المشتركة بين الوكالات الجنوبية المتمركزة في ولاية فلوريدا، والتي تضم ممثلين عن عدة دول شريكة وتعمل على مكافحة تجارة المخدرات غير المشروعة. لكن بعد أن بدأت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات قاتلة ضد القوارب في أيلول/سبتمبر، ازدادت مخاوف بريطانيا من احتمال استخدام المعلومات التي تقدمها لندن لتحديد أهداف لتلك الضربات.
وبحسب المصادر، يعتقد المسؤولون البريطانيون أن الضربات الأمريكية التي أسفرت عن مقتل 76 شخصاً "تنتهك القانون الدولي"، مشيرين إلى أن تعليق التعاون الاستخباراتي بدأ منذ أكثر من شهر.
وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، قد صرح الشهر الماضي بأن تلك الضربات "تنتهك القانون الدولي وترقى إلى القتل خارج نطاق القضاء"، بينما أكدت مصادر "سي إن إن" أن المملكة المتحدة تتفق مع هذا التقييم.
ولم تصدر السفارة البريطانية في واشنطن أو البيت الأبيض أي تعليق على التقارير، فيما قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) للشبكة إن الوزارة "لا تتطرق إلى القضايا الاستخباراتية".
وقبل بدء الجيش الأمريكي بتنفيذ الضربات في أيلول/سبتمبر، كانت مكافحة تهريب المخدرات من اختصاص أجهزة إنفاذ القانون، وكان خفر السواحل الأمريكي يتعامل مع المهربين كمجرمين يتمتعون بحقوق قانونية كاملة، وهو ما كانت المملكة المتحدة تدعمه، وفقا للمصادر.
لكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دافعت عن قانونية الضربات، مؤكدة أن "للجيش الأمريكي الحق في قتل تجار المخدرات المشتبه بهم لأنهم يشكلون تهديدا وشيكا للأمريكيين"، ووصفتهم بأنهم "مقاتلون أعداء في صراع مسلح مع الولايات المتحدة"، وفق مذكرة أرسلت إلى الكونغرس.
كما أيد مكتب المستشار القانوني في وزارة العدل هذه الحجة، بحسب ما نقلته "سي إن إن"، بعد أن صنف ترامب عدداً من عصابات المخدرات على أنها "منظمات إرهابية أجنبية". وأكد البيت الأبيض أن الضربات "تتوافق تماماً مع قانون النزاعات المسلحة"، الذي يهدف إلى منع الهجمات على المدنيين.
إلا أن خبراء قانونيين أوضحوا أن قانون النزاعات المسلحة لا ينطبق على المدنيين من مهربي المخدرات، وأن تصنيف جماعة كـ"منظمة إرهابية أجنبية" لا يمنح تفويضاً تلقائياً باستخدام القوة المميتة. وذكرت مصادر "سي إن إن" أن العديد من القوارب التي استهدفتها الضربات الأمريكية كانت ثابتة أو عائدة من رحلاتها عند قصفها، ما يضعف حجة الإدارة بأنها تمثل تهديداً وشيكاً لا يمكن احتواؤه بالاعتراض أو الاعتقال.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً من كبار مسؤولي الدفاع الأمريكيين أبدوا شكوكهم في قانونية الحملة العسكرية.
وذكرت "سي إن إن" أن قائد القيادة الجنوبية الأمريكية، الأدميرال ألفين هولسي، عرض استقالته خلال اجتماع متوتر الشهر الماضي مع وزير الدفاع بيت هيغسيث ورئيس هيئة الأركان المشتركة، بعد أن طرح تساؤلات حول قانونية الضربات، ومن المقرر أن يغادر منصبه في كانون الأول/ديسمبر بعد عام واحد فقط من توليه رئاسة القيادة الجنوبية.
كما أعرب محامون في مكتب المستشار العام بوزارة الدفاع عن مخاوفهم بشأن شرعية العمليات، وقال عدد منهم للشبكة إن الضربات لا تبدو قانونية. في المقابل، نفى المتحدث باسم الوزير هيغسيث وجود أي معارضة من المحامين المشاركين في العمليات.
إلى جانب ذلك، قررت كندا، وهي من أبرز حلفاء الولايات المتحدة وشريكة لها منذ نحو عقدين في اعتراض سفن تهريب المخدرات في الكاريبي، النأي بنفسها عن الحملة الأمريكية. وأكدت مصادر "سي إن إن" أن كندا ستواصل شراكتها مع خفر السواحل الأمريكي في إطار "عملية الكاريبي"، لكنها أبلغت واشنطن برفضها استخدام معلوماتها الاستخباراتية لاستهداف القوارب في ضربات مميتة.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكندية للصحافة الشهر الماضي إن "أنشطة القوات المسلحة الكندية في إطار عملية الكاريبي، والتي تُنفذ بالتنسيق مع خفر السواحل الأمريكي، منفصلة ومتميزة عن الضربات العسكرية الأمريكية ضد سفن المخدرات المشتبه بها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية بريطانيا ترامب بريطانيا امريكا مكافحة المخدرات ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خفر السواحل الأمریکی الولایات المتحدة المملکة المتحدة سی إن إن
إقرأ أيضاً:
لماذا العلاقة متوترة بين أمريكا وفنزويلا؟
البوابة - لم تكن العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا وليدة اللحظة، بل تعُود جذور الخلاف لعام 1999 منذ عهد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي تبنى نهجًا اشتراكيًا مناهضًا للولايات المتحدة، وطرح خطابًا ثوريًا يصف واشنطن بالإمبريالية. منذ ذلك الحين والعلاقة تشهد توترًا متصاعدًا، حتى بعد تسلم خلفه نيكولاس مادورو، لكنها وصلت إلى ذروتها خلال السنوات الأخيرة.
اقرأ ايضاًواشنطن لم تعترف بنظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وتدعم بدلاً من ذلك المعارضة الفنزويلية، معتبرة أن النظام الحالي غير ديمقراطي، وتصف الانتخابات الرئاسية التي فاز بها مادورو في 2018 بأنها مزورة وغير شرعية.
اعترفت الولايات المتحدة بزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس شرعي، وهو ما اعتبرته كاراكاس تدخلاً سافرًا في شؤونها الداخلية.
ملف الثروات الطبيعيةيتهم مادورو واشنطن بسعيها للسيطرة على ثروات بلاده، إذ تعتبر فنزويلا دولة غنية بالموارد، حيث تمتلك أكبر احتياطي نفطي مثبت في العالم، ما يجعل ملف النفط والطاقة محور اهتمام دولي كبير.
تجارة المخدراتنشرت الولايات المتحدة قواتها في البحر الكاريبي لمحاولة قمع عمليات تهريب المخدرات إلى الداخل الأمريكي.
اقرأ ايضاًتتهم الولايات المتحدة رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو وقيادات في نظامه بتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، خصوصًا من خلال شبكات تهريب كبيرة تستخدم طرقًا متنوعة تشمل الطائرات والسفن والبر. في حين نفى مادورو هذه المزاعم، مؤكدًا أنها تأتي في إطار مساعي واشنطن للسيطرة على بلاده ومواردها.
فرضت واشنطن عقوبات قاسية على قطاع النفط الفنزويلي، وعلى مسؤولين حكوميين كبار، وحتى على البنك المركزي، ما أدى إلى تعميق الأزمة الاقتصادية في فنزويلا، التي تعتبرها الحكومة حربًا اقتصادية ضدها، وفي المقابل ترتبط فنزويلا بعلاقات وثيقة مع خصوم أمريكا مثل روسيا، الصين، وإيران.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن