سعد عبد الراضي (الشارقة)

أخبار ذات صلة سلطان بن أحمد القاسمي يشهد لقاء «بودكاست أسمار» الأدبي الشارقة ضيف شرف معرض وارسو الدولي للكتاب 2026

شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 44، انعقاد الندوة الدولية الرابعة لمجلة «كتاب» التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، وتوزعت الندوة على يومين بمشاركة 8 باحثين وأكاديميين عرب وأجانب، وجاءت ندوة هذا العام بعنوان «تأليف الحديقة: قراءات في القصيدة الأندلسية وتحولات الأثر»، قدّم المشاركون فيها رؤى جديدة في قراءة الشعر الأندلسي، وجمالياته، وامتداد أثره في الشعر العربي والعالمي.


استهلّ الندوة الدكتور صلاح جرّار، بورقة تناولت العلاقة الجمالية بين المرأة والطبيعة في الشعر الأندلسي، موضحاً أن الشاعر الأندلسي جمع بينهما بوصفهما رمزين للجمال والعطاء، وأن حضور الطبيعة، من أنهار وحدائق وظلال، لم يكن خلفية وصفية، بل جزءاً مكمّلاً لعاطفة القصيدة وعمقها الإنساني. وخلص جرّار إلى أن الأندلس صاغت نموذجاً شعرياً تتداخل فيه الطبيعة مع صورة المرأة في وحدة جمالية لا تنفصل.
وقدّمت الدكتورة فكتوريا خريش، ورقة بعنوان «من غرناطة إلى فلسطين.. الأندلس في الأدب العربي المعاصر»، حلّلت فيها حضور الأندلس في شعر محمود درويش، ونزار قباني، ورضوى عاشور، بوصفها مُكوّناً للذاكرة العربية الحديثة. وأكدت أن الأندلس لم تعد حنيناً إلى الماضي، بل أداة لقراءة الحاضر، ومجالاً لفهم المنفى والهوية والحرية.
أما الدكتور محمد حقي سوتشين، فناقش في ورقته بوادر الحداثة المبكرة في الشعر الأندلسي، مستعرضاً تجارب شعرية كسرت القوالب التقليدية، وأدخلت لغة مبتكرة، وصوراً جديدة، وإيقاعاً مغايراً. وأوضح أن التنوع الحضاري في الأندلس مكّن الشعراء من إنتاج أشكال متقدمة على زمنها، مما جعل الأندلس أحد جذور الحداثة الشعرية العربية.

أنسنة الطبيعة
وقدّمت الدكتورة حورية الخمليشي، بحثاً بعنوان «البحث عن الجنة.. أنسنة الطبيعة والانفتاح على الفنون في القصيدة الأندلسية»، رصدت فيه دور الطبيعة بوصفها كائناً إنسانياً حياً في النص الأندلسي، ودور الفنون -خاصة الموشحات- في توسيع أفق القصيدة. وأكدت أن الأندلس شكّلت فضاءً إنسانياً متداخلاً بين الطبيعة والفكر والفن.
وتناولت الدكتورة لوث غوميث، في ورقتها الأندلس في شعر درويش من منظور لوركي، معتبرة أن الشاعر الفلسطيني استعاد الأندلس مكاناً للذاكرة، وزمناً للمنفى، وجسراً بين فلسطين وغرناطة. وشددت على أثر الشاعر الإسباني لوركا في تشكيل الفضاء الأندلسي الدرويشي، خصوصاً من حيث الرمز والإيقاع والموسيقى الداخلية للقصيدة. وقدّم الشاعر زهير أبو شايب، ورقة نقدية جمعت بين التاريخ والوجدان، مؤكداً أن الأندلس ليست زمناً منقطعاً، بل فضاء حلمياً يتداخل فيه الماضي والحاضر والمستقبل. وتوقف عند صوت المرأة الأندلسية، مؤكداً أنّه جزء أساسي من التجربة الشعرية، وقد عرض نماذج لشاعرات أندلسيات قدّمن نصوصاً حرة وناضحة، حسياً وفكرياً.

بورخيس والأندلس
وفي بحث بعنوان «بورخيس والأندلس.. قراءة في قصيدة الحمراء»، أوضحت الدكتورة باهرة عبد اللطيف كيف تجسدت الأندلس في أدب بورخيس رمزاً للجمال والحلم والخلود. وقدّمت تحليلاً لجمالية قصر الحمراء في شعره، مؤكدة أن الشاعر الأرجنتيني أعاد صياغة الأندلس بوصفها يوتوبيا ثقافية وإنسانية.
واختُتمت الندوة بورقة يوسف المحمود، التي تناولت جماليات الخط العربي، وأثرها في الشعر الأندلسي، مبيّناً أن الخط، بنسيابه ورشاقته، أسهم في تشكيل الذائقة البصرية للشاعر الأندلسي، وأن القصيدة كثيراً ما جاءت انعكاساً لفضاء معماري وخطي واحد، مما جعل الشعر الأندلسي يجمع بين الإيقاع السمعي والبصري.
وشهدت الفعالية صدور كتاب يوثّق أعمال الندوة أعدّه الشاعر علي العامري، متضمناً كلمة رئيس تحرير المجلة أحمد بن ركاض العامري، وكلمة مدير التحرير ومنسق الندوة، ثم البحوث والمداخلات والرؤى النقدية التي طُرحت خلال يومي الندوة، ليكون مرجعاً جديداً في دراسة الشعر الأندلسي، وتحولات أثره في الشعر العربي والعالمي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: معرض الشارقة الدولي للكتاب الإمارات معرض الشارقة للكتاب الشارقة معرض الشارقة هيئة الشارقة للكتاب الشعر الأندلسي الأندلس الشعر الأندلسی الأندلس فی فی الشعر

إقرأ أيضاً:

استمرار تنفيذ الحملة الأمنية المشتركة داخل بلدية حي الأندلس

تتواصل الحملة الأمنية المشتركة داخل نطاق بلدية حي الأندلس بمشاركة مديرية أمن طرابلس وعدد من الأجهزة والوحدات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، وذلك في إطار تنفيذ الخطة الأمنية الشاملة الهادفة إلى ترسيخ هيبة الدولة وتعزيز الأمن والاستقرار.

وتشارك في الحملة كلٌّ من جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، وجهاز المباحث الجنائية، ومكتب المعلومات والمتابعة الأمنية، والإدارة العامة للدعم المركزي، إلى جانب الشرطة العسكرية بوزارة الدفاع، في تنسيق أمني مشترك يهدف إلى تعزيز الجهود الميدانية لمكافحة الجريمة.

وتركّز الحملة على مواجهة مظاهر الجريمة والسطو المسلح والاعتداءات على المواطنين، وضبط المطلوبين ومخالفي القوانين، بما يسهم في حفظ الأمن العام وحماية الأرواح والممتلكات.

وتأتي هذه الخطوة في إطار التكامل بين المؤسسات الأمنية والعسكرية، لتنفيذ خطط استباقية تهدف إلى رفع مستوى الانضباط الأمني، وإرساء بيئة آمنة يسودها الاستقرار واحترام القانون وحقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد لقاء «بودكاست أسمار» الأدبي
  • «صيدلية الشعر».. التشافي بالكلمات في «الشارقة الدولي للكتاب»
  • «أبوظبي للتراث» تستعرض إصداراتها الأدبية في «الشارقة للكتاب»
  • استمرار تنفيذ الحملة الأمنية المشتركة داخل بلدية حي الأندلس
  • هل تُسبّب الماتشا تساقط الشعر؟ خبراء التغذية يكشفون الحقيقة وأبرز الفئات الأكثر تأثرًا
  • المعنى في بطن الشاعر!!
  • أمسية شعرية تجمع أعضاء لجنة تحكيم «شاعر المليون»
  • مؤلف مسلسل «د.هاوس» يكشف أسرار الصنعة لجمهور «الشارقة للكتاب»
  • مات ويتن مؤلف مسلسل «د.هاوس» يكشف أسرار الكتابة الناجحة لجمهور الشارقة للكتاب