حاكم الشارقة يكرّم منظمة «كونيكسيو أفريقيا» الفائزة بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
كرّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، وسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، صباح اليوم الأربعاء، منظمة «كونيكسيو إفريقيا»، الفائزة بالدورة الـ 9 من جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين.
وسيسهم فوز منظمة «كونيكسيو إفريقيا» بجائزة قدرها 500 ألف درهم في توسيع نطاق عملياتها وتأثيرها في المجتمعات المحتاجة، ويأتي تقديراً لجهودها في استحداث تجربة عمل إنساني تعتمد على التعليم من أجل التوظيف، بهدف انتشال اللاجئين من دائرة الفقر في شرق أفريقيا، لا سيما في كينيا وملاوي وأوغندا.
وكان الحفل الذي أقيم في مقر هيئة الشارقة للكتاب، قد استهل بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، عقبه شاهد سموه والحضور مادة فلمية حول جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، وأهميتها وانعكاس نتائجها على المستفيدين، وإبراز الجهود الإنسانية التي تمت حول العالم من خلال تقديم حلول مبتكرة وتمكين اللاجئين للاعتماد على أنفسهم.
وألقت علياء المسيبي مدير مؤسسة القلب الكبير كلمة افتتاحية، أكدت فيها أن كلَّ إنسان في هذا العالم يحمل في داخله حكاية تستحق أن تُروى، غير أن التحدي الحقيقي يكمن في الإنصات للحكايات والاستجابة لها، مشيرةً إلى أن حكايات اللاجئين تمثل الاختبار الإنساني الأول للقيم والأخلاق والثقافة، ولما تتبناه الحضارة من مفاهيم التعاون والتكافل وحقوق الإنسان.
وأضافت المسيبي// وضع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي منذ البدايات الأساس الإنساني لمشروع متكامل في الفكر والتنمية، جعل من الإنسان محوراً لكل نهضة، ومن الكرامة معياراً لكل نجاح. وبقيادة كريمة من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ترجمت إمارة الشارقة هذه القيم إلى منظومات تعمل باستمرار، فتحول الخير إلى مؤسسات ترتقي بالعمل الإنساني، من الرعاية إلى التمكين، ومن المساعدة إلى الشراكة//.
وتناولت مدير مؤسسة القلب الكبير الجهود التي بذلتها منظمة «كونيكسيو إفريقيا» لتستحق الجائزة، قائلة// قدمت منظمة كونيكسيو أفريقيا نموذجاً عملياً استند إلى المعرفة والتعليم والارتقاء بالقدرات الذاتية للاجئين ليتحولوا من التلقي إلى الإنتاج، ومن انتظار الفرص إلى صناعتها، حيث دربت المنظمة مئات الشباب في كينيا وملاوي وأوغندا على المهارات الرقمية، وفتحت أمامهم أبواب سوق العمل بشراكات عالمية//.
واختتمت المسيبي كلمتها مؤكدة أن في كل عام يصل الفائز بكل جدارة واستحقاق للحصول على لقب الجائزة، مبينةً أن الفائز الدائم هو الخير الذي يصنع الأثر الإنساني المستدام، معبرة عن اعتزازها بأن إمارة الشارقة هي المبادِرة بأن تعمل على إعادة التوازن لمشروعات حول العالم رغم الحروب والنزاعات، معاهدة من الشارقة على استمرار العمل لأجل عالم أكثر عدلاً وإنسانيةً وأماناً.
وألقى خالد الحريمل المدير التنفيذي ونائب رئيس مجموعة «بيئة»، كلمة أكد فيها أن الجائزة أصبحت منارة عالمية لتكريم الجهود الإنسانية المخلصة، وتقدير كل من قدّم وقته وجهده في خدمة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، وأنها تجسّد بذلك الرؤية الإنسانية للشارقة، القائمة على الإيمان بأن الكرامة حق لكل إنسان، وأن الأمل يمكن أن يولد من العطاء.
وتوجه الحريمل بخالص التقدير والامتنان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، على توجيهاته الكريمة، ورؤيته الإنسانية التي لامست القلوب وألهمت العقول، متناولاً مواصلة مؤسسة القلب الكبير بقيادة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، مسيرتها الإنسانية المشرقة لتكون امتداداً لفكر صاحب السمو حاكم الشارقة ونهجه في نشر الرحمة والخير، معاهداً باستمرار «بيئة» في دعم مثل هذه الحملات والمبادرات الخيرية لتبقى الشارقة رمزاً للعطاء والأمل.
واستعرض الحفل أعضاء لجنة اختيار الفائز بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين لعام 2025، حيث تلقت اللجنة 790 ترشيحاً من مختلف المؤسسات والمنظمات الخيرية حول العالم، خضعت جميعها لعمليات تقييم دقيقة وفق معايير محددة تركز على حجم الأثر الإنساني للمبادرات المرشحة واستدامتها، ومدى مساهمتها في تحسين حياة اللاجئين والنازحين حول العالم، بالإضافة إلى التزامها بالمبادئ الإنسانية والشفافية.
وتخلل الحفل عرض فيلم ترويجي تناول تجربة منظمة «كونيكسيو إفريقيا» الفائزة بالجائزة، والتي جسدت منذ تأسيسها في عام 2019، نموذجاً رائداً في تحويل التعليم الرقمي إلى وسيلة حياة، وفي تمكين اللاجئين من بناء مستقبل قائم على المعرفة والعمل والإنتاج، إضافة إلى نجاح المنظمة برؤيتها المبتكرة، في ردم الفجوة الرقمية وتحويل المهارات التقنية إلى فرص عيش مستدامة، لتصبح من أبرز النماذج التي تجمع بين التكنولوجيا والإنسانية في آنٍ واحد.
وأكد فابيان دي كاستييا مدير منظمة «كونيكسيو إفريقيا» في كلمة ألقاها، أن جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين ليست تكريماً لمنظمة «كونيكسيو أفريقيا» وحدها، بل لأكثر من ألف شخص تم تدريبهم وتمكينهم حتى اليوم في مخيمات اللاجئين والمجتمعات المضيفة في أنحاء أفريقيا.
أخبار ذات صلةوأضاف دي كاستييا// نؤمن في كونيكسيو أن جعل واجب الوقوف إلى جانب الضعفاء والمحتاجين مستداماً يتطلب بناء جسور بين عالم العمل الاجتماعي وعالم الأعمال، وبين المجتمعات المهمّشة والاقتصاد العالمي، وبين مهارات اللاجئين وفرص الشركات، ففي العالم الرقمي تزول الحدود، وحين تزول الحدود، تُفتح الطرق أمام الشمول والكرامة والأمل//.
وأضاف مدير منظمة «كونيكسيو إفريقيا»// لنكون أكثر مرونة وابتكاراً في إشراك اللاجئين في صنع الحلول، وضعنا استراتيجية طموحة للسنوات القادمة، بحيث ننتقل من مرحلة المشاريع التجريبية إلى مرحلة توسيع الأثر، ففي عام 2026، سنوسّع برامجنا للتدريب الرقمي في كينيا وملاوي وأوغندا وغيرها، وسنطلق منهجا جديدا يركّز على مهارات المستقبل، كما نعمل في الوقت الحالي على تطوير ذراع للأعمال الاجتماعية تتيح توظيف خريجينا مباشرة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وإدارة البيانات، ودعم العملاء//.
واختتم دي كاستييا كلمته، قائلاً// يحمل تسلّمنا للجائزة في الشارقة معنى خاصا، فهي الإمارة التي لا تُعرف فقط بثقافتها ومعرفتها، بل بقلبها الإنساني الكبير، والمكان الذي يجسّد حقاً قيم الرحمة والتعاون التي تقود عملنا كل يوم//.
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة جلسة حوارية شارك فيها كل من سيث ماثياس سونيا مدير التطوير في منظمة «كونيكسيو أفريقيا»، وفيدليس موتوكو موتيندا مدير العمليات في المنظمة، مشاركين تجاربهما وإنجازاتهما وآمالهما المستقبلية مع هذه التجربة الإنسانية الرائدة.
وتحدث سيث ماتياس سونيا عن أهمية عقد الشراكات مع مؤسسات ومنظمات محلية وعالمية، والعمل على ربط الناس وتمكينهم من استخدام التكنولوجيا، موضحاً أن الجهود تصب على استدامة المشاريع في ظل التحديات التي تقابلهم مثل التمويل المادي، كون المنظمة تعمل على أن يصل اللاجئ لمرحلة الاستقلالية والاعتماد على نفسه.
من جانبه، تناول فيدليس موتوكو موتيندا آلية عمل المنظمة وإدارة عملياتها وتلبية طلبات المتعاملين، إلى جانب توصيل الأفكار للموظفين وتوفير البنية التحية اللازمة لضمان استمرارية العمليات، مؤكداً وجود العديد من قصص النجاح الذي يمكن أن تروى ويستفاد منها.
وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة العرض الأول والحصري للإعلان الترويجي للفيلم الوثائقي الثاني لمؤسسة القلب الكبير بعنوان «لا تعيدوا تسميتنا»، والذي أنتج بدعم من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومدينة الشارقة للإعلام (شمس)، حيث يوثق قصة منظمة «توميني ليتو»، الفائزة بالجائزة في عام 2020، مسلطاً الضوء على أثر المبادرات الإنسانية التي دعمتها الجائزة في إحداث التغيير وبناء الأمل في حياة اللاجئين حول العالم.
وجاء اختيار منظمة «كونيكسيو إفريقيا» من بين 790 ترشيحاً عالمياً نظير نهجها المستدام وتأثيرها الإيجابي في تمكين اللاجئين من الاعتماد على الذات، من خلال برامج تدريب رقمية عملية تربط بين التعليم وفرص كسب الدخل. فقد نجحت «كونيكسيو إفريقيا» في تدريب أكثر من 8 آلاف لاجئ ومحتاج في كينيا وملاوي وأوغندا، ووفرت لهم فرص عمل حقيقية في مجالات الاقتصاد الرقمي، ما ساهم في رفع متوسط الدخل الشهري من دولار واحد إلى نحو 200 دولار أميركي، مع معدلات توظيف وصلت إلى 90%.
وتُعد المنظمة نموذجاً عالمياً في دمج التكنولوجيا بالعمل الإنساني، إذ أنشأت مراكز رقمية داخل المخيمات مزوّدة بإنترنت عالي السرعة «Starlink» وخدمات مساندة مثل رعاية الأطفال، لتسهيل مشاركة النساء في برامجها، حيث تمثل النساء 66% من إجمالي المستفيدين. كما تُشرك اللاجئين في عمليات التدريب وبناء القدرات، مما يعزز استدامة برامجها وأثرها على المدى الطويل.
كما شهد الحفل الإعلان عن فتح باب التسجيل في الدورة العاشرة من الجائزة لعام 2026، في دعوة لمواصلة تمكين المبادرات الملهمة في ميادين العمل الإنساني والإغاثي على مستوى العالم.
وتسعى جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين إلى دعم الحلول الإنسانية العملية التي أثبتت كفاءتها على أرض الواقع، وأسهمت في تعزيز مكانة المهارات الرقمية كمسار فعّال لمناصرة اللاجئين حول العالم، مؤكدةً أن الاستثمار في المهارات والاندماج الاقتصادي هما عاملان أساسيان لبناء مستقبل يعيش فيه اللاجئون حياة كريمة.
حضر الحفل بجانب سموهم كل من: الشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، والشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مدير عام مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، وعدد من كبار المسؤولين، وممثلي المنظمات الخيرية والداعمين.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشارقة سلطان القاسمي جائزة الشارقة الدولیة لمناصرة ودعم اللاجئین صاحب السمو حاکم الشارقة مؤسسة القلب الکبیر محمد القاسمی حول العالم جواهر بنت
إقرأ أيضاً:
بدور القاسمي تطلق كتاب أخبروهم أنها هنا... بحثاً عن ملكة مليحة في معرض الشارقة للكتاب
• رحلة فكرية وبحثية توثّق الممالك النسائية في الجزيرة العربية وتعيد قراءة التاريخ بروح إنسانية جديدة -
أطلقت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة كلمات، وسفيرة النوايا الحسنة لليونسكو في مجال التعليم وثقافة الكتاب، إصدارها الجديد بعنوان "أخبروهم أنها هنا... بحثاً عن ملكة مليحة"، والصادر عن دار "روايات"، إحدى دور مجموعة كلمات، وذلك ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
في مقدمة الكتاب، كتبت الشيخة بدور القاسمي تقول:"هذا الكتاب ليس حكاية عابرة، بل هو مناجاة، وابتهال، ونسيج نوراني نسجتُه من خيوط الذاكرة والأسطورة. إنه إظهار لجذوري ـ تلك الجذور الضاربة بعمق في تُراب الأسلاف، المتشابكة بالروح، والحزن، والحنين، والحب. وحين أكشف جذوري، إنما أجسد روحي، متتبّعة خطى الذين ساروا قبلي منذ زمن بعيد، وما تزال أصداؤهم حيّة في كل ذرّة رمل، وفي كل هبّة ريح."
يقدّم الإصدار طرحاً فكرياً وبحثياً يتوزع على قسمين رئيسيين؛ يتناول الأول رؤية الكاتبة وأفكارها ونظرتها إلى الحياة والأرض والذات، متوقفاً عند مفاهيم الانتماء والأسرة والثقافة والسلالة في سياق تأملي يعكس رحلتها في البحث عن المعنى الإنساني المتصل بالجذور والهوية.
أما القسم الثاني، فيوثّق بحثاً علمياً حول الممالك النسائية في الجزيرة العربية، ولا سيما في منطقة مليحة، مستنداً إلى مكتشفات أثرية ونقود قديمة أبرزها نقود أبيئيل التي تشير إلى وجود سلالة من الملكات حُفرت أسماؤهن على النقود المكتشفة في الموقع التاريخي لمليحة.
ويأخذ الكتاب القارئ في رحلة معرفية وميدانية خاضتها الشيخة بدور القاسمي لاكتشاف ذاتها وهويتها الثقافية عبر التجربة والسفر وتسلق الجبال ودراسات معمقة في علم الآثار، وصولاً إلى استكشاف تاريخ مليحة وثقافتها المحلية وما تختزنه من إرث اجتماعي وإنساني وثقافي متنوع.
وتربط الكاتبة في هذه الرحلة بين الذاكرة الشخصية والجماعية وبين البحث العلمي الذي يكشف الدور الذي أدته المرأة العربية في مراحل مبكرة من التاريخ، من خلال ممالك نسائية قادتها ملكات عربيات في فترات مختلفة.
كما يسلّط الكتاب الضوء على عدد من الملكات العربيات اللاتي سجلهن التاريخ، مثل زنوبيا وبلقيس وملكات القمر المكرّبات والملكة شمس، ويُختتم بخريطة مقترحة توضّح توزيع ملكات العرب والممالك التي حكمنها عبر مناطق الجزيرة العربية، في عمل يجمع بين الدقة البحثية والرؤية الثقافية التي تسعى إلى إعادة قراءة التاريخ العربي بمنظور جديد وأسلوب حديث.
ويستند الكتاب إلى طيف واسع من المراجع والمصادر التي تمزج بين النصوص الأدبية والشعرية العربية القديمة ـ مثل أشعار المتنبي وأبي نواس ـ ومجموعة اقتباسات من الأدب العالمي لعدد من الكتّاب الكبار، من بينهم لوركا وكامبل وآخرون، إلى جانب المراجع الآثارية والدينية، كما يستشهد الكتاب بمقولات من الموروث الصوفي، ما أضفى على الكتاب عمقاً روحياً وفكرياً أغنى محتواه وجعل منه عملاً يجمع بين البحث والمعرفة والتأمل الإنساني.