لجريدة عمان:
2025-11-14@18:18:05 GMT

متى سيبقى عطرك عالقا بالأذهان؟

تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT

متى سيبقى عطرك عالقا بالأذهان؟

يبدو أن لا أذن تسمع ولا عين ترى، فكم من محاضرات دينية نبهت، وتعرضت للتحذير من بعض الأفعال الخاطئة التي يمارسها بعض الناس عن "جهل".

فالبعض تتعجب من حجم إنفاقه السنوي في مساعدة الآخرين؛ ظاهريًا هو خير عميم، ولكن باطنه شر مستطير. كيف ذلك؟

تحدث الخطباء في منابر المساجد والجوامع عن أشخاص اعتنقوا فكر "الرياء والمظاهرة" كمسلك لهم في كسب ود الناس والحصول على الثناء، وارتداء ثوب الشهرة وحديث الناس عنهم وعن أعمالهم، لكنهم والله أبعد من أن يكونوا ذوي تقوى وورع، فكل ما يقومون به هو تسخير الآخرين في خدمة أنفسهم وإدارة أمورهم عند الناس!

وكم من عارف بالله أسدى لهم النصيحة وحثهم على تقوى الله في الناس وعدم التشهير بحوائجهم، لكن قسمًا كبيرًا منهم لا يعي ولا يرتدع، بل يتمادى في التلذذ بسؤال الناس لهم، ومن ثم يكشف أسرارهم على الملأ، مدعيًا أنه كان عونًا لهم في محنتهم، ناسٍ بأن الله قادر على كل شيء.

البعض حتى اللحظة لا تعجبه هذه النصيحة: "اعمل الخير بصوت هادئ فغدا يتحدث عملك بصوت مرتفع"، وأيضا يعرض تماما عن قول آخر: "اترك أثرا طيبا أينما حللت، فإنما الإنسان أثر.. فانظر ما أنت تارك خلفك، أينما حللت اترك أثرا جميلا: كلمة طيبة، معاملة حسنة، خلقا كريما، مكانا نظيفا. أنت تنساه، لكن الله يحفظه لك"، وقول ثالث يقول: "كن ذا بصمة في قلوب تمر بها وتمر بك.. كن معطاءً سخيًا، كن ذا أثر في حياة من تحب، وفي حياة الناس جميعًا، اترك أثرًا طيبًا أينما حللت.. سترحل يومًا ويبقى عطرك عالقًا بالأذهان".

هي أقوال خالدة ونصائح ذات قيمة كبيرة، ولكن البعض لا يفكر فيها، بل يسعى دوما لتحقيق مصالحه، أما حوائج الناس فهي الطريق الذي يسلكه لإيذائهم. فبعض الناس يعد قائمة طويلة ممن قام بمساعدتهم، ثم يعرضها على الملأ معتقدًا أنه قام بإنجاز عظيم، لكنه والله فعل ذميم.

إن قضاء حوائج الناس بالكتمان يكون أثره عظيمًا عند الله والناس، فالدين الإسلامي ينهى عن التشهير بحاجات الناس وكشف جوانب النقص التي يعانون منها. فالله سبحانه وتعالى منحك الخير وأعطاك من حيث لا تحتسب، فلا تنفق من أجل الرياء والتعالي ونسب الفضل إليك.

من الأشياء الراسخة في الحياة أن الإنسان بعد سنوات من سيره في طريق الظلالة سيدرك شيئا مهما، وهو أن الزمن لا يتوقف، والأيام هي من تعلم البشر ما لا يتوقعون حدوثه. فقد يبدل الله حالك إلى حال آخر، وهناك نماذج بشرية كثيرة تغيرت حياتهم من الغنى إلى الفقر، لذا عليك أن تكون على الدوام مستعدًا، وستدرك أن الخسائر قد تأتي إليك فتحسر مالك ونفسك.

ومن الثوابت في الحياة الدنيا أن الإنسان يرتقي بعمله الصالح الموجه إلى الله عز وجل، فقد تظفر بدعوة خالصة من قلب صادق تُستجاب، فتربح دنياك وآخرتك، وربما تصلك دعوة أخرى من روح أحبتك أو نفس، فتُرد إليك جميل صنعك فتُثاب على عملك الصالح.

أما سألت نفسك يومًا: متى سيبقى عطرك عالقًا بالأذهان؟

والجواب: عندما تترك أثرا طيبا في نفوس الناس، سيصلك دعاؤهم وترحمهم عليك. فكن على حذر من الدنيا، فكل ما في جيبك الآن سوف يذهب إلى غيرك، فالأكفان، كما نعلم، ليس بها جيوب مخفية يمكن أن نخبئ فيها ما نملك من متاع الدنيا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي يكشف عن فئة من الناس يباهي الله بهم الملائكة.. من هم؟

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الله تعالى يرفع من مكانة عباده المجتهدين في الطاعات، ويُباهي بهم الملائكة في كل وقت يجتهدون فيه.

وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن أحاديث النبي ﷺ تتحدث عن مباهات الله بالعباد في مناسبات متعددة، مثل يوم عرفة، وليلة القدر، ويوم الجمعة، وقيام الليل، وحتى انتظار الصلاة، مشيرًا إلى أن كل عبادة يؤديها العبد بإخلاص وتفرد تكون سببًا لمباهات الله به أمام الملائكة.

وأضاف أن من بين هذه الأمثلة، الأعرابي الذي يصلي وحده في الصحراء وقت الصلاة، أو الشخص الذي يمتنع عن معصية أو إغراء، أو من يحافظ على قيام الليل، فكل هؤلاء يباهي بهم الله تعالى أمام الملائكة لحرصهم على الطاعة والاجتهاد في القربات.

خالد الجندي: لا إيثار في العبادات.. العلاقة في الإسلام تنافسية لا تفضيليةالشيخ خالد الجندي: تفاوت الرزق سنة إلهية.. والرضا أغنى من المالكله من عند الله.. خالد الجندي: احذروا شرك النفس وانسبوا النعمة إلى المُنعمخالد الجندي: المشاركة في الانتخابات واجب وطني

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى موقف من السنة، حينما أخبر النبي ﷺ عن جماعة من الصحابة الذين جلسوا في المسجد بعد صلاة المغرب منتظرين الصلاة التالية، فقال لهم: «الله يباهي بكم الملائكة»، موضحًا أن هذا الحديث يعكس فضل المثابرة والاجتهاد، وأن الله يقدّر من يُداوم على الطاعات حتى في لحظات الانتظار.

وأكد الجندي أن معرفة العبد بهذا الموقف تعطيه مكانة عظيمة عند الله عز وجل، وتوضح أن الاجتهاد في الطاعات ليس مجرد فعل شخصي، بل لحظة مباهة إلهية أمام الملائكة، وهو ما يعكس قيمة التفرد والاجتهاد في العبادة والنية الصادقة لله.

طباعة شارك الشيخ خالد الجندي برنامج لعلهم يفقهون انتظار الصلاة

مقالات مشابهة

  • هل يجب الستر على العصاة أم يجوز الإخبار بالمعصية؟.. الإفتاء تجيب
  • عالم أزهري: الغيرة على الدين لا تعني الاندفاع والتهور
  • الغيبة والنميمة أدوات لهدم المجتمع
  • خالد الجندي يكشف عن فئة من الناس يباهي الله بهم الملائكة.. من هم؟
  • صلاة الاستسقاء .. اعرف كيفيتها ودعاءها وفضلها
  • عمرو الورداني: الفراغ الروحي أخطر أزمات العصر.. ووفرة المعلومات تحولت إلى أزمة وعي
  • سقوطُ الإنسان.. من شرارةِ الحسد إلى نارِ الانتقام
  • لماذا يرغب الناس في التشارك بأفكارهم؟
  • المفتي يحث المسلمين على أداء صلاة الاستسقاء غداً