رغم العدوان والحصار، ينهض وعي اليمن كالسيف المضيء، يقطع خيوط المكر، ويحوّل كل محاولة لتخريب الوطن إلى فشل ذريع، ويثبت أن الأرض التي أنجبت الثورة لا تُقهر ولا تُخدع.
عملية ”ومكر أولئك هو يبور” لم تكن مجرد إنجاز أمني عابر، بل محطة فاصلة أكدت أن المخابرات الأجنبية مهما تطورت أدواتها، لن تتجاوز يقظة رجال الإيمان والوطن، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية اليمنية من كشف غرفة عمليات استخباراتية مشتركة بين وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) والموساد الصهيوني والمخابرات السعودية، تدار من داخل الأراضي السعودية، تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن وخدمة مشاريع العدو العدوانية.
لكنّ وعي رجال الأمن اليمنيين كان السور الحصين، إذ أسقط غرفة الظلام في لحظة حاسمة، لتحوّل مخططات الأعداء إلى فضيحة مدوّية كشفت ضعفهم وهشاشتهم، وأثبتت أن الأرض اليمنية لم تعد ساحة مفتوحة للمكر الخارجي، وأن العيون الساهرة في صنعاء لا تنام، لقد أراد العدو أن يخترق اليمن بالتقنيات الحديثة وأجهزة التجسس، فاخترقه اليمن بالإيمان والبصيرة، وأراد أن يزرع الفوضى فحصد الخيبة والانكشاف.
هذه العملية لم تكن مجرد ضربة استخباراتية، بل انتصارٌ للوعي اليمني، وامتدادٌ لثورة الإيمان والسيادة التي علّمت أبناءها أن حماية الوطن مسؤولية عقيدة وكرامة قبل أن تكون مهمة أمنية.
اليمن اليوم أشد صلابة، وأكثر وعيًا ، كل شبكة خيانة تتكشف، وكل يد تمتد إلى أمنه تُكسر، لأن هذا الشعب أدرك أن معركته الحقيقية هي معركة وعيٍ وإيمانٍ وثبات، وصدق الله القائل: «وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ»، فمكرهم يبور، ومؤامراتهم تنهار، واليمن ينهض من بين جراحه أكثر قوةً وبصيرةً وعزيمة.
هذا هو اليمن الذي أرادوا إخضاعه، فكان هو من أخضعهم بحكمته ووعيه، وهذا هو شعب الثورة الذي يكتب اليوم معادلة الأمن الحصينة، عنوانها الدائم: الإيمان أقوى من المكر، والوعي حصن السيادة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ذكرى نياحة أحد أعمدة الإيمان الأرثوذكسي البابا بطرس الثالث
تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، الموافق الثاني من شهر هاتور القبطي، ذكرى نياحة البابا بطرس الثالث البطريرك السابع والعشرين من بطاركة الكرازة المرقسية.
البابا بطرس الثالثوقال كتاب السنكسار الكنسي، الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين، إنه في مثل هذا اليوم من سنة ٢٠٤ للشهداء (٤٨٥م) تنيَّح البابا بطرس الثالث. وكان البابا الراحل تلميذًا للبابا ديوسقوروس، وقد رسمه قسًا بمدينة الإسكندرية، ثم خدم إلى جوار البابا تيموثاوس الثاني البطريرك السادس والعشرين، وكان خير معين له في الخدمة والرعاية.
وبعد نياحة البابا تيموثاوس، تم اختيار القس بطرس ليكون بطريركًا في الرابع من توت سنة ١٩٤ للشهداء (٤٧٧م). وخلال فترة خدمته وصلته رسالة من القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يؤكد فيها إيمانه بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح بحسب تعليم القديسين كيرلس وديوسقوروس، فكتب إليه البابا بطرس مؤيدًا هذا الإيمان وأرسل رسالته مع ثلاثة من الأساقفة العلماء الذين قبلهم البطريرك أكاكيوس وشاركهم الصلاة والقداس.
ما هو كتاب السنكسار؟جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.